الحــرب النفسـية الأمريكـية

الحــرب النفسـية الأمريكـية
الإثنين 6 ماي 2019 - 12:49

يحق لي أن أغضب، فأنا كذلك رغم أني أمقت الاستبداد والظلم الذي يمارسه الحكام العرب على شعوبهم الضعيفة، لا أقبل أبدا أن يهان ملك السعودية بالشكل الذي صارت عليه حماقات ترامب وهو يخاطب جماهيره بكم هائل من عبارات الإذلال والسفه والاحتقار.

ما الذي يمنعني من إشهار عروبتي وإسلاميتي، فكري اليساري الحر الشجاع، انتمائي لأمة اللغة العربية؛ لغة القرآن؟ إنه أقل ما يمكن تقديره قيميا وأخلاقيا في مثل هذه النكبة السخيمة التي فتكت بوجودنا وانكسارنا!

آسف جدا لأني لا أملك غير قلب موجع وكلمات منحوتة بآلام وأوجاع وطن عربي منهك متشرذم منخور، تكالبت عليه الضباع وعقارب الغدر، وتقاذفته الأطماع من كل جانب؛ وتعاركته الإيديولوجيات ومعاول الهدم من نظريات الاقتصاد العولمي وسوق الأسلحة وإقطاعيات التبعية والمسخ.

غير أن ما يخفف من وطأة هذا الانهزام السيكولوجي الداهم؛ الرفض الشعبي العربي المشرف لتكريس هذا النوع من الحروب النفسية التي تروج لها آليات الاستعمار الأمريكي والغربي على السواء، في ظل صمت رسمي قاتل من قبل الأنظمة العربية الخانعة المستكينة.

لقد بدا خلال قراءة أولية لردود الأفعال الصادرة عن مجموعات نشطاء المواقع الاجتماعية المتفاعلة مع الحدث إياه، أن الوعي الشبابي ومنطقه التحليلي الرزين كان أقرب من اللهجة الغوغائية التي تعتمد على الصراخ والسباب والشتائم في التعبير غير الديبلوماسي، الخالي من أدبيات الخطاب وشروطه المعمول بها.

وعلى الرغم من حالة الاحتجاج التي انتابت معظم التدوينات تجاه ما سمي بالضعف والشرود العربي تجاه قضايا الخلافات المضمرة في خطاب ترامب، من قبل حماية الفساد والاستبداد والجنوح نحو دعم مظاهر الانقسام وتشجيع المواجهات الحربية بين الاقطار العربية كما هو الحال بالنسبة لليمن وسوريا وليبيا والعراق، فإن ثمة وازعا أخلاقيا وسوسيوسياسيا يفرض النظر في مآلات توجيه هذا النوع من التشويه الأيديولوجي والحضاري المقصود ليصير طعما للتحوير والمماحكة وتعرية الحقائق.

وهو الأمر الذي انطلى على نخب من الانتلجنسبا العربية المغامرة تحت يافطة الغرب المتنور والحضاري. حيث تكاد تختفي نبرات النقد الواعي والمحايد لمثل التطرف الذي يعلن عنه اليمين الغربي الحاقد دون تحفظ.

ويصير الانقلاب الداخلي للنخب العربية كعصا موسى التي تشق الصفوف وتهتك الحجب الباقية في حمأة الوجع المتواصل والانهيار المتلاحق لفقدان الهيبة والهوية الشخصية للدولة وقيمها النضالية والتاريخية.

المثير أن الحرب النفسية الحديثة التي تستعملها الولايات المتحدة بلسان ترامب تنبهنا الى أن الصراع الفكري، حيث العقيدة والمبدأ أو ما يعرف بالأيدولوجيا جزء لا يتجزأ من الحرب على قاعدته، تشن الأنظمة العالمية الجديدة بها حربا شرسة تجعل من أهم رهاناتها ترويع الشعوب وتدجين العقول ولي الإرادات وتثبيط الأعمال وخلخلة المواقف وتأليب الثائرين ضد الحكام وإشعال النيران من كل جانب، بطرق مختلفة شتى، بالبروبجندا والمال والعتاد وكل السبل الكفيلة الحاسمة بتعميق الفتن والأزمات. .

وهي الحرب التي يمكن وصفها بحرب الاستنزاف النفسي والسيكولوجي، تتقاطع فيها أساليب التخويف والترويع، وتغطية كوابيس الأنظمة التي تمني كراسيها وعروشها بالخلود والبقاء الأبدي. ولعمري إنها سقطة المستبد؛ استبداد الجهل على العلم، واستبداد النّفس على العقل، ورحم ألله الكواكبي اذ قال “الاستبداد يد الله القويّة الخفيّة يصفع بها رقاب الآبقين من جنّة عبوديّتهِ إلى جهنّم عبوديّة المستبدّين الّذين يُشاركون الله في عظمتهِ ويُعاندون جهاراً. والظّالم سيف الله ينتقم به ثمّ ينتقم منه)، ومن أعان ظالماً على ظلمهِ سلّطهُ الله عليه.

‫تعليقات الزوار

9
  • عمر 51
    الإثنين 6 ماي 2019 - 13:34

    ياأستاذ إنك قلت أكثر من الصواب، وأكثر من الحقيقة،ولكن هناك أسباب كثيرة أدت إلى هذ الوضع الكارثي الذي تعيشه الأمة العربية. من بين تلك الأسباب: الشعوب العميقة التي تعيش في كنف الدول العميقة. تلك الدول التي عملت بكل جهد لإبقاء تلك الشعوب تتخبط في الأمية والجهل والفقر. تبقى لتعيش في الذل والمهانة. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. صدق الله العظيم.

  • كاره الضلام
    الإثنين 6 ماي 2019 - 15:24

    عقيدة الولاء و البراء الاسلاموية هي نفسها عند القومجية ،كراهية عقدية و مسبقة ولاشعورية و قطعية ، ما يسميه هؤلاء نصارى صليبيين كفار يسميه اولئك غربا صهيوامريكي امبريالي الخ و الفكر العدمي الكافر بالدولة هو نفسه عند الفريقين،فما يسمى عند هؤلاء حكما كافرا جبريا طاغوتيا الخ يسمى عند اولئك حكما رجعيا مستبدا خانعا متواطئا مع العدو، انها الداعشية القومجية تعضد الداعشية الظلامية و تسند كلاهما الاخرى في انتاج الخراب و الماساة في البلاد التي نكبت بهما،و هو يكتب عنوانه و هو على يقين ان الاخرين متفقين معه و لا يماريه شك في ان كلامه هو الصواب الدي لا يخالفه فيه احد، بينما المغربي الحق و القح و المغربي فقط لا يمكنه الا ان ينحني لترامب العظيم، ترامب هو الدي يزعزع مادورو عدو المغرب،و هو يضرب الخليجيين ببضعهم و يضعف قدرتهم على الحاق الشر بالمنطقة و يضربهم جميعهم بايران الشيطانية التي ينهكها بدورها باستادية ،فما الدي يجعل اي مغربي سليم و سوي الانتماء يحقد على دونالد العظيم الا تلك العقيدة العتيقة و الكراهية المجترة التي ورتثها القومجية عن سابقتها الاسلاموية

  • كمال //
    الإثنين 6 ماي 2019 - 16:15

    عن اي وطن عربي تتحدث يا استاذ
    كل قلاع القومية العربية سقطت سقوطا مدويا من الصدام الى القدافي الى صالح الى الاسد الى بنعلي و .. و
    و ماذا استفاذ المغرب من هذه القومية العروبية لا شىء لقد وجد المغرب السند في اقوام اخرى غير عربية ناصرته ووقفت الى جانبه قضيته الوطنية العادلة بينما خدلته كل الدول العربية التي كان موقفها من وحدته الترابية اما عادائيا كالجزائر و ليبيا القدافي … او موقفا محايدا وهذا في حد ذاته يعتبر موقف سياسي سلبي ضد المغرب

  • زمن الهوان والذلة .
    الإثنين 6 ماي 2019 - 16:17

    مجرد أن يكتب صحافي مجتهد عن مرض الرءيس يلقى به في غياهب السجون فالرءيس لايمرض فالرءيس يموت ولايمرض . مجرد أن يتجرأ سياسي ويعلن ترشحه في مواجهة الفرعون يرمى بالخيانة والعمالة . أما أن يقول ترامب لولا أمريكا لأزالت ايران السعودية من الوجود ، أو يقول آن الأوان للإعتراف بالجولان أرض إسراءلية ، وأن يطرد مواطنة تغطي شعرها وأن يشترط ذالك قبل أن يلقي كلمة واحدة وسط الجموع التي تحضر حملته الإنتخابية . أو يسمي العمالة القادمة من دول العالم الثالث بالحثالة . أن يقول كل هذا الهراء فلابأس فتلك هفوات من رجل مضحك ، رقابنا تحت سيفه .

  • cadeau au diable
    الإثنين 6 ماي 2019 - 16:23

    est ce vrai qu'un pays arabe orné par la mecque fait pression sur les palestiniens pour lui vendre ALQODS ACHARIF pour l'offrir à Israel sollicité pour protéger les pays arabes du golfe des menaces de leur frère ennemi en Islam,l'iran chiite,lorsqu'on ne fait pas confiance à son peuple on devient esclave du plus puissant,
    le cadeau de 480 milliards de dollars ne suffit plus à l'oncle diable gourmand,alors on essaie de l'aider pour oublier ALQODS qui loge l'ambassade du diable Sam,ce diable qui craint le petit nain de la Corée du nord armé de nucléaire

  • كاره الضلام
    الإثنين 6 ماي 2019 - 18:20

    هناك تناقض صارخ في خطالب القومجو-اسلامويين، فهم يقولون ان الغرب الامبرالي الصليبي يفتت المنطقة و يخربها و يقسم المقسم و يتامر على بلاد العرب و المسلمين و لكنهم في نفس الوقت يحرضون على الثورات و قلب الانظمة مع ما رواه من نتائجها و مع ان تلك الثورات هي كل ما ينتظره الغرب لكي يتدخل و يقسم المقسم و ان ما جرى في سوريا سبب في تدخل الامريكان و الروس و اسرايل و ايران و الميليشيات من كل نوع، انهم هم وحدهم من قسم هدا البلاد و هم من خربها القومجية من ناصر الى صدام و الاسلاموية من اخوان الى دواعش الى سلفيين الى متعويين ،هم مصيبة هده البلاد التي تتهم الغرب و هم اشد حقدا على العرب من الغرب و لو استطاعو لجاؤوا بالغرب لكي يسقط لهم اعدائهم ،و لن يصدق اي عاقل ان ترامب يكره السعودية اكثر من عبد الباري عطوان او عزمي بشارة او القرضاوي، هدا السم القاتل الدي توحد في كاس واحدة قومجو-ظلامية اخطر على العرب المسلمين من الغرب باسره و هو سرطان داخلي خطورته اشد بكثير من الخطر الخارجي و هو الدي يهيئ الجسد لاستقبال كل الفيروسات و الاجسام الغريبة عنه

  • كاره الضلام
    الإثنين 6 ماي 2019 - 18:48

    دونالد العظيم سيقدم للامة المصابة بالقومجو-ظلامية علاجا لا رجعة فيه لن يساطيع غيره تقديمه لها و هو تخليصها من ورم القضية الفلسطينية و دلك بدءا بمنح القدس لاسرائيل و الجولان ايضا تمهيدا لصفقة نهائية ، الامة المنكوبة المصابة بمرض تفويت الفرص لن تجد بعد ترامب من يقدم لها هدا الترياق النهائي و يشفيها من مرض التوحد الوجودي الدي زرعه فيها القومجيون و الاسلامويون، و يبقى بعد الخلاص من ورم القضية التخلص من بقايا القومجية و الاسلام السياسي الدي يتغدى على قضية فلسطين، بها يزايد على خصومه و يضطهدهم و يقتلهم و يسجنهم و بها يكسب الاصوات و بها يكدس الاسلحة و بها يكسب الاموال ،على الامة المنكوبة الصلاة من اجل ان ينجح دونالد العظيم في مسعاه بقتل الورم السرطاني المسمى قضية فلسطين لانه لا قيام لهم دون زوالها و زوالها وحده كفيل بتخلصهم بالعقدة التاريخية العصية على الحل المسماة قومجو -اسلاموية، العرب محتاجون الى فكر سياسي جديد و رؤية جديدة للوجود و التخلص من الفكر البائد المعتق القومي الظلامي الدي هو الرجعية و هو التخلف و هو الاستبداد و هو الخيانة

  • كاره الضلام
    الإثنين 6 ماي 2019 - 20:33

    الحول الهوياتي يجعل احدهم يرى العدو الحقيقي صديقا و يدافع عنه ضد العدو المتوهم فالسعودية هي التي تعادي المغرب الان و هي التي ساندت ترامب ضد المغرب في ملف كاس العالم و هي التي سحب منها المغرب سفيره الى ان الحول الهوياتي يجعلهم يهاجمون ترامب دفاعا عنها، و نفس الامر بالنسبة لفنزويلا، يحدثونك عن التدخل الامريكي و تدبير انقلاب ضد الريس المنتخب و امريكا عدة الشعوب الخ الخ، يعني هم في واد و الهم المغربي في واد و كانهم لا يعرفون بلدا اسمه المغرب على الاطلاق، القومجية استلاب و حول هوياتي ، لا نعتقد انهم يعرفون من يكونون و لدلك فهم هاجموا الدارجة بقوة لصالح الفصحى و يتهمون الدارجة بالتامر على الفصحى يعني يعتقدون انهم هم الاخر و الاخر هم و دواتهم التي هي غريبة عنهم تتامر على الاخر الدي اصبح دواتهم،مرض نادر و غريب،ينظرون في المراة فيرون شخصا اخر و يحسبونه انفسهم و ادا صادفوا داتهم في مكان اخر يحاربونها بدعوى انها عدو لهم،نحن مغاربة لم يستعل علينا ترامب و لم يؤد بلدنا و لا نملك سببا لكراهيته بل على العكس كل الاسباب متوفرة لنحبه و نقول له اعل دونالد

  • كاره الضلام
    الإثنين 6 ماي 2019 - 21:22

    لا نهوض للاسلام الا بزوال الاسلام السياسي و لا نهوض للعرب الا بزوال القومية العربية و لا زوال لهما معا الا بانتهاء القضية الفلسطينية و تصفيتها،الاسلام السياسي الد اعداء الاسلام و هو الدي يتاجر به و ينفر منه و يضرب به خصومه و يرهب به بقية الاديان و يغرر عبره بالشعوب و الايديولوجيا العروبية هي اكبر كاره للعرب و الداعي الى خرابهم و كلا التيارين كافر بالاستقرار و الامن انقلابي الفكر عميل بالضرورة، القومجية و الاسلام السياسي تخلف محنط و خطا مقدس لا يقبل النقاش في مبادئه، كلاهما وجد في اسرائيل مبرر بقائه و هم اشد الكارهين لزوالها و هم يحرصون على دوام القضية اكبر من حرصهم على تحرير الارض، عدوهم الاول و الوحيد عو بلاد العرب المسلمين و اسرايل مبررهم للنيل من العدو الخالد،و قد قال نصر اللات صراحة ان طريق القدس تمر عبر الزبداني و ترك شبعا التي تحتلها اسرائيل بجوار راسه و دهب ليحرر سوريا من شعبها و تدخل في العراق و اليمن و لم يمس اسرائيل، عدو العرب و المسلمين منهم و لهم نكبتان لا تالث لهما هما القومجية العروبية و الاسلام السياسي اما دونالد العضيم فقد يكون المخلص

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30

احتجاج أساتذة موقوفين