انحدار قطاع التعليم العالي

انحدار قطاع التعليم العالي
الأربعاء 23 يناير 2019 - 05:59

بين عزوف الفاعل الأكاديمي وسكوت الفاعل السياسي

تعيش الجامعة المغربية، على وقع انحدار ملحوظ يمس مختلف بنياتها التكوينية والبحثية والتدبيرية. وهو الانحدار الذي يمكن تلمسه من خلال مؤشرات كثيرة أشدها بروزا وتأثيرا ارتفاع عطالة الخريجين، وتدني مستوى المخرجات العلمية والمعرفية والمهارية لطلبة المؤسسات الجامعية، فضلا عن مؤشرات أخرى يمكن قياسها بحسابات الجودة والملاءمة والتجديد والمساهمة في أوراش التنمية الترابية.

إن الأسئلة الذي ظلت غائبة ومغيبة سياسيا طيلة هذه المدة هي: أي جامعة نريد؟ وما هو سبيل بلوغها؟ وما الذي ينبغي مباشرته اليوم من الإجراءات كي نختصر الطريق إلى هذه الغايات ؟ وهذه أسئلة لم يبادر أي من الفاعلين السياسيين إلى طرحها أو حتى الاقتراب من شُرُكها الكثيفة، فبالأحرى الإجابة عنها ولو على سبيل التخمين والاستبصار. بل إن مجافاة هذه الأسئلة أصابت الباحثين الأكاديميين أيضا، إذ يندر أن تجد من الباحثين -أفرادا ومؤسسات- من يولي إشكالية تأهيل الجامعة المغربية عناية أو أولوية، والغالب في تقديرنا أن السبب في جوهره وجه من أوجه الانحدار موضوع الحديث، ونعني هنا غياب التواصل والحوار بين الهيئات الأكاديمية ونظيراتها السياسية. وهو ما يتضح من خلال استقالة المثقف الأكاديمي وعزوفه عن الفعل السياسي -مشاركةً وعرضا ومعارضة-، لا سيما وأن مسؤولية تضييق الهوة بين الدرس السوسيولوجي والبيداغوجي من جهة وبين التنظير السياسي من جهة ثانية، هي مسؤولية المثقف الغيرالمسكون بانشغالات مجتمعه.

أما أسباب سكوت الفاعل الأكاديمي عن طرح هذا السؤال ذي البعد الغائي الاستراتيجي فيعود إلى جملة أسباب، منها شيوع ثقافة التدبير الآني والمرحلي لدى الهيئات التدبيرية الجامعية المغربية، واضطرارها إلى توجيه جُهدها كاملا صوب حل المشكلات وتصريف الأزمات المزمنة التي تتخبط فيها المؤسسة، عوض التفكير في مخططات استشرافية بعيدة المدى تتأسس على قاعدة التشخيص الدقيق لمكامن الخلل. ذلك أن المسؤول الجامعي -بيداغوجيا كان أم إداريا- يجد نفسه واقعا في ظل مشكلات لا حصر لها تفرض عليه التصرف الآني وإيجاد الحلول التي لا تقبل التأجيل (ضعف المدخلات، إشكالية التمثيلية النقابية، مساطر المنح والإيواء الجامعي، ضغط الامتحانات…) ولذلك يندر أن تجد من بين المسؤولين الجامعيين من يستطيع مقاومة إكراهات التدبير اليومي واللحظي.

من أسباب انصراف الفاعل السياسي أيضا عن الخوض في هذا السؤال ميله إلى الاشتغال الاختزالي على قضايا المجتمع المختلفة، ونظرته القطاعية الضيقة. ذلك أن التمثل المغربي للفعل السياسي تمثل انتخابي محض لا يرى في السياسة غير استحقاقات وأصوات ومصالح ظرفية. لذلك لا تجد من الهيئات السياسية المغربية غير قلة من الأحزاب التي تراهن على التعليم وتعتبره الحصان الأول الذي ينبغي الرهان عليه لتجاوز الوضع التنموي الراهن.

بل إن هذه الهيئات المستثناة، حتى وهي تراهن على التعليم ، فهي لا تقدم تصورا سياسيا ذا محتوى إجرائي يجعل مشروعها القطاعي الخاص بالتعليم العالي واقعا في قلب مشروع مجتمعي واضح المرتكزات منسجم الأهداف. وللتوضيح أكثر نقول إن الوثائق الحزبية والأوراق السياسية التي تناقَشُ في خضم المؤتمرات والاجتماعات الحزبية لا تنطلق في مجملها من نظرة شمولية إلى أعطاب المنظومة التعليمية، بل تكتفي، في الغالب، باستحضار الاختلالات القطاعية على نحو تبسيطي محكوم بالرغبة في تحقيق نتائج سريعة. وهو ما يحول دون طرح الأسئلة أعلاه طرحا علميا وسياسيا دقيقا.

لماذا اذن يستمر السكوت عن هذه الاختلالات كلها، ومن المستفيد من إبقاء الوضع على هذا النحو؟ سؤال قد يكون الجواب عنه موضوع خلاف، وقد يؤدي الخوض فيه إلى سجالات وخصومات إضافية. لكن المؤكد أن الجميع متفق أن الخاسر الأكبر هو الجامعة العمومية، وأن المتربص والمستفيد من الوضع هو القطاع الخاص، الذي يمني النفس بزيادة انحدار العرض الجامعي، كي يكشر عن أنيابه ويشرع في عرض بضاعته التكوينية وفق شروط السوق ومنطق الربح.

في ظل هذا المناخ المأزوم، تفقد المؤسسة الجامعية فرصتها في خلق التنمية وتحفيز الديناميات الاقتصادية والاجتماعية ، وتكرس في الأذهان صورة سلبية عن المؤسسة الجامعية. ولذلك يجب العمل على تكثيف الجهود الرامية إلى بلورة استراتيجية بحثية واضحة، وتشجيع مشاريع تطوير المؤسسة الجامعية ، في أفق تجاوز العثرات، وتثبيت أقدام الجامعة في مجال تدبير الحياة الاجتماعية والاقتصادية للساكنة، ومن المسالك التي نراها في اعتقادنا لازمة لبلوغ هذا المرمى على الأمد المنظور نذكر أساسا:

– استشراف الحاجات السوسيواقتصادية ، من خلال إنجاز بحوث ودراسات رصينة، ثم فتح تكوينات جامعية ذات صلة بالمحيط السوسيواقتصادي لجهات الوطن وأقاليمه. وهو ما لن يتأتى إلا بعد تقويض أركان التصور الكلاسيكي الذي لا يرى من صلات ممكنة بين مخرجات المؤسسة الجامعية واحتياجات سوق الشغل. وهذه غاية تقضي، بالضرورة، استدعاء الشركاء السوسيو-اقتصاديين للمساهمة الفاعلة في التدبير البيداغوجي والمالي للمؤسسة الجامعية، وذلك عن طريق الهيئات الجامعية المختلفة (مجالس الجامعات، مجالس المؤسسات، الشعب ..).

– الاستعانة بوسائط تعليمية سمعية وبصرية وإلكترونية تسمح للطلبة المكوَّنين بالمشاركة في بناء المهارات، وبالتفاعل الجماعي الآني. كما ترفع إحساسهم بالمساواة في توزيع الفرص، ذلك أن الطالب يستطيع المشاركة في بناء تعلماته باستعمال صيغ التواصل الإلكترونية المخالفة، عكس ما يجري بالمدرجات الكلاسيكية لاعتبارات الاكتظاظ، وطريقة توزيع المقاعد…

– استحداث نظام تعويضات منصف للأساتذة الباحثين، تزكيه مجالس المؤسسات، على قاعدة الخدمات المنجزة والتكوينات المستمرة، والرصيد البحثي..

– تشجيع مجموعات البحث، وإغناء الرصيد المكتباتي للمؤسسات الجامعية..، ورقمنة المكتبات الجامعية، وإحداث مستودع رقمي للرسائل الجامعية التي أجازتها المؤسسات الأكاديمية، وهو ما سيساهم في توزيع المجهود البحثي على المجالات والمواضيع بشكل متوازن وعادل، ومن ثم الوقوف في وجه التعامل الحدسي والاجتهادات الفردية في انتقاء مواضيع البحث العلمي.

– تأسيس مكتبات افتراضية تتيح الوصف الموضوعي والمادي للوثائق الإلكترونية، وبذلك يسهل على الباحثين (طلبة واساتذة) الوصول إلى معلومات في آماد قياسية مقارنة مع تتيحه المكتبات الورقية التقليدية.

– تثمين المنجز من البحوث والدراسات ذات القيمة العلمية الرفيعة، والعمل على نشرها واستغلال خلاصاتها وتوصياتها بهدف تنمية المحيط الاقتصادي والاجتماعي بنيات التسيير الإداري للقطاع البحثي، وبخاصة بمختلف مدارس الدكتوراه ، وذلك من من خلال تولي نواب لرؤساء الجامعات مكلفين بمدارس الدكتوراه توكل لهم الصلاحيات التامة لتنظيم البحث العلمي وتأطيره وتوجيهه، وكذا عقد الشراكات الوطنية والدولية، وتجميع الوسائل التقنية والموارد المتاحة وفق استراتيجيات متنوعة (قصيرة-متوسطة-بعيدة المدى).

– إعادة النظر في تجربة المهننة، إذ تم منذ سنوات اعتماد إجازات مهنية عديدة بمختلف الجامعات المغربية، ويبدوا أن مجملها فشل في توفير المخرجات المطلوبة. فهل هذه علامة على فشل الورش البيداغوجي المهني؟ ولذلك ينبغي استبداله بورش آخر. الأمور، في تقديرنا، ليست على هذا النحو. وفشل هذه الخيارات المهنية لا يعني فشل خيار المهننة بوصفه محركا جديدا لقطار الجامعة. بل يعني وجود أعطاب أخرى في هذا المحرك، والمطلوب مباشرة مهام البحث عن هذه الأعطاب وإصلاحها بحكمة وروية وليس استبدال المحرك كاملا.

– إشاعة الثقافة الرقمية داخل أسوار المؤسسات الجامعية على نحو تؤطره المعرفة العالمة، والتدبير الرشيد، والاستغلال العقلاني للعتاد والموارد.

هذا ونثير في ختام هذا المقال المقتضب حاجة البلد إلى مشروع نهضوي كبير يكون قطاع التعليم عماده ومرتكزه، يتم فيه هندسة إجماع حقيقي بين كل الفاعلين والمتدخلين على ضرورة إحداث ثورة تعليمية تقطع مع عثرات الماضي وانتكاساته المتعددة. حتى ولو تطلب الأمر تأجيل النظر في غيره من الأوراش الاجتماعية والاقتصادية؛ لأن التعليم الجيد هو الوحيد القادر على جلب الحلول الناجعة لكل المعضلات الاجتماعية (البطالة، الفقر، الجريمة . هي بعض الملابسات المتعددة المداخل، تحتاج إيمانا صادقا بالقدرة على إحداث الأثر، وحرصا على مقاومة الإخفاق الذي أصبح ممسكا بالنفوس، بسبب تراكم الخيبات الناتجة عن فشل مشاريع الإصلاح المنصرمة.

*جامعة محمد الأول وجدة

‫تعليقات الزوار

21
  • ابو مروة-ج-ن
    الأربعاء 23 يناير 2019 - 11:04

    باختصار و للخروج من العموميات يجب اولا القطع مع نهج التدبير التقليدي اي اعتبار الجامعة مرفق عمومي و مكان للتوظيف الشعوائي الغير المنتج و ذلك بخوصصة التعليم الجامعي تدريجيا و ادخال نظام التعاقد الذي يطابق منظومة المجزوءات و ابقاء التوظيف التقليدي و بمرونة فقط في الحقول المعرفية الثقنية الناذرة لضمان الاستمرارية – لا بد من تدبير جديد يخالف المألوف و المعتاد الذي يعتبر الجامعة مكانا لامتصاص البطالة المقنعة و للريع العائلي و السياسي..و اخذ نموذج الجامعات الدولة الخاصة المتواجدة بالمدن المغربية و المنفتحة على المحيط السوسية اقتصادي و على العالم و علومه و ثقنياته السريعة المتغيرة و الانتهاء من واقع الجمود و التكلس و الضياع و الافلاس الجامعي..ما معنى ان تبقى بنية الجامعة القديمة المتمثلة في 3 كليات مفتوحة و هي الاداب و الحقوق و العلوم؟ مفتوحة على كل من هب و دب بلا توجيه او قوانين اي 87 % من طلبة المغرب فيها – بحيث نرى طالب علوم/رياضيات يدرس الادب و طالب الادب يتنقل بين شعب كثيرة بلا هدف؟كيف قبول ان يحضر الاستاذ الدرس الذي يأخذ راتبا و ان يتغيب الطالب؟ انه العبث و الهدر المالي و الفكري…

  • عمر محموسة
    الأربعاء 23 يناير 2019 - 11:17

    "المتربص والمستفيد من الوضع هو القطاع الخاص، الذي يمني النفس بزيادة انحدار العرض الجامعي، كي يكشر عن أنيابه ويشرع في عرض بضاعته التكوينية وفق شروط السوق ومنطق الربح." .. هما جملتان صريحتان .. فالقطاع الخاص له مساندين يرغبون في تدمير المؤسسة التعليمية العمومية، وهم من الفرق السياسية كون أن أمناء عامون للأحزاب بل ومنهم وزراء باتوا يمتلكون مؤسسات خاصة اختاروا لها منطق الربح على حساب المؤسسة الجامعية العمومية.
    إن المقال الذي حرره السي بلقاسم الجطاري هو حلقة جديدة ضمن حلقات تشخيص الوضع الجامعي المغربي ومحاولة إنقاذه من خلال مقترحات نجدها الأنجع لتحقيق نمو حقيقي مصدره الجامعة المغربية، باغتماد كل الوسائل الحديثة الممكنة وهاصة المتعلقة بوسائل الاعلام والاتصال والالكترونيات.

  • البشير معاد
    الأربعاء 23 يناير 2019 - 12:03

    الانتهاء من ترقيع التعليم الجامعي التقليدي و الدخول في لب العصرنة و التسيير الحالي المعترف به كونيا و هو نظام الجامعة الانجلوسكسوني…و لذلك لتحريك الفيل او الماموت الضخم او البركة الراكدة… فليس مجديا الكلام اللانهائي عن اصلاح نفس المنظومة القديمة المتجاوزة و التي صارت عبئا ثقيلا لا تتحمل تبعاته الدولة ابدا..فماذا يفيد ادخال الرقمنة او الدروس عن بعد لتدريس و تلقين نفس المواضيع و الحقوق المعرفية الغير منتجة…مثلا لماذا الابقاء على كليات الاداب و الشريعة و الحقوق ؟ هل نبقى ندرس مواد الحقوق بنفس الطريقة العمومية الفضفاضة و كأننا لم نبرح القرون الوسطى؟ اليوم في المعاهد و المؤسسات الجامعية الخاصة يتكيفون مع سرعة الثقنية و القوانين -في حقول القانون يختصون في ادق الامور: التأمين الزواج الكراء العقار التعمير الارث السيارات السفر البيع الانترنيت الامن السلوك الاجرامي المنازاعات التواصل التدبير تحليل المنظومات الاعلام الرياضة السياحة الفندقة الصحافة المسرح الفن التنشيط الخ الخ اي في مؤسسة واحدة تحدث الكثير من التخصصات الدقيقة عكس عموميات المنظومة الحالية و من هنا الهدر و خسران المال و الجهد

  • Etudiant
    الأربعاء 23 يناير 2019 - 14:47

    انا من اقليم تينغير حرمت من المنحة الجامعية في الوقت الذي استفاذ منها ابناء التجار الاحسن حالا ماديا ومعنويا من حالة عائلتي;يجب اعادة النظر في توزيع هذه المنح لان 70% من الممنوحي في اقليم تينغير احسن مني كثيرا من الناحية المادية;ولن اسامح ابدا من حرمني من حقي في المنحة الجامعية علما انني ابعد عن مقر الجامعة باكثر من 470 كلم .

  • عبد الملك قلعي
    الأربعاء 23 يناير 2019 - 17:39

    مقال في الصميم كما العادة، فالحديث عن انحدار التعليم العالي هو حديث ذو شجون.. ويمكن اجمالها في الاتي:
    السياسات الحكومية العوجاء والعرجاء، التي أبعدت البحث عن التنمية وحولت الجامعات لمحاشر بشرية، تنتج أفواج من العاطلين.
    الوظيفة القاتلة التي حولت الأستاذ مجرد موظف ينتظر راتبه في اخر الشهر، علاوة عن الكسل العلمي عند مجموعة من (الباحثين)
    الغش من طرف الطلبة، طمعا في النقطة لا المعرفة.
    هذا، اظافة الى غلبة الطابع الايديولوجي في التوظيف والعشوائية في التسير والتدبير…

  • إلياس
    الأربعاء 23 يناير 2019 - 17:42

    إن النقد الذاتاني، ضرورة محتمة استدعاؤها لأي مرحلة، الغرض منها رصد الإخفاقات و تمكين إضفاء الطابع التشخيصي لها، لكن، ومن ناحية طرح البدائل( سواء كانت مرحلية الصلاحية أو غائية لذاتها) يستدعي الأمر الإرادة المعززة بالتكاملية الفاعلة، و وضوح الرؤية، تجنبا لأي تراكمات للإخفاقات ما بعد عملية التفعيل.

  • Iman el hamzaoui
    الأربعاء 23 يناير 2019 - 17:54

    إلقاء الضوء على أحد أهم القطاعات الحساسة بالمغرب وهي التعليم بصفة عامة والتعليم العالي بصفة خاصة… بحيث يجب أن تكون هناك إرادة سياسية فعلية تخدم مصلحة القطاع بالدرجة الأولى.

  • سميرة بوخبزة
    الأربعاء 23 يناير 2019 - 18:26

    لا طالمنا علمنا أن السؤال هو نصف الجواب وبما أن السؤال الجوهري المطروح هو أي *جامعة نريد؟* إذن فإن الجواب على هذا السؤال سيحل العديد من الاشكاليات المطروحة داخل الجامعة وخارجها، والأهم من ذلك هو تطبيق ذلك الجواب على أرض الواقع، لتخفيف من المشاكل التي يواجهها طلاب العلم.

  • Jahouh Jawad
    الأربعاء 23 يناير 2019 - 19:22

    المغرب لم يضع التعليم ضمن أولوياته و تركه لمن يدعون التدبير لاستنزاف موارده المهمة. ويحز في النفس التصنيف التي وصلت إليها الجامعات المغربية حيث صنفت ضمن الجامعات التي إهترأ فيها التعليم، وتعيش نوعا من الانحطاط وضعف مناهج التعليم، وإصلاحاتها سطحية فقط. ان دل هذا على شيئ اانما يدل على تشجيع القطاع الخاص وتدمير القطاع العمومي.

  • مراد الطهريوي
    الأربعاء 23 يناير 2019 - 20:37

    الدكتور بقلسام الجطاري،أعدَّ لنا في هذا المقال الرصين،الموزون نسقه التركيبي،أسئلة جوهرية،دقيقة ومركزة،حاول من خلالها الإجابة عن موضوع،قلّ من نجد من الباحثين الأكادميين الخوض في الكتابة عنه،والأسباب متعددة،لا يصلح المقام لذكرها،وهنا قَرَّبنا أكثر من الواقع المؤلم الذي أصبح ينهجه كل من الفاعل الأكاديمي من خلال عزوفه عن ورش الإصلاح الجامعي،ليس عنوة،وإنما بناء على تراكمات تاريخية،أودت به خنوعا،راضيا بما يراه اليوم من انتكاسات وتراجعات خطيرة في البحث العلمي،بين مدخلاته العقيمة،المركزة على الطرق التقليدية في التدريس،التي ورثناها منذ الأزل،وبين مخرجات تكون نتيجتها غير مرضية البتّة،من خلال ما أصبحنا نراه اليوم من ارتفاع عطالة الخريجين، وتدني مستوى المؤهلات العلمية والمعرفية والمهارية لطلبة المؤسسات الجامعية، فضلا عن مؤشرات أخرى مرتبطة بالجودة والملاءمة والتجديد والمساهمة في أوراش التنمية الترابية.

  • عبدالرحمان شباب
    الأربعاء 23 يناير 2019 - 20:48

    طرح المقال اشكالات عميقة ذات ابعاد فكرية وفلسفية وسوسيولوجية يمكن ايجاز اهمها فيما يلي:مسؤولية الدولة تجاه الجامعة./دور السياسي وعلاقته بالجامعة./ماقدمه الاكاديمي للجامعة تنظيرا وممارسة.
    وهي علاقات يمكن ان توسم في نظري بالتقصير البين ،والتهاون المتعمد ، ذلك ان الجامعة قد حرمت من ادوارها الحقيقية المتمثلة اساسا في خلق انسان مفكر ، يطرح السؤال (الفكري الفلسفي العميق في شتى مناحي الحياة) ويلح على الاجابة ،وهذا فيه كثير من الازعاج ..وبالتالي تم تبخيس ادوارها تدريجيا وتحويلها لفضاء بئيس شبيه بسجن في الهواء الطلق يخر ج منه الطالب خال الوفاض..لكن الا يحق لنا ان نقول ان الجامعة ايضا مدينة لأهلها لما آلت اليها اوضاعها ؟ ايلزمنا دائما ان نحمل مسؤولية هذا الانحدار للآخر، وفي الجامعة الاكاديمي والسياسي والمسؤول والمنظر والمفكر والمثقف والمناضل.؟الم يساهم هؤلاء ،او على الأقل ،الم يكن لهم يد لما يقع للجامعة المغربية بقصد او عن غير قصد؟وماهي المبادرات الحقيقية التي قام بها المسؤولون عن الجامعة لانقاذها ..؟ وقد قدم الاستاذ في اخر المقال اقتراحات هامة وجب ان يقوم بها "اهل الدار" للنهوض بالقطب الجامعي

  • مراد الطهريوي
    الأربعاء 23 يناير 2019 - 21:00

    تتمة الموضوع السابق:
    أما الفاعل السياسي اليوم،فأصبح يقتصر دوره على الظهور في الواجهة،بعيدا عن هذا الواقع المزري الذي أصبحت تعيشه مؤسساتنا الجامعية،وهذا إن دل على شيء ،فإنما يدل على أنه أصبح من الغوغائيين السياسيين الذي يمارسون السفسفطة ليس إلا،ويكرسون ثقافة الجري وراء البدائل التي تدر عليهم الأموال والمناصب أما البحث العلمي فلم يعد بالنسبة إليهم محركا للتنمية والتقدم والاستثمار،أمام هذا التناقض الصارخ من كلا الفاعلين،سيساهم لا محالة في تأزيم الأوضاع،وجعل الكرة تمرّر لتصيب القائمات بدون تسجيل أي أهداف.
    اليوم المؤسسات الجامعية مقبلة على إصلاح بيداغوجي كبير ، ننتظر مدخلاته الجديدة،ومخرجاته،وهذا الإصلاح سيؤول بدوره إلى الفشل بدون مقاربة تشاركية مع مختلف الفاعلين الجامعيين،وكذا الشركاء الذين بمقدورهم المساهمة في إصلاح الأعطاب،من خلال حكامة،وهندسة رشيدة وبديلة،أساسها "الاستثمار في العنصر البشري" باعتباره قاطرة التنمية بشتى تلاوينها وتفرعاتها".

  • غيور.
    الأربعاء 23 يناير 2019 - 22:00

    الكلام عن التزام الباحث بالسياسة فيه نظر.(انظر ما تريده السلطة من فقهاء العلم و الفتوى ).أما عن الجامعة. يكفيها فخرا :أنجبت أساتذة و محاضرات و كتب و بحوت للأساتذة والطلبة(هل اطلعتم عنهم ). ولكن دولة الواجهة تستعين باستشارات من الخارج. لتلميع صورتها و تهميش. تلك الاستشارات عبارة عن مال مسيب. و محاضر يحكي حياته بدون نفع. احتقار المكون المحلي عملة وطنية.

  • نوال العوني
    الأربعاء 23 يناير 2019 - 22:01

    لن أقول بأن الجامعة المغربية ذات سمعة جيدة، ولن أقول كذلك بأنها سيئة، يكفي أن نقوم بزيارة وبتتبع لهذه "الجامعة" وسيظهر لنا كل شئ..
    إن التدابير السياسية رسخت مجموعة من الآفكار الخطيرة التي من شأنها القضاء على "الجامعة" في مدى غير بعيد: وأولى هذه الأفكار كون الجامعة قد أنشئت للطلبة غير المجدين، وأنها تضييع للوقت فقط. من قال ذلك؟ ومن المستفيد الأكبر من ترويج هذه الأفكار الخاطئة؟أوليس القطاع الخاص أكبر مستفيد.
    أكثر ما يحز في القلب هو هذه الأفكار المغالطة التي أصبحنا نتبناها في ثقافتنا المغربية، فقد أصبح من العيب أن يسجل الابن للدراسة في الجامعة، وإن فعل ذلك فإنه أكبر دليل على كسله، هذا ما أصبحنا نتداوله، لن أتكلم هنا عن السياسة اللاتوجيهية التي تتبعها بلادنا في مجال التعليم، لكنني سأتحدث عن هذه ثقافتنا وعن وعينا نحن، إن أشخاصا كثر مثل الأستاذ بلقاسم الجطاري يسلطون الضوء على هذه القضايا المهمة وهو أمر جميل ، لكن نحن كمواطنين وطلبة وكآباء متى سنعيد للجامعة قيمتها في موروثنا الثقافي والشعبي.

  • حمو الحناوي
    الأربعاء 23 يناير 2019 - 22:31

    أشكر الأستاذ الفاضل بلقاسم الجطاري ﻹثارته لهذا الموضوع ،حيث تعتبر الجامعة من أهم الركائز التي تعتمد عليها الدول في تحقيق التقدم ونيل مكانة وتقدير بين مختلف دول العالم.لكن حال الجامعات المغربية للأسف لن تعطي أهمية كبرى لهذا القطاع الحيوي.

  • حنان حسني
    الأربعاء 23 يناير 2019 - 23:02

    مقال في الصميم…

    إن قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في بلادنا كان وسيبقى بطبيعته محط صراعات سياسية؛لبلوغ أهداف معينة بعيدة كل البعد عن القطاع وغايته ؛ فرغم محاولات الإصلاح الكثيرة التي طالته فإن القطاع ظل على حاله غارقا في أزمته؛والسبب أن كل محاولات الإصلاح كانت مرتجله و بحلول مؤقتة لا تزيد الوضع إلا تأزما أي تفتقر الى الإستمرارية والحلول البعيدة المدى…ووسط كل هذا و ذاك يضيع الطالب المغربي الضحية الاولى والأخيرة للوضع المزري للجامعة المغربية.

  • mohamed abarkan
    الأربعاء 23 يناير 2019 - 23:29

    إن مشكلة التعليم العالي بالمغرب تتجلى في غياب الحكامة الجيدة لتسيير المؤسسات التابعة لها والمتدخلة في شأن التعليم ، وتتمحور على الخصوص في غياب رؤية مجتمعية واضحة، هذه الرؤية التي ستطبق من خلال إرادة سياسية قوية نزيهة وشجاعة وهذه الحقيقةأثبت الواقع صحتها، خاصة مع فشل كل محاولات الاصلاح وعلى الدولة أن تقوم بالنظر في هذا الواقع.

  • Hassan benhda
    الخميس 24 يناير 2019 - 17:10

    vous etes raison,وتأثيرا ارتفاع عطالة الخريجين، وتدني مستوى المخرجات العلمية والمعرفية والمهارية لطلبة المؤسسات الجامعية, il faux reagir,pour trouver un remede convenable

  • MOUSSA
    الجمعة 25 يناير 2019 - 12:33

    في الواقع، المشاكل التي يتخبط فيها التعليم بشكل عام والجامعي على وجه خاص، ليس مصدرها التعليم بالذات، وإنما هي نابعة من خارج هذه القطاع. مشكل التعليم ليس في التعليم، ومشكل الصحة ليس في الصحة… قد يقال إنني ميتافيزيقي هنا إذ أبحث عن الأسباب بعيدا عن الظواهر ذاتها، لكن برأيي ان الجامعة توجد في مجتمع يتكون من كيانات متعددة تترابط جدليا فيما بينها، ولا يمكن النطر إليها ككيان منعزل… لا سيما في علاقتها بالفاعلين السياسيين…

  • سارة لعويني
    السبت 26 يناير 2019 - 12:37

    نشكر الاستاذ المحترم سي بالقاسم جطاري الذي اثار هذا الموضوع حيث طرح وضعية مشكلة تتمثل في مآل الجامعة المغربية .
    في حقيقة الامر هناك عوامل جعلت هذه الأخيرة تخرج أفواجا من العاطلين الذين لا يستجيبون لسوق الشغل من خلال اختصاصاتهم، بحيث نرى ان المؤسسات الخصوصية هيمنت وسيطرت على هذا المجال . ومن بين الاسباب هو عدم وجود إرادة سياسية من طرف الدولة في تخصيص ميزانية كبيرة في البحث العلمي سواء في المجال الاقتصادي او الاجتماعي .. مع تشجيع جميع الطلبة بمنح تحفزهم في المشاركة. كما يجب اعادة النظر في منظومة تربوية تنير مسار الطالب و تدفع به الى بذل الجهد ورفع مستواه العلمي ليكون مأهلا برصيد علمي حافز وجيد يفتح له باب الشغل.

  • Almomani
    الإثنين 28 يناير 2019 - 19:48

    مقال قيم وغني بالافكار ،،،نشكر الدكتور الجطاري على جهده بالمساهمه في رفع مستوى التعليم للجامعات،،واتمنى للمملكه المغربيه التقدم والازدهار،،،،

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب