هل تحقق الثورة دائما للشعب ما يريد؟

هل تحقق الثورة دائما للشعب ما يريد؟
الإثنين 22 أبريل 2019 - 21:40

حتى لو افترضنا أن الشعب فعلا قد نجح في إسقاط النظام وانتصرت ثورته، فهل يحقق هذا الشعب مباشرة بعد هذا النصر ما يريد؟ هل يتمكن من تحقيق كل تلك الشعارات التي تصدح بها جماهيره عادة في بداية انتفاضاتها ضد الواقع السياسي والاجتماعي اللذين ضاق بهما ذرعا؟ وهل يفلح في تأسيس الحكم الرشيد الذي داعب خياله وألهب حماسه وكان حافزا له للخروج المدوي على الحاكمين؟

المؤكد أن كل ذلك ليس أوتوماتيكيا ولا مضمونا. فالتخلص من الطغمة الحاكمة إن تحقق لا يكون إلا لصالح فريق آخر سيدلف بعدها إلى سدة الحكم. قد يكون هذا الفريق الجديد صالحا، ومن الممكن أن يكون فاسدا أكثر من الحكم المطاح به، وقد يكون أحيانا مجرد فريق أو نخبة منافقة سوف تتمكن من أن تنتهز فرصة غضب الجماهير ويأسها وقنوطها من طغاتها فتعرف كيف تتماهى زورا مع الثورة، وكيف تركب على الموجة العاتية وتأكل من الكتف.

ليست الأمثلة على ما أقول هي ما يعوز في هذا المجال، فهي كثيرة في تجارب أمتنا العربية، وخصوصا بعد المآلات المخيبة للآمال التي عرفتها ثورات الربيع العربي. فالشعوب التي حسبت أحيانا أنها قد انتصرت وهزمت جلاديها، ربما تكتشف في نهاية مطاف الثورة أنها فقط قد أطاحت بالحكام وغيرت الوجوه دون أن تغير النظام، وبالتالي تكون فقط قد انتقلت من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر حتى تتمكن فعلا من إحلال البديل الذي طالما بشرت به. وفي أغلب الأحيان يتعذر هذا البديل، وقد يصبح ضربا من المستحيل.

بديهي أن الشعب لا يستطيع أن يجتمع تحت سقف صالة واحدة ويتناقش في كل الأمور التي تهمه، ويقرر في كل صغيرة وكبيرة؛ إذ لا بد له دائما أن يفوض مهمة الحكم إلى نخبة من صلبه تكون هي النائبة عنه والمباشرة الفعلية للحكم.

سقط القذافي مضرجا بدمه في ليبيا، وظلت لعنة دمه تلاحق هذا البلد الذي عرف كيف يثور ولم يعرف كيف يفعل ولا ماذا يفعل بعد إتمام الثورة، فلم يجن إلا الفتنة والفرقة والاقتتال. وحتى تونس التي تعتبر من أنجح الثورات في بلادنا العربية بالمقارنة مع شقيقاتها، أخذ يحن فيها الكثيرون لأيام الديكتاتور بنعلي، بعد أن تعذر الاقلاع الاقتصادي، وانسدت الآفاق أمام الشباب، وتراجع الحكام الجدد عن الأحلام الكبيرة، واكتفوا بالإنجازات والمعارك الكلامية والحقوقية حول العلمانية والدولة المدنية وإرث النساء دون تحقيق شيء يذكر على مستوى التنمية المادية الفعلية.

ثم هناك اليمن الذي لم يصبح سعيدا بالثورة بل صار أكثر كمدا وحزنا مما كان وأكثر قنوطا من المستقبل. وها هي ثورتا السودان والجزائر رغم أنهما ترددان أنهما لن تستنسخا التجارب السابقة، إلا أن سيرهما ويومياتهما لا يدلان على أن هناك خطة ومشروعا واضح المعالم للدولة الجديدة التي يراد انبعاثها. هناك ثورة وكفى. لاءات وباءات لا غير. وهناك مطالب ترفع وجماهير مندفعة ومؤامرات تدبر بليل. وليس هناك خارطة طريق ولا تفاصيل واضحة لما يراد التأسيس له.

لقد أتى علينا الآن حين من الربيع العربي يتوجب معه استخلاص العبر والدروس، ومعرفة الثغرات التي أودت بالثورات الأولى، لكي لا تتحول مرة ثانية حواضر ودول عربية أخرى إلى مجرد حطام ودمار يفجع ويدمي قلوبنا.

على الثوار في العالم العربي أن يستوعبوا أن الثورة في الشارع لا تكفي لوحدها. فهي لا تمطر بفطرتها فقط ديمقراطية ولا تنمية إن لم تكن الشروط الموضوعية لهما قد تحققت سلفا في الواقع الاجتماعي للشعب المنهك المنتفض. أي إن لم تسبق ثورة الشارع والوجدان ثورة في العقل والفكر تؤطر الفعل الجماهيري وتصونه من الانزلاق وتقيه سوء الفشل حين يسترجع زمام الأمور بين يديه. ولذلك لا يعقل هدم البيت الذي تسكنه رغم ثقوب السقف الذي يتسرب منه الماء إليك وأنت لا ترى لك بيتا يستطيع أن يأويك من عواصف البرد ولفيح الحر.

الثورة تريد التخلص من واقع مأزوم معلوم إلى مستقبل جميل غير معلوم بعد تملك الجماهير صورة طوباوية واستيهامية عنه، ولكنها لا تدري هل سيكون سيرها إليه نجاة أو سلاما أو هلاكا. ولذلك تكون الثورة أحيانا رصاصة ضائعة في الفضاء. مجرد صيحة في واد إذا لم يكن رحم الأمة قد أخصب وولد نخبة متنورة قادرة على تنزيل أحلام الثورة في الواقع المعيش.

ينبغي أن نفرق بين الثورة كاحتجاج عارم، كانفجار عظيم وقع نتيجة تفاقم القهر والفقر والاستبداد، والثورة كمشروع واضح المعالم منافس ومناقض للنظام الذي قامت لتقويضه. أي الثورة التي تكون حاملة للأفكار وللقيم الجديدة المرفوعة على أكتاف الجماهير المنقادة بدورها لنخبة صادقة ذكية براغماتية تستطيع أن تترجم الآمال إلى مشاريع وإلى تقدم في كل المجالات. فشتان بين الثورة كعارض اجتماعي والثورة كحتمية فكرية قاد إليها تطور الأفكار ونضج المعاناة وتنظير المثقفين والفلاسفة والكتاب العضويين.

ها هي الجزائر أمام ناظرينا قد استطاعت أن تخرج بقضها وقضيضها بحثا عن الكرامة وعن الغد المشرق، ولكنها إلى الآن لم تستطع أن تفرز طليعة، أن تتمخض عنها نخبة يمكن أن تخاطبها القوة الوحيدة المهيكلة والمنظمة التي هي الجيش وتفاوضها بشأن ما يريد الشعب. هناك باءات ولاءات وغايات معلنة، ولكن ليس هناك قيادة يمكن أن تمثل هذه الثورة وتتحدث باسمها. الاسلاميون يتوارون عن تصدر المشهد حتى لا يتهموا باختطاف الثورة ولا يتورطوا في التسبب في إحياء العشرية السوداء من جديد. والليبراليون قد جرى تحييدهم على عهد النظام السابق بسبب ولوغهم في الريع. وأحزاب الموالاة ارتكبت خطأ مرافقة بوتفليقة إلى غاية حتفه السياسي. والمعارضة مشتتة مرتبكة لم تدع للثورة إلى أن أجبرها الطوفان الشعبي على الانضمام وجرفها معه. والمثقفون غائبون. وحتى عندما ينبري البعض من أهل الحراك للحديث باسمه لا يسلمون من أن يشيطنوا وتوجه لهم تهمة محاولة الركوب عليه.

الثورة رغم أنها قوية وهادرة هي فكرة هلامية تتسع للفضفاض من الكلمات والتعابير. ولذلك يركب عليها أحيانا أصحاب البيان والكلام. والجيش إذا كان إلى الآن يتعاطف معها، فله أيضا منسوب صبر قابل للنفاد خصوصا إذا لم يجد مخاطبين له يرسم معهم المستقبل. وإذا كان قد أبرز لحدود اليوم أنيابه للعصابة التي كانت محيطة بالرئيس فلا ينبغي أن يتوهم الشعب أن هذه الأنياب البارزة هي ابتسامة أبدية له.

الثورة دائما ما يتربص بها ويراد بها السوء من الداخل والخارج. هي لم تعد منذ زمان شأنا وطنيا صرفا. بل صار لها في عهد العولمة وثورة الاتصالات طابع إقليمي وقومي وعقدي أيضا… الخ. صارت تعبر الحدود بسلاسة وتتدول بسرعة وتتعولم. وهذا ما يجب أن يضعه الثائرون في حسابهم اليوم ليعرفوا الممكن من المستحيل من الثورة.

يعرف الجميع أن الثورة لا تبقى إلى ما لا نهاية. فالشعوب تنام كثيرا وتستيقظ لماما في اللحظات المفصلية. لذلك فان اللوبيات وأصحاب المصالح يعرفون أنهم في نهاية المطاف سيكونون أمام حكام آخرين، ولذلك لا يراهنون كثيرا على الشعب بقدر ما يراهنون على من هو منظم وعلى من يعتقدون أنه آت من الحكام وأن الأوراق تلعب لصالحه.

إن من أولى الواجبات الملحة التي على الثورة الجزائرية أن تنجزها أن تتنظم، أن تتهيكل، وأن تفرز قيادة واضحة تتفاوض باسمها قبل أن يذوي الحماس وتتراجع الفورة. فبذلك تحبط مناورات الشعبويين والمندسين وترصد الوصوليين والانهزاميين وتتفادى كذلك يأس المكتئبين وطوباوية المثاليين ومجازفات المغامرين. وتصبح بالتالي عملية إجرائية براغماتية ناضجة قادرة على انتزاع المكاسب. وألا تفعل فلا شيء مضمون البتة لها. وفي هذه الحالة تعود كل السيناريوهات ممكنة بما في ذلك أن تسير على خطى من سبقها من الثورات لا قدر الله.

*أستاذ بكلية الطب دكتور في العلوم السياسية

‫تعليقات الزوار

12
  • BAT MAN
    الإثنين 22 أبريل 2019 - 22:18

    الثورة الفرنسية كانت على شكل ثورات متكررة وصلت إلى هدفها بعد مرور أكثر من 100سنة فلا يعتقد أحد أن ثورة شعب ستنجح في أهدافها مباشرتا من بعد إسقاط الحاكم المستبد فمثلا الثورة الجزائرية بعد إسقاط بو تفليقة وبعد إسقاط حكومته كيف سيتم المعاملة مع الجنرالات الذين يعلم الجميع أنهم الحاكم الحقيقي للبلاد في عهد بوتفليقة وقبله والذين ولائهم للمستعمر يفوق ولائهم للجزائر وثروتهم أي تحويشة عمرهم وأولادهم بيد المستعمر هل يضن أحد أنهم سيسلمون مغارة علي بابا للثوار لا أضن فلهاذا الثورة مثل الملاكمة تتكون من جولات ولا يعلم أحد في أي جولة ستحسم إلا إذا سقط أحد الطرفين بالضربة القاضية وهذا مستبعد في الملاكمةالغير احترافية
    وحظ سعيد للثوار

  • سيمو
    الإثنين 22 أبريل 2019 - 23:08

    عن اي ثورة نتحدث ما يحدث في الدول العربي لا يمكن ان يرقى الى مستوى الثورة لانه لم ياتي باي بديل و يفتقد الى مشروع واضح المعالم هو فقط مجرد انتفاضة خلقت و تيخلقُ فراغ يملؤه اما اصحاب اللحي او العسكر .

  • KITAB
    الإثنين 22 أبريل 2019 - 23:15

    لا يمكن بحال عقد مقارنة بين الشعوب العربية وشعوب أخرى خاضت ثورات عديدة فنجحت في إسقاط ديكتاتوريات أشدّ عتوا، برأيي هذه الأخيرة تمرست ببعض الحقوق فناضلت من أجلها، لكن بالنسبة للشعوب العربية فقد عاشت عبر قرون تحت أنظمة حاكمة أو بالأحرى أسر حاكمة تطلق بعروقها في كل أوصال المجتمع فنشأت على إثرها أجيال خنوعة وتفرض عليها العلاقة السلطوية العائلية الطاعة العمياء وإلا اعتبر "مارقا" وضالا ومتمردا حيث سيلقى حتفه، أما الدولة بالمفهوم السياسي الحالي فلم يسبق لهؤلاء الشعوب العربية أن تمرسوا بها أو تذوقوها حينما يحسون بأنها منبثقة عن إرادتهم وتمثلها لا أن يكونوا تابعين لها بحكم العلاقة بين القطيع والفرد، يتبع

  • KITAB(suite)
    الإثنين 22 أبريل 2019 - 23:17

    ، لهذا كله فالاحتجاجات والربيع العربي أو خريفه لم تبرهن للعالم بعد عن أن هناك نضجا سياسياً بمقدوره النجاح في ثورة وتوظيفها في إقامة دولة بمؤسساتها ودواليبها، هناك فقط غوغاء وكثيرا ما يستغله العسكر للانقضاض على السلطة، فالنظام السياسي "الأبوي" ليس جديراً بأن تقوم له قائمة هذا فضلا عن داء سرطان الأمية الذي ينخر في جسد الشعوب العربية عكس ما كنا قد فاجأنا به الانقلاب التركي الذي لم يعمر سوى بضع ساعات لوجود شعب ناضج سبق له أن تمرس بالمؤسسات الدستورية، وتحياتي

  • كاره الضلام
    الثلاثاء 23 أبريل 2019 - 15:06

    الثورة بمفهومها التقليدي لم تعد ممكنة في عالم اليوم، تلك الحركة التي يكون فيها شعب د نظام لم تعد ممكنة في زمننا و دلك لعدة اسباب، منها ان الثورة لا تكون ممكنة الا في الشعوب الضئيلة العدد و التي يسود انسجام بين عناصرها و يمكن لم شملها على مصلحة واحدة و هو الامر المستحيل اليوم بحيث ان جل شعوب العالم تعداداها ملايين متشعبة المصالح و الاعراق و الاديان و القطاعات بحيث حتى لو اجتمعوا على كلمة قبل سقوط الانظمة فانهم يتشردمون مباشرة بعدها
    الامر التاني هو العامل الخارجي اد لم يعد الامر بين شعب و نظامه و انما هناك عناصر اجنبية متعددة تتدخل سواء بشكل قبلي اي انها هي من يبث القلاقل في البلاد و تحرض الشعب على السلطة او التدخل البعدي الدي هو استغلال الفوضى بعد وقوعها، بحيث بمجرد ما تسقط الدولة في بقعة ما الا و تجد فيها محاور تتصارع و جماعات تحارب بالوكالة عنها و يغدو لكل شريحة من الشعب سيد في الخارج و كلما اقترب الامر من الحل الا و سعت تلك الاطراف الى اطالة الفوضى و عرقلة الحل
    الامر ادن ليس بسيطا و كلمة ثورة اضحت شديدة التعقيد و من اشد المخاطر على الشعوب

  • كاره الضلام
    الثلاثاء 23 أبريل 2019 - 15:28

    حتى في فترات قديمة من التاريخ حينما لم يكن العالم معولما متشابكا مثل اليوم فان مفهوم الثورة لم يكن بسيطا و كان هناك تدخل خارجي ايضا، فالثورة الفرنسية يقال انها دبرت من انجلترا و ان الشعب الفرنسي لم تكن له اي علاقة و لا ارادة للقيام بها و انما لوبيات المال الفرنسيون بايعاز من الانجليز ثاروا على الملك الدي كان معيقا لمكاسبهم
    مفهوم الثورة نقيض لمفهوم الانقلاب بحيث ان الاولى فعل الاغلبية و التاني فعل الاقلية،و ما يسهل اتباثه نظريا يستعصي تحديده على الارض اد لا يمكن ان نجزم بان غالبية الشعب المصري ثارت على مبارك، و لا نستطيع ان نحكم ان اغلبية التوانسة ثاروا على بنعلي، هل كانت ثورات ام انقلابات؟ هل هي شعوب واعية ام قطيع تم التغرير به من طرف اقليات مغرضة؟ هل الدافع فقر الشعوب ام وصولية النخب؟ هل هي معاناة المواطن البسيط ام طموحات البرادعي و ايمن نور؟هل هي غضب طبيعي عفوي ام مخططات مكاتب و بدخ فكري؟هل ااشعوب كائنات واعية بفعلها و مصيرها ام انها قرابين في مشاريع نخب ما و فئران تجربة يتم استعمالها في مختبرات علماء الاستراتيجيا و التكتيك السياسي

  • كاره الضلام
    الثلاثاء 23 أبريل 2019 - 16:03

    كل ما يصدر عن الشعوب لا يمكن ان يكون خيرا و كل ما ياتي من الجموع لا ينتج عنه شيئ ايجابي لان لغة الجمع هي الغريزة و اي جمع ايا كان نوعه هو اعمى او كما قال بنجامان كونسطان le peuple sacrifie ses interets pour son emotion ، الشعب يشبه الطفل في سيكولوجيته فكما ان الطفل بعناده و طيشه غالبا ما يلحق بنفسه الضرر و يصم ادنيه عن التحديرات فكدلك هو الشعب ،و لو اخدنا شعبا كل افراده عباقرة و جكماء فان ما يجمعون عليه سيكون كارثيا و مجنونا لان جمعهم يقتل فردانيتهم و نبوغ الفرد يدوب في جموح الجماعة.
    ما تعود عليه البشر في عقود او قرون لا يمكن ان يزول في لحظة ثورية، الثورات مباغتة و فجائية و انقياد الشعب لها عابر و تمرده على عاداته و قناعاته زائف و لدلك سرعان ما تعود الشعوب الى ما تعودت عليه و لدلك راينا الشعب الجزائري في عز ثورته يصف بوتفليقة بالمروكي ، يرددون االشعارات التي رباهم عليها بوتفليقة نفسه و يثورون على نظام بشعاراته هو، عدائهم للمغرب الدي دام عقودا لا يمكن ان يسقط في لحظة و يشهرونه في وجه من لقنهم اياه ابان الاثورة فكيف لا يعودون اليه بعدها

  • كاره الضلام
    الثلاثاء 23 أبريل 2019 - 16:45

    الثورة فعل عبثي و سيزيفي معا، عبثي لانه لا يؤدي الى اي نتيجة مرجوة بل قد يؤدي الى كوارث و تقهقر الى اسوء من حال ما قبل الثورة و سيزيفي لانه فعل يكرر نفسه و يعيد انتاج نفسه و يدرو في حلقة مفرغة يكون فيها السبب و النتيجة، فكلما كانت ثورة يسوء الحال و كلما ساء الحال يحتاج الى ثورة و لدلك تجد دولا تسمى ثورية لانها تحدث فيها ثورات بشكل دوري فمصر في ستين سنة حدتث ثورتان و الاتحاد السوفياتي ثورتان و ايران ظهرت فيها بوادر ثورة مع الثورة الخضراء قبل سنوات الخ و هده الدول العربية التي سموها بلاد الربيع ستثور من جديد ضد من ثار بالامس و سيصبح ثوار الامس طغاة الغد و هكدا دواليك و هدا يعني ان سيزيفية الفعل الثوري تؤكد عبثيته، و دلك اولا لان الثورة فعل مرتجل و عشوائي و ثانيا لانه ضد سنن الكون التي تقتضي مرور وقت طويل للتغير فكما ان المراة لا يمكن ان تنجب قبل الوقت الدي حددته الطبيعة فان التغيير لا يمكن ان يحدث قبل اوانه و دون توفر وسائيله الطبيعية و المنطقية ، اما الثورة فهي ارادة للتغيير الاني و السريع لانها تنصت الى صوت الشعب الدي ليس سوى طفل عنيد مدلل بكاء شكاء

  • كاره الضلام
    الثلاثاء 23 أبريل 2019 - 18:19

    ما يسمى ثورة مضادة مجرد تخريف لان الثورة فعل فجائي مباغت لا يمكنه تغيير الواقع في لحظة عابرة و انقياد الشعوب للحظة الثورية يكون عابرا زائفا و تمليه اقليات عل الاغلبية سواء بالتغرير او الارهاب لان منطق الثورة هو معي او ضدي و الثورجية لا يقبلون الاختلاف و يسارعون الى وصف معارضي الثورة بالخيانة و العملاء ووو و بالتالي يجد الاغلبية انفسهم مضطريم لمسايرة الموجة طمعا او خوفا و بعد تبوث زيف الوعود الثورية يعودون الى سابق عهدهم و هدا ما يسميه الثورجية بالثورة المضادة او الفلول، الفعل الثوري دكتاتوري يرفض اي صوت معارض و حتى بعد فشل الثورة في تحقيق الوعود يظل يعاند و يسمي معارضيه فلول و مناهضي التغيير بينما تاريخيا لا توجد ثورة الا و تليها معارضة ،بل ان الثورجيين ينقلبون على بعضهم هم انفسهم فستالين صفى تروتسكي و عبد الناصر تخلص من المشير عامر و الخميني صفى رفقاء في الثورة و اول ريس تم نفيه الى باريس و رئيس الحكومة شعبور باختيار قتل ،فما يسمى ثورة مضادة ليس الا عودة الناس الى حال فرض عليهم الانقلاب عليه بالترغيب او الترهيب و تبث لهم زيفه و عبتيثه

  • غير معروف
    الأربعاء 24 أبريل 2019 - 07:31

    إنها نكسات الربيع العربى

  • الثورة فعل عظيم
    الأربعاء 24 أبريل 2019 - 21:58

    الى الكاتب وكاره الضلام:
    من يقوم بالثورة ليس الشعب بأكمله بل فقط طبقة ممن يمتازون ولو بقدر يسير من الوعي السياسي. فهل 100 مليون مصري هي من أسقط مبارك أم عدد لا يتعدى مليون واحد في أحسن الاحوال؟
    ليس المطلوب من الثورة أن تنجح من أول محاولة بل للثورة موجات قد تفصلها سنوات طويلة. الثورة فعل يحدث زلزالا فكريا وروحيا عنذ الشعوب فيغيرها للأبد إذ تفقد الخوف وتقتنع بقدرتها على الفعل والتغيير وبالتالي مصيرها النجاح ولو بعد حين.
    الشعوب تتعلم بالممارسة أكثر مما تتعلم بالقول والخطابة. لهذا استفاد السودانيون والجزائريون مما عايشوه في بلادهم وايضا من متابعتهم للثورات التي سبقتهم. لهذا هم اكثر نضجا ممن سبقهم.
    مثلا لو عاود المصريون ولو بعد حين موجة ثانية فستكون أقرب للنجاج من الاولى وهكذا. المصيبة هي الجمود وتبريره بحجج سخيفة. فحياة الشعوب لاتقارن بحياة الافراد فهي كر وفر الى أن تفرض ارادتها في الديموقراطية والعيش الكريم كما حصل في دول الغرب قديما.
    القعود وتبريره بالخوف من المصير قد يهم الافراد أما منطق الشعوب وفلسفة تغييرها فهذا أمر مختلف تماماً.
    أما اخلاف الشعوب فلا يبرر شيءً فلكل شعب قواه الحية.

  • DAAANFOUL
    الخميس 25 أبريل 2019 - 13:24

    السودان والجزائر تم ذكرهما وقفزت مباشرة للجزائر لتظهر نبوغا فريدا من نوعه كل هذا اللف والدوران لاستهداف الجزائر ____السودان الكريم والطيب ستنجح ثورته باْذن الله وستكون ديموقراطية تدهش اْكبر الدموقراطيات في العالم _____واخا غير لاءات وباءات اْلبس نظارة لتري زلزال الفساد يتهاوي وهذا المقصود والغير مسبوق هذه بداية خاريطة الطريق والاْتي اْجمل ____اْما اليمن الغير السعيد بفضل الاْنظمة الملكية التي دمرته _____تونس بغض النظر علي ا(لاْستبداد السياسي ) هي ثاني دولة بعد لبنان كانت فيها ديموقراطية اْروبية الاْن كسبوا التداوا علي السلطة وخسروا مكتسبات الديموقراطية ____ليببا الاْشقاء هناك اْعطوا الفرصة لساركوزي وتركوا الشيطان الرجيم برنار ليفي الباب مفتوحا ويطبقون اْراءه النجسة لتفرقة والاْقتتال

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 7

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب