لماذا فشلت حكومة بنكيران/ العثماني؟

لماذا فشلت حكومة بنكيران/ العثماني؟
الأربعاء 3 يوليوز 2019 - 04:42

-1-

الوضع في مغرب الألفية الثالثة، الذي تراكمت على أرضه كل أصناف الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، يدفعنا إلى التساؤل بقوة: لماذا أصيبت حكومته بعجز وفشل في مواجهة الأزمات المطروحة؟ هل يعود هذا الفشل متعدد الصفات إلى قيادة الحكومة أم إلى الحزب الذي يشكلها؟ وبالتالي ما هي الأسباب التي جعلت هذه الحكومة لا تلبي حاجيات الشعب، لا تستجيب لمتطلباته، لا توفر له الحد المعقول من الخدمات العامة في الشغل والصحة والتعليم؟.

نضع السؤال/ الأسئلة، وليس هناك داع لتعداد نقاط الفشل/ العجز/ الفساد الذي يحيط بهذه الحكومة من كل جانب، إذ ليس هناك داع إلى التذكير بالوضع الاقتصادي المتردي ولا ببروز شبح الإفلاس ولا بتضخم الديون الخارجية، لأن المشهد المحزن لهذه الأمور أصبح واضحا للعميان، لا للعيان.

نعم، المغرب دولة نامية، ذات مستوى معيشي منخفض مقارنة بجيرانها في الغرب، لا يستقيم بها التوازن بين سرعة النمو السكاني والدرجة المتدنية للتقدم الاقتصادي، تعاني من التخلف متعدد الصفات، تعاني من ضعف الاستثمارات الصناعية ومن غياب التكامل بين القطاعات الاقتصادية، كما تعاني من ارتفاع المديونية الخارجية، ومن التبعية للدول الاستعمارية السابقة.

كيف لمغرب على هذه الحالة أن تديره حكومة فاشلة، عاجزة، تسمح بالممارسات الإدارية القائمة على الرشوة والابتزاز واختلاس المال العام، وتوسيع الفجوة بين الفقراء والأغنياء، كيف له أن يكون دولة قادرة على العيش، وعلى الحضور؟.

-2-

في الحقيقة، يفرض علينا منطق الأشياء أن نتوجه بالسؤال إلى الحزب السياسي الذي رشح لنا من طبعوا حكومة بنكيران/ العثماني بالفشل. إنه حزب العدالة والتنمية، يدعي انتماءه إلى الإسلام السياسي، نجح في الانتخابات الأخيرة والتي قبلها؛ بسبب معاناة أحزاب اليسار والأحزاب الوطنية من عوائق بنيوية، وبسبب تحول العديد من الأحزاب الأخرى إلى حوانيت انتخابية معزولة عن الفكر الديمقراطي الذي نشأت من أجله.

والمعروف، سياسيا، أن حزب العدالة والتنمية أفلح في ربح رهان الانتخابات التي أوصلته إلى سدة الحكومة بخطاب شعبوي براغماتي، يتحلي بأخلاق الفرسان الذين يغشون الوعي ويعفون عند المغتنم، وهو حزب عالمثالثي، ينبثق من حزب يناصر المخزنية والأمازيغية، نشأ في ظل طبقة وسطى، لا ترى في الإسلام إيديولوجية سياسية، بقدر ما ترى فيه دينا مقدسا. لم تستطع إنتاج لحزبها برنامج مبني على نظريات علمية كما هو الشأن عند الأحزاب الإيديولوجية.

إذن، كيف لهذا الحزب أن يواجه أوضاع البلاد التي وصلت أكثر من مرة إلى درجة السكتة القلبية؟

-3-

إن حكومة نابعة من حزب فقير فكريا، لا إيديولوجية له، لا برنامج اقتصادي بعيد المدى له، لا يساير تغيرات ومتطلبات عصره في السياسة والثقافة والفكر، لا يمكنها أن تنجح أو تحظى بالقبول؛ لأن نجاح حكومة في زمن الأزمات مرهون بالوطنية الصادقة والكفاءة والمعرفة والفعالية والوفاء لقيم المواطنة، وهذه شروط لا يمكن أن تتوفر مع الوظيفة، بل يجب أن تكون من أخلاقيات صاحب الوظيفة.

معنى ذلك في علم السياسة أن الحكومة في وضعنا الراهن لا يكفي أن تكون نابعة من حزب أغلبي، بل يجب أن تكون قادرة على إبداع الحلول الضرورية للأزمات والإشكاليات المطروحة أمامها، قادرة على وضع الأمن وحقوق الإنسان والشفافية والعدل وتكافؤ الفرص والمساواة معايير أساسية لعملها الحكومي. قادرة علي مسايرة الحداثة والعولمة، لها دراية قوية بالتكنولوجيا والأنظمة المتطورة، تعتمد في قراراتها على جمع وتحليل البيانات، وتكون أكثر ارتباطا وتفاعلا مع نفسها ومع العالم.

السؤال الأخير: متى يجود الله علينا بمثل هذه الحكومة؟ ومتى سيعفو الله علينا من حكومات لا همّ لها سوى كسب الرواتب الضخام والتقاعدات الأضخم؟

‫تعليقات الزوار

9
  • يوسف
    الأربعاء 3 يوليوز 2019 - 12:08

    لو كانت الحكومات في المغرب هي التي تحكم يمكن ان ننتقدها على سياستها، اما وان لنا حكومة صورية لاظهار ان لنا دولة مؤسسات تقوم على انتخابات ديمقراطية ونزيهة وووووو.. فلا يجب علينا انتقاد حكومة فلكلورية محكومة تملى عليها القرارات والسياسات من فوق.
    لم ولن تكون هناك حكومة ديمقراطية منبثقة من ارادة الشعب بدون ربط المسؤولية بالمحاسبة وبدون قضاء نزيه.

  • رهاب العلو يخيف المبتدئ
    الأربعاء 3 يوليوز 2019 - 12:12

    لماذا فشلت حكومة بنكيران/ العثماني؟ .

    لانهما وُلِدَتا معتوهتين ويعانين من الازهايمر السياسي ورهاب العُلو الشاهق لكراسي الحكم لم يتعودو على كراسي الحكم من قبل .

  • بلغة الأرقام
    الخميس 4 يوليوز 2019 - 16:39

    بل هناك أكثر من داع لتعداد نقاط الفشل/ العجز/ الفساد الذي يحيط بهذه الحكومة من كل جانب وإلا عماذا نتحدث بالضبط؟ منذ الاستقلال حكومة البكاي ثم الحكومة البوعبيدية مرورا بالفيلالية حتى اليوسفية ثم عباس الفاسي. ما هي الحكومة التي نجحت ولم تفشل مع ذكر الظروف الداخلية والاقليمية والدولية لنقارن حكومة بنكيران بها مقارنة موضوعية تتكلم لغة الوقائع والأرقام والمؤشرات وو؟
    وشكرا

  • رأي1
    الخميس 4 يوليوز 2019 - 18:09

    لان فاقد الشيء لا يعطيه.ولان الحزب وصل الى السلطة بدون رصيد سياسي.ولان الحزب لا يسمى كذلك الا اذا لم يكن مجرد مجموعة افراد من الذئاب والثعالب تجمع حولها متطفلين يبحثون عن المنافع او سذج يستخدمون كطعم للوصول لا يسمى كذلك الا اذا كان يعمل في استقلالية منفذا افكاره واجتهاداته وما وضعهته من برامج.الصدفة تقوم احيانا بادوار غير منتظرة.ولو انه تم اختيار حزب اخر كيفما كان انتماؤه لما فعل ما فعل اابيجيدي بالمغاربة.الشجاعة ليست هي التهور وليست هي مواجهة الشعب بقرارات ظالمة وليست خضوعا لاملاءات الكبار.والحديث عن البيجيدي وحده في المسؤولية فلان الوزارات التي تسببت في الماسي للمواطنين كانت من تسببره وتدبيره.ولم تمنح له سوى الوزارات ذات المشاكل الكبرى بينما امسك الاقوياء الوزارات الغنية المفيدة .وهذا دليل على سذاجته الظاهرة وان كانت تخفي نفاقا وحيلة ووسبلة نفع شخصي.

  • الحسن العبد بن محمد الحياني
    الخميس 4 يوليوز 2019 - 18:50

    أظن كمتتبع للشأن السياسي الوطني والإقليمي والدولي بأن حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي ينهل كما يدعي من مرجعية إسلامية ليس له لا الإرادة الفعلية للتغيير ولا القدرة على التطهير أي تغيير العقليات والتطهير من فساد العصابات واللوبيات؛ ذهب زمن الرجالات والزعامات الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ليحل عهد تباع فيه المبادئ ببضع دريهمات إلا من رحم ربك من أهل الحق والثبات؛ نعيش زمن رداءة في كل المجالات الحياتية؛ يؤتمن الخائن ويخون الأمين؛ يسكت الحكماء وينطق السفيه ليعبث بالأمانة؛ " يا ليتني كنت ترابا و نسيا منسيا حتى لا أرى ما آل إليه الوضع الحالي في الوطن العربي والإسلامي من بؤس واضمحلال وتلكأ ومن كل ضروب الذل والهوان والتأخر والتقهقر والانتكاسات"؛إلا أن ما يبعث فينا الأمل كجحافل من المؤمنين المستضعفين بفضل الله تعالى هو بشرى أولياء الله الصالحين الأحياء منهم والأموات، واقرأ إن شئت قصيدة من الزجل الشعري الروحي بعنوان :" الفتح المبين زمن التمكين الحسن العبد بن محمد الحياني " بغوغل.

  • مومو
    الجمعة 5 يوليوز 2019 - 12:24

    هل فشلت حكومة بنكيران / العثماني؟
    الهدف الأول من مجيء حكومة العدالة و التنمية هو المرور بالمغرب من مرحلة الربيع العربي دون ثورات و الحفاظ على السلم الاجتماعي، و تنزيل دستور 2011 بشكل يرضي الشعب و المخزن معا. و في هذا نجحت حكومة العدالة و التنمية.
    الهدف الثاني هو تمرير قرارات المخزن التقشفية و امتصاص غضب الشعب الذي قابلها. و منها إصلاح التقاعد، التعاقد مع الأساتذة، رفع الدعم عن المحروقات، التأسيس لمدارس الهندسة و الطب الخاصة. و قد نجحت أيضا في هذا.
    أما الهدف الثالث فهو التسيير الإداري للوزارات غير السيادية، في إطار التعليمات السامية و البرامج المسطرة سلفا (المغرب الأخضر، ..)، و قد نجحت هنا أيضا. أما الوزارات المهمة فقد أسندت لأشخاص لا ينتمون لأي حزب و لم يشاركوا في الانتخابات، و هم خارج سلطة رئيس الحكومة في الواقع.
    خلاصة القول أن حكومة العدالة و التنمية نجحت نجاحا منقطع النظير، لكن ليس في خدمة الشعب و الرقاء بتطلعاته، لأنه لم يكن هدفها يوما خدمة الشعب.

  • غ،ص، مغربي
    السبت 6 يوليوز 2019 - 01:20

    حكومة الاحرار في الضل…
    ومن له أغلبية الوزراء ،والوزارات الأهم في الحكومة الحالية !اليس حزب الاحرار ستة عشر وزير ،من الفلاحة والصيد البحري والمالية والاقتصاد وغيرها…وما لحزب العدالة والتنمية الا اسم تصدر الحكومة ،سبعة وزارات ،وليست الأهم ،مثل حقوق الانسان والاسرة والشغل …
    والنتيجة وزراء الاحرار رجال اعمال منشغلين بشركاتهم اكثر من اَي شيء ءاخر…
    ولحد الان لم يستجيبوا لمطالب الشعب ،خاصة بعد المقاطعة لبعض المواد نضرا لغلاءها…وخاصة المحروقات، التي تعد المادة الاساسية للإنتاج والمواصلات ،كلما ارتفع ثمنها ،ارتفعت أسعار كل المواد الاخرى…
    وما حزب الاحرار الا تتمة لما بدءه وعجز عن تحقيقه حزب الاصالة والمعاصرة من معاكسة للإصلاح وتخويف الناس من حزب العدالة والتنمية الذي فضح الكثير وانشط الوضع السياسي لولا انهم اعزلوا زعيمه،وافهم يا الفاهم…
    وكما قاطع حزب الاحرار الحكومة بعد انتخابات ٢٠١٦،بالبلوكاج المفبرك فستكون مقاطعته في التحقيقات المقبلة…وقد اعذر من انضر …والله المستعان…

  • غ،ص، مغربي
    السبت 6 يوليوز 2019 - 03:05

    حزب العدالة والتنمية الذي ضحى وما يزال منذ تاسيسه للحفاظ على سياسة الوسطية والديموقراطية ،وتبلور ذالك من خلال مشاركته في الحكومة ،وقد عبر الناخبون عن موافقتهم للحزب في الانتخابات الجهوية ٢٠١٥والبرلمانية ٢٠١٦…لكن محاولة الحزب للإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي
    لقيت معارضة بكل الوسائل وبعد البلوكاج المفبرك لإخراج حكومة تمثل نتاءج السابع أكتوبر ٢٠١٦…
    رغم كل العراقيل حاول ممثلو الحزب المذكور في الحكومة برئاسة بن كيران ،تنفيذ بعض القرارات الصعبة للإصلاح ،ورغم كل ما يزعمه البعض من السياسيين،المعارضين للحزب ،ومرة اخرى أعطت أغلبية الناخبين تقتهم لحزب العدالة والتنمية …ورغم البلوكاج المسطنع لاضعاف الحزب وتغيير رئاسة الحكومة في الحزب،كل ذالك لزعزعة قوة الحزب المتفوق في الانتخابات !..وذالك لم يرضي أغلبية الأحزاب الاخرى،وأضعف قوتها…
    لكن أين الوطن والشعب من كل ذالك!..لقد فقد الناس الأمل في انتضار الإصلاح والتغيير الذي لا زال يعاكسه البعض من السياسيين والمسؤولين .وقد حان الاوان لمراجعة جذرية للسياسة بالبلاد…ولن تنفع أضعاف المصلحين وتغيير الحقائق لمعالجة مشاكل الشعب والبلاد ..

  • التاريخ
    الأحد 7 يوليوز 2019 - 11:42

    لا داعي للف الدوران والاستغراق في المشاحنات الفارغة. من لا يملك الشجاعة والصراحة لتعميق الجواب لا يحق له طرح السوال اقرأ التاريخ القديم والحديث وتبين حقيقة الامور

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز