والأمية إذا تعمقت في زمن التكنولوجيا..

والأمية إذا تعمقت في زمن التكنولوجيا..
الأحد 14 يوليوز 2019 - 22:13

-1-

بدخول العالم عصره الجديد، عصر التكنولوجيا والعولمة والحداثة، أصبحت “الأمية” التي يعاني منها المغرب وكل العالم الثالث كارثة عظمى بكل المقاييس. فالأمية مع التحول الكبير الذي عرفه العالم في مجالات التكنولوجيا التي غيرت الأفكار والمفاهيم والقيم الحضارية والعلمية والثقافية، لم تعد تعني عدم القراءة والكتابة، بل أصبحت تعني عدم القدرة على مواكبة معطيات العصر الجديد والتفاعل معها بعقلية دينامية قادرة على فهم المتغيرات الجديدة وتوظيفها بشكل فعال.

ففي الوقت الذي ما تزال فيه الكثير من الحكومات العربية والإفريقية، من ضمنها حكومة المغرب، تصارع الأمية بمفهومها التقليدي، يبرز واقع جديد يحمل معه مفاهيم جديدة للأمية تتجاوز إشكالية جهل القراءة والكتابة إلى جهل لغة العصر ومفاهيمه ومفاتيح ثقافته الحضارية، وهو ما أصبح العالم الحديث يطلق عليه “الأمية المعرفية”.

-2-

هكذا نجد المغرب الراهن الذي يعاني بمرارة من أمية القراءة والكتابة أصبح يعاني من الفجوة الرقمية، التي تعني غياب المعارف والمهارات الأساسية للتعامل مع الأجهزة الرقمية والمخترعات الحديثة، يعاني من الأمية الالكترونية، وهي ألوان عديدة من الأميات الجديدة، التي تنعكس سلبا على التعامل مع العصر الحديث.

الأمية الحديثة في نظر علماء التربية وعلماء النفس تؤدي إلى انخفاض الذكاء والوعي، وإلى نشر البطالة والفقر، وتعوق نمو الأفراد اجتماعيا وتؤثر على انخراطهم في المجتمع، وتؤثر على مصادر دخل ورأس مال الأفراد، وتؤثر سلبا على تطور وظائف دماغ الأطفال الأميين.

هكذا تجعل الأمية الحديثة من ضحاياها غرضا سهل المنال للتوظيف في منزلقات أخلاقية واجتماعية وسياسية، تعرقل الجهود المبذولة في سبيل التنمية، أو في سبيل تربية أجيال المستقبل، فهي لا تمكن المصابين بها من ولوج مصادر المعلومات الصحيحة للمساهمة في التنمية، أو في مواجهة أخطار الحياة.

في عالم اليوم، يعتبر غير الأمي كل شخص اكتسب المعلومات والقدرات الضرورية لممارسة جميع النشاطات التي تكون بها معلومات أساسية عن الوسائل التي يرتقي بها ويشارك بها الآخرين في الحياة العامة.

-3-

نعم، يواجه المغرب الراهن تحديا ثلاثي الأبعاد، يتمثل في القضاء على الأمية التقليدية، وعلى الأميتين المعلوماتية والمعرفية، وهو ما يعني أن بلادنا تعاني من ألوان الأمية جميعها، وهو ما يمكن اعتباره كارثة حضارية.

في نظر علماء المعرفة، فإن بناء بيئة معرفية جديدة في مستوى العصر الراهن أصبح يتطلب منا استبدال مفاهيم التعليم التقليدي بمفاهيم جديدة تنسجم مع المعرفة التي تصنع من طرف المعلم والمتعلم.

يعني ذلك أن محو الأمية الرقمية، الأمية الحديثة، أصبح مهمة أساسية للأجهزة الحكومية من أجل مواكبة معطيات العصر العلمية والتكنولوجية والفكرية، والتفاعل معها بعقلية ديناميكية قادرة على فهم المتغيرات الجديدة وتوظيفها بما يخدم عملية التطور المجتمعي في المجالات المختلفة.

السؤال الذي تطرحه علينا هذه الإشكالية: هل تستطيع حكومتنا القيام بهذه المهمة؟ كيف؟ وبأي الوسائل؟

نطرح السؤال كالعادة ولا ننتظر منها جوابا.

‫تعليقات الزوار

3
  • كمال //
    الإثنين 15 يوليوز 2019 - 11:43

    السؤال الذي تطرحه علينا هذه الإشكالية: هل تستطيع حكومتنا القيام بهذه المهمة؟ كيف؟ وبأي الوسائل؟

    طبعا اخويا يمكن حل هذه المعضلة التي تهدد البلاد والعباد
    اولا خصنا نعتمدو على الدارجة والامازيغية لان هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها تقليص الامية الاولى لان الشعب المغربي يتكلم الدارجة والامازيغية و يكفي تعليمه الحروف الابجدية كي يصبح قادرا على الكتابة والقراءة
    ثانيا الدارجة و الامازيغية هي لغة الام ولغة يومية يستعملونها المغاربة في حياتهم اليومية و باعتمادهما في مجال التعليم سيسهل نقل المعرفة بشكل سلس و تلقائي عبر كل افراد المجتمع .
    ايوا كيف جيتك واش هذا ماشي حل في مستوى هذا المشكل ؟؟
    اخويا راه نابوليون ديال فرنسا هكذا بدا هدي 200 عام و اعتمد الدارجة لي كيتكلمها عامة الشعب لي اصبحت اليوم لغة عالمية وبهذا الاجراء قضى على الامية و مكن الشعب دالو باش يكون على ما هو عليه الان

  • مواطن3
    الإثنين 15 يوليوز 2019 - 22:36

    اغلب المقالات مجرد اخبار زائفة.. وكل شيء مخترق فهاد البلاد من طرف عملاء الصهيونية خاصة في مجال الاعلام.. والسلام

  • سيمو
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 11:46

    الى 2 – مواطن3
    عملاء الصهيونية ماذا ؟؟
    وما علاقة الصهيونة بالموضوع ؟؟
    الرجل يحاول فقط اثارت موضوع الساعة المتعلق بمفهوم الامية الذي تغير كثيرا و اصبح يشمل مجالات عدة
    و الرجل كان صائبا من حيث اختياره الموضوع و موفقا من حيث معالجته
    وانصحك بان تتجنب الاكثار من مشاهدة الافلام التركية لانها تضر كثير
    بصحة لعقل وتجعله لا يفرق بين الواقع و الخيال

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب