المرأة ذات الخمار الأسود

المرأة ذات الخمار الأسود
الثلاثاء 25 يونيو 2019 - 05:01

وقائع القصة مستوحاة من القرن الرابع عشر الميلادي في عهد المرينيين وملوك بني الأحمر بالأندلس . تجري أحداثها بين مدن فاس وسبتة وغرناطة وقرطبة ،بطلتها أُنْسُ القلوب ؛ المرأة ذات الخمار الأسود ، سليلة لسان الدين بن الخطيب الذي سعى به الوشاة إلى السلطان أبي سالم المريني ، ورموه بالمروق والزندقة ..

تحفل فقرات الرواية التاريخية هذه بأحداث جسام وشخوص لامعة في عهد ملوك الطوائف ، تتخلل فصولها لغة تراثية من صميم الحضارة الأندلسية .

مصرع لسان الدين بن الخطيب

ترقد مدينة فاس بسفوح جبل زلاغ الذي تنافرت حوله حكايا وأقاصيص بأنه وقف بشموخه ، وما زال في وجه زوابع ورياح قائظة ؛ يقال إنها أحيانا تقل نسمات سامة تتسرب إلى الدور والحارات القريبة من باب المحروق ؛ أشهر منطقة شهدت أعنف الحروب والملاحم عبر التاريخ القديم ، وكانت مسرحا لإراقة الدماء بين الخصوم الذين تعاقبوا على استيطان المدينة واتخاذها حاضرة لسلطانهم ، علاوة على كونها كانت ميدانا لضرب رقاب الضالين والمارقين وإحراق جثثهم والتنكيل بها .

صبيحة يوم جمعة قارس ، وبينما كانت السحب تتمطى في سيرها نحو المشرق ، أخذت حشود من سكان المدينة تتقاطر على المنطقة المحاذية للباب ؛ لا تقرأ في سحناتهم ونظراتهم سوى أمارات القلق والخوف من مصير الرقاب التي ستهوي عليها سواعد السيافين بعد قليل !

في خضم الهرج والمرج واللغط ، والأعناق تشرئب وتمتد صوب الباب ، إذا بها تخترق الصفوف لتتوقف في المقدمة ، كانت فارعة الطول ترتدي حايكا فاقع اللون ، متلفعة بخمار أسود تتراءى من خلفه نظرات زائغة وهي تحاول معاينة مشهد هذا ” العرس الدموي !” … دبّت وشوشة بين الحشود ، لكنها سرعان توقفت على وقع صوت جوهري خشن صادر خلف الباب ، ارتعدت له فرائس الجميع : ” … الله أكبر ، تنفيذ شرع الله ، في حق كل مارق ضال ..”

لم يكد يتمها حتى هرول بعض الزبانية وحملوا رأسا تقطر دماء ، يهمّون تعليقها على الباب .. وفي أثره صدرت آهات وحولقات وتكبيرات دبّت وسط الحشود دبيب النيران في الهشيم :

” … نعم … هو .. هو .. رأسه هذه .. رأس لسان الدين بن الخطيب .. !” . أخذت المرأة تحدق بإمعان في الرأس المعلقة ؛ وقد حفتها سحابة دخان جراء إحراق جثته ، حينئذ أخذت تندب خديها مولولة تارة ومزغردة أخرى وسط ذهول تلك الجموع التي أخذت تشيّع خطواتها قافلة إلى جوادها هناك . امتطت صهوته ووخزت ركابها ليطلق أطرافه للريح … كانت الأنظار تتعقب مشهد سنابك جوادها تنهب الأرض نهبا ، حتى توارت بين أشجار الصفصاف والعليق .

جنبات القرويين تضج بالحوقلة

من الأعراف التي ظل جامع القرويين محافظا عليها انعقاد حلقات العلم بين العشائين ؛ يؤمها أصحاب الفضيلة من الفقهاء والشعراء والحكماء بحضور عامة القوم ، لكن أحدا لم يحضرها بل تحولت جنبات المسجد إلى زمر الواحدة جنب أخرى تخوض في همهمات لا يستبين لها معنى إلا بالحوقلة والجأر بالدعاء والمغفرة . أحدهم ما انفك يفرك لحيته ويضرب راحته بجبينه ؛ محملقا في المتحلقين من حوله ، قال مزمجرا : ” … نعم .. لم نعد نأمن على أرواحنا من كيد الكائدين وأعين البصّاصين … ماذا جنى الرجل حتى تمتد إليه تلك الأيادي الآثمة ؟ …”

ــ آخر معقبا بصوت متهدج : ” .. فقط كان بيننا منذ بضعة أيام .. رحمة الله عليه ، كان فقيها ورعا .. لكن ما هي جريرته حتى يلقى هذه النهاية الغادرة ؟ ..”

ــ الأول : ” .. ما إن علم الحساد بتقلده الوزارتين حتى ضجوا وعميت قلوبهم .. وشوا به إلى السلطان أبي سالم المريني ..”

ــ قاطعه ثالث رافعا عقيرته : ” .. نعم .. نعم .. كان الوشاة يشكلون مجلس السلطان الغرناطي محمد الخامس الغني بالله ، أكثرهم من الوشاة ، فأوعزوا أمره إلى فقهاء فاس .. وبذلك اتهموه بالإلحاد والزندقة .. “

ــ آخر التحق بزمرتهم : ” .. الإلحاد والزندقة .. كيف ؟! وهو العالم الجليل الذي دأب الناس على حضور حلقات تدريسه وفتاويه ، إنه لأمر ..”

ــ الأول مقاطعا واضعا سبابته على فيه وبعينين حمراوين جاحظتين : ” .. اتهموه في كتابه الأخير : ‘‘ روضة التعريف بالحب الشريف ’’ ، وقد سمعت بعضهم في المحكمة الشريفة البارحة يردد بعظمة لسانه : .. “لسان النار ستحرقك يالسان الدين ..” .

ــ يرد آخر في مؤخرة الزمرة ، ولم يكن سوى تلك المرأة متنكرة في لباس شيخ بسلهام أسود : ” .. الويل لهم .. وكيف الفرار من عذاب الله .. { ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار } . التفتت إليه الأنظار مرتابة في سحنته ، لكن سرعان ما مال كل منهم على حذائه يريد الانسحاب من المسجد !

أنس القلوب

هناك بأعلى تلة محاذية لباب عجيسة تقع بناية ذات طراز أندلسي بطابقين ، يتخللها حوش تناثرت على جنباته شجيرات الزيتون والرمان ، يلف المكان سكون تخترقه بين الفينة والأخرى ترنيمات شجية .

رفع بصره إلى رتاج الباب قبل أن يطرقه بخفوت . أطلت امرأة من كوة هناك وهي تنادي بصوت متهالك :

ــ ” .. من الطارق .. الطارق ؟ “

ــ ” .. هذا ابن مالك الإشبيلي …”

ــ ” .. أي نعم ، ولكن لا أدري إن كانت تريد استئناف دروسها في الموسيقى .. عفوا انتظر ..” ، دلفت إلى فناء الدار لتلفي نفسها أمام فتاة في ريعان الشباب ، أخذت لنفسها متكأ وقد احتضنت إلى صدرها النابض بالحياة آلة عود ؛ لا تنفك أناملها الرقيقة تداعب أوتاره ، بينما كانت شاخصة بعينيها الخضراوين إلى السماء وكأنها تودِع مشاعرها الفياضة تلك الترانيم الشجية ، بين لحظة وأخرى كانت تعبث خصلات شعرها نسمات متخفية وراء حفيف أوراق الشجيرات . لم تشأ أن تفسد عليها خلوتها ، لكنها نحنحت قبل أن تستأذنها : ” .. سيدتي أُنس القلوب إن أستاذ الموسيقى الإشبيلي بالباب .. أتأذنين له … ” ، قاطعتها بصوت رخيم : ” .. أنا في حالة لم تعد تسمح لي بملاقاة أحد .. “

ــ ” .. بنيتي .. هذا قدر الله .. منذ غياب المرحوم والدك وأنت تعافين الحياة .. “

ــ ” .. هيا دعيه يدخل إلى البهو المجاور حالما أرتدي حائكي ..” .

ولجت البهو في خمارها الأسود ، دون أن تصحب معها آلات الطرب ، بادرت الإشبيلي : ”

ــ ” .. أبا مالك .. لن نطيل المكوث وأنت تعلم أن العِدى ما زالوا يتربصون بنا الدوائر ، لم يكفهم تجريدنا من كل ممتلكاتنا وخدمنا .. ومن يدري غدا أو بعده سيصادرون ما تبقى لدينا … أراك مطرق الرأس لعلك تحمل لنا خبرا ما ..؟ ”

ــ غمغم الإشبيلي بصوت مختنق : ” .. نعم سيدتي صدق حدسك ، فقد تناقلت أعين المرينيين أن النّباهي يقف وراء مكيدة الإيقاع بوالدك ، لكني ترددت في البداية بقبول هذه الإشاعة ولم يصدق يقيني حتى قابلت بالأمس أبا جعفر الوضاء إبن الخليفة العناني الذي يتلقى حاليا على يدي دروسا في الاستشفاء بالموسيقى ، فأكد لي صحة هذا النبأ ، وهو الذي أوعز إلى فقهاء فاس ليطعنوا في كتابه “روضة الحبيب في التعريف بالحب الشريف” ، ورميه بالمروق ، فأصدروا في حقه فتوى بإحراقه مع كتبه ..” . قادته إلى سرداب هناك ؛ يضم صناديق خشبية محكمة الإغلاق وأومأت له بسبابتها :

ــ ” .. أبا مالك ؛ هذه أغراض المرحوم والدي ، يجب إبعادها فأعين التلصص مسلطة علينا وليس أمامنا سوى منفذ واحد هو العبور إلى غرناطة في أقرب الآجال وإلا داهمنا العِدى ..”

ــ الإشبيلي مستوضحا : ” .. نعم سيدتي ، مطيّتنا سوف تكون جاهزة بعد يومين للالتحاق بمرفأ سبتة ، وربما صادفنا سفينة الكروان لتمخر بنا البحر في اتجاه بلاد الأندلس ..”

ــ أنس القلوب مقاطعة : ” .. لننطلق في جنح الظلام .. أكثِر من رجال العسس لا تنشغل بالأتعاب وتكاليفها ، واحمِل معك كفاية من الزاد …” ؛

ــ الإشبيلي يرد بتصميم : ” .. نعم سيدتي ، قافلتنا ستضم عشرة رجال بمن فيهم دلّال المسالك وعين القافلة والطاهي والحوذي والحراس ..” ، تنحت قليلا إلى الخلف قبل أن تشيعه إلى الباب الخلفي :

ــ ” .. من هذا الباب سنشحن الصناديق والمؤونة .. عجّل في الأمر …”

ــ ” … حاضر سيدتي ..”

قافلة في طريقها إلى سبتة

في جوف ليل بهيم تسللت عربة بجوادين بين أشجار العليق حتى إذا توقفت بالباب الخلفي ترجل أحدهم وأسرّ بهذه العبارة ملتفتا إلى آخرين أخذوا ينزلون من العربة تباعا : ” … الحذر .. الحذر يارجال هناك شحنة من الصناديق فلْتركنوها إلى الخلف ..”

. صعدت ذات الخمار الأسود إلى مقدمة العربة ، وفي أثرها صعد الإشبيلي والحراس .

فرقع الحوذي سوطه في الهواء إيذانا بالإقلاع .. فلم يكن منها إلا أن استعرضت أمام ناظريها ، وبغصة شديدة ، موقع منزل لسان الدين بن الخطيب ، وكأنها تودع المكان بغير رجعة .

شقت القافلة مسارها وسط أدغال وأحراش كثيفة ، حتى إذا توارت قليلا عن دور متناثرة هناك .. وبينما كانت أنوار خافتة تلوح في الأفق البعيد كعلائم لغبش الفجر ، ذهب الجميع في نوم عميق على وتيرة عجلات العربة ترقص بهم ذات اليمين وذات الشمال .

كان الحوذي لا ينفك عن فرقعة سوطه لحث الجياد على المد في سرعتها . وكانت الشقة بعيدة مضنية ؛ والعياء بدأ يأخذ بحوافر الجياد بعد يومين من السفر الشاق مما أجبرهم على إراحة القافلة وإمضاء ليلة تحت الخيام .

انتشر العسس حول العربة ، وبعد أن خمدت نيران الطهي آوى بعضهم إلى الفراش ، في حين ظلت عيون العسس تترصد كل حركة مشبوهة من حولهم . وما إن مال الليل إلى هزيعه الأخير حتى لاحت لأحدهم من بعيد جياد أشبه بأشباح تتحرك في ظلمة الليل ؛ هبّ أحدهم مستنفرا بقية الحرس ، امتشقوا سيوفهم وأخذوا أهبة المواجهة قبل أن يداهموهم على حين غفلة … كانوا عبارة عن شرذمة من قطاع الطرق ملثمين تترصد غنائمها وسط تلك الأحراش . التحموا بهم مشاة قبل أن يجندلوهم إلى الأرض وأخذوا في وكزهم وطعنهم .. وفي غمرة صهيل الجياد وصليل السيوف وصراخ الكر والفر استفاقت ذات الخمار الأسود ؛ ولم تلبث أن جردت سيفها وزعقت وسط رعب الفلول وهم لا يدرون بعد أجِنّي هذا الذي كان يرقص بسيفه أم آدمي ؟!

من مرفأ سبتة إلى مملكة غرناطة

تزدحم مراكب عديدة بهذا المرفأ الذي كان قبلة للتجار المرينيين العابرين إلى إفريقيا عبر المغرب . وكانت راسية هناك سفينة شراعية قيل إنها تتردد بين مملكة غرناطة والمغرب كل شهر … لغط وحركة دائبة وسط بحارة وتجار ومسافرين وغرباء .. قادمين من الإمبراطورية العثمانية وأعماق إفريقيا ؛ لاحت من بينهم المرأة ذات الخمار الأسود صحبة الإشبيلي يقتفون خطوات الحمّالة في طريقهم إلى وسْق صناديقها . كان مقتل لسان الدين بن الخطيب ما زال متداولا على ألسنة بعضهم بكثير من الاستهجان والاستنكار ، ولو في سرية تامة حتى لا تتناهى إلى مسامع البصّاصين وعيون المرينيين الذين ينتشرون كالجراد في كل جنبات المرفأ .

فُكّت الأربطة فتحركت السفينة وتحركت معها عصي مجاذيف ضخمة على الواجهتين ، كانت تتهادى على المياه وتبتعد قليلا على أرصفة المدينة وسط سماء صافية محملة بنسمات خفيفة ؛ تداعت لها أشرعة السفينة منتصبة جهة المشرق . كانت هناك مقاعد خشبية مغشاة بالجلد والصوف ؛ أعُدّت للمسافرين ، وأسفل منهم في طوابق خاصة ، شحنات من ذخيرة الأسلحة والسلع والمؤونة .

كانت المرأة ذات الخمار الأسود لا تنفك عن الإسرار بحديثها إلى الإشبيلي حول المركز الذي كان يشغله أبو الحسن علي النباهي في مملكة غرناطة كقاضي قضاتها وأمين سر خليفتها محمد الخامس الغني بالله .. وأمها الغرناطية التي كانت تنحدر من أصول جرمانية ، وقصة اختفائها داخل ردهات قصر الحمراء . كانت معظم أوقاتها ؛ على متن السفينة ؛ تقرأ أوراقا من مخطوط والدها ‘‘ روضة التعريف بالحب الشريف ’’ ، متنهدة بين الفينة والأخرى ومحوقلة أو متسائلة في قرارة نفسها : ” .. أيعقل أن تحمل هذه المعاني النبيلة ما يعكر صفوها واتهام صاحبها بالكفر والمروق ؟! إنها فتاوي هؤلاء الأجلاف وعلى رأسهم الجُعْسوس كما لقبه والدي رحمة الله عليه ..” .

كانت سادرة في لواعجها لكن سرعان ما انصاعت إلى لغة البحر وعبابه ، حينما شعرت بارتجاجات وتمايلات أفقدتها توازنها ، فالتفتت فإذا بالمسافرين يضجون تكبيرا وصراخا ؛ كانت ليلة بريح عاتية وأمواج صاخبة ، شرعت تضرب وسائد السفينة .. كما كانت هناك نداءات متلاحقة صادرة من جموع البحارة يتسلقون حبال السفينة يحاولون تعديل اتجاه الأشرعة : ” .. عاصفة .. .. عاصفة .. ! إلزموا أماكنكم .. ابتهلوا إلى الله .. ” .

اشتد عواء الرياح مصحوبة بسيول جارفة ؛ تلاطمت الأمواج على أثرها وحفت بالسفينة من كل جوانبها ، فأصبحت تتأرجح ؛ تعلو وتنخفض ، لعل المياه كانت قد قصمت الصاري وصار تحت رحمة الزوبعة ترفع السفينة عاليا لتهوي بها إلى جزْر منخفض . بدت جنباتها تنفك والسيول تتسرب إلى داخلها . وفي خضم الأمواج وهي تلطم أجزاءها راح الجميع يستميت في الظفر بوسيلة نجاة .. لكن الزوبعة لم تخلف فيهم سوى قطع أخشاب وشظايا وصناديق وجثث عائمة … ومع إطلالات بوادر الفجر الأولى خفت قوة الرياح وأخذ البحر يستعيد سكونه ، فيما تحولت السفينة إلى ركام متناثر وبقع سوداء ؛ كانت تتراقص بها المياه في اتجاه ضفاف برية ؛ كانت تلوح وسط ضباب البحر .

ظلت متمسكة بقطعة خشبية ؛ تجذف بكلتي يديها ورجليها ، فلما أضناها التعب أولت أمرها لقدرها ، وسرعان ما عادت إليها الحياة ، وقد قذفت بها المياه هناك على بساط من الرمل ، استيقظت مذعورة وحانت منها التفاتة إلى ما حولها فألفت نفسها طريحة أرض خلاء ، بينما كانت هناك بقية قطع وخرق هي كل ما صاحبها من السفينة وحمولتها .

تحت أشعة الشمس الدافئة ونسمات البحر العليلة أخذت تتأمل لحالها والليلة الرهيبة التي لف فيها الموت كل شيء كان على متن تلك السفينة المشؤومة .

على مشارف حصون غرناطة

كانت القوافل لا تفتأ تعبر بين أشهر المراكز التجارية على عهد بني الأحمر ، ولها عدة مسالك وسبل لا يضلها التجار والمسافرون وأهالي كل منطقة . لاحت من بعيد ؛ ومن خلال أوراق الصنوبر ؛ آثار نقْع متطاير في السماء سرعان ما انقشع بمقدمة قافلة بأربع عربات وجياد مطهمة ؛ تحث طريقها إلى غرناطة ، ضمن ركابها كانت هناك نساء إحداهن بخمار بنّي متقادم ، يبدو عليها أمارات الضنى والعياء .. فيما يبدو أنها لم تكن مكترثة لقدميها اللتين تعرضتا لتورم شديد من فرط تنقلها حافية القدمين ، ولا عبأتْ بالتمزقات التي يشي بها حايكها الذي تعفّر بالأتربة ورطوبة الأجواء .

استغرقت الرحلة أكثر من ثلاثة ليال ، ولم تكن تقوى على محادثة أحد أو محاولتها استبيان ما كان يشغل الأهالي وأحاديثهم عن مملكة غرناطة وعلاقتها ببني مرين في المغرب ، بل كانت تتحرق شوقا إلى وصولها إلى مشارف مدينة غرناطة آخر حصون بني الأحمر هناك .

ترجلت من العربة وأخذت نفسا عميقا ، وعيناها تتأملان سماء مدينتها كما لو أنها كانت على موعد مع طفولتها المبكرة التي أمضتها بين حاراتها وأسواقها ، منتشية بألحان وترانيم أندلسية . ما زالت تذكر أزقتها ودورها وجيرانها ، وترددها على العديد من أقربائها النصارى والمسلمين بحكم المكانة التي كان يتبوأها والدها في أوساط الغرناطيين وبين رجالات مملكتها ، من خلفاء وأمراء .

طرقت بابا لرياض قديم يبدو مهجورا ، لكن بعد طول إلحاح سمعت صوتا يتناهى إلى مسامعها : ” بألا أحد يقطن هنا ” .. التفتت وإذا بها أمام شيخ طاعن في السن بعباءة رثة :

ــ ” .. سيدي هلا زلت تذكر أهل بني خطيب ..؟ “

ــ بصوت أجش وفاه فاغر : ” .. ومن لا يذكرهم لقد رحلوا جميعهم .. لا أعلم ما حل بهم أيام الطاعون الذي ضرب المنطقة ..”

ــ أكُنت تغشى هذا الرياض ، وتختلط بأهله .. هل كنت …؟”

ــ قاطعها : ” .. نعم وأيم الله .. أكاد أشتم في رائحة حديثك أنك غرناطي أم فقط يتماثل لي ذلك ..؟”

ــ ” .. ألا زلت تذكر صبيتهم وآباءهم ..؟”

ــ ” .. نعم .. .. نعم .. ، منهم لسان الدين بن الخطيب وحسن أبو يونس وإبنتهم الشقراء … لعل إسمها أُنس …أنس .. أنس القلوب ..” . تقدمت منه وهمست في أذنه : ” … سأودِعك سرا وتتعهد لي بألا تفشيه لأحد ..” . لم تكد تنه عبارتها حتى أزاحت عنها الخمار وبدت سافرة الوجه وضاءة الخدين .. ، تأملها الشيخ بذهول وهو يطرق الأرض بعكازته : ” أهذه أنت .. أنس القلوب ما شاء الله .. ما شاء الله .. مرحبا ” . اقتفت خطواته إلى داخل عرصة هناك ، ثم ناولته دينارين لابتياع أغراض لها .

داخل مجلس القضاء

من الأعراف التي حافظ عليها ملوك بني الأحمر انعقاد مجالس القضاء كل يوم جمعة ؛ يقصدها عامة الناس للفصل في قضاياهم ومنازعاتهم تبعا للتشريعات الإسلامية والفقه المالكي المذهب الذي كان سائدا في بلاد الأندلس ، وتنعقد في ساحة رحبة بباب العدالة بجوار مقر السلطان ؛ يؤمها كبار القضاة تحت إشراف القاضي الأكبر أو قاضي القضاة علي بن عبد الله النباهي والذي يُسْند إليه أمر إصدار الفتوى في القضايا الكبرى أو العويصة باسم السلطان الحاكم .

كانت متحرقة شوقا إلى حضور هذا المجلس ، وقد ارتدت هذه المرة خمارا شفافا ورداء أندلسيا مزركشا يكشف عن أنوثتها التي تتفجر بالحياة ، مرورا بصدرها الناهد إلى خسْرها الدقيق وأطرافها العلوية البضّة . انْتحت مكانا منزويا قريبا من الدكّة المعدة لقعود القضاة . كان صحن المسجد غاصا بالحضور أصحاب القضايا والنوازل والمنازعات ، وما هي إلا لحظات وتلج الباب هيئة القضاة بعمائمهم البيضاء وعباءاتهم البنية والمنسدلة معهم إلى الأسفل بنعال جلدية ضاربة إلى السواد ؛ فيهم كتبةٌ يتأبطون سجلات ضخمة من ورق البردي ، لكن ظلوا واقفين إلى حين التحاق كبيرهم مزهوّا بطيلسانه الضارب لونه إلى الذهبي ، وعلى إثره دبّت وشوشة بين الحضور : ” .. ها ها ها .. أيْ نعم القاضي النباهي ، قاضي بني الأحمر وأمين سرهم ..”

استوى النبّاهي في مقعده يتوسط مجلس القضاة تحت حراسة رجال أشداء غلاظ .. صاح أحدهم ؛ وكان حارس باب القضاء ؛ ” .. بسم السلطان الخليفة دام له النصر والتمكين وعدله أساس ملكه .. قاضي القضاة يفتتح المجلس .. السكوت .. السكوت ”

غمغم الرجل قليلا قبل أن يفغر فاهه مُجيلا بنظراته وسط الحضور : ” .. سيدنا محمد الخامس الغني بالله .. دام له العز والنصر وظل قصره عامرا على الدوام .. لينطلق القضاة على بركة الله ” .

وقف أحدهم وصاح في الحضور : ” .. هيا ابسطوا قضاياكم ، فالسيد القاضي في الاستماع ..” . أذن لأحدهم من الخلف فخاطب الهيأة : ” .. جاري ، اعتدى علي واستولى على شجرتين لي وضمهما إلى بستانه ..”

أحد القضاة ينتفض مجيبا إياه : ” .. التخلي عن ملك غيره وجلده عشر جلدات .. غيره ” . امرأة تحتضن ولدها الصغير ملتفتة إلى أحد القضاة : ” .. غاب عني زوجي منذ خمسة أشهر .. ولم يظهر له أثر . فماذا بوسعي أن أصنع ؟ ..”

القاضي : ” .. إلزمي العدة واصرفي من مال الرعية … غيره ” .

توالت القضايا وتوالت معها الأحكام ، والمرأة صاحبة الخمار لابثة في مكانها ، فقط نظراتها كانت مسمرة على كبير القضاة ، وهو الآخر كان يتفرس الوجوه ويتعقب حركات الحضور .

النباهي يستشير رجاله

في الجمعة الموالية ، وقبل دنو ميقات انعقاد مجلس القضاء بقليل ، مال القاضي النباهي على أذن أحد حراسه :

ــ ” .. أبا زيد ! هلا لاحظت في الجمعة الفارطة امرأة بخمار أسود تقعد بالركن الأيمن ؟ “

ــ ” .. أي نعم .. سيدي القاضي .. تبدو لي وكأنها من علية القوم ؛ لا نعلم ما وراء حضورها .. وقد عادت ثانية سنستفسرها ..” .

في مستهل الجلسة نهضت المرأة وتوجهت بخطابها صوب القاضي النباهي وهي بالكاد مكشوفة المحيا : ” .. السيد قاضي القضاة ، ما قول الشرع الحنيف في رجل يمتلئ قلبه حقدا وضغينة وحسدا تجاه رجل يشتغل بنوايا صادقة لا يبيّت له أي مكروه ..؟” .

ضجّ السحن بهمهمات الحضور بين محوقل ومستنكر .. وصاخت الأسماع تريد معرفة رد القاضي ، لكن هذا الأخير كان مأخوذا بشيء آخر قبل وجاهة السؤال وثقله ، فأخذ بأنامل مرتعشة يتلمس أوراقه ونظراته ما فتئت مسلطة على المرأة وجرأة بيانها المختلط بسحر جمالها .. بعد أن عاد الهدوء إلى الحاضرين ، هدّأ القاضي من روعه فأرجأ الجواب إلى المجلس المقبل ريثما يتثبت من بعض حيثيات السؤال ، فختم قائلا : ” .. سنرى قبل أن نبت في الأمر ” .

القاضي يقع أسيرا للهوى

ما إن افرنقع الجمع ، وأخذت الجموع في مغادرة الباب حتى أسر القاضي في أذن الخادم : ” .. إليّ بها .. هنا بقاعة الضيوف حتى نستكمل معها قضيتها ونسبر نواياها ..” . كانت تهم بامتطاء جوادها قبل أن يباغتها الحارس ويستأذنها في المثول أمام القاضي لاستكمال التحقيق معها ، ومن ثم عادت أدراجها إلى جناح داخل قصر الحمراء ؛ مزدان بالطنافس والأرائك ، تتوسطها أوعية وأواني بخّارة بشذى العود القمري والياسمين الهندي . اقتعدت هادئة ، لكن القاضي تسلل خفية إلى كوة هناك وجعل يرمقها ويتفرس محياها قبل الولوج إلى القاعة ومقابلتها وجها لوجه : ” .. السلام عليكم . هل وضحت سؤالك أكثر وإن كان لا يعدم جوابا لدينا .. فصاحب هذا القلب الحقود الماكر جزاؤه عند الله الذي يتولى الحكم على السرائر وبواطن الأمور ..”

ــ قاطعته وهي تحاول تجفيف عرق جبينها بطرف من الخمار : ” .. أي نعم .. لكني أسأل حكم الشرع حول جزاء هذا الحقود بإقدامه على الكيد لصاحبه ؟ ” .

ــ القاضي يأمر لها بقارورة ماء عذب : ” .. جزاء الكيد في هذه الحالة الشنق حتما ، لكن ألا توضحين أكثر وتضعين النقط على بعض الحروف المبهمة .. من هو هذا الحاقد الماكر .. ومن هو الضحية ؟”

ــ همّتْ واقفة وقد استعادت صلابة جأشها : ” .. شكرا سيدي القاضي ،سأدلكم عليهما معا .. وأستسمحكم الآن في الانصراف ..”

ــ نهض القاضي في أثرها .. ولم يتمالك أن سألها محاولا سبر أغوارها : ” .. وهل السيدة تقبل بشرف القرب من حاشية الخليفة ؟”

ــ ” أي شرف هذا ! .. لكن على سنة الله ورسوله “

ــ ” .. مرحبا .. ، .. مرحبا ؛ أيها الخادم .. اصطحب السيدة خارج القصر ، أو سر في ركابها إلى منزلها ..” .

الانتقام الشرعي !

أخذت بين يديها ورقات مخطوطة ؛ هي كل ما تحتفظ به لوالدها لسان الدين ، في إشراقات صوفية ، كانت تتأمل كلماتها ومعانيها ثم فجأة دسّتها حينما تناهى إلى مسامعها طرقات على الباب :

ــ ” .. هذه عربة أرسلها لك قاضي القضاة لتتشرفي بحضور مجلسه الموقر ..” ، قالها الحوثي ثم ولى إلى الخلف ، ينتظر أوامرها .

ــ ” ..حالا ..” ، امتطت العربة ، وكانت من الزينة والبهاء كما لو أنها معدة لنقل عروس إلى دخْشوشتها ، تحركت العربة يخفرها حارسان ، حتى إذا اقتربت من باب العدالة وجدت في استقبالها بعض الخدم ليقودوها إلى صالة فسيحة ، دخل في أثرها قضاة يتقدمهم النبّاهي في زيه الرسمي ، وقد حانت منه التفاتة نحو المرأة ليسر في أذنها بهذه العبارة :

ــ ” ..عروس .. والله عروس .. بهاؤك يضاهي بهاء البدر في ليلة مقمرة …” ، لكن سرعان ما استعاد صلابة قسمات محياه متوجها إلى القضاة :

ــ ” .. السادة القضاة .. إنه لشرف كبير أن تشهدوا عقد قراني بهذه السيدة .. وأظن أن دفاتركم جاهزة للتدوين ، وأعلم أن الأعراف والتقاليد الرسمية والشريعة الإسلامية تلزم العروس بالكشف عن وجهها أولا ..” . وما إن أزاحت عنها الخمار في دلال وغنج حتى استبد بالقضاة انبهار كبير وراحوا يتمتمون : ” .. ما شاء الله .. سبحان الله ! ” ، لكن أكبرهم لم يمهلهم إذ سرعان ما صاح فيهم :

ــ ” .. هيا .. استلوا أقلامكم وانشروا صحائفكم ..”

ليلة اختفاء الكابوس

أفردوها بإقامة خاصة بإحدى ضواحي غرناطة ؛ ذات مروج وبساتين غناء وغرف وخدم وحشم ؛ يترددون بين الحين والآخر على قصر الحمراء ، انتشر العسس حولها ولا يسمحون لأحد الاقتراب منها . حلّتْ أول عربة حاملة لهودج العروس وهي رائحة إلى خدرها . وبعد أن شرع الليل يرخي بسدوله على تلك الضاحية تعالت في الفضاء أصوات جياد تجر عربة في اتجاه الإقامة .. ترجل النباهي في حلة قشيبة ملفع بإزار قرمزي ، شيعوا خطواته بالشموع إلى الداخل ، ثم لوّح لهم بالانصراف إلا قليلا منهم أبقاهم على العسس . بدا وكأنه في عجلة من أمره ، فولج باب الخدر ليلفي نفسه أمامها بوجه متلألئ أضفت عليه أنوار الشموع مسحة خاصة فانعكست على وجنتيها المتوردتين وشفتيها المبتلتين وثدييها الناهدتين ؛ صبغت نظراتها إليه بالآهات والآلام .. وحانت منها انحناءة خفيفة لحضرته ، كما لو أنها ألقتْ بكل ما لديها طوع يده .

استلقى على الفراش وراح يتفرس أنوثتها برغبة جامحة وشوق ملتهب إلى افتراسها .. أخذت تدنو منه رويدا رويدا أشبه بأفعى رقطاء تبحث عن أنسب موضع تنفث فيه سمها أمام فريستها .. تظاهرت بأنها تشلح عنه قميصه ، وما هي إلا لحظات حتى استلت من خصرها خنجرا ساما وغرزته بشدة على صدره الأيسر ، وقد كمّمت فمه بإحكام ، ودعته يحملق بعينين جاحظتين في ورقة مخطوطة من كتاب والدها .

أخمدت الشموع ، ثم تسللت في جنح الظلام ممتطية صهوة جواد .. وقد أومأت للعسس بأنها عائدة حالما تستحضر غرضا لسيدها .

عظمت خفتها وهي تخز بركابها الجواد أملا في النجاة . كانت قد رتبت كل شيء ، وبات في نيتها أن تعبر إلى حدود بني جهور والاستنجاد بهم .

نهاية وتتويج

طال انتظارهم وعظم ارتيابهم فأشار عليهم كبيرهم بمناداة القاضي وطرق بابه ؛ وكم كانت دهشتهم وهم يرونه ملقى على الأرض مضرجا بدمائه ، وعلى سريره الورقة المخطوطة فعلموا حينها أنها سليلة لسان الدين بن الخطيب والتي كانت عيون الجواسيس تترصدها انطلاقا من مدينة فاس . فأجمعوا على اقتفاء أثرها ، وصدرت لهم أوامر صارمة من بيت السلطان بالبحث عنها حية أو ميتة .

انتهى بها المسير إلى مشارف قرطبة وقد أنهكها التعب ، وما أن عبرت جسرها الكبير حتى وجدت على معابره رجالا ينتمون إلى طائفة بني جهور ، فاستنجدت بهم وطلبت حمايتهم .

اقتفاء لآثار سنابك جوادها ؛ انتهت بهم إلى مدخل الوادي الكبير المفضي إلى بلاد قرطبة التي كانت أجزاء منها تابعة لسلطة بني جهور . طلبوا منهم تسليم المرأة ذات الخمار الأسود ، فرفضوا ، ولما تعذرت المفاوضات بين الفريقين اندلعت حرب طاحنة ؛ أبلت فيها ذات الخمار الأسود البلاء الكبير وقتلت منهم نفرا كبيرا ، كما أصيبت بجروح غائرة في فخذها الأيمن . وقد كان لبلائها سيط عظيم انتشر في كل بلاد قرطبة فأزمع كبراء قومها على الاحتفاء بها وتنصيبها أميرة عليهم بأمل استعادة حصون لهم ما زالت في قبضة الغرناطيين .

‫تعليقات الزوار

11
  • ولا أروع
    الثلاثاء 25 يونيو 2019 - 07:22

    قصة من صميم التاريخ المغربي تكشف عن أهوال مر منها المغرب والمغاربة في علاقتهم بالأنظمة والسلالات الحاكمة، وتستحق التوقف عندها بإمعان، شكرا

  • المرادي
    الثلاثاء 25 يونيو 2019 - 10:12

    عمل أدبي ضخم يستحق التنويه، وهي قصة ترقى إلى مصاف الروائع العالمية، لكن قراءتها تستدعي نفسا زائدا وهو ما أصبح عملة نادرة بين القراء المغاربة الذين طوحت بهم الصورة، وشكرا

  • مرحلة دموية ...
    الثلاثاء 25 يونيو 2019 - 10:51

    القصة باختصار، أماطت اللثام على مرحلة دموية من تاريخ المغرب حينما كانت الرؤوس تقطع أمام الملأ وتعلق ثم تضرم النار في جثث أصحابها، لماذا لم تتجه السينما المغربية إلى توظيف هذا المخزون الدرامي، أم ما زال محظورا، ؟؟

  • KITAB
    الثلاثاء 25 يونيو 2019 - 15:17

    عمل أدبي كبير وغير مسبوق في إطار الرواية التاريخية المغربية، كشفت أحداثه عن مرحلة الدسائس والمؤامرات التي كانت تحاك ضد المقربين والمتزلفين للقصور والحكام، كيف كان يوظف الدين في العمل السياسي، كيف كان يقتل الشعب باسم الدين إذا لم يرضخ وينصاع لأوامر السلاطين والحكام، وفي هذه القصة مكننا الكاتب الفذ سمجدوب من معايشة زمن مقتل لسان الدين بن الخطيب وكيف وشى به أعداؤه وكيف صدرت في حقه فتوى القتل بل وضرب العنق ثم التمثيل به وإحراق جثته… ثم كيف أمكن لابنته أنس القلوب من الاقتصاص من الفاعل وما لاقته في ذلك من أهوال في طريقها إلى غرناطة حيث ستثأر لأبيها من القاضي النباهي… يلاحظ عذوبة في توالي الأحداث والتشويق الذي يربط بين كل فقرات الحصة، بتقديري تستحق جائزة هسبريس لأفضل عمل أدبي منشور، وتحياتي

  • زمن الأندلس
    الثلاثاء 25 يونيو 2019 - 19:54

    إبداع قصصي فذ قربنا من زمن الأندلس ونفوذ المرينيين وعلاقتهم بملوك الطوائف، وكيف كانت الدسائس تحاك ضد الوزراء والخلفاء والعمال… وكيف أمكن توظيف الدين في خدمة السلطة والتسلط… والله لو كان فعلا لدينا سينما حقيقية لأمكن إخراج هذه القصة في عمل سينمائي كبير فالسيناريو موجود فقط الممثلون والتصوير والمال، وشكراً.

  • جبران خليل
    الثلاثاء 25 يونيو 2019 - 20:55

    لقد قال القراء ما مرة كلمات حق في قدرك استاذي

    مجدوب اتمنى ان ينصفك الاخرون دمت لنا قلما

    معطاءا يهبنا معنى الجمال و الروعة في زمن

    البشاعة

    تحياتي من مراكش

  • أحدهم
    الأربعاء 26 يونيو 2019 - 05:16

    آخر فقرة : وقد كان لبلائها صيت عظيم ..

  • Karam
    الأربعاء 26 يونيو 2019 - 10:45

    A great story reminded us of the time when the necks were beaten in front of the public. There were so many scribes, conspirators, and dissidents. This is what marked a dark period of Arab history through centuries. Religion has been married to the authority and the jurists have issued their fatwas according to the interests and temperament of the rulers, caliphs and princes. So far in the relationship of power to the citizen, thank you

  • ملاحظ
    الأربعاء 26 يونيو 2019 - 15:21

    قصة رائعة ذكرتنا بزمن كانت فيه الرقاب تضرب أمام الملأ ، حيث كثر الوشاة والمتآمرون والحساد ، وهذا ما طبع فترة حالكة من التاريخ العربي الإسلامي عبر قرون ، فقد تزوج الدين بالسلطة وأصبح الفقهاء يصدرون فتاويهم تبعا لمصلحة ومزاجية الحكام والخلفاء والأمراء وهكذا تم تصفية الكثير من العلماء والفقهاء تحت ذريعة الإساءة إلى الأسر الحاكمة أو الدين كما وقع للسان الدين بن الخطيب … وما زالت رواسبه ظاهرة حتى الآن في علاقة السلطة بالمواطن ، والتقدير دوماً موصول لموقع هسبريس وجنوده في الخفاء

  • نافذة على التاريخ
    الخميس 27 يونيو 2019 - 17:22

    أعود وأقول إن للقصة مرامي عديدة، فهي تعتبر نافذة على تاريخ حالك كثرت فيه الدسائس بين المقربين من البلاطات، كان من نتائجها ضرب أعناق الكثيرين من رجالات الدولة، كما كشفت عن صور الحياة التي كانت سائدة أيام المرينيين وملوك بني الأحمر بالأندلس، ثم أخيرًا وهذا يحسب للكاتب اللغة التي وظفها في تصوير بعض مقاطع القصة والتي تغرف من المعين الحضاري الأندلسي وشكراً للكاتب والموقع الذي يجدد دوماً المواد في علاقته بالقراء

  • ... خليل جبران
    الخميس 27 يونيو 2019 - 23:49

    تحية. يمكن القول إن القراء والعارفين منهم خاصة هم بمثابة قدح الزناد وتحريك قرائح الكتاب ليبدعوا أكثر، فنحن نعيش زمن الصورة التي كبلت العطاء الأدبي أو بالأحرى ضيقت عليه الخناق… لكن ما زال هناك أناس أمثالكم تستهويهم الألوان الأدبية ويعشقون الكلمة شعرا كانت أو قصة أو رواية… رغم كل شيء

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 2

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء