إلى التي رشفت من ابتسامتها أعذب السلسبيل والمدام، وألهمتني بأبهى الذكريات وأسنى المعاني والعبر والأمثال، جدتي الروعاء أمينة ابن تاويت، رحمها الله وأسكنها فسيح الجنان:
تَرْحَلينَ واللَّيْلُ أَخْمَدَ نُورَهُ شَجنَا
والسَّماءُ مِنْ قَيْظِ الْأَسى
تَسِحُّ دونَ مَدى
والثَّرى مِنْ لَهَفٍ
يُجاذِبُ أَقْدامَنا كَمدا
****
لَوْ تَنَاسَخَ وَمِيضُ
لَحْظِكِ وابْتِسامِكِ
في عُيون الْوَرَى
في حَلَزُونِيات
الْمَجالِسِ والْمَسالِك
في عَتَمَاتِ الانْتِظارِ والْمَسِير
لَغَدا لِلنَّواعِم حَظُّ الذَّكَرَيْنِ
والصَّوْلَة والْقَضا
****
أَنا الْحاضِرُ الْغائِبُ
الْمَنْفِيُّ في مُقْلَتَيْكِ
أُعانِقُ على مَتْنِي
بَياضَكِ الْبَكِيمِ
ودُروبَكِ اللاَّفِحَةِ
بِلَوْعَةِ الْفِراقِ الْيَتِيمِ
****
أنا الْمُعَنَّى
بِعُمْرِكِ الْمَهْضُومِ
في أَبْدان من خَيالِ الظِّلِّ
تُشَيِّعُ الْأَوانَ كُلَّ يَوْم
إِلى مَقابِرَ مِنَ الْمَقاهِي
إلى الصَّوارِيخ التي لا تَرْتَمي
إِلَى مَراتِعَ الْجُلُوسِ
والْقِيامِ والنَّوْمِ
****