تقديم
يقول تعالى: “شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ …” [الشُّورَى: 13].
ويقول تعالى: “مَا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ” [فُصِّلَتْ: 43].
كانت كلمة “الشرع” عند المسلمين الأوائل تشمل أصول الدين أو العقيدة أساسا، كما تشمل العبادات والأخلاق كذلك، وهذا أمر واضح جليّ عندهم، فقد ألف الإمام أبو بكر الآجري (360 هـ) كتاب “الشريعة”، وهو كتاب في أصول الدين، وألف الراغب الأصبهاني (502 هـ) كتاب “الذريعة إلى مكارم الشريعة”، وهو كتاب في الأخلاق، أي أنه لم يكن في عرفهم الديني أن “الشريعة” تقتصر على الأحكام العملية التكليفية والوضعية.
وهذا هو ما دفعني إلى إعادة اختبار مضامين هذا المصطلح، بعيدا عن التعريف اللغوي للشريعة بأنها هي منحدر الماء، ومورد الشاربة، والطريق القويم، ومتجاوزا التعريف الاصطلاحي، الذي يتلخص في “ما شرعه الله لعباده من الدين من أحكام وقواعد لتنظيم حياتهم…”، لأقف دارسا لأفراد، ومتأملا في مصاديق ما شرعه الله لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولإخوانه من الأنبياء الذين وردوا في الآية، مما اشتركوا فيه، استقبالا من الله تعالى وحيا، وتبليغا لأممهم تشريعا.
فما علينا إلا أن نستقرِيَ ونتتبع الآيات، ثم نبسط ونعرض ما كان مشتركا بينهم، مضمّنا في دعوتهم جميعا، لنرى أن الدين الذي بعثهم به الله تعالى دين واحد، وهو الإسلام جوهرا وأصولا، أرسل به أنبياءه ورسله جميعا بأعداد يعلمها هو سبحانه وتعالى، لإرشاد البشرية إلى توحيد الله وعبادته والتزلف إلى جنابه والتحلي بمحاسن الأخلاق.
وهذا مما لا ينبغي أن يبعث على الدهشة، ويدعو إلى الاستغراب، في زمان اعتاد الناس فيه مراوغة النصوص البينات، والالتفاف على معانيها الواضحات، وسرد النصوص المواكِبة للتوجه العام، مع أن النصوص القرآنية تضافرت على بيان هذا المعنى المذكور، والتأكيد عليه بأعداد هائلة وبأسلوب واضح وبنصوص دقيقة.
وما قصدت ذلك ورميت إليه، إلا لأنني أبحث عن شفاء علّتي وريّ غُلّتي ونجاة مهجتي.
وهنا، أحب أن أجلي مضامين المشترك التشريعي بين الأنبياء كما جاءت في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة مبوبة على الترتيب التالي:
الدين الذي وصى الله به أنبياءه واحد
الإسلام دين الأنبياء جميعا
الإيمان بالله والإقرار بوحدانيته
الصلاة والزكاة في الأمم السابقة
الصيام في الأمم السابقة
الحج في الأمم السابقة
الأخلاق في الأمم السابقة
خلاصة وخاتمة.
الدين الذي وصى الله به أنبياءه واحد
عندما يقول الله تعالى: “إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ …” [آلِ عِمْرَانَ: 19]، فهو يتحدث عن الدين الذي عنده تعالى، أي الدين المطلق والمتعالي، الدين الجوهر، الدين الطري، الدين الأنموذج، الدين الأصل… ولا يتحدث عن الدين الذي عند الناس، الدين الممارس في الأرض، الدين الذي لبسه الإنسان، الدين الذي دخلته الطباع والثقافات والعادات، الدين الذي دخلته التحريفات النصية والتأويلية والفعلية، الدين النسبي، الدين الذي تأثر بالاجتماع الإنساني وبالسياسة وبالمصلحة والطبع والمزاج.
ولا شك أن هذا الدين الذي عند الله صافٍ نقيٌ غضٌّ طريٌّ ثابت لا يتغير ولا يتحول في جوهره، من زمان لزمان، ومن وطن لوطن، ومن نبي لنبي، وهو الإسلام الذي أرسل به جميع أنبيائه، ودعا إليه جميع عباده، ذلك الإسلام الخالص الشفاف، ذلك الإسلام الذي ارتضاه لعباده، وأسعدهم به، ونجاهم به، وأحياهم به، ونوّرهم به، وأسماهم ورقّاهم به، وتعرف إليهم به.
قال تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ” [الأنبياء: 25]. وقال تعالى: “وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلاَلَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ” [النَّحْل: 36]. وقال تعالى: “إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلاَئِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ” [سُورَةُ فُصِّلَتْ: 14]. وقال تعالى: “قُلْ آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ” [آلِ عِمْرَانَ: 84]. وقال تعالى: “رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا” [النِّسَاء: 165]. وقال تعالى: “إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا” [النِّسَاء: 163]. وقال تعالى: “يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ” [الْمُؤْمِنُون: 51]. وقال تعالى: “وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ” [الْمُؤْمِنُون: 52]. فذهب معظم المفسرين إلى أن المراد من لفظ “الأمّة” المذكور في هذه الآية هو الدين، أي إن هذا دينكم دين واحد.
روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الأنبياء إخوة من علات، وأمهاتهم شتى، ودينهم واحد”.
وروى الطبراني في الأوسط والبزار في مسنده عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ودينكم واحد، ونبيكم واحد”. قال الهيثمي: ورجال البزار رجال الصحيح.
الإسلام دين الأنبياء جميعا
قلنا إن الإسلام الذي بعث به الأنبياء والرسل وأتباعهم هو الإسلام الذي خوطب به سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وإليكم الأدلة:
نوح عليه السلام:
قال تعالى: “وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللهِ فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلاَ تُنْظِرُونِ * فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ”. [يُونُسَ: 71-73].
إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام:
قال تعالى: “رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ” [البَقَرَة: 128]. وقال تعالى: “إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ” [ سُورَةُ البَقَرَةِ : 131]. وقال تعالى: “مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ” [آلِ عِمْرَانَ: 67].
يعقوب وأبناؤه عليهم السلام:
قال تعالى: “وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ” [سُورَةُ البَقَرَةِ: 132-133].
يوسف عليه السلام:
قال تعالى: “رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ [يُوسُف: 101].
موسى عليه السلام:
قال تعالى: “وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ” [يُونُس: 84].
سحرة فرعون:
“وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ” [الأَعْرَاف: 126].
سليمان عليه السلام والملكة بلقيس:
“فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ” [النَّمْل: 42].
قال تعالى: “قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [النَّمْلِ: 44].
عيسى بن مريم عليه السلام:
قال تعالى: “فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ” [آلِ عِمْرَانَ: 52]. وقال تعالى: “وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ [الْمَائِدَة: 111].
الجن
“وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا” [الجِنّ: 14].
يقول الإمام القرافي (684 هـ) في شرح “تنقيح الفصول في علم الأصول”: “يَردُ على الكل أن المقصود قواعد العقائد لا جزئيات الفروع؛ لأنها هي التي وقع الاشتراك فيها بين الأنبياء كلهم، وكذلك، القواعد الكلية من الفروع. أما جزئيات المسائل فلا اشتراك فيها، بل هي مختلفة في الشرائع).
وقال رحمه الله: “وأما نسخ شريعة بشريعة، فذلك لم يقع بين الشرائع في القواعد الكليّة، ولا في العقائد الدينية، بل في بعض الفروع، مع جوازه في الجميع عقلاً، غير أنه لم يقع، وإذا قيل إن شريعتنا ناسخة لجميع الشرائع؛ فمعناه في بعض الفروع خاصة”.
الإيمان بالله والإقرار بالوحدانية
نبتدئ بأول الواجبات المشتركة بينهم، وهو الإيمان بالله وتوحيده والإيمان باليوم الآخر وما يتفرع عنهما من إيمان بالحساب والجنة والنار، وهو ما بنيت عليه الأديان السماوية جميعها، إذ ما من نبي بُعث إلا ويدعو أمته إلى الإيمان بالله وتوحيده وعبادته. قال تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ” [الأنبياء: 25]. وقال تعالى: “وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُون” [الزخرف: 45]. وقال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ” [البَقَرَةِ: 62]. وقال تعالى: “وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ” [سُورَةُ البَقَرَةِ: 126]. وقال تعالى: “لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ” [آلِ عِمْرَانَ: 113-114]. وقال تعالى: “لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا” [النِّسَاءِ: 162]. وقال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ” [الْمَائِدَةِ: 69]
وروى الترمذي وغيره عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”.
نوح عليه السلام:
وقال تعالى: “لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ” [الأَعْرَافِ: 59].
هود عليه السلام:
قال تعالى: وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ [الأَعْرَاف: 65]. وقال تعالى: “وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ” [هُود: 50].
شعيب عليه السلام:
قال تعالى: وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [الأَعْرَاف: 85]. وقال تعالى: “وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الآخِرَ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ” [العَنْكَبوت: 36].
صالح عليه السلام:
قال تعالى: “وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”[الأَعْرَاف: 73].
الصلاة والزكاة في الأمم السابقة
لا شك أنه بعد الإقرار بوحدانية الله، والاعتراف باستحقاقه وحده للعبادة، والتوجه إليه بالكلِّية، وإفراده بالقصد، تأتي الصلاة ركنا ركينا وجوهرا أساسا في كل رسالة، وابتداء من الوضوء الذي هو شرط آكد للصلاة.
روى أحمد وغيره عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من توضأ واحدة فتلك وظيفة الوضوء التي لا بد منها، ومن توضأ اثنتين فله كفلان، ومن توضأ ثلاثا فذلك وضوئي، ووضوء الأنبياء قبلي”.
إبراهيم وذريته عليهم السلام:
قال تعالى: “رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ” [إِبْرَاهِيم: 37]. وقال تعالى: “رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ” [ إِبْرَاهِيم: 40]. وقال تعالى: “وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لاَ تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ” [الْحَجّ: 26]. وقال تعالى: “وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ” [البَقَرَة: 125]. وقال تعالى: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيًّا* وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا” [مَرْيَم: 54-55]. وقال تعالى: “وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ” [الأَنْبِيَاء: 73].
موسى وهارون عليهما السلام وقومهما:
قال تعالى: “وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ” [يُونُس: 87]. وقال الله تعالى لموسى: “إِنَّنِي أَنَا اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي” [طَه: 14]. وقال تعالى: “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ” [البَقَرَةِ: 83]. وقال تعالى: “وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ” [الْمَائِدَة: 12].
لقمان الحكيم:
وقال تعالى: “يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ” [لُقْمَان: 17].
مريم عليها السلام:
“يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ” [آلِ عِمْرَان: 34].
عيسى عليه السلام:
وقال تعالى: “وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا” [مَرْيَم: 31].
وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: “أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام”.
الصيام في الأمم السابقة
يعد الصيام رابع أركان الإسلام الذي كتبه الله على الأنبياء السابقين وأقوامهم، وعلينا معشر المسلمين.
قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” [البَقَرَة: 183].
وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: “أحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوما، ويفطر يوما”.
وروى البخاري في تاريخه، والطبراني في معجمه الأوسط والكبير: “كان على النصارى صوم شهر رمضان، وكان عليهم ملك فمرض فقال: لئن شفاه الله ليزيدن عشرا، ثم كان عليهم ملك بعده يأكل اللحم فوجع، فقال: لئن شفاه الله ليزيدن ثمانية أيام، ثم كان ملك بعده فقال: ما تدع من هذه الأيام أن يتمها ونجعل صومنا في الربيع، ففعل فصارت خمسين يوما”.
قال ابن العربي في أحكام القرآن في آية الصيام في سورة البقرة: “وجه التشبيه فيه محتمل لثلاثة أوجه: الزمان، والقدر، والوصف”. وقال: “والمقطوع به أنه التشبيه في الفرضية خاصة، وسائره محتمل”.
فتكون الخلاصة أن التشابه بيننا وبين الأمم السابقة قطعيّ في أصل فرضية الصيام عليهم، وظنيّ محتمل في قدْر الصيام وعدد أيامه، وفي وصفه وطبعه وكيفيته وماهية المصوم عنه، وأخيرا في زمان مجيئه ابتداء وانتهاءً.
الحج في الأمم السابقة
الحج كما هو ركن من أركان الإسلام، فهو كذلك مكتوب على الأمم السابقة منذ عهد إبراهيم.
قال تعالى لسيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام: “وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ” [الْحَجِّ: 27]. وقال تعالى: “وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [البَقَرَة: 125]. وقال تعالى: “لِكُلِّ أُمّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوه” [الحج: 67]. وقال تعالى: “ولِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكًا لِيَذْكُروا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِنْ بَهيمةِ الأنعامِ” [الحج: 34].
روى البخاري عن عائشة: “كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة، وكانوا يسمون الحُمْسَ، وكان سائر العرب يقفون بعرفات، فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأتي عرفات، ثم يقف بها، ثم يفيض منها”، فذلك قوله تعالى: ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس” [البقرة: 199].
وروى مسلم من حديث ابن عباس قال: “سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة، فمررنا بواد، فقال: أي واد هذا؟ فقالوا: وادي الأزرق، فقال: كأني أنظر إلى موسى صلى الله عليه وسلم، فذكر من لونه وشعره شيئا لم يحفظه داود واضعا إصبعيه في أذنيه، له جؤار إلى الله بالتلبية، مارا بهذا الوادي. قال: ثم سرنا حتى أتينا على ثنية، فقال: أي ثنية هذه؟ قالوا: هرشى – أو لفت – فقال: كأني أنظر إلى يونس على ناقة حمراء، عليه جبة صوف، خطام ناقته ليف خلبة، مارا بهذا الوادي ملبيا”.
قال الطاهر بن عاشور في “التحرير والتنوير”: “وكان للأمم المعاصرة للعرب حجوج كثيرة، وأشهر الأمم في ذلك اليهود، فقد كانوا يحجون إلى الموضع الذي فيه تابوت العهد، أي إلى هيكل “أورشليم”، وهو المسجد الأقصى ثلاث مرات في السنة ليذبحوا هناك، فإن القرابين لا تصح إلاّ هناك، ومن هذه المرات مرة في عيد الفصح، واتخذت النصارى زيارات كثيرة حجاً، أشهرها زياراتهم لمنازل ولادة عيسى عليه السلام وزيارة أورشليم وكذا زيارة قبر ماربولس وقبر ماربطرْس بروم” انتهى.
الأخلاق في الأمم السابقة
لقد بعث الله تعالى الأنبياء جميعا – بعد الإيمان بالله وتوحيده – بالدعوة إلى التحلية بالأخلاق الحميدة وتكثيرها، والتخلية من الأخلاق الذميمة وتقليلها، بحيث دعوا جميعهم إلى الصدق في القول والعمل والأمانة والإحسان والإنفاق والكرم وفعل الخيرات والتعاون على البر والتقوى وصلة الأرحام… والقرآن الكريم طافح بالأمثلة والنماذج التي تؤكد على هذا الأمر، نذكر بعضها للبيان والتحصيل:
شعيب عليه السلام يوصي بالإيفاء بالكيل وترك الفساد:
قال تعالى: “وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ” [الأَعْرَافِ: 85]. وقال تعالى: “وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ * وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ” [هُود: 84-85].
لوط عليه السلام ينهى عن الفواحش:
قال تعالى: “وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ” [الأَعْرَاف: 80].
هود عليه السلام ينهى عن الاستكبار:
قال تعالى: “فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ” [فُصِّلَتْ: 15]. وقال تعالى: “أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ * وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ” [الشُّعَرَاءِ: 128-130].
موسى عليه السلام مبعوثا لإنقاذ بني إسرائيل من فعل فرعون:
“وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاَءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ” [البَقَرَةِ: 49].
ولا شك أن كل الأنبياء دعوا الناس بعد الإيمان بالله والإقرار بوحدانيته إلى التحلي بمكارم الأخلاق وفعل الخيرات، واجتناب سيئ الأخلاق وترك المنكرات، ثم جاء خاتم النبيين والمرسلين ليتمم تلك المكارم، وهذا مما لا يجوز الاختلاف حوله، فالقرآن الكريم مملوء بالآيات التي تحدثنا عن دعوة الأنبياء والمرسلين إلى التخلق بالفضائل وترك الرذائل. وما ذكرته في هذا الباب إلا تأكيدا على ذلك وكذلك لمناسبة المقام، وينضم إلى قريناته من التكاليف المذكورة التي اشترك الأنبياء جميعا فيها.
خلاصة وخاتمة
ومن هنا يمكننا القطع أن الله تعالى بعث النبيين عبر التاريخ بدين واحد هو دين الإسلام، وهو إفراد الله تعالى بالعبودية وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصيام والحج، وهذه هي ثوابت ديننا الحنيف الإسلام الذي أنزل على سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، والذي أنزل على إخوانه الأنبياء عليهم السلام، كما بينا بالأدلة المستفيضة. فيكون قوله تعالى: “إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ …” [آلِ عِمْرَانَ: 19] آية تبين أن الدين عند الله دين واحد لا يتغير، من حيث أصوله وكلياته.
فالإيمان بالله واليوم الآخر والبعث والحساب والإيمان بالجنة والنار شيء ثابت لا نسخ فيه.
والعبادات من صلاة وزكاة وصيام وحج وذكر، واحدة لا نسخ فيها.
والأخلاق كالصدق والتواضع والحب والكرم والإنفاق خصال دعا إليها كل الأنبياء وحتى غير الأنبياء، إذ إنها محمودات ممدوحات في كل الأمم، واحدة لا نسخ فيها.
والقواعد الكبرى والكليات الأساسية للأحكام ثابتة لا نسخ فيها.
يقول القرافي رحمه الله: “وأما نسخ شريعة بشريعة، فذلك لم يقع بين الشرائع في القواعد الكليّة، ولا في العقائد الدينية، بل في بعض الفروع، مع جوازه في الجميع عقلاً، غير أنه لم يقع، وإذا قيل إن شريعتنا ناسخة لجميع الشرائع؛ فمعناه في بعض الفروع خاصة”.
فيقع النسخ في بعض جزئيات الأحكام العملية وليس في الأصول والكليات.
يقول تعالى: “…لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ”[الْمَائِدَةِ: 48].
فدعانا الله تعالى جميعا إلى استباق الخيرات والسعي نحو الأعمال الصالحة النافعة المثمرة، ولم يجعل لأحدنا الفضل إلا بالتقوى. فقال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” [الْحُجُرَات: 13].
ثم إنه حذرنا من المعاصي والموبقات، كما حذر من قبلنا، ولم يجعل لنا فضلا على أحد، وسوّى بين جميع عبيده في الخطاب التحذيري، حتى لا يغتر أحد فيما أوتي ولا يجتهد في الاستقامة بدعوى الأفضلية، فالله تعالى لا ولي له من غير الطائعين:
قال تعالى: “لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلاَ أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا” [النِّسَاء: 123].
وهذا لنعلم أن الخيرية في قوله تعالى: “كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ….” [آلِ عِمْرَانَ: 110]، خيرية مرتبطة بهذه الأوصاف المذكورة وليست مستقلة عنها، بحيث يفعل المسلم ما يحلو له من إفساد وظلم وإهلاك للحرث والنسل، ثم ينتظر الجنة باعتبار أن المسلمين هم خير أمة أخرجت للناس؛ وإنما ربط الخيرية بتلك الأوصاف المباركة لكي نستديمها ونعمل بها، لا لكي نجعلها وراء ظهورنا.
وهذا لنفهم أن ما ذكره الله تعالى في كتابه الكريم من عقوبات للأمم بسبب إفسادها في الأرض ليس ضربا من التسلية لنا، وجَعْلِنا استثناء من الأمم، فنكون بمنأى عن الهلاك والدمار والعقاب، وإنما لكي نهتدي ولا نضِل، لكي نصلح ولا نفسد، لكي نستقيم ولا نميل، حتى لا يصيبنا ما أصابهم عند عدولهم عن العدل والقسط وميلهم إلى الظلم والفساد.
وهنا ينبغي الكف عن الاغترار والافتخار على باقي الأمم، فالله تعالى لا يميزنا على الخلق بأسمائنا أو بتموقعنا الجغرافي أو بحسَبنا، وإنما يفاضل بين عباده بالتقوى والاستقامة. فنحن لا ندري هل حفظنا الأمانة فيمن حفظ أم ضيعناها فيمن ضيع، وهل وفينا بالعهد أم أخلفنا الوعد، وهل أحسنّا فيما أوتينا أم أسأنا التناول.
فالقضية ليست في القرآن الذي نزل بالحق، وبالحق أنزله الله، فلا يشك مسلم في مطلقيته وحقيته وتعاليه، وإنما القضية هنا في مدى اتباع المسلمين لنور الهداية، ومدى التزامهم به، واتباعهم لتعاليمه بين الأمم، فنحن كباقي البشـر معرضون للخطيئة والذنب والعصيان، سواء على مستوى الباطن كالحقد والغل والحسد والقسوة، أو على مستوى الظاهر كأكل أموال الناس بالباطل والعمل ببعض الكتاب وترك بعضه وغصب حقوق الناس والسطو على ممتلكاتهم، فمن يعمل مثقال ذرة من خير يجدها عند الله، ومن يعمل مثقال ذرة من شر يجدها عند الله، يوم تجد كل نفس ما عملت من خير ومن سوء محضـرا.
“رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ” [آلِ عِمْرَان: 8].
المشكل هو ان القاعدة وداعش وكل من على دربهما يعرفون هذه الآيات ويعرفون ان قتل النفس حرام ويعرفون ان الله سوى بين جميع العباد وجعل لكل سراجا ومنهاج ولكنهم يقتلون باسم كل هذا .
وكذلك الانظمة الحاكمة تعرف ان الله اوصى بالعدل والقسط وجعل المسؤولية أمانة يحاسب عليها ورغم هذا هي تنتهج سبيل الظلم والتفرقة والسلب والنهب هنا يجب أن تبحت الانسانية على ما يمكن ان يحد من استغلال الدين ليس بضربه ومحوه من الحياة ولكن بما يستوجب ضبطه واحترامه كشعيرة تخص ما بين العبد وربه وأحداث منظومة العدالة التي تستجيب للمتطلبات التي تفرضها الظروف الاجتماعية والاقتصادية دون الإقصاء ودون تمييز بين جميع الإثنيات .
شكرا للاستاذ المحترم مصطفى الشنضيض على هذا المقال القيم. و بالاضافة لما ذكرت هناك اشياء ايمانية و اخلاقية اخرى مشتركة مع الديانات السماوية كثيرة جدا و هي مث لا الايمان بالملائكة و الرسل و الانبياء و الكتب السماوية من قبلهم و فضل الاولياء و الصالحين و الايمان بالجن و الشياطين و بان الشيطان لعنه الله و هو عدو المؤمنين يتعرض لهم و للانبياء و يحاربهم و بان الجن خلق من نار و الانسان من تراب و بخلق ادم و حواء و خروجهما من الجنة بغواية او تضليل من الشيطان و يعتبرون ذلك خطيئة موروثة و نؤدي ثمنها بتواجدنا في الارض الى يوم القيامة و علينا اتباع الرسل للنجاة من عذاب الله. اما الاخلاق فهناك الوصايا العشر و منها عدم عقوق الوالدين و احترامهما و الاحسان اليهما في كبرهما و الخيانة الزوجية…
المسلمون ايضا يمكن ان يضلوا و يصحب مغضوب عليهم مثلهم مثل من سبقهم من الامم, اذا عصوا الله و ادعوا الخيرية عن غيرهم و اغتروا و افسدوا في الارض او كفروا ببعض الكتاب او نافقوا و زكوا انفسهم بغير حق اي بدون ان يزكيهم الله…. لذلك امرهم الله بتلاوة الفاتحة اكثر من غيرها في الصلاوات لان فيها دعاء مهم لهم.
La Parole de Dieu est la même depuis Adam jusqu à nos jours.Dieu ne pourra pas dire des recommandations différentes qui sèment la discorde au sein de ses Créatures.Un père ne cherchera jamais à démembrer sa sa famille sauf s il est malade !Et comme Dieu n est pas malade ce sont les Textes transmis aux humains qui sont erronés !Ils ont été manipulés de sorte à convenir parfaitement aux dirigeants des peuples soumis.Les Qoraichites par exemple ont ajusté l islam à leurs pratiques pré-islamiques à savoir le vol des caravanes !Ils ont légitimé les invasions pour assujettir les populations et les capitations(jyzias)pour traire(yahalbou)ces populations !Notre auteur aurait dit :la religion chez Dieu est le judaisme puisque il a précédé le christianisme et l islam,ou il se serait contenté de :la religion chez Dieu est le monothéisme abrahamique.Mais l auteur comme tous les musulmans s érigent en suprémacistes religieux ce qui nous attire des ennuis et entraînera notre ruine très bientôt
لقد وصفت وجهة النظر الإسلامية و استخلصت ان اليهودية و النصرانية محرفتان لان الدين عند الله هو الاسلام، و بذلك لن تضف شيئا على ما قيل لحد الان، بل ساهمت بتوسيع التفرقة بين الأديان لانك تقول للمسلم انت على حق ستفوز بالجنة بخمرها و حور عينها، و كل الآخرين على خطئ مؤواهم جهنم خالدين فيها.
يا سيدي، النصرانيون و اليهود لا يعترفون بالإسلام دينا بل يعتبرونه اديولوجيا ارهابية مخيفة و مرعبة تريد اجبار العالم على افكارهم بالدعوة و التبليغ في حاله الضعف بقوة السيف و بفرض الجزية في حالة القوة. و قد برهنت داعش الإرهابية التي تطبق الاسلام بحذافيره ان تخوفهم امر طبيعي.
حاول يا سيدي ان تجد مخرجا للكم الهائل من الأمور اللاخلاقية و اللاإنسانية (الغزو، السبي، ملك اليمين، نكاح الطفلة، الجزية كبديل للإسلام او الذبح…) الموجودة بكثرة في الاسلام عوض كتابات مقالات طويلة، مملة و مستهلكة لمحاولة دغدغة مشاعر المغيبين.
و شكرًا
للرد على التعليقين الاخيرين, اولا ليس كل اليهود و النصارى يعتبرون الاسلام دين دموي و ارهابي للقتل و الغزو و السبي و و و فلا تتحدثوا باسمهم من فضلكم, تحدثوا باسمكم انتم, فهذا رايكم الشخصي. ثانيا و هل توجد امة لم تتزوج بالقاصرات و لم تغزوا و لم تنهب الاراضي و الثروات و لم تغتصب, يعني تريدان ان تقولا بان كل البشر ملائكة يمشون على الارض, الا المسلمين فهم ارهابيون. المسيحيون و اليهود و غيرهم لم يخوضوا اية حروب و لم يغزوا بلدانا و لم يستعمروا و يقتلوا و يغتصبوا احدا و لم يعتدوا على احد في تاريخ البشرية و كانوا سعداء حتى جاء هذا الدين و هو سبب تعاسة البشرية. من سيصدق هذا الهراء?! بالاضافة الى ان كلمة اسلام لا تعني فقط الدين الاسلامي و انما توحيد الله و الامتثال لاوامره و لذلك فابراهيم الخليل عليه السلام هو الذي سمانا المسلمون. اتمنى ان تكونوا قد فهمتم الان.
يا شيخ قلت الكثير ولاكن لم نهتدي الى لب ما تريد تبيانه
كلامك عجينة مختلطة العناصر من الصعب تفكيكها هل من بينة
نوح عليه السلام كان الدين والشرع عنده التوحيد وبالوالدين احسانا قد تكون هذه الخصال هي العبادة في زمانه
لم تكن هناك صلاة ولا زكاة ولا حج ولا رمضان
باقي الانبياء يجب ان نعلم السائد في ازمانهم حتى نتبين نوع العبادة وكيفيتها من المستحيل ان نقول العبادة عند من امن بمحمد [ص] هي نفس العبادة عند ما قبله من الانبياء والرسل الشيئ المشترك هو التوحيد فقط.
الى هبل
للرد على سؤالك, لا اجد احسن من هذا الرد:
يقول الإمام القرافي (684 هـ) في شرح "تنقيح الفصول في علم الأصول": "يَردُ على الكل أن المقصود قواعد العقائد لا جزئيات الفروع؛ لأنها هي التي وقع الاشتراك فيها بين الأنبياء كلهم، وكذلك، القواعد الكلية من الفروع. أما جزئيات المسائل فلا اشتراك فيها، بل هي مختلفة في الشرائع).
وقال رحمه الله: "وأما نسخ شريعة بشريعة، فذلك لم يقع بين الشرائع في القواعد الكليّة، ولا في العقائد الدينية، بل في بعض الفروع، مع جوازه في الجميع عقلاً، غير أنه لم يقع، وإذا قيل إن شريعتنا ناسخة لجميع الشرائع؛ فمعناه في بعض الفروع خاصة".
و الله انا احترم كثيرا علماء القرون الوسطى, لانهم كانوا فعلا عظماء, فلم يتركوا شيئا الا و فصلوه تفصيلا و اعطوك الرد الشافي, لا عجب ان المسلمين في تلك العصور كانت لهم حضارة راقية جدا.
هدا المقال في الحقيقة لايدرس في المدارس و لايعرفه أكثر من 70 في المائة من المسلمين في العالم . لدلك لانعجب لما نراه منسمعه من كفر والحاد وردة وشتم الرسول وسب القرآن .
لاأتعجب عندما يطالب المغربي أن يسمي ابنه يوحنا أو بولس ومغربي آخر يريد أن يتزوج برجل ويحتفل في القاعة ومغربية تتزوج علانية بزميلتها.
والله اني لاأعجب منكل هدا وما سيأتي أعظم.
في بداية السبعينيات أزال الاستعمار لنا كتاب القرآن. كنا صغار السن ونتدكر أنه في كل حي أكثر من 5 كتاب للقرآن . لللأسف الشديد لم ننتيه أنهم أزالوا لنا المناعة التي ستقاوم السيدا العقائدية والفكية والاجتماعية والخلقية والسياسية.
القرآن الدي سنقاوم به أزالوه ولدلك شيء عادي أن يقول المغربي اليوم أن ربه هو يسوع وعدوه هو الله ومحمد. هده ثمار التبشير بالسر و الهدوء .
يتميز البشر عن حيوانات الطبيعة الأخرى( التي ينتقص منها السلفيون ) بالثقافة أي بما يكتسبه و ينقله للأجيال اللاحقة ومعلوم أن الذين يؤثر في هذه الثقافة ويقودونها هم المثقفون ، فالمثقف نوعان اما ان يتقدم مجتمعه فيضيء له مساره (مثقفو النهضة الاوروبية مثلا) أو أن يكون سلفيا تقليديا يريد إرجاعه إلى الوراء ( وان كان هذا من العبث لا غير)، وبما أن الحداثة رمت بالإسلام واشقاءه من الأديان خارج التاريخ فإن المثقفين السلفيين يعملون جاهدا على الانتقام والتنقيص منها ظانين بذلك انهم سيعيدون الإسلام إلى الواجهة (الإسلام عندهم أهم من مصالح المجتمع وحاجياته)
سنة 1912 هي ليست سنة بداية استعمار غربي وحسب بل إنها دليل ملموس على إفلاس حضارتنا وطريقة تفكيرنا و على سطوة حضارة بلغت من المجد مالم يبلغه الأولون.
الى المعلق والدي هو ثمرة من ثمار التبشير.
تقول تفرقة الأديان والله يقول : ان الدين عند الله الاسلام. الاسلام هو الحق و أما اأديان الأخى فهي من صنع البشر.
يقول الله تعالى: فويل للدين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هدا من عند الله . فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون. انه الكسب والبزنس في الخراف الضالة.
ترامب يأحد الأموال والجزية من اخواننا الخليجيين بالقوة و البوارج الحربية
يتبع
اعتقد ان"باحث في الفقه الاسلامي"يناسب الجهد الذي بذلته هنا،اما الفكر الاسلامي اشمل وارحب،يتسع لعلماء الكلام والفلاسفة والمتصوفين الذين اثرووا الفكر الاسلامي بانتاجهم المتنوع والغزير في مجالات اهم من فقه المشاكل،اذا كان الدين عند الله هو الاسلام فما العبرة من ارسال ثلاثة رسائل مختلفة في نفس البقعة الجغرافية ؟وما سبب حفظ واحدة منها وترك الباقي للتزوير والتحريف؟لماذا لم يرسل نفس الرسائل الى الرسل جميعا وبلغات مختلفة لتهم البشرية جمعاء وليس لسانا بعينه ؟هذه الاسئلة قد تبدو سخيفة بالنسبة اليك، لان ما هو سماوي غير قابل للنقاش في ادبيات الفقهاء ، هذا هو احد اسباب جمود ادمغتهم وعدم قدرتهم على اغناء موروثهم وتكييفه مع معطيات الواقع ليصبح قابلا للتعايش مع باقي الاديان والثقافات،الاستمرار في اتهام الاديان الاخرى بالتزوير والتحريف يزيد من درجة الاحتقان بين اليهود والمسيحيين والمسلمين،والمتهم هو الاسلام لانه آخر الآديان ، وهذا ليس في صالح احد ، خصوصا المسلمين المتهمين بالارهاب عالميا،تجديد الخطاب الديني مسؤولية الذين يتحدثون باسمه ويرفضون ان يتحدث غيرهم به،يتحملون مسؤولية كل الويلات التي لحقت بنا
ان ترامب يأخد أموالنا ( صحا) ندفع الجزية تحت ارهاب البوارج الحربية الموجودة في كل سواحل العالم الاسلامي.
أما نحن المسلمون في عهد عمر بن الخطاب كانت دات سنة الدولة ضعيفة فقال عمر لأهل الكتاب: حدوا ضريبتكم لأننا اليوم دولة ضعيفة ولا نستطيع أن نحميكم من الرومان والرومان هم أجداد الغرب اليوم. فقال النصارى واليهود ردا على عمر : لا. اننا نقبل أن نكون تحت حكمكم ولا يحكوننا الرومان الظلمة. الاسلام دين العدل. دفع الجزية مكان الضريبة التي أدفعها أنا وأنت اليوم.
الى الأخ Peace,
اولا شكرًا على تفاعلك.
انا لن اقل ان النصارى و اليهود ملائكة. ان قلت ان النصارى يعترفون ياليهود و ياخدون الكثير من تشريعاتهم الموجودة في العهد القديم من التلمود و يعتبرون ديانتهم عي اخر ما "انزل" من السماء.
لذلك يعتبرون الاسلام ايديولوجية توسعية ارهابية مخيفة، لتجاربهم الدموية مع العباسيين و العثمانيين الذين وصلوا حتى أبواب فيينا.
النصارى قاموا بتنقية كل ما هو لا انساني حينما ادركوا ان الناس اصبحوا يشمؤزون من فضاعة العهد القديم و بلوروا افكارا حديدة تلائم الزمن.
مشكل المسلمون انهم يضمون ان قرآنهم و سنتهم صالحين لكل زمان و مكان و هذا بحد ذاته خطئ و خطر.
كيف يعقل با سيدي ان خالق الكون يدعو الى قتال كل من لا يؤمن به حتى تعلوا كلمته؟
كيف يعقل ان يمجد خالق الكون الجهاد و السبي و بيع الناس في أسواق النخاسة؟
كيف يعقل ان يأمر خالق الكون المسلمون بكراهية و عدم محبة و مودة الغير المسلمين؟
أتمنى ان تكون قد فهمت الان.
و شكرًا
أنتم دبحتم المسلمون في اسبانيا وكتنت ابادة جماعية وتطهير عرقي. وأيضا دبحتم اليهود ولما هرب المتبقون منهم عندنا وجدوا المغرب بلدا آمنا لهم . لم نقتلهم ولم نمنعهم من ممارسة دينهم. بل أزلنا وأسقطنا عليهم الجزية وأصبحوا مواطنين مثلنا يدفعون الضرائب.
لقد أباح الله لنا الزواج من أبنات أهل الكتاب وليس من رجالهم كما هو الحال في الغرب.
يتبع
نحن المسلمون يحبوننا أهل الكتاب في الغرب لأنهم يحسون بالدفئ والحب الحقيقي مع أنهن يعلمن أننا دخلنا بلدانهم (حارقين) لا أموال لنا ولا شيء فندخل بيوتهن بصباطنا لأنهن يحببننا ونحن نعتني بهن أما صرب البوسنة الصليبيون فقد اغتصبوا نساءنا ونمهم من قتلت بعد الاغتصاب الجماعي كما في سفر حزقيال 23 .
ولكنكم (مكتحشموش)
اسمع يا اخ Pija انا لا يمكنني طبعا ان اتهم السيد المسيح او سيدنا موسى عيهما السلام باشيا يفعلها اتباعه, كما تتهم انت سيدنا محمد على افضل الصلاة و السلام, انا اؤمن بكل الرسل و لا افرق بينهم, و لكن ا سيدي المسيحيين فعلوا ايضا جرائم ضد الانسانية و الاستعمار و الحروب باسم الرب و الغزو و السبي و العبودية و الاغتصاب و و و فكيف تدين الاخرين اذن بفعل نفس الشيء في الحرب و قد كان ذلك سائدا في ذلك الزمان عند العرب, فاراد العرب استرجاع اموالهم من مشركين قريش لانهم اضطهدوهم و سلبوا اموالهم و اخرجوهم من ديارهم و قتلوا بعضهم و تبعوهم الى ديار الحبشة عند النجاشي و الى المدينة المنورة و لا يريدون تركهم في حالهم, فغزوهم ايضا و قد تواطؤوا, اي المشركين مع يهود المدينة ضدهم و ارادوا طعنهم من الخلف. و كما تدين تدان. فكيف تدافع انت عن المشركين و عبدة الاوثان و الاصنام ضد المسلمين الموحدين?! انا مثلا افضل مسيحيا او يهوديا على عبدة الاصنام و المشركين, لان النصارى و اليهود من اهل الكتاب.
أنتم تكدبون وتحرفون كلام الله. لو أن الله يأمر بقتل غير المسلمين لقتلنا اليهود والنصارى ونحن اليوم كشعب نعيش مع النصارى في مراكش وأكادير وطنجة وغيرها.
من دخل علينا بيت الله وقتلنا؟
وجوابنا كان هو : الحب
ديننا لايبيح قتل من لم يدخل فيه . من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر أما دينكم فيقول : اقرأ اصحاح لوقا 14 العدد 27
انه يأمر بدبح كل من لم يعتنق الصليب.
إن تبويب الخرافة لا يجعلها عقلانية.وتعجب للشخص كيف يهين عقله ويهدر طاقته في تبرير الأهام وتبويبها،لكن الطمع في الخلاص والشفاعة يفعل بكرامة الإنسان وشجاعته الأفاعيل،فيغدو متذللا متملقا لا يرجى انتفاضه وإنما يتقى تهوره.
فمن للبشرية بعزل الخرافيين من شتى الملل والنحل في مجال يستمتعون فيه بمسرحياتهم ويتحملون فيه حماقاتهم وحدهم من غير عدوى ولا عدوان؟
12 – مصطفى آيت الغربي
ان الدين عند الله الاسلام/تأمل جيدا الجملة وستجد إنها إخبار من اله السلام بأنه لا دين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام فليكن في علمك أن هذه العبارة هي صناعة عباسية بامتياز لغلق باب الفهم والعقل فإذا كان الدين عند الله هو الأسلام فلم نزل الأنبياء والرسل ولم كان هناك كتب سماوية كالزبور / النبي داؤود ، التوراة / النبي موسى ، والأنجيل / المسيح .. كان ممكن أن يختصر الامر كله بالقرأن وبنبي الاستسلام
فلماذا جاء إذن في كتاب الرحيم العليم/ نزل عليك الكتاب بالحق مصدا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل، فلِمَ كرم المسيح بأيات مميزة كثيرة منها( والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا)
ولِم تذكر بهكذا أيات أنبياء لو كان الدين عند الله فقط الإسلام،فالآية تعترف بالتوراة والأنجيل
ولم كان موسى أكثر الأنبياء ذكرا في القرأن 131 مرة موسى بطل القرأن عيسى 25 مرة وبن أمنة 3 مرات كمحمد ومرة كأحمد.
حقيقة أن أن الأية خارجة عن باقي النصوص القرأنية الأخرى وهذاإشكال بنيوي للنص القرأني التاريخي
كفى حمق فتدبروا
من الضروري أن تحث الجامعات الباحثين والأساتذة الراغبين في الحصول على الترقية على إجراء أبحاث جديدة وفيها إضافات حقيقية للمعرفة وليس اجترار القديم فقط من أجل نشر البحث والإيفاء بشروط الترقية والاستحقاق الوظيفي. جامعاتنا تشترط في الترقية أن يقوم الأستاذ بنشر بحث في مجال اختصاصه في مجلة علمية، لكنها للأسف تتساهل كثيراً في طبيعة الأبحاث المقدمة لها، ولا تهتم كثيراً إن كانت مفيدة أو ذات صلة بموضوع الاختصاص، وإن كان فيها جديد ونافع، بعض الأستاذة يختارون مجلات (متساهلة) في البلدان النائية كي (تساعدهم) في نشر أبحاثهم غير المتماسكة كي يحصلوا على الترقية الوظيفية في جامعاتهم المتساهلة في العادة وفق مبدأ (قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق)!
بلداننا ومجتمعاتنا بحاجة إلى أبحاث حقيقية في كل المجالات، وباحثين جادين مصممين على الإتيان بالجديد النافع، ووزارات التعليم والثقافة والصحة والصناعة والزراعة والإسكان والسياحة والتخطيط مدعوة لأن تنفق جزءاً مناسباً من موازناتها على الأبحاث الرصينة، وتقديم مكافآت مجزية لمن يتقدم ببحث جديد ومتماسك، بدلاً من الإنفاق على إيفاد الموظفين إلى الخارج للتفسح. اجترار الماضي والبحث في أحداث التأريخ وحروب بني أمية وبني العباس وكيف عبر العرب إلى الأندلس وفتحوها وكيف يمكن أن يستعيدوا أمجادهم الغابرة، وبطولات أبو زيد الهلالي وسيف بن ذي يزن والزير سالم واكتشافات زرقاء اليمامة ورحلات ابن بطوطة وابن فطومة ليست نافعة للباحثين أو متابعيهم ولن تأتينا بمفيد، بل ستضيع وقتنا وتجعل بعضنا يعيش في مدينة فاضلة متخيلة ويحلّق في عالم الأحلام التي لن تتحقق.
ما دامت الطقوس من صلاة و صيام تأتي عندك قبل الاخلاق، فبضاعتك مرفوضة و مردودة، ما يهم هو كيف تتعامل مع أفراد المجتمع، اما صلاتك و صيامك فهو بينك و بين خالقك قد يقبل به او لا يقبل
Sur quelle base devrions nous comprendre que la religion pour Dieu est l'islam. Les fouquahats du moyen âge disent que l'islam est la religion de Fitra , c'est à dire une religion originaire et naturelle, mais nous rappelons à l'auteur que si l'islam est la religion de Fitra, il ne devrait pas seulement reconnaitre le judaisme et le christianisme, il doit reconnaitre toutes les religions que l'humanité a produit au cous de son histoire. Si l'islam est l'expression de la foi naturelle comme il l'entend pourquoi il ne reconnait ni l'huinduisme, ni le boudhisme, ni le zaratruisme….etc . Je pense que pour nos ançetres ainsi que pour vous cher auteur , il y a une confusion dans votre concept de Fitra voire même quelque chose de contradictoire. Car la fitra en tant que Tadayon naturelle devrait intégrer et reconnaitre toutes les religions que l'humanité a produit et ne pas se limiter uniquement au judaisme et au christianisme
alhayat
الماضي الزاهر الذي يواجهون به الحاضر المتأزم ، هم من اوقفوا استمراه الى اليوم ، مرحلة طغيان الفكر الديني واستبداده بالاخلاق والسياسة كانت على وشك النهاية ، الا ان مكائد الفقهاء وخبثهم اجهض تلك الولادة قبل اوانها ، حينما يتحدثون عن صلاح الدين الايوبي وابن رشد والخوارزمي وابن سناء والكندي وعمر بن الخطابو…و..فأنهم يقولون للغرب ها نحن،كنا افضل ما انت عليه الآن،تقدمنا في الطب والجبر والهندسة والطيران والجيش و..و
ليس لديهم ما يثبتون به وجودهم في العالم الا تلك الشخصيات،وعندما يتناقشون فيما بينهم يصفونهم بالزنادقة والمرتدين واتباع العقل الذي يساوي الشيطان في ادبياتهم الدينية،مناقشة هذا التاريخ وتلك القصص،ليس من اجل البث في صحتها وانما لاجل تعلم الجرأة في قول الحقيقة،القدرة على النقد،تمارين على كيفية استعمال العقل في الفهم والتحليل والحكم مشكلتنا هي اننا لا تنقبل النقد،لا نمارسه ولا نريدان يمارسه علينا احد ، لذلك اصبح كل شيء قابل للمساومة والاتفاق،كل ما يُطرح للنقاش فهو جدير بالاهتمام اذا احسنا الحديث فيه، فالانسان قادر على خوض معارك متخلفة في نفس الوقت ؟؟؟
في كتابه الأخير "مقدمة عن توتر القرآن " يناقش الكاتب المصري عمر جمال مسألة هيمنة المدخل الفقهي في الاسلام والمرتبط بعصور الضعف عن المداخل الأخرى كالمدخل الكلامي والبلاغي والصوفي والفلسفي. وكيف أن المدخل الفقهي الذي يركز فقط على ضوابط السلوك الفردي والجماعي لايشكل إلا ما بين 300و500 من القرآن أي ما بين 5 إلى 9 في المئاة من إجمالي القرآن.
جاء في فيديو:
حاخام يهودي:الإسلام هو ديانة آدم ونوح!
قول الحاخام : "…سلاماي مسلماي مسلمين هذا يمكن أن يكون إشارة في أدبنا
بأن الإسلام ديانة قديمة يعود تاريخها إلى زمن الهيكل الثاني أو حتي أقدم،
وإذا كانت الجذور الإسلامية،أوجذور الإسلام هي نفس مانسميها "بني
نوح"،إذن بالنسبة لنا فهي أقدم من ذلك بكثير،
هذه هو ديانة نوح،هذه هي ديانة آدم نفسه "
في عام 1970 عقد في كلية الحقوق بفرنسا مؤتمرا حول الشريعة الإسلامية
وصلاحيتها لهذا الزمان ليقف نقيب للمحامين في باريس ويقول للأعضاء
المؤتمرين:"أنا لا أعرف كيف أوفق بين ما كان يحكى لنا من جمود الفقه
الإسلامي وعدم صلاحه أساساً تشريعياً يفي بحاجات المجتمع المعاصر،وبين ما
نسمعه الآن في المحاضرات ومناقشاتها مما يثبت خلاف ذلك تماما ببراهين
النصوص والمبادئ الإسلامية"
وتمخض عن المؤتمر:
أولا: إن مبادئ الفقه الإسلامي لها قيمة حقوقية تشريعية لا يمارى فيها
ثانيا:إن اختلاف المذاهب الفقهية العظمى ينطوي على ثروة من المفاهيم
والمعلومات ومن الأصول الحقوقية وهي مناط الإعجاب وبها يتمكن الفقه
الإسلامي أن يستجيب لجميع مطالب الحياة المدنية والتوافق بين حاجاتها.
وقال الدكتور هوكنج أستاذ الفلسفة في جامعة هارفارد:إن في نظام الإسلام
استعداداً داخليا للنمو واني أشعر بأني على حق حين أقرر ان الشريعة الإسلامية
تحتوي بوفرة على جميع المبادئ اللازمة للنهوض لأي شعب بل وللبشرية جميعا
وقال العلامة ساتيلانا:إن في الفقه الإسلامي ما يكفي المسلمين في تشريعهم أن
لم نقل ما يكفي الأنسانية
لو حذفنا الآيات التي استشهد بها الباحث في هذا المقال والأحاديث لوجدنا المقال عشرة أسطر فهو يقدم ما جاء في القرآن دون حتى التعليق فهل هذا بحث؟ أين السؤال الذي طرحت؟ مقال بعيد كل البعد عن منهجية البحث العلمي وأصوله. تجميع في تجميع لا أقل ولا أكثر.
اشكرك استاذي على هذا التوضيح الجميل ..واشهد انك رميت بالسهم في موقع الهدف وبينت بفهمك وعلمك الذي نسأل الله ان ينفعنا به .. وشكر لكم الله