تحل اليوم الخميس 20 يونيو 2019، الذكرى التاسعة والأربعون لميلاد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وهو الأمير الذي لا يفارق جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في معظم الأحداث والمناسبات، وفي الخطب التي يوجّهها جلالة الملك للشعب، وفي اللقاءات العائلية والرسمية، وكأنها إشارة للآية الكريمة في قوله تعالى: ( وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي، هَارُونَ أَخِي، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي)، سورة طه، الآيات: 29-30-31، ويظهر عمق العلاقة التي تجمع جلالة الملك بأخيه الأمير مولاي رشيد، في كثير من المناسبات الدولية التي يقوم فيها الأمير بتمثيل جلالته، وهي إشارات مهمة تؤكد أيضاً عمق أواصر المحبة والتعاون التي تجمع أفراد الأسرة العلوية في المغرب، وتعطي الانطباع بمزيد من الأمن والاستقرار، فلا شكّ أن أمن البيوت والأسر، هو مقدمة للأمن العام؛ أمن الدول والمجتمعات.
ومن الإشارات المهمة الدالة على عمق الصِّلات التي تربط الشعب المغربي بجلالة الملك محمد السادس نصره الله، أنَّ المغاربة يتقاسمون الأفراح مع الأسرة العلوية، فيبادرون لتقديم التهاني بالمناسبات الدينية والوطنية، ويشاركون الملك أفراحه ونجاحاته، مثلما كان المغاربة في فترة الاستعمار يشاركون الملك المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، هموم استقلال المغرب، ويناضلون لأجل عودة ملكهم من المنفى، وتحقيق الاستقلال، كما شارك المغاربة ملكهم المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، في توحيد المغرب واسترجاع الأقاليم الصحراوية بمسيرة خضراء سلمية، واستمر دعم المغاربة للأسرة العلوية في استمرارها باعتلاء جلالة الملك محمد السادس نصره الله، عرش أسلافه المنعمين، حيث يبقى جلالته ملاذ الأمة وحامي الملة والدين وراعي وحدة العقيدة والمذهب والسلوك، وضامن الاستقرار والتقدم والرخاء لمغربٍ يطمح للمزيد من النمو والرخاء والازدهار، ولا شك أنَّ معاني الوفاء التي جمعت الشعب بالملك، على امتداد تاريخ المغرب، قد ساعدت على خلق أجواء مناسبة للعمل وللإنتاج، بل جعلت المغرب نموذجاً للدولة الحديثة التي تستمد مشروعيتها وقوتها من الالتحام بين الملك والشعب، وقد تجسّد هذا الالتحام في كثير من الأحداث والمواقف، ابتداءً من ثورة الملك والشعب، ومروراً بتعديل الدستور، وانتهاء بتقديم التهاني لأفراد العائلة الملكية في المغرب، في مناسبات عائلية أو دينية أو وطنية، ومن بينها أعياد الميلاد.
إنَّ ذكرى ميلاد الأمير مولاي رشيد مناسبة يؤكد فيها الشعب المغربي معاني المحبة والوفاء التي يكنّها لكل أفراد الأسرة الملكية الشريفة، فيشاطرها أفراحها ومسراتها بهذا الحدث السعيد، وهي مناسبة سنوية لاستحضار جهود صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد في مختلف المبادرات والفعاليات الدبلوماسية والاجتماعية والثقافية والرياضية والفنية..، والتي يقوم فيها بتدشينات أو إعطاء انطلاقة الأشغال أو الإشراف على حدث معين، أو تمثيل جلالة الملك محمد السادس في مؤتمر دولي، أو إرسال رسالة لرئيس دولة أو ملك، أو استقبال ضيف كبير للمغرب، وغير ذلك من الأنشطة المتنوعة التي يقوم بها معاليه، وينجزها بنجاح، مما يسهم في ارتقاء أداء المؤسسة الملكية في المغرب، وهذه المناسبة السعيدة، تعكس أيضا روح التعاون لدى الشعب المغربي والتشبث الراسخ والمكين بالعرش العلوي المجيد وتعبئته الدائمة وراء جلالة الملك محمد السادس نصره الله، من أجل إنجاح الأوراش الكبرى التي يطلقها جلالته بجميع ربوع المملكة وفي مختلف المجالات، بل وأيضاً في مختلف الدول والشعوب الأخرى التي تربط المغرب بها علاقات الجوار والأخوة والصداقة والتعاون.
وخلال هذه الذكرى التي تحل اليوم الخميس 20 يونيو 2019، يستحضر المغاربة اليوم الذي ازداد فيه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد سنة 1970 بالرباط، داخل القصر الملكي العامر بالخير والصلاح، وقد كان للأمير مسار دراسي ناجح دلّ على نبوغه، حيث تابع بها دراسته حتى حصوله في ماي 1993 على الإجازة في القانون العام (فرع الإدارة الداخلية)، ودبلوم القانون المقارن بميزة “حسن جدا” من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، ثم في يونيو 1996، نال سموه الشهادة الثانية للدراسات العليا في شعبة العلاقات الدولية بميزة “حسن جدا” ليحصل في 18 ماي 2001 على شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة بوردو بميزة “مشرف جدا مع التنويه وتوصية خاصة بالنشر”، نظرا لأهمية الموضوع وقيمة الأطروحة التي تمت مناقشتها تحت عنوان “منظمة المؤتمر الإسلامي: دراسة لمنظمة دولية متخصصة”، ولذلك لا نستغرب نجاحه في الرحلات الدبلوماسية التي يقوم بها لتمثيل جلالة الملك محمد السادس نصره الله، حيث يمتلك مقومات التواصل وحسن التفاهم والتعاون، إضافة إلى العلم والمعرفة، وحبه الكبير لأخيه الملك ولوطنه وثوابت أمّته.
وقد أولى صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، بصفة مستمرة، اهتماما كبيراً للأنشطة ذات الطابع الثقافي والاجتماعي والرياضي والفني، إذ أدى دوراً مهماً في إنجاح عدد من الفعاليات الوطنية والدولية، بما يمتلكه من روح العمل الجاد والرصين، القائم على التشجيع والتحفيز، والبذل والعطاء، من أجل بناء المغرب الحديث و تحقيق إشعاع المملكة المغربية في مختلف المجالات وعلى جميع الأصعدة والميادين، وطنيا ودوليا، الشيء الذي يحتاج إلى جهد متواصل، والتحام الشعب بالأسرة الملكية، في محبة متبادلة وحرص دائم على الألفة والاستقرار والتعاون والانسجام.
ومن أمثلة المؤسسات والفعاليات التي يترأسها الأمير مولاي رشيد، نستحضر ترأس سموه منذ أبريل1997 الجامعة الملكية المغربية للرماية بسلاح القنص، كما يرأس سموه مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وجمعية جائزة الحسن الثاني للغولف، كما ترأس سموه تظاهرات كبرى في مختلف المجالات، لاسيما منها الثقافية والرياضية، إلى جانب عدد من الاحتفالات الرسمية.
وقد تميزت الشهور الـ12 الأخيرة (من 19 يونيو 2018 إلى 19 يونيو 2019) بأنشطة مكثفة لصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، إن على المستويات الثقافية أو الاجتماعية أو الدبلوماسية أو الرياضية:
ففي 30 يوليوز 2018، ترأس صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، بالغولف الملكي بمدينة بطنجة، مأدبة غداء أقامها رئيس الحكومة بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، عرش أسلافه المنعمين. وبتاريخ 13 شتنبر 2018، مثل صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد جلالة الملك محمد السادس في مراسم تشييع جثمان الأمين العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة، كوفي عنان، التي جرت بأكرا. كما جرى بتاريخ 20 شتنبر، تشييع جثمان المرحوم محمد كريم العمراني بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد. وفي 01 أكتوبر 2018، أشرف صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد بإفران، على تدشين نادي “ميشليفين غولف أند كاونتري كلوب”، والذي تم إنجازه على مساحة إجمالية تفوق مائة هكتار. كما ترأس سموه بتاريخ 18 نونبر 2018، المباراة النهائية لنيل كأس العرش في كرة القدم لموسم 2017-2018، التي احتضنها المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، وجمعت بين فريقي نهضة بركان ووداد فاس. وفي 27 نونبر 2018، ترأس صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، بمقر أكاديمية المملكة المغربية بالرباط، الجلسة الافتتاحية لندوة “الشيخ زايد ودوره في بناء العلاقات المغربية الإماراتية”، وذلك بمناسبة “عام زايد”.
وتميزت الجلسة الافتتاحية بالرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، للمشاركين في الندوة، والتي تلاها صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد. وفي 01 دجنبر 2018، ترأس سموه بقصر المؤتمرات بمراكش، حفل عشاء أقامه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمناسبة الافتتاح الرسمي للدورة ال17 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وكان مرفوقا بصاحبتي السمو الملكي الأميرة للا مريم والأميرة للا أم كلثوم، وفي 03 دجنبر 2018، وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس رسالة للمشاركين في “قمة القادة”، التي احتضنت أشغالها مدينة كاتوفيتسي (بولونيا)، في إطار الدورة 24 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطار بشأن تغير المناخ، والتي تلاها صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد.
وبتاريخ 14 يناير 2019، مثَّل صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في حفل الافتتاح الرسمي لأسبوع أبوظبي للاستدامة 2019، وتوزيع جوائز الدورة ال11 لجائزة الشيخ زايد للاستدامة. وفي 26 فبراير 2019، وبأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، استقبل صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، بمقر إقامة سموه بالرباط، السيد سيدي محمد ولد محم، مبعوث رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية السيد محمد ولد عبد العزيز، والذي سلم لسموه رسالة من الرئيس الموريتاني إلى جلالة الملك.
وفي 27 مارس 2019، كان سموه بمطار محمد الخامس الدولي، في استقبال صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، الذي حل بالمغرب في زيارة صداقة وعمل، بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وبتاريخ 27 أبريل 2019، ترأس صاحب السمو الملكي، حفل عشاء أقامه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على شرف المدعوين للدورة الـ 46 لجائزة الحسن الثاني للغولف والدورة الـ 25 لكأس صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، المنظمتين تحت الرعاية السامية لجلالة الملك من 22 إلى 28 أبريل الجاري. وفي 28 أبريل 2019، ترأس صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، بنادي الغولف الملكي دار السلام بالرباط، حفل تسليم الجوائز للفائزين بالدورة الـ 46 لجائزة الحسن الثاني والدورة الـ 25 لكأس صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم للغولف، اللتين نظمتا تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من 22 إلى 28 أبريل 2019. ويوم 04 ماي 2019، مثل صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مراسم تشييع جثمان الدوق الأكبر جان، دوق لوكسمبورغ، التي جرت بكاتدرائية نوتردام.
كما حل سموه في 30 ماي 2019 بجدة، بالمملكة العربية السعودية، لتمثيل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في القمتين العربية الطارئة والإسلامية اللتين احتضنتهما مكة المكرمة.
وبتاريخ 01 يونيو 2019، التقى صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، بمكة المكرمة، بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية، وذلك على هامش أعمال القمة الإسلامية الـ 14 لمنظمة التعاون الإسلامي. وفي 15 يونيو 2019، ترأس صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد بنادي البولو السويسي بالرباط، المباراة النهائية للدورة الثالثة لجائزة محمد السادس الدولية للبولو، التي نظمها الحرس الملكي من 9 إلى 15 يونيو 2019، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وبالنظر إلى وفرة الفعاليات والأنشطة التي قام بها الأمير مولاي رشيد خلال هذا العام، ندرك حجم المسؤولية التي يتحملها والتي تجسّد الثقة الكبيرة والمحبة العظيمة التي يكنها له جلالة الملك محمد السادس نصره الله، والشعب المغربي اليوم إذ يستحضر ذكرى ميلاد هذا الأمير المحبوب، فإنما هي مناسبة لترسيخ معاني الالتحام بين الشعب والأسرة الملكية، وإحياء قيم الوفاء والتضامن والتعاون باعتبارها قيماً إنسانية نبيلة أسهمت في استقرار المغرب وبناء النموذج المغربي الذي يحظى بسمعة طيبة عبر العالم وبتقديرٍ من المجتمع الدولي، ولذلك يحرص المغاربة في كل مناسبة تهم العائلة الملكية في المغرب على التعبير عن عمق محبتهم لهذه الأسرة الفاضلة، والتعبير من خلال المناسبة السعيدة عن مشاطرة الأسرة الملكية الشريفة أفراحها ومسراتها، وتجديد آيات الولاء والإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وهي أهم الدلالات الرمزية التي يمكن استحضارها في مثل هذا الحدث السعيد، ذكرى ميلاد الأمير مولاي رشيد، راجين له طول العمر والصحة ودوام التوفيق واستمرار المحبة والأخوة بين ملكٍ مُحِبّ وأخٍ محبوب، مصداقاً لقوله تعالى: “(واجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي، هَارُونَ أَخِي، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي)، سورة طه، الآيات: 29-30-31.
