أطباء مغاربة يتفوقون على الفرنسيين بالإنجليزية

أطباء مغاربة يتفوقون على الفرنسيين بالإنجليزية
السبت 26 أكتوبر 2019 - 04:38

بعد تغلبهم في النهائي على فريق طلبة الطب الفرنسي، فاز أربعة طلبة مغاربة من كلية الطب والصيدلة التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة، وهم أميمة الدمناتي، فاطمة أمخاو، إدريس بنعلي، أمين أدريوش بتأطير من الأستاذ محمد موهاوي، بالبطولة العالمية للمحاكاة الطبية (SIMCUP)، والتي نظمتها الجمعية الأوروبية لطب المستعجلات بعاصمة التشيك “براغ”، مساء يوم الاثنين 14 أكتوبر 2019، وقد عرفت مشاركة أخصائيين في طب المستعجلات والكوارث من عدة دول مثل إنجلترا وإيرلاندا والتشيك والبرازيل…

ومن الملاحظات المسجلة على هذا الفوز المستحق:

1. مشاركة المغرب بفريق من الطلبة الأطباء فقط عكس باقي الفرق التي شاركت بأطباء اختصاصيين في التخدير والإنعاش؛

2. لغة المسابقة هي الإنجليزية وليس اللغة الفرنسية التي تلقى بها الطلبة المغاربة تكوينهم؛

3. مواجهة الفريق المغربي الفريق الفرنسي في النهائي بعد الانتصار على الفريق الإنجليزي في نصف النهاية.

تجدر الإشارة إلى أن الفريق المغربي التابع لكلية الطب والصيدلة جامعة محمد الأول بوجدة، قد حاز المرتبة الأولى في الدورة الثالثة من سيمكاب الوطنية المنظمة بمدينة فاس في 2018.

ونحن إذ نهنئ الطلبة المغاربة بكلية الطب والصيدلة بوجدة على رفعهم راية المغرب عاليا، وجعلها خفاقة في هذه المسابقة العالمية التي شهدت حضور فرق من دول عريقة في مجال الطب، ننوه أيضا بالمشرف عليهم في المسابقة الدولية، دون نسيان طاقم التكوين كله بهذه الكلية وجميع من سهر على الارتقاء بكفايات الطلبة الأطباء، لكن لابد أن نقف وقفة تأمل وتفكير في مكامن القوة الثاوية بين تضاعيف وقسمات منظومتنا التعليمية والتكوينية، وكيف علينا ألا نركن لليأس والقنوط ونستسلم للتشاؤم عند صدور التصنيفات الدولية لأفضل الجامعات في العالم؛ لاسيما حين لا تطل عليها أسماء جامعات مغربية ضمن 400 جامعة الأولى في العالم.

هذا الفوز الكبير، يجب أن يرمم ثقتنا بكفاءاتنا وبمنظومتنا التعليمية والتكوينية والجامعية، وأن يستعيدها بعنفوان وقوة، وبأطرنا في التعليم العالي أيضا، سواء التابع للجامعة أو غير التابع لها، إضافة إلى الأطر العاكفة بمراكز البحث العلمي والتقني.

لكن الاستنتاج الأهم، يتمثل في تفوق الطلبة المغاربة الذين تلقوا تعليمهم وتكوينهم باللغة الفرنسية على نظرائهم الأطباء الفرنسيين في مسابقة دولية جرى تنظيمها باللغة الإنجليزية، من هنا تتناسل الأسئلة الآتية:

هل يمكن حصر هذا التفوق في بعده العلمي الطبي فقط؟

ألا يتعدى التفوق المغربي الذي جسده الفريق الطبي المؤلف من الطلبة الأطباء التابعين لكلية الطب والصيدلة بوجدة المحتوى الطبي، إلى اللغة المستعملة في المسابقة؛ أي اللغة الإنجليزية؟

إذا كانت اللغة الإنجليزية هي لغة المسابقات الدولية، ولغة التخاطب العالمي في المؤتمرات والندوات والملتقيات، وفي التواصل بالمطارات والفضاءات العامة في الخارج، ألا يجب أن نعيد ترتيب اللغات الأجنبية في سلم أسبقيات منظومة التربية والتكوين من السلك الابتدائي إلى التعليم العالي الجامعي وغير الجامعي؟

ألا تستحق الإنجليزية أن تصير اللغة الأجنبية الأولى في التعليم والتربية والتكوين بعد اللغتين الوطنيتين؛ العربية والأمازيغية؟

علينا أن نتخذ من هذا الحدث العالمي أنموذجا للخروج من السجال والجدال الذي صاحب الدعوة للانفتاح على اللغات الأجنبية.

إن السوق اللغوية المتأثرة جدا بالسوق الاقتصادية والسوق السياسية العالمية، تفرض ولاشك علينا التوجه نحو الإنجليزية واعتبارها لغة أجنبية أولى؛ من أجل إيجاد مكان تحت الشمس في هذا العالم الفسيح الذي غدا قرية صغيرة جدا تقلصت فيها الحدود الجغرافية التقليدية.

ماذا لم كان طلبتنا في التعليمين؛ الثانوي الإعدادي، والثانوي التأهيلي قد تعلموا الإنجليزية باعتبارها لغة أجنبية أولى؟

ألن ينالوا القدح المعلى؟

والأطباء الفرنسيون الذين جرى تكوينهم باللغة الفرنسية، ألم يُضْطُروا لاستخدام اللغة الإنجليزية في المسابقة الدولية؟

أكاد أجزم -في حدود تقديري- أن مشكلة منظومتنا التعليمية – التعلمية، لا تكمن في تراجع مستويات التحصيل والاستحقاق، ولافي انعدام الكفاءات الحاملة للكفايات في جميع أسلاك التربية والتكوين، ولكنها كامنة ولاشك في الاستراتيجيات والخطط المنتهجة من أجل تحقيق الجودة الكيفية أو النوعية.

أنا متيقن أن مدارسنا وجامعاتنا ومراكزنا، تزخر بطاقات خلاقة قادرة على التفوق على الصعيد الدولي شريطة أن نوفر لها الشروط الضرورية للإقلاع والتطور والارتقاء…

كثير من العقول المغربية المهاجرة، استطاعت أن تفرض وجودها في خارج بلدها بعدما جرى استقطابها، ولم تواجه صعوبة في الاندماج اللغوي والثقافي، لكن هل أعددنا مشاتل ومزارع لاحتضان تلك الكفاءات ورعايتها وصقلها؟

*رئيس المركز المغربي مآلات للأبحاث والدراسات

‫تعليقات الزوار

8
  • المهدي
    السبت 26 أكتوبر 2019 - 08:42

    هذه نماذج للأدمغة التي تتسابق الدول المتقدمة لاستقطابها والاستفادة من كفاءتها اما هنا للأسف فالساحة المقابلة لمبنى البرلمان بشارع محمد الخامس في انتظارهم غداً لرفع لافتات الاحتجاج ولعب دينيفري مع قوات القمع ..
    شادية الحيّ لا تطرب

  • خديجة وسام
    السبت 26 أكتوبر 2019 - 10:35

    أعتقد أن هذا التفوق يدل على أشياء عديدة :
    التمكن من المادة التي أقيمت فيها المبارة أي "طب المستعجلات والكوارث".
    لا يتمكن الطالب من مادة عملية إلا بفهم اللغة المستعملة لتلقينها سواء كانت فرنسية أم دارجة مغربية مختلطة بلغات أجنبية أو إنجليزية محضة.

    ولا يتمكن الطالب من المادة العملية إلا بالتمارين الميدانية التي لا لغة لها سوى المهارة اليدوية والذهنية.

    ولا يتمكن الشخص الممتحن من الجواب على الأسئلة إلا في لغة ما قد تكون الفرنسية أو التشيكية أو الإنجليزية. فمغاربتنا هنا تمكنوا من التحاور بالإنجليزية.

    فطاقم وجدة نجح في التلقين والتعليم أولا (لا يهمنا لغة تواصل الأساتذة مع طلبتهم) ونجح الطلبة في التطبيق العملي لما تلقنوه.

    وتفوقوا في التعبير باللغة الإنجليزية على ما قاموا به من علاج.

    كل هاته الجوانب هي التي تفسر النجاح إضافة إلى ما هو أساسي : العزيمة والجد والكد والعمل.

    لكننا للأسف الشديد كدولة لم نرق بعد لمستوى هذا الطاقم الرائع الذي يمكننا أن نفتخر به وأن نقتدي به.

    فهلا سألت هسبريس الطاقم عن سر هذا النجاح لتعم الفائدة

  • علي ن امو
    السبت 26 أكتوبر 2019 - 12:14

    كنت انتظر ان يتم التفوق في الانتاج والابداع،لكن ان يتفقوا في التعبير عن انتاجات الاخرين بلغة الاخر شيئ عادي خاصة انهم تفوقوا عن الاطباء الفرنسيين الذين تكلموا بالفرنسية .لو تفوقوا عليهم باحدى لغات المغرب الامازيغية او العربية لصفقنا لذلك .

  • خديجة وسام
    السبت 26 أكتوبر 2019 - 12:54

    أيها الأخ الكريم 3 – علي ن امو :

    من الغريب حقا ألا ننتبه لعيوبنا لنصلح أنفسنا.

    لا أحد يمنعني أو يمنعك من تطورير وإتقان اللغة التي نريد تعليم أبناءنا بها.
    لكنه لا مناص لنا من أن نعبر عن شكرنا وامتنانا للسابقين الذين طوروا العلوم والمعارف سواء بالآمازيغية أو بالعربية أو بالفرنسية أو بالألمانية أو بالإنجليزية.

    فلماذا ما زلنا مصابين بالغيرة وعدم االقدرة على الإعتراف بالجميل لغيرنا لما يكون قد سبقنا للمعرفة ولتطوير لغته للتعبير عن تلك المعارف والعلوم.

    لا يهمني ولا يضرني في شيء أن أنساق اليوم في الركب العالمي أكان فرنسيا أم إنجليزيا أم يابانيا أم صينيا. الفضيلة هي أن أعترف لأصحاب هاته اللغات بجهدهم وإسهامهم في إنتاج المعارف التي تنفع البشرية.

    فهلا نسينا غيرتنا من فرنسا وأمريكا والصين والعرب القدامى لما نرى أنهم شاركوا في تقدم المعارف والعلوم والطب لصالح كل البشرية بغض النظر عن لهجاتنا وأوطاننا.

    الغيرة تنخر وستنخر صدورنا من الداخل عوض أن نوجه كل طاقاتنا لاستيعاب المعارف والعلوم مهما كانت مصادرها، شرقية أم غربية. السؤال الذي يجب أن نطرحه: ما الوسيلة لتنشئة أجيال صالحة للعلاج والإنتاج؟

  • amahrouch
    السبت 26 أكتوبر 2019 - 18:51

    Ils ont excellé en langue anglaise dans une matière inventée par les autres et puis après ?Vous êtes des enfant qui s enorgueillissent de rien du tout !!Ecrivez-nous un article sur des gens qui envoient des sondes sur Mars et des robots sur la lune!!Quand les autres viennent tourner un film à Warzazat,les gens comme l auteur nous disent :nous avons un très beau pays,Nssara viennent y faire du cinéma !! »Ils viennent faire un film chez des gens dont la vie est proche de celle des gens historiques que l on veut représenter :les gens en djallaba vivant dans des territoires mal aménagés ou pas du tout aménagés :vierges !Il faut féliciter ces étudiants certes mais pas faire de la chose un exploit au niveau national !Travaillez,travaillez et en silence,voilà mon conseil.Les palestiniens subissent pendant les guerres avec Israel et lorsque la guerre se termine,ils distribuent les bonbons aux passants et aux automobilistes.Pour eux la victoire c est quand ils ne sont tous morts

  • mohamed
    الأحد 27 أكتوبر 2019 - 23:09

    Comparez nos urgences aux leurs; Nos hôpitaux aux leurs; Le dévouement de leurs médecins et celui des nôtres; La disponibilité de leurs professeurs à leurs élèves médecins et celle des nôtres; La langue n'a rien
    à voir dedans; Nous manquons cruellement de
    ;sérieux
    Vous faites un montage à partir d'un cas isolé dont on ne connaît ni les tenants ni les aboutissants pour conclure à la suprématie de l'anglais sur le français et alors

  • ahmed
    الإثنين 28 أكتوبر 2019 - 09:41

    الجواب هو كالتالي
    ابحثوا عن ترتيب جامعة الاخوين بافران في التصنيف العالمي كي تعرفوا ان اللغة لا تنفع ادا كان التعليم ضعيفا و ادا كان المتعلم ضعيفا-
    92 في المائة من التلاميد المغاربة يدرسون الانجليزية في الثانوي فلمادا لم يتحولوا الى تلاميد متفوقين-
    الانجليزية وهم جديد-
    شكرا

  • Linguiste
    الإثنين 28 أكتوبر 2019 - 15:27

    ليكن في عمل كل الذين يريدون أن تدرس المواد العلمية بالإنجليزية او العربية اوالإسبانية او الأمازيغية … عوض الفرنسية بأن ذلك يبقى ضرب من ضروب الخيال و حلم من أحلام النوم و اليقظة ما دامت ماما فرنسا لا توافق على ذلك. فالحل هو إما أن تعملوا على تطوير لغتكم اﻷصلية و إما أن تتوسلوا إلى ماما فرنسا كي تتنازل عن لغتها لصالح الإنجليزية او أي لغة أخرى.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات