انشغالات البحث التاريخي والتراثي بتازة

انشغالات البحث التاريخي والتراثي بتازة
الثلاثاء 30 أبريل 2019 - 12:21

معالم مهددة وخزانة مرينية تحتاج إلى تأهيل

تعد تازة وأحوازها من بين المناطق المغربية الأكثر تنوعا على مستوى الخريطة التضاريسية، فهي منطقة حوضية أساسا تحتضن عدة عناصر طبيعية تنتمي للمجال إياه، ما بين سهول وتلال وهضاب وجبال، وتشكل حلقة وصل بين شرق المغرب وغربه، بل عبر كل شمال إفريقيا، ثم بين مجالي الأطلس والريف. ونتيجة لهذا التنوع التضاريسي والمناخي أيضا، تعايشت واندمجت في المنطقة مجموعات بشرية متنوعة من حيث الانتماء الإثني والمجالي والثقافي، من عناصر بربرية وأخرى عربية وثالثة منحدرة من الصحراء أو متصلة بالعنصرين المتوسطي والإفريقي، إضافة إلى الرافد اليهودي.

ومع كل هذا التنوع يمكن التنصيص على مجمل الأدوار التاريخية مدا وجزرا، تأثيرا وتأثرا، عبر ما سمي تاريخيا بممر تازة Col de TAZA، ونتيجة لتعاقب الدول والأسر الحاكمة، فقد تركت المراحل التاريخية بصماتها على كل المنطقة، بادية ومدينة، بدءا من الأسوار والأبراج التاريخية ذات الطابع الدفاعي العسكري التي تعود إلى الموحدين (وبعض منها يعود إلى فترات متقدمة كما ورد ذلك عند صاحب الاستبصار في عجائب الأمصار) مرورا بالعمارة التاريخية الدينية العلمية والمدنية، ثم انتهاء بالموروث الثقافي والرمزي، مع وجود طبعا تراث طبيعي متنوع وزاخر من مغارات وغابات وبحيرات وجبال ووديان، مما يعزز هذا التنوع ويغنيه ويشكل عاملا مساعدا على تنمية المجال والإنسان.

بسبب التحديات التي أصبحت تواجهها الرساميل الرمزية لأغلب شعوب العالم الحاضر على وجه العموم تبعا لعولمة جارفة تحمل في طياتها نزعة هيمنية واضحة تارة، وضمنية تارة أخرى، قد تجهز على مفاصل كبيرة من ثقافات الشعوب وأنساقها القيمية لصالح جهة ثقافية أحادية معينة، فضلا عن القيم الاستهلاكية المدمرة، فإن الاهتمام بخصوصيات الشعوب والمجتمعات وموروثها الثقافي والرمزي أصبح يكتسي بعدا حضاريا هاما، وذلك دفاعا عن تعددية ثقافية فعلية وعن الحقوق الثقافية والقيمية لمختلف التجمعات البشرية، وبسبب تلك التحولات وغيرها أصبح تثمين الرأسمال الرمزي والموروث الثقافي انشغالا محوريا في عمل المجموعات المنظمة والجمعيات المستقلة عن الحكومات والإطارات المؤسساتية المعنية، لا يقل أهمية عن القضايا الحيوية كالماء والبيئة والفقر والحقوق والحريات الأساسية.

ضمن هذا السياق وفي أفق رد الاعتبار لهذا الرأسمال الرمزي وتثمينه وتحيينه خدمة للإنسان وتوظيفه ضمن رؤية مندمجة في التنمية المحلية والجهوية والوطنية، وتحت شعار “الرأسمال الرمزي المحلي: أي تثمين وأية رؤية نمائية مندمجة”، نظم مركز ابن بري للدراسات والأبحاث وحماية التراث يوما علميا تواصليا بتاريخ 26 أبريل 2019 تمثلت أهدافه في تقديم تصورات المركز واستراتيجية عمله على المديين المتوسط والبعيد ورؤيته لمسألة التراث المادي والرمزي على المستويين الإقليمي والجهوي.

واعتبارا للانشغال الأساس وهو البحث والتنقيب وتحقيق التراكم والأرشفة وتعميق أوراش التاريخ والتراث، وكذا المرافعة دفاعا عن المعالم الحضارية المميزة للمنطقة ومن أجل رد الاعتبار لها في كل نهوض تنموي منشود، فالمركز المعني، كإطار أكاديمي ومدني للبحوث والدراسات، يضع على عاتقه أيضا الانتصاب كقوة اقتراحية إزاء الجهات المعنية محليا وجهويا ووطنيا والمسؤولة بكيفية مباشرة أو غير مباشرة عن الشأن الثقافي والموروث الرمزي، وتبعا للوظائف المنوطة بالمجتمع المدني كقوة اقتراحية ثبتتها بنود دستور 2011 والمراسيم والقوانين المنظمة لوضع المجتمع المدني في المغرب والأفق الواعد من خلال العمل التشاركي بينه وبين الجهات المعنية رسمية وغير رسمية.

كانت ورقة رئيس المركز شاملة تتماشى أيضا ومشاغل البحث التاريخي والتراثي في المنطقة وعلى المستوى الوطني، إذ نلحظ في الآونة الأخيرة تزايدا ملحوظا في الاهتمام بالدراسات المنوغرافية التي تخص تراث وتاريخ المناطق المغربية المختلفة، أي في الأفق نفسه الذي دعا إليه الشيخ محمد المختار السوسي والعلامة المؤرخ قيدوم الديبلوماسية المغربية عبد الهادي التازي، وقد حصل بالفعل نوع من التراكم النسبي في الانتاجات التاريخية والتراثية المحلية خلال السنوات الأخيرة، بدءا من الألفية الثالثة، حيث ظهرت إلى الوجود أزيد من عشر أطاريح جامعية متخصصة وبضع مؤلفات علاوة على عدد كبير من المقالات والكتابات الصحافية وغيرها الموجهة لعموم القراء والمثقفين، تتراوح بين مقاربة أشكال التعبير الشعبي ودراسة فترات تاريخية لإحدى قبائل المنطقة أو أحد أعلامها أو علاقاتها بالمخزن، بحيث أصبحت الاهتمامات موجهة نحو مجالات غير مطروقة إلى حد الآن، متجاوزة عددا من التيمات التي أصبحت مستهلكة في البحث التاريخي والتراثي.

ويشكل المركز في هذا المجال إطارا نوعيا لتوحيد الرؤى وتبادل الخبرات والتجارب في البحوث والدراسات بين الباحثين الجامعيين وغيرهم، والأخذ أيضا بيد الباحثين الشباب في الجامعات المغربية، أو مراكز ومواقع ومختبرات البحث الأخرى عبر ربوع الوطن، وذلك ضمن مسار وظيفي يخدم تنمية الإنسان وتطوير المجتمع، والتنمية التي لا تخدم الإنسان ونسقه القيمي محكوم عليها بالإفلاس والفشل إن لم تضع المسألة الثقافية في صلب اهتمامها.

هناك العديد من تجارب مراكز البحوث والدراسات (نقصد بالطبع المراكز المستقلة في توجهاتها وطرق اشتغالها وأهدافها) عبر بعض المدن والمناطق المغربية، مع التنصيص دائما على الخصوصية المتميزة لأنشطة وانشغالات مثل هذه المراكز “المحترمة”، فإضافة إلى العروض والندوات العلمية حول تيمات ومجالات تخص تلك المناطق، فقد وقع تثمين العديد من المآثر التاريخية والعمرانية كالقصبات والقلاع وعدد من المساجد والزوايا والمدارس وأضرحة الأعلام المغاربة وما صاحب الجهود الحثيثة من جرد وتصنيف وتوظيف وتسويق عقلاني.

وهنا يُطرح انشغال أساسي بالنسبة للمعالم المهددة بتازة كمدرسة المسجد الأعظم وما تبقى من فنادق ودور عتيقة والمدرسة المرينية التي كان من اللازم (وهي ملك عمومي تابع للجماعة ولوزارة الثقافة معا) تثمينها كموروث تاريخي مريني عرف تألقه مع تألق مدينة تازة خلال بدايات وأواسط دولة بني مرين، وقد أسسها الأمير أبو الحسن حسب وثيقتها الشعرية المنقوشة ببوابتها.

ونذكر هنا أيضا معلمة البستيون، أو حصن تازة السعدي الموجود حاليا في وضعية صعبة نتيجة بناء خزان غير مشروع وغير قانوني وسط منطقة أثرية محرمة البناء، الشيء الذي وصل معه ملفه إلى القضاء وأثار احتجاج المجتمع المدني ذي المصداقية، مما يفرض تفعيل قوانين حماية التراث وفقا لظهائر 1915 و1922 والمراسيم والقوانين المتممة لها وطبقا لاتفاقيات 1972، ولاسيما أوفاق اليونسكو الخاصة بالتراث البشري لسنة 1975، ويثمن المركز ضرورة التخلي عن السياسة القطاعية الضيقة واعتماد المفهوم المندمج والشامل للتنمية، وبينها تنمية الرأسمال البشري والرمزي معا، عن طريق المنهجية التشاركية التي تهم جميع الجهات المعنية فضلا عن الساكنة نفسها.

ومن صلب اهتمامات مركز ابن بري التازي المرافعة من أجل تهيئة خزانة المسجد الأعظم وإحياء ما تبقى من أرشيف بلدي ومحلي، وذلك تماشيا مع مختلف توصيات الجمعيات والإطارات والملتقيات ذات المصداقية، فالخزانة المعنية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن تازة كانت خلال عصور متعددة مركزا ثقافيا ودينيا وعلميا، فضلا عما اطلعت به من أدوار عسكرية حاسمة خلال فترات متعددة من تاريخ المغرب وشمال إفريقيا، الخزانة التي أنشئت برسم حفظ كتاب الشفا للقاضي عياض اليحصبي السبتي (أحد رجالات مراكش السبعة) سنة 757هــ/1356م، أي في عهد السلطان المريني أبي عنان الذي اهتم هو الآخر بتازة عسكريا وعمرانيا وعلميا، ولم يكن ارتباط كتاب الشفا وهو من أبرز مؤلفات المالكية بدعة بدولة بني مرين التي لم تكن لها في البداية أيديولوجية معينة كالتي كانت لدولة الموحدين وإنما حركت المرينيين دوافع اقتصادية معاشية ثم تبنوا المذهب المالكي وعقد الأشعري، وكان القاضي عياض المتوفى سنة 544هـ أفقه فقهاء المالكية، ولذا حرص المرينيون على حفظ كتابه بخزانة تازة، وتعد نسخته بها فريدة ظهرت بعدها نسخ أخرى بالمغرب والمشرق، كما أن تلك الخزانة كانت تضم زمن المرينيين، حسب حوالة حبسية، عشرة آلاف كتاب ومخطوط، لم يبق منها سوى ما يناهز 700 ما بين مبتور ومتلاش، والخطوة الوحيدة التي تمت على يد وزارة الأوقاف في مستهل الألفية الحالية تجاه هذه الخزانة تتمثل في فهرستها، كما هو حال الخزانة الناصرية بتامكروت.

ومما يذكر (وسنعود إليه في وقت لاحق بحول الله) أن نسخة فريدة من كتاب المهدي بن تومرت “أعز ما يطلب” كانت توجد بخزانة الجامع الأعظم بتازة، إضافة إلى كتاب “الجهاد/تنبيه الهمم العالية” للصوفي المجاهد امحمد بن عبد الرحيم بن يجبش التازي، و”إرشاد المسافر إلى الربح الوافر” له أيضا، ونسخة من كتاب الروض (روض القرطاس) في التاريخ لابن أبي زرع، وغيرها كثير، وكتاب فريد للثائر ابن أبي محلي وسمه بـ “سم ساعة في تقطيع أمعاء مفارق الجماعة” (…).

ونظرا للاتصال العلمي الوثيق الذي كان قائما طوال القرون الماضية بين تازة وتلمسان (وبالمقدار نفسه بين تازة وفاس)، فإن هذه الخزانة حوت في جملة ما احتوت عليه مخطوطات أصيلة تاريخية أو قريبة الصلة بالتاريخ لمؤلفين تازيين وتلمسانيين وفاسيين، الشيء الذي يفرض إعادة تأهيل تلك المخطوطات وتصوير المتاح منها ومن ثمة فتح الخزانة أمام الباحثين والأكاديميين والمثقفين.

ومن ذلك بالذات أرجوزة (بحر الرجز مستفعلن) “الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع” للشيخ الأديب الفرضي المقرئ العروضي أبي الحسن علي بن بري التازي التسولي (660هـ / 730هـ) الذي تسمى المركز باسمه عن نبل وعرفان، فالرجل قدم خدمات جليلة في علم القراءات بل وكان من السباقين إلى تدقيق مخارج وصفات الحروف في اللغة العربية، فضلا عن نبوغه في حرفة التوثيق وتأليفه وتلخيصه لبعض المؤلفات الأدبية والعروضية وفي علم النحو ككتاب “الكافي في علم العروض والقوافي”، وشرح ابن السقاط في العروض، واختصار زهر الآداب للحصري، وشرح الإيضاح في النحو لابن أبي الربيع الإشبيلي السبتي، كما قام ابن بري بدور هام في البلاط المريني من خلال تعليم وتأديب ولي عهد السلطان أبي سعيد عثمان، وهو أبو الحسن، إلى حدود سنة 723ه. وقد ألف وكتب بعضهم حول إمام تازة ابن بري، وأبرزهم المرحوم العلامة امحمد الأمراني العلوي الذي خلف كتابا هاما حول ابن بري وما قدمه للعلم والتوثيق والأدب على وجه العموم من خلال كتاب “ابن بري التازي إمام القراء المغاربة” (الذي صدر سنة 1996).

وهناك ملف الأرشيف المحلي الذي ضاع كثير منه في ظروف ملتبسة مثلما ضاعت عدة نفائس من خزانة الجامع الأعظم، وهو الأرشيف الذي يعود إلى عصر الحماية، ولن نذكر هنا بعض من ساهموا في الإجهاز سواء على بعض محتويات الخزانة أو الأرشيف البلدي لا سامحهم الله، ونعلم مع كل ذلك أن الرهان لن يكون سهلا في كل الأحوال، لأن هناك عوائق مختلفة لكن صدق الإرادة وتكاثف جهود كل المعنيين من قريب أو بعيد سيعبد الطريق أمام كل الغيورين قصد تثمين الدور الوظيفي الحيوي للثقافة في التنمية وللتراث في خدمة الحاضر والمستقبل.

*رئيس مركز ابن بري التازي للدراسات والأبحاث وحماية التراث-تازة

‫تعليقات الزوار

4
  • tazi
    الثلاثاء 30 أبريل 2019 - 13:17

    تازة او تازِي : تعني الممر او الفج الموجود بين قمتين جبليتين، مثل :تازِي اوسلي (يعني ممر العريس،الموجود في نفس الاقليم ) ،تازِي عزا الموجود بتمسمان….وتازِي وزو بمنطقة القبايل بالجزائر .. donc le col de TAZA pourrait être traduit par "le col de col" lol

  • الفاسي
    الثلاثاء 30 أبريل 2019 - 14:25

    نشد على يدي الاستاذ الاديب والروائي والاعلامي والآن المؤرخ والباحث في التاريخ المغربي والتاريخ المحلي التازي، ونقول لكم هنيئا بهذا الاطار الفكري الجديد لخدمة تازة والظاهر ان مقال الاستاذ دقيق يظهر منه ان ملم بتراث وتاريخ هذه المدينة العريقة وانه يستحق ان يكون ناطقا باسم المدينة في هذا المجال لانه يظهر يتحدث بالمراجع والمصادر وهذا يعني انه يتوفر على ثقافة واسعة في مناهج التاريخ. وهذا المركز الذي تاسس في تازة فائدته كثيرة منها الحرص على حماية تراث تازة والدفاع عن ما تتعرض له من اهمال ولا مبالاة مثل ما يحصل للبستيون الذي سمعنا ورئينا انه اصيب بتشقق في احد اسولره بسبب الصهريج المائس الذي بني بجانبه. شكرا للاستاذ السي بسكمار ابن تازة البار وهو من عائلة كبيرة شهيرة في تازة العليا رحم الله والده. شكرا لجريدة هسبريس

  • المؤرخ
    الثلاثاء 30 أبريل 2019 - 18:28

    اكاد لا اصدق عندما أقرأ ان مؤرخين و مثقفين مغاربة لا زالوا يستعملون كلمة "بربري" لوصف الأمازيغ.
    هل يعلمون ان اغلب المغاربة الناطقين بالعربية هم معربون، و ان عرب المغرب الحقيقيين لا يثيرون الضجة و لا يحتاجون لاثبات هويتهم عكس الأمازيغ المعربين الذين ينتقصون من شأن اصولهم.
    شكرا هسبريس

  • المهجر
    الثلاثاء 30 أبريل 2019 - 18:38

    لم اتمالك نفسي واضطربت وشعرت انني في تازة في فترة مراهقتي عندما كنت تلميدا بثانوية سيدي عزوز في الوقت الذي كانت فيه المسيرة الخضراء المغربية المظفرة الى الصحراء وقد ذكرني هذا المقال ببيتنا بيت العائلة والطفولة في المدينة القديمة قرب جامع الكبير وفران جامع الكبير وضريح سيدي عزوز، وانا اقرء هدا المقال خرجت دموعي بدون شعور فما اجمل ذالك الزمن والحياة مع الدروب والزقاق . تحية من بلاد المهجر لصاحب المقال ولمكتب مركز ابن بري التازي للدراسات، وكل تمانينا لهم بالتوفيق في ارجاع الفترة الزاهية لتازة وحماية تراتها وكتابة تاريخها كتابة صحيحة والتي يمكن ان يعتمد عليها التاس في داخل الوطن وخارجه. هنيء لككم بتازة في فصل الربيع وما احلى نواحي تازة في فصل الربيع والنزهة والجولة بين اسوار باب الريح وبوحجر وكان كودير.. شكرا لمنبر المهاجرين ومغاربة العالم في المهجر شكرا لهسبريس التي تؤنسنا في المهجر

صوت وصورة
البياض يكسو جبال مودج
الأربعاء 27 مارس 2024 - 12:15

البياض يكسو جبال مودج

صوت وصورة
مغاربة والتعادل مع موريتانيا
الأربعاء 27 مارس 2024 - 01:07 20

مغاربة والتعادل مع موريتانيا

صوت وصورة
المخارق والزيادة في الأجور
الأربعاء 27 مارس 2024 - 00:30 8

المخارق والزيادة في الأجور

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | انتخابات 2011
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | انتخابات 2011

صوت وصورة
قصة | الرجل الذهبي
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 21:30 3

قصة | الرجل الذهبي

صوت وصورة
المدينة القديمة | فاس
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 20:55

المدينة القديمة | فاس