التشجيع على القراءة

التشجيع على القراءة
الإثنين 15 يوليوز 2019 - 14:59

مبادرة السيد أحمد رضا الشامي، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، حول التشجيع على القراءة من خلال إعداد تقرير عن طريق الإحالة الذاتية وتنظيم مناظرة وطنية في الموضوع، ذكرتني بتجربتين هامتين عشتهما خلال المراحل الماضية:

الأولى خلال المرحلة من 1965 إلى 1976 بمحيط مسجد القرويين بفاس حيث يوجد باعة الكتب بمدخل زنقة بوطويل وبباب العطارين بالجهة الموالية لرحبة القيس أمام مدرسة العطارين، وببعض الأماكن الأخرى بالمدينة العتيقة، الذين كان عليهم إقبالٌ كبيرٌ من طرف التلاميذ والطلبة والحرفيين والتجار والعمال ومن سكان المدينة والمناطق المجاورة لها، حيث كان الاهتمام بالقراءة بشكل كبير، وكانت الكتب تباع بأثمنة جد رخيصة تجعل الجميع قادرا على شرائها، وكانت هذه الكتب تتناول مختلف المجالات، بما فيها الدينية والعلمية والفلسفية والأدبية والفنية لعلماء ومفكرين مغاربة وعرب، ومنها المترجمة للمفكرين الأجانب والمجلات التي كانت تصدر بكيفية دورية والتي كانت تتناول مختلف مجالات الفكر والمعرفة والفن، وقد تزامن ذلك مع ما كان يقوم به علماء مدينة فاس من دور كبير في أوساط العمال والحرفيين والتجار وجميع سكان المدينة والمناطق المجاورة لها، وكمثال على ذلك ما كانت تعرفه نسبة كبيرة من المساجد والزوايا ومنها:

– مسجد القرويين من خلال ما كان يقوم به سيدي عبد الرحمان الغريسي والفقيه عبد الكريم الداودي

– ضريح مولاي ادريس الفقيه العمراني والفقيه الإدريسي

– زاوية سيدي احمد التيجاني، سيدي ادريس العراقي والفقيه أقصبي

– مسجد الرصيف، الفقيه العلمي أتاي

– مسجد الأندلس، سيدي عبد الرحمان ربيحة

– مسجد البوعنانية، الفقيه السليماني

– مسجد قصبة النوار، الفقيه السي فضول

– حي البليدة قرب مدبغة شوارة، الفقيه الزيتوني

وقد أدى ذلك إلى تكوين ثقافة واسعة وسط مختلف فئات سكان مدينة فاس والمناطق المجاورة لها.

التجربة الثانية تتعلق بمبادرة مماثلة تم القيام بها بمعمل كوطيف من سنة 1976 إلى سنة 1978؛ فبعد تأسيس عدة خلايا حزبية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قامت لجنة التنسيق هذه بتكوين خزانة متنقلة لتبادل الكتب بين العمال، وكان الهدف الأساسي من وراء ذلك هو رفع المستوى الفكري للعمال ومحاربة الخرافة والفكر الغيبي.

وقد كان لهذه المبادرة صدى واسعٌ وسط القطاع الطلابي الاتحادي الذي كانت له علاقة قوية مع العمال، وكان يقترح قراءة كتب الفكر الاشتراكي والماركسي والتقدمي.

وقد كان لهاتين التجربتين دور كبير في الرفع من المستوى الفكري والثقافي، وعلى مستويات عدة، تبينت فيما بعد.

‫تعليقات الزوار

9
  • الصقلي _ فاس
    الإثنين 15 يوليوز 2019 - 17:28

    لقد امتعنا السيد الرماح بمقاله هذا ونقلنا لمرحلة ذهبية عاشها شباب سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضي ، حيث كان الشباب مهووسا بالقراءة وحب الاستطلاع في ظل تيارات فكرية وفلسفية كانت سائدة كالاشتراكية والشيوعية والراسمالية والتقدمية والرجعية و الديمقراطية اضافية الى كتابات حول الثقافة الاسلامية ، ولقد كان لتداول الكتب والمجلات القديمة التي تباع حول جامعة القرويين ، وكذلك الشان بتواجد علماء اجلاء تفضل الكاتب بذكر بعضهم ، كل ذلك لعب دورا كبيرا في تداول المعرفة والثقافة الاصيلة ، لدرجة اصبح معها التجار والحرفيين على علم بالتيارات الفكرية وبالنظريات الفلسفية وبقواعد الشريعة الإسلامية. ما احوجنا اليوم للتصالح مع الكتب وكسر القيود التي قيدتنا بها وساىل الاتصال التكنولوجي.

  • الحسن العبد بن محمد الحياني
    الإثنين 15 يوليوز 2019 - 18:49

    ذكرنا السيد البرلماني السابق المحترم سيدي الرماح بالزمن الجميل الذي عاشه أبناء فاس العميق والمدينة العتيقة مع السادة الكبار باعة الكتب بجوار مسجد القرويين،ولن أدع الفرصة تفوتنا دون الإشادة بالدور الكبير الذي قام به أحد الباعة المحترمين ولا يزال على العهد رغم كبر السن،إنه الأخ العزيز سي الحلوي أحد رجالات باب الفتوح -واندو بفاس الذي عايش طلبة فاس بكل تخصصاتهم في عدة أزمنة وعبر مراحل متباينة بحيث أفاد جل قراء العاصمة العلمية بالكتب المرففة في دكانه بالنجارين بعد أن قضى وقتا طويلا بجوار مسجد القرويين وكنا كتلاميذ نمد له يد العون ونتمتع بقراءة الكتب في نفس الوقت،ثم بعدها حل بفناء جامعة سيدي محمد بن عبدالله ليتعامل مع مثقفي سنوات السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي؛نحيي الأخ الفاضل سي الحلوي من هذا المنبر المحترم على ما أسداه ولا يزال من خدمات للقراء وبالأخص لطلبة المدارس والجامعات وكل المعاهد العليا؛سي الحلوي ومن لا يعرفه كتبي من الوزن الثقيل يتواجد حاليا بحي الليدو بفاس ظهر المهراز وإن شئت اسأله عن الكتاب تجده نفسه كتابا قد التهم ما يكفي من الصفحات الغالية؛تحية للعدوي…

  • الصقلي _ فاس
    الإثنين 15 يوليوز 2019 - 19:44

    لقد امتعنا السيد الرماح بمقاله هذا ونقلنا لمرحلة ذهبية عاشها الشباب المغاربة سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضي ، حيث كان الشباب مهووسا بالقراءة وحب الاستطلاع والانفتاح على كتابات رواد النهضة العربية او الغربية وذلك في ظل تيارات فكرية وفلسفية كانت سائدة كالاشتراكية والشيوعية والراسمالية والتقدمية والرجعية و الديمقراطية اضافية الى كتابات حول الثقافة لاسلامية ، ولقد كان لتداول الكتب والمجلات القديمة التي تباع حول جامعة القرويين ، وكذلك الشان بتواجد علماء اجلاء تفضل الكاتب بذكر بعضهم ، كل ذلك لعب دورا كبيرا في تداول المعرفة وتبادل المعلومات وتكريس المناخ الثقافي.
    كم يأخذنا الحنين الى ذلك الزمن الجميل ، وكم نتاسف على شباب اليوم لا يعرف حلاوة القراءة ولا متعة الكتاب كل همه الانشغال في تداول الثقافة السطحية عبر وسائل الاتصال الإلكترونية.

  • ع الجوهري
    الإثنين 15 يوليوز 2019 - 20:59

    مشكلتنا نحن المغاربة لم يبقى في جعبتنا من شيء يمكننا الإفتخار به سوى الماضي البعيد الذي قالت عليه ناس الغيوان ياك الماضي فات سيدي الكاتب الشعوب المحترمة تتكلم على المستقبل بعد نجاحهم في بناء الحاضر ف 1976 أكلها الدود ونريد أن نعرف ماذا يجري ف 2019 وماذا سيحصل لنا في 2029 ولك واسع النظر

  • امين
    الإثنين 15 يوليوز 2019 - 22:38

    المراحل التي تحدث عنها الأستاذ عبد الرحيم الرماح كانت تتميز بالاقبال الكبير على القراءة من طرف نسبة كبيرة من سكان مدينة فاس من حرفين وتجار وعمال. وكانت تباع بأتمنة مناسبة بالمناطق المحيطة بمسجد القرويين. مع الأسف لم تبقى هذه الظاهرة متسعة بشكل التي كانت عليه. ولذلك ينبغي القيام بالخطوات وتدابير للعودة إلى ما كانت عليه إلى المراحل السابقة. علما انا هذه الظاهرة لا زالت تعرف توسعا في الدول الأوروبية وفي العديد من دول العالم

  • amateur
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 09:12

    إن ظاهرة العولمة كان لها دور سلبي في بعض دول العالم الثالث و خاصة فيما يتجلى في تراجع ان لم نقل اندثار قراءة الورقية.
    ان المقال المطروح من طرف الكاتب يبين بالملموس تراج هذه الظاهرة من خلال الاماكن التي كانت مخصصة لبيع الكتب و المجلات ……….. و التي لم تعد موجودة و لم يتم تعويضها. لكن عندما نحكم بالمطلق بتراجع القراءة دون ان نستثني القراءة الرقمية او القراءة على الالات الرقمية فانه حكم خاطئ .
    يجب المطالبة بالحفاظ على القراءة الورقية كطريقة نمودجية.
    ان المناظرة الوطنية يجب ان تكون علمية دقيقة للوقوف على عدة عوامل منها الاقتصادية و الاجتماعية و البحث عن الحلول او البدائل التي يمكن العمل بها

  • متتبع
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 16:00

    مقال رائع أمتعنا به السيد عبد الرحيم الرماح الذي ذكرنا بماضي وذكريات الزمن الجميل في الجانب المتعلق بالقراءة.
    فحسب الاحصائيات فمعدل القراءة انخفظ بنسبة كبيرة في السنوات الأخيرة ومن أسباب ذلك هو الإقبال المتزايد على مواقع التواصل الاجتماعي وغياب تنشئة اجتماعية سليمة، والسيد الرماح أراد أن يبين من خلال ذلك خطورة العزوف عن القراءة والذي ستكون له عواقب وخيمة في السنوات المقبلة.

  • عادل
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 19:45

    لم يريد الأستاذ عبد الرحيم الرماح في مقاله حول تشجيع القراءة أن يذكرنا بجزء من الماضي المشرق لمدينة فاس العاصمة العلمية للمملكة في المجال الفكري والثقافي بل أراد أيضا الإهتمام بالقراءة في المستقبل لأنه لا يمكن أن يتقدم أي مجتمع من المجتمعات دون أن يهتم بالقراءة وأن يعطيها المكانة التي تستحقها

  • عادل
    الثلاثاء 16 يوليوز 2019 - 21:00

    لم يريد الأستاذ عبد الرحيم الرماح في مقاله حول تشجيع القراءة أن يذكرنا بجزء من الماضي المشرق لمدينة فاس العاصمة العلمية للمملكة في المجال الفكري والثقافي بل أراد أيضا الإهتمام بالقراءة في المستقبل لأنه لا يمكن أن يتقدم أي مجتمع من المجتمعات دون أن يهتم بالقراءة وأن يعطيها المكانة التي تستحقها

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب