البوعزيزي رجل سنة 2011

البوعزيزي رجل سنة 2011
السبت 17 دجنبر 2011 - 01:54

اليوم تحل الذكرى الأولى لاستشهاد محمد البوعزيزي، بائع الخضر التونسي الذي أحرق جسده ليحافظ على كرامته التي امتهنها الفقر والتهميش قبل أن تمسها شرطية سيدي بوزيد التي صفعته لأنه خرج يبحث عن الرزق في الشارع بعدما سدت كل الأبواب في وجهه. البوعزيزي لم يشعل النار في جسده فقط، بل أشعل حرائق كثيرة في عروش الدكتاتوريات العربية، التي وضعت ستارا حديديا بينها وبين الديمقراطية، وأطلقت يد الاستبداد والفساد في أوطانها، يد دمرت مقدرات الشعوب، وجعلت المواطن العربي يخجل من الانتماء إلى دول مازالت محكومة بأنظمة تعود إلى القرون الوسطى. الملك هو الدولة، والأمير هو ظل الله في الأرض، والرئيس هو قدر الأمة…

وفاة البوعزيزي كانت إشارة إلى ولادة الربيع العربي الذي جرف الدكتاتور بنعلي، والمستبد مبارك، والمجنون القذافي، والعنيد عبد الله صالح، فيما بشار الأسد يلعب الآن في الوقت الضائع، ويرفع عدد الشهداء قبل خلعه من حكم دمشق، فيما الحكام العرب الباقون يجربون، كل على طريقته، وسيلة للخروج من مأزق «نهاية حكم الدكتاتوريات».

لم يعرف العالم العربي سنة مثل 2011، ولهذا حق للبوعزيزي أن يكون رجل هذه السنة بلا منازع، لأن عود الثقاب الذي أضرم به النار في جسده أحرق خمسة رؤساء، ومازال يهدد الباقين في الحكم إلى اليوم.

أنظمة الاستبداد العربي رتبت أوراقها بحيث لا يقدر أحد من معارضيها على المس بهيبتها.. الأصوليون جزء منهم في السجن، والجزء الآخر مهمش، الانتخابات تزور، الإعلام الحر مخنوق ورجال المال والأعمال في جيب الحاكم، من أين سيأتي الخطر أذن؟. أنظمة الاستبداد العربي ضربت لكل معارضيها ألف حساب، إلا الشارع، والذي اعتقدت واهمة أنه مات ولا أمل في عودته إلى الحياة. الدكتاتوريات العربية، الخشنة كما الناعمة، أخرجت فزاعة الأصولية لإخافة الغرب المنادي بشيء من الديمقراطية في العالم العربي، واستعملت الآلة الأمنية الرهيبة لإخافة شعوبها، ووظفت المال والإعلام الرسمي لتشكيل قاعدة اجتماعية مصطنعة لحكمها، لكن مكر الشعوب كان أكبر من مكر الحكام، وفي لحظة اختلطت المطالب الاجتماعية بالمطالب السياسية، فوقعت المعجزة.

أول شعار رفع في سيدي بوزيد، المدينة المهمشة في الجنوب التونسي، كان هو: «خبز وماء وبنعلي لا» ثم «بنعلي يا جبان الشعب التونسي لا يهان» و«dégage»… أما أكثر شعار قصم ظهر نظام بنعلي فهو: «التشغيل استحقاق يا عصابة السراق»…

التأمل في هذه الشعارات يعطي الخلاصة الأولية التالية: الانطلاق من الهموم الاجتماعية والحاجات البسيطة (الخبز، الماء…) للوصول إلى الهموم السياسية، ومنها إلى إطلاق النار على رأس النظام، والنهاية: «ديكاج».

السياسة ماتت لكن المطالب الاجتماعية بقيت حية، النخب دجنت أو خافت أو انعزلت لكن الشباب كانوا في الموعد، الإعلام الرسمي تحول إلى بوق دعائي لكن شبكات الفيسبوك وتويتر واليوتوب عوضت حاجة المواطن إلى التواصل بدون رقابة… هذه هي المعادلة التي لم يضرب لها الحكام أي حساب.

‫تعليقات الزوار

19
  • ana maghribia
    السبت 17 دجنبر 2011 - 04:34

    vous etes notre voix, notre langue, allez en avant, vous meritez vraiment le titre de journaliste de l annee et de toutes les annees

  • العبد لله
    السبت 17 دجنبر 2011 - 11:30

    اليوم تحل الذكرى الأولى لاستشهاد محمد البوعزيزي، بائع الخضر التونسي الذي أحرق جسده ليحافظ على كرامته التي امتهنها الفقر والتهميش
    عفوا بوعشرين.. لكن كيف حكمت له بالشهادة.. قاتل نفسه لا يعتبر شهيدا، الشهيد من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا.. اما قاتل نفسه مثل البوعزيزي و الإنتحاريون الذين يفجرون أجسادهم في وسط مئات الأبرياء و أن كانوا على غير ملة الإسلام فجكم الله و حكم رسوله الكريم واضح بين فيهم.. البوعزيزي هذا قد سن في اهل الإسلام سنة سيئة و ابتدع في شباب الأمة بدعة منكرة سيحمل وزرها و وزر من عمل مثل عمله.. و الله المستعان
    أخي بوعشرين احترمك و احترم كتاباتك.. لكن مثل هذا المديح لشخص خالف نهج النبي صلى الله عليه و سلم لا ينبغي.. كان أولى بالبوعزيزي الصبر حتى يلقى الله و هو راض عنه عوض ان يقتل نفسه من أجل دنيا هو راحل عنها و لا تستحق ان يحرق الإنان نفسه من أجلها..ارواحنا ليست ملكنا هي أمانة يستردها الرب متى شاء .. هذا و الله أعلم

  • farid amlaf
    السبت 17 دجنبر 2011 - 11:42

    عام على رحيلك عنا يا محمد يا بوعزيزي تنقظي الكلمات وتجف الأعين والألسن لنعيك ونعي كل شهداء ثوراتنا المجيدة دمت أبدا شمسا تنير دروب كل ثائر وطالب لحقه وأمل في هادا الزمان ولهيبك شهاب وبركان يحرق كل الدكتاتوريات والضلم والظلام في شمال إفريقيا والعالم.ندعوا مناظلي حركة 20فبراير.بمدينتنا الصامدة تاوريرت.بتسمية وقفة الاحد 18دسمبربيوم البوعزيوي يوم الوفاء.amlaf farid

  • بودو
    السبت 17 دجنبر 2011 - 11:46

    يا اخي بوعشرين سمي الامور بأسمائها حتى لا تقصي أحدا. انه الربيع الدمقراطي ،شارك فيه العرب والأمازيغ و الكرد و…..ان ذالك الإقصاء هو اللذي جعل الامازيغ والعرب يثورون على المجنون القذافي. والكرد و العرب على حاكم القامشلي

  • سفير الجبل
    السبت 17 دجنبر 2011 - 11:47

    في البداية أود أن أحيي الرفيق بوعشرين، مفالة رائعة وتستحق التنويه، كانت تعجبني مقالاتك يوم كنت مع أسبوعية الأيام، المغرب يفتقر إلى أمثالك يابوعشرين ومزيدا من العطاء والتألق. شكرا لهسبريس على النشر.

  • ابو زيد
    السبت 17 دجنبر 2011 - 12:17

    الله المستعان، كما قال الشيخ الالباني رحمه لله كلمة شهيد اصبحت رخيصة في عصرنا هذا و الله المستعان، هل من احرق نفسه من اجل الرزق او من اجل الكرامة يعد شهيدا الله المستعان.
    الشهيد من مات لتكون كلمة لله هي العليا، فيا صاحب المقال اتق لله في نفسك و اعلم ان الله سائلك عن هذه الشهادة "ستكتب شهادتهم و يسألون" فماذا انت قائل

  • sanhaji
    السبت 17 دجنبر 2011 - 13:00

    no siñor boazizi es rahimaho lah ,un hombre de todos los años,los que vienen y los que pasado

  • المواطن
    السبت 17 دجنبر 2011 - 13:12

    من الأقدار الجميلة أن جعل الله البوعزيزي سبب في إشعال الثورات العربية
    ونسأل الله أن يغفر له لأن البوعزيزي إنتحر ولا أعتقد أن فكر حتى ب 0 في المئة أنه سيشعل هذه الثورات البوعزيزي أشعل النار على جسده بسبب ما تلقاه من تضيق في لقمة عيشه ورزقه لكن هذا لا يعني أن يقوم المسلم بالإنتحار فماذا تعني الحياة امام رضا الله
    لهذا أرجوكم لا تقولو عنه شهيد لأن الفرق واضح ولهذا لا يجب أن ننافق أنفسنا وديننا من أجل مصلحة الشعوب مهما كانت
    فإتباع ما أمر به الله سبحانه وتعالى هو الأولى من كل شيء
    ندعو الله أن يغفر للبوعزيزي لأنه ضيع أخرته وأيجعل ما حصل في تونس ومصر وليبيا من خير في ميزان حسناته

  • Kamal
    السبت 17 دجنبر 2011 - 14:31

    من يحرق نفسه لا يعتبر شهيدا فهذا يعتبر إنتحار ! فيجب أن نطلب له الرحمة والمغفرة أما الشهيد فهو ينعم في الجنة ! فقد أحرق نفسه بسبب الإحباط واليأس أما المؤمن يجب عليه أن يصبر على الأذى والظلم لكي ينال رحمة الله ومغفرته! فهذا الشخص إنتحر والعياد بالله !  

  • daba
    السبت 17 دجنبر 2011 - 14:32

    vous etes notre voix, notre langue, allez en avant, vous meritez vraiment le titre de journaliste de l annee et de toutes les annees

  • winner
    السبت 17 دجنبر 2011 - 15:29

    elbou3zizi is your death make the big way for freedoom for weakness people i and allah you beless your soul and you give wat you want with all ashohdaaa and prophets

  • مناضل
    السبت 17 دجنبر 2011 - 17:06

    بحلول هذه المناسبة,سأتسوق اليوم من عند اصحاب العربات, وخا مرجان فيه تخفيض ب50 في المئة.ههههه. وراه حراق هير راسو اما الفقر والتهميش فمزالين عايشين وغادين يباقاو عايشين ,ما دمنا لم ندخل الجنة التي وعدنها بها الله بعد.

  • ali
    السبت 17 دجنبر 2011 - 17:07

    الرجل البطل الذي غير العالم العربي عشت شهيدا ومت شهيدا

  • Khalid Chahid
    السبت 17 دجنبر 2011 - 17:11

    بسم الله الرحمان الرحيم.
    نحن لا ننكر دور هدا الرجل البطولي في زعزعة المفسيدين و إعادة إحياء الرأي العام
    للكن لا نتناسى بأنه قتل نفسه وهدا محرم في الإسلام,فالإقتداء بما فعله هدا الرحل قد يشكل ظاهرة خطيرة داخل المجتمعات الإسلامية,والكتابة على مثل هدا الشخص بأنه بطل ورجل شهم غير جائز في حقه, يقول تعالى : { من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا } صدق الله العظيم.

  • ابن ادم
    السبت 17 دجنبر 2011 - 17:24

    رحمة الله على البوعزيزي الذي كان سببا في تطق افواها كانت من قبل من بكماء

  • lwa3er
    الأحد 18 دجنبر 2011 - 01:02

    لنطلب الله عز و جل ان يغفر له.فكلمة الشهيد لها شروطها.فلا داعي للخوض فيها.اما مصير ذلك الرجل فهو في امرة الله عز وجل. ان شاء عذبه و ان شاء غفر له.

  • صلاح
    الأحد 18 دجنبر 2011 - 01:54

    عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:((من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا)) خرجه مسلم في صحيحه.

    فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم مخلداً فيها أبداً، ومن شرب سماً فقتل نفسه فهو يتحسَّاه في نار جهنَّم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً" (رواه مسلم 109)

    فمن أنت حتي تدعي أن شهيد؟ هل أطلعت الغيب؟ أم أنك من المنجمي, أم المتقولين علي الله سبحان

    أقول لولا تدخل الجيش التونسي بـيزاء من الغرب لعزل بن علي لكان هو من يحكم الي الأن. كفاية أوهام

  • ouiam s
    الأحد 18 دجنبر 2011 - 02:06

    في زمن اختلطت فيه التسميات وصار كل من يحرق نفسه يسمى شهيد
    لم تعد للكلمات معنى
    رحمه الله لكني ارى ان انتحاره اشعل فوضى ودمار في العالم العربي
    مادا استفادو من الثورات غير مزيد من الفقر والتشرد وفقدان الاحبة واكثر من هدا فقدان الكرامة والشرف
    طز في الديموقراطية التي دمروا بلدانهم لاجلها
    سنرون الديموقراطية
    عشم ابليس في الجنة

  • nadori
    الأحد 18 دجنبر 2011 - 02:52

    و اين بوعزيزي الناظوري (محمد السليمان)الذي لا يتحرك ساكنا.خطير: بائع بنزين مهرَب يحرق نفسه ويصيب شرطي "إحتجاجا على الابتزاز و الحكرة " ببني انصار .فينكم يا ……هل لا تسمعون ما يجري في بلدكم

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب