بنكيران واليوسفي والمخزن

بنكيران واليوسفي والمخزن
الثلاثاء 29 نونبر 2011 - 02:15

الملايين الستة الذين قرروا الذهاب إلى صندوق الاقتراع يوم الجمعة قالوا كلمتهم، وعبروا عن رأيهم ووضعوا حزب العدالة والتنمية على رأس قائمة الأحزاب الفائزة في جمعة الانتخابات، والأمل يحذوهم في تدشين مسلسل جديد وعميق للإصلاحات السياسية التي وعد الملك محمد السادس بتطبيقها في خطابه في يوم التاسع من مارس الذي بشر ببوادر ميلاد ملكية برلمانية ونهاية الملكية التنفيذية، رغم أن الدستور الجديد خرج في صورة غير مطابقة لمنطوق خطاب تاريخي في يوم تاريخي هو التاسع من مارس فإن المغاربة لم ييأسو من رحمة الله وظلوا يرقبون التأويل الديمقراطي لدستور جاء مثل قصيدة شعر قابل لكل أنواع القراءات والتأويلات حسب تعبير محمد الطوزي أحد واضعي دستور 2011.

الآن على الجميع أن يحترم إرادة الناخبين وقوانين اللعبة الديمقراطية، وأن تعطى للإسلاميين المعتدلين الفرصة لإظهار كفاءتهم وشجاعتهم وقدرتهم على إخراج البلاد من “عنق الزجاجة”، وعلى عبد الإله بنكيران وحزبه أن يتحملا كامل مسؤوليتهما وهما يقودان السفينة في بحر متلاطم الأمواج، فكراسي السلطة وثيرة لكن تبعاتها ثقيلة.

إن الجميع يتذكر كيف تبخرت أسطورة التناوب التوافقي في بضع سنين، وكيف احترق “رمز تاريخي”، مثل عبد الرحمان اليوسفي، في خمس سنوات، وكيف انطفأت شموع حزب كان المغاربة يعلقون عليه آمالا كبيرة.

لقد فشل مشروع الانتقال الديمقراطي (1998-2003) لأن اليوسفي لم يفاوض جيدا، ولم يطلب ضمانات دستورية وقانونية وسياسية لإنجاح مهمة صعبة أطلق عليها الملك الراحل الحسن الثاني “السكتة القلبية”. لقد دخل اليوسفي، ومعه أحزاب الكتلة إلى غرفة إنعاش المغرب بلا معدات ولا صور إشعاعية ولا نتائج تحليلات مخبرية.. دخلوا لإسعاف المريض بالنوايا لحسنة، ولم ينتبهوا إلى أن “المخزن” لم يمت، كما قال يوما محمد اليازغي.

الاشتراكيين ومعهم الإستقلاليون وحلفاؤهم دخلوا لإسعاف المريض فخرجوا وحالتهم أسوأ وأخطر من حالته.

عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أمامه نموذج ناجح في تركيا حيث نجح أردوغان في وضع بلاده على سكة التقدم والتحضر، وأمامه نمادج أخرى كثيرة سيئة لحكم بدى رسلاميا وتحول إلى كابوس يقض مضجع الشعب.

بنكيران أكثر حظا اليوم من عبد الرحمان اليوسفي أمس، بيديه اليوم عدد أكبر من المقاعد في البرلمان، وفي الشارع على يساره حركة شباب مستعجلة لترى ثمار الربيع العربي تمشي في شوارع المغرب، وفوق علم المملكة اليوم دستور جديد أعطى صلاحيات أكبر للحكومة ورئيسها وللبرلمان وفرقه. نعم، المهمة مع ذلك صعبة لأن الوضع الاقتصادي يضغط بقوة على أعصاب الدولة والمجتمع، وجزء من السلطة لا ينظر بعين الرضا إلى وصول الإسلاميين إلى رئاسة الحكومة ولو كانت ائتلافية، وملفات كثيرة موضوعة على الرف، وستتحرك كلها في وقت واحد، وأخطر من كل هذا هناك “عقدة” لدى الإسلاميين اسمها “حساسية القصر” من لحاهم، وإذا انساق “إخواننا” نحو تقديم ضمانات مبالغ فيها لتجاوز هذه العقدة، فربما يضيعون اللبن في الصيف.

قبيل تشكيل عبد الرحمان اليوسفي لحكومة التناوب، سألت الصحافة المفكر عبد الله العروي عن رأيه في دخول اليوسفي إلى الحكومة، فرد بالقول: “ليس المهم كيف دخل، المهم كيف سيخرج من الحكومة”. صدقت نبوءتك أيها الحكيم.. خرج اليوسفي غاضبا، مجروحا ويائسا من حكومة علقنا على أبوابها آمالا كبيرة… وبقي منها الآن الدرس والعبرة، ومن عضته الحية يخاف من الحبل…

‫تعليقات الزوار

17
  • عبدو
    الثلاثاء 29 نونبر 2011 - 09:48

    اذا كان اليازغي قد دخل المستشفى لاسعاف المريض ولم يخرج الا وحالته اسوا من حالة المريض فاني اعتقد ان العدالة والتنمية ستخرج جثة هامدة سيشيع مشروعها وافكارها وما اقدمت عليه شعب لازال لم يؤمن بهذه المهازل الانتخابية المزيفة وذات نسبة المشاركة الضعيفة

  • إدريس الجراري
    الثلاثاء 29 نونبر 2011 - 10:43

    السلام
    لعلك قلت شيئ وهادا هو عيب الصحافة المغربية تقول كلاما كتيرا أو تكتب كلام كتيرا لتكتشف أنها لم تقل شيئ جديدا أو شيئ بالمرة
    ولن ترقى هده الصحافة حتى تتحلى بالجرأة وتقول الحقيقة وتتحمل مسؤوليتها في التأطير والتنوير
    والمتابعة الصحفية والبحت عن الخبر
    الإكراهات كبيرة وهدا ليس تبرير للتستر على الواقع والموالاة اللامشروطة للإستفادة من الريع
    كدعم أو إشهار أو تغطية الربورطاجات الرسمية والدهور في القنوات المخزنية وكدا الحفلات والبرطوكولات وووووووووو!!!! ……………. ? ……

  • ابن علي-اوروبا
    الثلاثاء 29 نونبر 2011 - 11:10

    اولا رحمة واسعة للملك المغرب حسن الثانى رحمه الله اول حاكم عربي يعطى الحكومة للاتحاد الاشتراكى.الذى كان من قبل في مستوى النضال لكن فشل على مستوى التطبيق.اليوم ينهج الملك الشاب محمد السادس ذكاء والده رحمه الله لاعطاء الحكومة لحزب العدالة والتنمية وهو في قمة عطائه للجهاد وستبدى لك الايام انه سيكون ان شاء الله فى مستوى عال من العمل الحضاري لانه يملك مكونات التغيير الى اداء احسن. الخبراء والبحث العلمى والسمعة.وهذه قيمة مجتمع المعرفة والافكار لا فى قيمة المجتمع في ما يملك من اشياء.وهذا فرق بينه وبين الاتحاد الاشتراكى زيادة على منظومة اسلامية تعبر عن هوية المجتمع المغربي كانت صمام له ومنطلق لخلق حضارة عظيمة

  • mohamed
    الثلاثاء 29 نونبر 2011 - 13:28

    لا تبخسوا الناس أشياءهم و لا تعتو في الأرض مفسيدين, بفضل عبد الرحمان اليوسفي إستطاع المغرب أن يصل إلى بر الأمان . وإلا شهذنا مغربا مغايرا لما نشهده اليوم , المهم عبد الرحمان جاء في وقت متأخر لكن قام بالواجب . و حزب العدالة محظوظ لأنه يملك خزانا من الأطر العليا التي تربت بشكل جيد ولم نرى ولو واحد من هؤلاء الأطر يدخن السجارة ؛و بذلك ربح المغرب ميزانية التدخين و الخمر التي تدخل في أولويات حكومات اليسار و الشمال و أهل النفاق. حسب اعتقادي لن نرى يوما من الأيام وزيرة في حزب العدالة و التنمية يهمها الضحك و التجميل إلى حد العودة إلى الطفولة . ولن نرى وزراء لا يثقنون فن التواصل . لذلك نية محمد السادس وإخلاصه هو الذي سخر له حزب من طينة العدالة و التنمية ليقود المغرب إلى مصف الدول المتقدمة. غير منتمي.

  • لقد كان في قصصهم عبرة
    الثلاثاء 29 نونبر 2011 - 13:29

    لقد كان في قصصهم عبرة …توجيه قرآني إلى الاعتبار بمآل السابقين ممن جربوا وأخطؤوا حتى لا تتكرر الأخطاء في الدين او الدنيا وعند التدقيق كل سلوك دنيوي يؤول بالنيات والمقاصد والمصلحة والمفسدة إلى ديني…لعل وجه الشبه هو الدخول بلا ضمانات والاعتماد على حسن الظن والنيات وإن ظهر في الدستور والاعداد للانتخابات وأثناءها أن المعول عليه قد لا يصح قد تكون الدولة قبلت بالعدالة على مضض إذ وقعت بين نارين واختارت أهون الشرين ولكن بالتأكيد لن تجد حكومة بنكيران إن قدر لها التشكل الطريق مفروشا بالورود وإن فرش ظاهرا بالزرابي ولكن إما أن يقدم العدالة من التنازلات ما يحرقه كما أحرق اليوسفي واتحاده أو تتحقق معجزة التصالح بين الدولة والإسلاميين!!!…ولا أرى إلا السناريو الأول لأن بنكيران مفرط في واقعيته وللسلطة جاذبيتها وللدولة فرنها الذي يذيب جليد وجلد من دخله فلم نسمع ممن دخل أن قال يوما لا…فهل للعدالة من جلود لا تتغير بالحرارة ؟؟ خاصة وهي متعددة المحاور حرارة السلطة وحرارة الخصوم التقليديين من المتنفذين ولا شك سيثأرون وحرارة الكراسي وحرارة الوضع الجديد وزير و..و..دون نسيان حرارة الشارع ….

  • abou 3imra
    الثلاثاء 29 نونبر 2011 - 13:39

    ومن عضته الحية يخاف من الحبل ومن عضته الحية يخاف من الحبل ومن عضته الحية يخاف من الحبل

  • hakimhassane
    الثلاثاء 29 نونبر 2011 - 13:42

    إن واقع الحال لا يعطي أمل للتفاءل.ف 6 مليون ناخب نصفها صوت بسب وشتم جميع الأحزاب.و3 مليون الباقية نصفها انتخب قصرا و بالرغم عن أنفه .و المليون ونصف الباقية من العيالات المؤمنات بالتلفزيون المغربي و من مناضلي الأحزاب.فكم من صوت حصل عليه الحزب الفائز بعد تشتيت مليون ونصف من الأصوات الصحيحة على عدد الأحزاب ؟ يجب إلغاء الأحزاب التي لم تحصل على مليون صوت على الأقل.اذن الجواب و التنبء سهل في هده الحالة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  • الصديق/المغرب
    الثلاثاء 29 نونبر 2011 - 13:43

    المخزن صعيب خصوصا اذا علمنا ان فرنسا تسانده بكل قوة،
    لا حظو تصريحات جوبي بخصوص فوز بنكيران؟؟؟؟
    ولكن أخاف هذه المرة من الشارع،
    أخاف من الانزلاق،
    أخاف ،
    اللهم احمي بلدنا من الأشرار وكل الذين يترصدون به في الداخل والخارج، آمين

  • nawal .com
    الثلاثاء 29 نونبر 2011 - 13:44

    أتمنى من الله عزوجل أن تكون حكومة خليط من عدالةوالتنمية، الأحرار والإستقلال والأصالة والمعاصرة والع الديموقراطي والبيئة .
    أدعو الع وت أن تعطوا الفرصة للآخرين وفضوا النزاع بينكم فإن لديهم أطر أكفاء كم أتمنى رجوع بن خضرة لوزارةالطاقة لم نستفد بعد من كفائتها.وغلاب رغم أن الناس تشتكي إلا أنه كفئ.أتمنى أن تكون لدينا حكومة قوية.

  • أبو طه
    الثلاثاء 29 نونبر 2011 - 14:24

    الى من يتسائل عن أحسن طريقة لتبدأ العدالة و التنمية عملها؟؟
    رئيس حكومة لبحث حوار وطني بلا خطوط حمراء
    برنامج حكومي لتحقيق حوار وطني بلا خطوط حمراء
    تشكيل الوزارة لتحقيق حوار وطني بلا خطوط حمراء

    أما المشاكل فلا يمكن أن يزعم أي حزب أنه يستطيع حل جميع المشاكل وحده لأن ذلك مستحييييييييييييل.

  • mounir
    الثلاثاء 29 نونبر 2011 - 14:52

    وريني شي حزب ملي نجح أول ما فكر فيه هو تقليص عدد الوزراء المشكل الذي يعاني منه المغرب هو سوء التدبير الانفاق العمومي الامعقول حنا لمغاربه خصنا نعاونو لعداله و التنميه وكلنا نبغيو لبلاد

  • eddaouibi zakarai
    الثلاثاء 29 نونبر 2011 - 15:51

    صدقت أيها الزميل في المقارنة التي حاولت بها تشخيص ما مضى وما يحصل وما سيكزن, ولعل نصيحتك تكون قد وصلت إلى من يعنيهم الأمر أي الأستاذ عبد الإلاه بن كيران, وتساؤلاتك مشروعة فهل فعلا ستقتسم الدولة سلطة القرار السياسي باعتباره مكمن السلطة السياسية كما نص على ذلك الدستور أم لا وهذه طريقة مباشرة لمن لم يفهم قصد الزميل توفيق بوعشرين جيدا, وأظن أن الأستاذ بنكيران له من الجرأة ما يكفي لذلك فالرجل استطاع إدخال تعديلان على مسودة الدستور بشأن الهوية المغربية ساعات قليلة قبل خطاب 19يونيو 2011, محطما بذلك أحلام أصحاب التوجه العلماني داخل هيئة أو لجنة صياغة الدستور وعبر على موقفه من حركة 20 فبراير بشكل واضح مرتين الأولى برفض مشاركتها والثانية بالإلتحاق بها في حال عدم إلتزام الدولة بالحياد الإيجابي,
    وها هو اليوم نفس الرجل يستقبل من قبل ملك البلاد ويتسلم مهمة تشكيل حكومة جديدة وافق على أن تضم وزراء مستقلين أصحاب كفاءة, بل و محاورة شخصيات مشهود لها بالعطاء والقدرة على أخد القرار من داخل التحالف الهجين مؤكدا التزامه وتشبته بوضع خطوط حمراء أمام أي نقاش بشأن الأصالة والمعاصرة وهذا موقف شجاع وجرئ

  • الثلاثاء 29 نونبر 2011 - 16:07

    محمد
    ذاك زمان قد ولى, فلننظر ماذا في جعبة اطر العدالة والتنمية . مع احترامي لسعد الدين العثماني .

  • nadia
    الثلاثاء 29 نونبر 2011 - 17:09

    vous devez vous les journaliste etre a hauteur des attentes du peuple marocin avec vous critique et vous remarques et vous analyses qui doivent être pertinentes

  • amraf
    الثلاثاء 29 نونبر 2011 - 18:41

    جميعهم خونة لشعب المغربي وحقوقه. وقناطرمهترئة يعبر بهاالنظام أزماتـه .

  • الحسن
    الثلاثاء 29 نونبر 2011 - 19:43

    ان مدينة التفاح ارادت ان تهديك تفاحة على سبيل التجربة بواسطة امير المؤمنين ملك البلاد…فاياك ان تغتر وتقول ان التفاحة كلها لك….اعلم ان الشعب يريد منك الكثير …

  • محمد بن ادريس
    الثلاثاء 29 نونبر 2011 - 20:29

    انا جد ممتن بتحليلات السياسية التي تروم الى نسبة الواقعية و الجرأة .و هو ما نشاطره معك بمناسبة نجاح حزب العدالة و التنمية و امامه تحديات كثيرة التي سبق ان استنزفت طاقات حزب الاتحاد الاشتراكي العتيد بواسطة استراتيجية الاستنزاف الذي طالمايستعملها المخزن مع جميع القوى السياسية تاريخيا .
    و هكذا في تجربة متاهات التناوب بتعبير استاذتي رقية المصدق دخل الاستاذ اليوسفي و بمجرد مرور 4 سنوات تم بلع مجهوداته فخرج و المغرب شاهد عليه صحافة امام المحاكم و تعليم لن يتم تبيق التربية و التكوين و لاهم يحزنون و اقتصاد على راسها و لعلو الا تكريس النظريات التي طالما هددها بتصحيح ارقام خسائرها زمن ملتمس الرقابة و ززز ,
    اذن نسجل مرة اخرى و لا نتشفى

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 2

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء