رسائل مفتوحة إلى رئيس الحكومة

رسائل مفتوحة إلى رئيس الحكومة
الأحد 2 يونيو 2019 - 05:55

الرسالة الأولى: سياق هذه الرسائل

السيد رئيس الحكومة المحترم

السيدات والسادة الوزيرات والوزراء الموقرون

تحية طيبة

وبعد

فآمل ألا تنظروا إلى هذه الرسالة بعين الريبة، وألا تسيؤوا الظن بكاتبها، فالرسالة لا تروم الإساءة لكم ولا لأحد، والباعث على كتابتها هو حسن الظن فيكم، والثقة في سعة صدركم، والرغبة الصادقة في عرض آراء حول الوضعية الاجتماعية التربوية لبلدنا العزيز، أكتبها وقد شارفت على إنهاء حياتي المهنية، بعض قضاء ثلثي عمري معلما، وباحثا في التربية والتعليم والقضايا الاجتماعية، متذمرا من الأوضاع، يائسا من الإصلاح والتقدم، متوجسا من مستقبل غامض، لا تبدو منه مؤشرات تبعث على الرضا والاطمئنان إليه.

السيد رئيس الحكومة والسادة الوزراء

لا أدعوكم لقراءة تقارير المنظمات الدولية، ولا بيانات الجمعيات المدنية الوطنية، إشفاقا عليك من هول الحقيقة التي تتضمنها هذه التقارير، ولكني أدعوكم لزيارة أسواقنا الشعبية، وهوامش مدننا، وشوارعنا، وأحيائنا غير المهيكلة، وهي كثيرة، وموانئنا والمحطات الطرقية، وغيرها من الأماكن التي تلم الطبقات الشعبية، وحبذا لو تقرؤون الصحف، ولا تكتفون بالملخصات التي يعدها العاملون في دواوينك الموقرة.

إن أطفالنا القاصرين ومراهقينا وشبابنا من الجنسين، يملؤون شوارع المدن الأوروبية، فارين من بلادهم التي لم يجدوا فيها ظروف عيش آمنة تبعث على الاطمئنان؛

إن مصالح الأمن فككت مئات الخلايا الإرهابية منذ بروز الظاهرة، وهناك أزيد من 1200 مغربي ضمن صفوف داعش، وما زالت المصالح الأمنية تفكك المزيد، وما زال المجتمع المغربي يضم آلاف بل مئات الآلاف من المتدعوشين والمتعاطفين معهم فكرا وسلوكا؛

هناك حالات كثيرة في كل مدن المغرب، لنساء حوامل لا يجدن مكانا لائقا لوضع حملهن، هناك آلاف المرضى لا يجدون سبيلا لولوج الخدمات الصحية، هناك توزيع غير عادل للمؤسسات الصحية وطنيا وجهويا؛

هناك آلاف الأطفال في سن التمدرس، لا يجدون مكانا في المدرسة، يخضعون للاستغلال الاقتصادي، ويتم تشغيلهم ضدا على القانون، في المنازل والمزارع والمعامل والورشات؛

هناك آلاف العمال لا يتقاضون الحد الأدنى للأجور، ويحرمون من رواتبهم لأشهر متوالية، ومهددون دوما بالفصل، وهناك ظروف عمل شاقة، وظروف معيشة مهينة، وحراك شعبي احتجاجي، في ظل موت الحوار الاجتماعي، وانفراد الحكومة باتخاذ قرارات تهم العمال والمستخدمين في ظل غياب للنقابات والهيئات التمثيلية؛

هناك بطالة متفشية، حقيقية ومقنعة، وعدد العاملين ضعيف جدا، والبطالة الحقيقية تبلغ نسبتها أضعاف الأرقام المعلن عنها، والتي يعتمد احتسابها قاعدة زائفة، ثم إن كل عامل يتحمل عبء الإنفاق على عدد كبير من الأفراد (زوجة، أبناء، والدان، وأحيانا إخوة وأخوات) في ظل تخلي الحكومة عن تحمل مسؤولياتها في الرعاية الاجتماعية؛

هناك عزوف للناس عن العمل السياسي، وإحجام عن المشاركة الفعلية في تدبير الشأن العام، واستخفاف بالملك العام، وتدميره وتخريبه ونهبه، وغياب قيم المواطنة، والتضحية؛

هناك تهرب ضريبي، واقتصاد ريع، وفساد إداري، وانتهازية ورشوة تسود كل المرافق الإدارية، واستغلال نفوذ، وتربح من المنصب الإداري والسياسي التمثيلي، محليا وجهويا ووطنيا

هناك ارتفاع مهول لحالات الانتحار، بشكل لم نعتده، في المنازل، أو إحراقا للذات في الساحات العمومية احتجاجا على “الحكرة” والظروف المعيشية السيئة، أو غرقا في البحر طلبا للهجرة السرية؛

هناك تفش فضيع للاضطرابات والانهيارات النفسية والعقلية، ما ينبئ بوجود أزمة نفسية اجتماعية تنشيئية خطيرة؛

وهناك عنف اجتماعي متفش، لفظي وبدني، وجريمة تزداد انتشارا واستفحالا، وانهيار قيمي أخلاقي، وهناك أشياء كثيرة يستحيل حصرها وسردها كلها

السيد رئيس الحكومة

السيدات والسادة الوزيرات والوزراء

هذه الديباجة التي قدمت بها رسائلي ضرورية، لأؤكد لكم وجود أزمة مجتمعية خانقة، وحالة تدهور خطيرة لمحصلة التنمية تهدد البلد، ازدادت تفاقما منذ تولي الحكومة السابقة التي لم تفلح في إقرار نموذج تنموي يخرج بالبلاد من دائرة الأزمة.

نحن الآن، لم نعد نأمل في تنمية تحقق ازدهارا اقتصاديا، يضمن الرخاء والرفاه لمواطنينا، ويجعلنا في مصاف الدول المتقدمة، نحن فقط نتوق إلى برنامج حكومي يوقف هذا التدهور الخطير.

لذلك قررت أن أكتب لكم هذه الرسائل المفتوحة، وهي في مخاطر التفقير، وفي التعليم الجيد وقدرته على وقف التدهور، وفي العاملين في القطاع، ورسالة في تمكين الشباب باعتباره مدخلا لحل الكثير من المشاكل الاجتماعية.

وآمل أن تصل إليكم أو يوصلوها إليكم، أو تصل إلى الفاعلين المقررين في مناصب المسؤولية بحكومتكم الموقرة.

‫تعليقات الزوار

5
  • موحند
    الأحد 2 يونيو 2019 - 06:52

    شكرا ايها الاستاذ عن هذه الرسالة المفتوحة الموجهة الى المحكومة العثمانية. لقد تحملت مسؤوليتك وعبرت ما يكفي عن الازمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يتخبط فيها الشعب المغربي. وهذا يدل على غيرتك الكبيرة حول حاضر ومستقبل الشعب والوطن. وربما ستكون هذه الرسالة الالف او اكثر التي وجهها المواطنون الى المحكومات البنكرانية والعثمانية ومن يهمهم الامر والتي كلها تدق ناقوس الخطر الذي يهدد حاضر ومستقبل الشعب والوطن. ولكن المحكومات المتتالية تنطبق عليها الاية الكريمة "صم بكم عمي فهم لا يعقلون"
    وهل تنتظر الجواب من اهل الكهف؟

  • زينون الرواقي
    الأحد 2 يونيو 2019 - 07:46

    وحتى نملأ النصف الثاني من الكأس نضيف :
    – هناك أثرياء كانوا بالأمس القريب بالكاد يحسبون على الطبقة المتوسطة استفادوا من العبث المتفشي فاستفردوا بالصفقات والريع والمقالع والسمسرة والتحزب الاترزاقي وكل ما يحفل به المستنقع الآسن حيث تنتعش الطفيليات والطحالب السامّة .
    – هناك سيارات فارهة وفيلات أقرب الى القصور لا نراها حتى في الغرب المتقدم ..
    – هناك لصوص ضبطوا بالجرم المشهود وهم يختلسون أموال المساهمين في تعاضدية الموظفين وأخرون أفرغوا صناديق التقاعد وآخر غرف من خابية CIH حتى التخمة ولا يزال حرّاً طليقاً ومليارديرات منهم من اقتلع حتى الأشجار لتوفير الحطب لحمّاماته الخاصة وأموال أسترونومية رحّلت تحت جنح الظلام الى باناما وأخرى ترقد في سلام بسويسرا ومجلس محاسبة يدبج معلقات للاستئناس دون أثر ولا ردع ..
    – هناك من يبني المستشفيات في زمبابوي ومن تحمل زوجته الحامل على نقّالات الموتى ..
    – هناك شعب في السماء وشعب يتعثر في الحفر ولا يجمع بين الإثنين سوى جنسية تسمى بالمغربية ..

  • أستاذ
    الأحد 2 يونيو 2019 - 15:43

    63 سنة سنة مرت على الاستقلال
    ما زلنا لم نحقق التنمية ولم نبلغ التقدم الذي نطمح له
    دول كثيرة حققت المعجزات في ظرف عشر سنوات أو أقل
    حياتنا في الستينيات والسبعينيات كانت أفضل بكثير من حياتنا اليوم
    قبل حكومة العدالة والتنمية، على الرغم من أن الظروف كانت صعبة أيضا، لكن كنا مفعمين بالأمل في التغيير والإصلاح والتقدم
    مع حكومة العدالة والتنمية تم القضاء على كل أمل جميل
    وبنكيران الذي كان رئيس الحكومة، ويهاجمنا كل يوم بتصريحات وخرجاته الإعلامية، وادعاءاته الكاذبة بعد انفضاحه أصبح يصرح ويحمل الملك كل المسؤولية، ويقول أن الحكومة هي حكومة الملك، وهي مجرد مساعدة للملك في تدبير الشأن العام، ويبرئها من أيه مسؤولية في ما وصلنا إليه

  • عمر
    الأحد 2 يونيو 2019 - 21:47

    بالفعل، فإن توجيه الرسائل إلى رئيس الحكومة يظل حلا ناجعا
    المغاربة متعودون على السكوت والصبر،
    أما إذا وجهوا الرسائل والعرائض إلى رئيس الحكومة والوزراء، سيتغير الأمر
    الرسائل يجب أن تكشف المستور، وتفضح السر وتبرز الحقائق
    إننا نعاني أكثر من أي وقت مضى

  • موظف
    الإثنين 3 يونيو 2019 - 09:27

    شكرا للكاتب
    يجب أن نعمل كلنا على إيصال أصواتنا ومطالبنا للحكومة، فالأزمة استفحلت
    ولا يوجد أمل في مستقبل أفضل.
    الأزمة ضربت كل أوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية
    يكفي، على الحكومة التفكير بجد وصدق

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش