الجزائر إلى أين؟

الجزائر إلى أين؟
الأربعاء 27 فبراير 2019 - 18:52

هل يهمنا المستقبل السياسي للجزائر؟

طبعا المغرب يهمه مستقبل الجزائر سياسيا وأمنيا ومؤسساتيا، ليس من باب التدخل في شؤونها لكن من باب الأخوة الموجودة بين الشعبين ومصيريهما المشترك، ومن باب أي انفجار دموي، كالذي عاشته في العشرية السوداء، قد يصيب المغرب ببعض تبعاته.

إنه جزء من قدر بلدنا أن يتجاور مع بلد قيادته السياسية والعسكرية رافضة القيام بأي انتقال سياسي سلمي للسلطة والاستجابة لمطالب الشعب الجزائري الاجتماعية في تحقيق الرخاء وإعادة توزيع الخيرات بدل إنفاقها على التسليح وعلى نزاعات إقليمية لا علاقة له (الشعب الجزائري) بها، كالنزاع المفتعل حول الصحراء الذي صرفت عليه الجزائر منذ بدايته إلى الآن أكثر من 900 مليار دولار، ومطالبه السياسية المتمثلة في رغبته إنهاء تحكم العسكر في الحياة السياسية والحزبية من خلال حزب الدولة “الأفلان”، وقمع كل معارضة سياسية.

فمسيرات اليوم التي انفجرت في الشارع الجزائري، والتي يقودها جيل جديد من الشباب مفصول تماما عن مرحلة الثمانينات والتسعينات خرج في مظاهرات عفوية فاجأت النظام الجزائري، قد أعلنت ليس فقط عن رفض العهدة الخامسة لبوتفليقة، لأن الجميع متيقن أن وضعه الصحي لا يسمح له بالتعبير عن موافقته أو رفضه الترشح، بل عن رفض التوافقات التي سبقت هذا الترشيح من أجل اقتسام السلطة والثروة بين الأجنحة المتصارعة على الحكم التي انتهت إلى صيغة بقاء بوتفليقة في الواجهة مع الاستمرار في اللعبة نفسها، لعبة اقتسام “الكعكة” بين المجموعات العسكرية المتحلقة حول الجنرال القايد صالح، والمجموعات المختبئة وراء سعيد بوتفليقة.

رفض الشارع الجزائري لإعادة تنصيب بوتفليقة رئيسا على الجزائر هو رفض لهذه التوافقات التي اهتدت إليها الأطراف المتطاحنة على حساب مصالح الشعب الجزائري الذي يعيش حالة تدهور كبير في وضعيته الاجتماعية، إلى جانب حالة الاختناق السياسي الذي دخلت فيه البلاد حيث تم تهميش جل الأصوات المعارضة، وقمع ومنع الباقي منها.

مسيرات اليوم التي لم تدّع أي حركة أنها وراءها لطابعها العفوي هي إعلان عن فشل نموذج الدولة التي بنيت بعد الانقلاب على بن بلة، ومؤسسها بومدين الذي بنى الدولة على عقيدتين: الأولى الولاء له وللعسكر من ورائه، والثانية وجود عدو خارجي هو المغرب.

الجزائريون اليوم انتفضوا على هذا النموذج وأعلنوا عن فشله ونهايته لأنه لم يحقق أي رخاء اجتماعي أو اقتصادي، ولم يستطع بناء دولة جزائرية قوية، بل كل ما انتهت إليه في النهاية هو دولة منخورة داخليا متهالكة آيلة للسقوط والانهيار في حال عدم الاستجابة لمطالب الشعب الجزائري الراغب في الانعتاق والتحرر والاستفادة من الخيرات الكبيرة التي يتوفى عليها ولم تحقق سوى الاعتناء بالفئة المتحكمة في القرار السياسي، ولم يستفد منها سوى العسكر المسيطر والمتحكم في مداخيل أغلب شركات الغاز والنفط والعقار المتواجدة في الجزائر، مثلها مثل فنزويلا وجل البلدان الشمولية.

الوضع في الجزائر مقلق ومحرج، ونحن نتابع ما يحدث هناك والتهديدات التي أطلقها قادة الأفلان في “حفل تقديم ترشيح” بوتفليقة بالعشرية السوداء التي عاشتها الجزائر، لن نكون سعداء أمام أي انهيار للدولة الجزائرية، ولا مهللين لأي انفجار اجتماعي وسياسي رغم ما تسبب فيه هذا النظام من آلام للمغرب عند اختلاقه ورعايته للمشروع الانفصال على الأراضي الجزائرية، وللمغاربة، خاصة منهم الذين طردوا من الجزائر ذات صباح بارد دون سابق إنذار.

طبعا لن نكون سعداء بأي اصطدام في الجارة لأنه في نهاية المطاف من سيدفع الثمن هو الشعب الجزائري وهو وحده من سيكون ضحيته، مع ما يحمل ذلك من تهديدات للمنطقة، خاصة ونحن لدينا سابقة في ليبيا القذافي الذي استعمل مليشيات البوليساريو ضد الشعب الليبي.

في المقابل، ما نطمح إليه هو أن تتحرر الجزائر وتخطو خطوة جريئة نحو انتقال سياسي سلمي ديمقراطي للسلطة يعيد الأمل للجزائريين ويقضي على أية محاولة لإدخال البلاد في الفوضى، ويؤدي إلى بناء جزائر قوية بالديمقراطية، حيث يعود العسكر والجنرالات إلى الثكنات ويودعون الحياة السياسية وتتحرر المؤسسات الجزائرية من قبضتهم القوية.

ويمكن الجزم في النهاية بأن أي تغيير وانتقال ديمقراطي في الجزائر سينعكس بالإيجاب على الوضع في المنطقة، خاصة على مستوى بناء الاتحاد المغاربي، لأن أي نظام ديمقراطي سيكون واع بأن أي تقدم لن يتحقق إلا بالتكامل الاقتصادي، وسيكون مقدمة لإنهاء نزاع الصحراء، لأن أي نظام وطني سيعي ألاّ معنى في الاستمرار في حشر الأنف في نزاع يعطل التنمية في الجزائر أو صرف أموال الشعب الجزائري على نزاع مفتعل كل مؤشرات الأممية تؤكد قرب حسمه لصالح المغرب.

‫تعليقات الزوار

10
  • حسن التادلي
    الأربعاء 27 فبراير 2019 - 19:20

    آن الاوان ان تتخلص الجزائر من حكم …." المجاهديــــن " !!

  • عاقل
    الأربعاء 27 فبراير 2019 - 20:10

    لا حول ولا قوة الا بالله كذبكم مفضوح اتفقو على كذبة لنصدقكم 900 مليار صرفت علي البوليزاريو هههه و الجيش الجزاءري مزانيته 10 مليار ههه و مرة يسرقون المساعدات تفاهمو بيناتكم هل يسرقوننا ام نسرقهم عن الاخوة المسلمين الذين لم تراعو لا التاريخ المشترك ولا اللغة ولا الدين فيهم لانكم اقوي منهم عن الصحراويين اتحدث اما عن شعب الجزائر فنحن ضد الحكومة في تسيير الشأن الداخلي اما الخارجي فهي 10 على 10 (منها دعم الشعب الصحراوي) تفكرت ماشي كانت موريطانيا مغربية و الان تضغط عليكم بعلاقتها مع الجزاءر ههههه

  • ابن زعير
    الأربعاء 27 فبراير 2019 - 20:31

    اكيداننا نحن المغاربة وغيرنا ممن تهمهم سلامة وامن جميع الشعوب والاوطان لن نفرح اذا ماتعرض اشقاءنا بالجزائرالذين يرفعون شعارالحب والود للمغرب.واما بخصوص الاحتجاجات ضدبوتفليقة امرعادي وكان يجب ان يحدث منذ زمن مضى لانه لايعقل ان يخضع الشعب الجزائري لسلطة رئيس ميت سريريا وبقاءه مس بمستوى وعي وثقافة وكبرياء بلد المليون شهيد.

  • Boumediene
    الأربعاء 27 فبراير 2019 - 22:18

    arange ton papier il est plein de mensonge, le peuple Algérien est fier de la période de Boumediène et souhaite avoir un président comme lui.

  • مستغرب
    الأربعاء 27 فبراير 2019 - 23:34

    غريب رغم انهيار النظام الجزائري الدى يوجد في كف عفريت فلا زال دبابه الالكترونى يمارس مهامه

  • Adil
    الخميس 28 فبراير 2019 - 08:16

    الرءيس الجزائري في صحة جيدة ونتمنى له التوفيق في الاءنتخابات المقبلة ولهاذا فالحركة الاءخوانية ينتظرون اي فرصة للسطو على الدولة وارجاع الجزائر الى القرون الوسطى ولكم خير دليل عندما اخطا الشاذلي بن جديد وماذا فعلت جبهة الاءنقاذ خربت البلاد على بكرة أبها

  • العاصمي
    الخميس 28 فبراير 2019 - 09:03

    وسيكون مقدمة لإنهاء نزاع الصحراء، لأن أي نظام وطني سيعي ألاّ معنى في الاستمرار في حشر الأنف في نزاع يعطل التنمية في الجزائر

    با لها من براعة في القفز على الحقائق

  • ماسينيسا الأمازيغي اليعربي
    الخميس 28 فبراير 2019 - 09:27

    ألجزائر :إلى أين؟كتاب للمرحوم محمد بوضياف!ألجزائر:إلى أين؟إلى بر الأمان!يوم 18 أفريل حتما سيكون متبوعا ب19 أفريل ووووو الإزدهار والرقي والتقدم.المخزن يتطلع إلى انفجار الأوضاع في الجزائر أما المغاربة فإنهم يتطلعون إلى يوم يعم فيه الرخاء المنطقة….بناء الوحدة المغاربية كلمة حق يراد بها باطل! عندما كانت الدماء في الجزائر إلى الركب نهاية الخمسينات ومطلع الستينات من القرن الماضي كانت كل من تونس والمغرب يتفاوضان سرا مع فرنسا بحثا عن الفتات المغموس في دماء الجزائريين ودموع أمهاتهم!

  • mahmoud le kabyle
    الخميس 28 فبراير 2019 - 09:31

    كالنزاع المفتعل حول الصحراء الذي صرفت عليه الجزائر منذ بدايته إلى الآن أكثر من 900 مليار دولار، ومطالبه السياسية المتمثلة في رغبته إنهاء تحكم العسكر في الحياة السياسية والحزبية من خلال حزب الدولة "الأفلان"، وقمع كل معارضة سياسية. اين هو الدليل اما كلامك الفارغ لا يهومونا 900 مليار ههههه لا يصدها الا الغبي

  • السميدع من امبراطورية المغرب
    الخميس 28 فبراير 2019 - 19:06

    الى عاقل2
    -الصحراء مغربية قبل انشاء دويلةالجزائر ب 1300سنة و بنو معقل اتوا للرعي في الجزائر ايضا فابدؤوا بانفسكم و اعطوهم حريةتقرير مصيرهم فلمادا تنهبون خيرات الصحراويين في الاراضي الصحراوية.
    -موريطانيا انفصلت فمادا استفادت منه فملعب كرةقدم في المستوى لايوجدبها و ان اغلقنا معبر الكركارات سيموتون جوعا.
    -قلها مباشرة يا عاقل لاني اعرف انك مكبل ولا تستطيع رفض دفع الضريبة او الحزية للبوليساريو الدين اسسوا لكم دولة داخل دولة لاني اعرف ان الميت بالطبع ما عندو ما يدير قدام غسالو واخيرا يبقى الاطلسي حلم السراب لن يتحقق و الى يوم القيامة.و بما اننا نستفيد من كعكة الرجل المشلول فتعليقك يخدم مصالحنا و ربي يقوي العقلاء بحالك الناس تدافع على التكتل بين المسلمين وانتم تدافعونعلى البلقنة وقريبا سينقلب السحر على الساحر و البداية بتحرير جمهوريةالقبائل التي عمرها كانت جزائرية واموال المحروقات و الرشاوي هومن يحول دون تحريرها ويبقى الا القليل من قطرات الزفت التي تتفرعنون بها و آرى يدك على الفراجة فيكم .
    في ال90يات انتقم لنا الله منكم ودمرتم بلادكم بايديكم 500000 قتيل بعد قتل عصاباتكم 10000مغربي في الصحرا

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات