السياسة

السياسة
الخميس 2 يناير 2020 - 04:11

-1-

السياسة في قواميس اللغة العربية، تنحدر من مصدر ساس يسوس سياسة.

وفي شرح لصاحب القاموس: “ومن المجاز سست الرعية سياسة، أمرتهم ونهتهم، وساس الأمر سياسة، والسياسة على الشيء بما يصلحه”.

والسياسة في القواميس اليونانية القديمة، كلمة تنحدر من أسرة “المدينة”/ بوليس، وتعني العلاقة بين الناس في مجتمع منظم ومتكامل.

والسياسة في موسوعة العلوم السياسية، هي فن إدارة المجتمعات الإنسانية، وفي معجم العلوم الاجتماعية، تشير السياسة إلى أفعال البشر التي تتصل بنشوب الصراع أو حسمه حول الصالح العام، والذي يتضمن دائما استخدام القوة أو النضال في سبيلها، وفي المعجم القانوني، السياسة هي أصول أو فن إدارة الشؤون العامة.

-2-

تاريخيا، يعد كتاب الجمهورية للفيلسوف الإغريقي أفلاطون (380 ق م) أقدم الأطروحات الفكرية عن السياسة في التراث الإنساني، تدخل مرتين في السياسة لإنشاء دولة فلسفية في سراتوسيا وفشل. وتقوم فكرة هذا الكتاب/ الجمهورية على النخبة القادرة على الحكم. الشعب في نظر الفيلسوف الإغريقي عاجز عن المشاركة، أما طبقات الجمهورية فهي ثلاث: الفلاسفة، الطبقة الوسطى من الجنود والموظفين، والطبقة الدنيا من الحرفيين والعامة. الفلاسفة يحكمون بفكرة المستبد المستنير، لا يملكون ولا ينتمون إلى العائلة، يعيشون في شيوعية “كومونة” بدائية، العامة يستطيعون التملك والانتماء للعائلة، الطبقة الحاكمة تتنازل عن الثروة مقابل لذائد الجاه ومتعة الفكر.

و”الجمهورية” هو الكتاب الأول الذي أعطى دروسا قيمة في الحكم والإدارة وتدبير الممالك والمدن، والذي كان له نصيب وافر من الاهتمام في عهد الترجمة، حيث نقلت أفكاره ومفاهيمه إلى السريانية، ثم إلى العديد من اللغات الأخرى، لتحتل مساحة واسعة في تاريخ الفكر الإنساني.

وعربيا، يعد كتاب “السياسة المدنية” لأبي نصر محمد الفارابي (المتوفي سنة 950) من أهم الكتب العربية التي تناولت العلوم السياسية بمنهج فلسفي، في زمن مبكر.

وتؤكد العديد من المراجع أن “المعلم” الفارابي قبل أن يتطرق لموضوع السياسة تضلع في المنطق والرياضيات والموسيقى، وجمع في العديد من كتبه بين رأيي الحكيمين أرسطو وأفلاطون، وحاول التوفيق بينهما في المنطق والسياسة المدنية.

وحتى الزمن الراهن، مازال كتاب المعلم الفارابي في السياسة، من أهم المراجع التي يعتمد عليها البحث الأكاديمي في تحديد المفاهيم السياسية المتداولة منذ عهد أرسطو… وحتى اليوم.

وتاريخيا أيضا، يعد كتاب “زبدة الحكم” للفيلسوف السرياني رهاوي (المتوفي سنة 1280) من أهم المراجع الفلسفية في المسألة السياسية، حيث تناول في وقت مبكر، أسباب تكوين المدن وكيفية سيرها وأدارتها بطريقة خاصة، تخالف المنهج الذي سلكه أفلاطون في جمهوريته، حتى أنه ارتكز في بعض “أحكامه” على المفاهيم الأفلاطونية.

أكدت فصول هذا كتاب أن الذين كتبوا في السياسة من الفلاسفة السابقين، كانت بحوثهم فلسفية مثالية، تحاول تبديل مجرى الحياة السياسية، وقلب النظام الاجتماعي رأساً على عقب، وجعل الأرض سماء، بطرقة خيالية لا يمكن تطبيقها، ولا يعقل فرضها على الهيئة الاجتماعية مهما كان البشر أطهارا وأبرارا، وهو ما جعل الفيلسوف السرياني يأتي بتعاليم سياسية واقعية قابلة للتطبيق على الهيئة البشرية، لتقويمها وإصلاح ما فسد فيها من نظام وما تعطل فيها من النواميس الطبيعية والاجتماعية والسياسية، وهو والحالة هذه يتبوأ درجة عليا بين الفلاسفة الذين طرقوا هذا الباب، وينفرد في واقعيته التي تتمشى والحياة البشرية جنباً إلى جنب.

وإسلاميا، يؤكد الباحثون في الدراسات الإسلامية، أن لا وجود لكلمة السياسة في تراثنا الإسلامي، سواء في النص القرآني أو في السنة النبوية، أو في فقه المذاهب المتبوعة، أو في الفكر الإسلامي عامة.

إن كلمة السياسة، أو أي مصطلح مشتق منها وصفا أو فعلا، لم ترد في القرآن الكريم… ولا في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، أو معجم ألفاظ القرآن (الذي أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة نهاية القرن الماضي.

ذلك لا يعني في نظر الخبراء والفقهاء، أن القرآن الكريم أهمل المسألة السياسية، بل جاءت مفاهيمها في النص القرآني، بصيغ وأساليب شتى، بما يدل عليها وينبئ عنها بما يعني حكم الناس وأمرهم ونهيهم وقيادتهم في أمورهم، في آيات قرآنية عديدة.

-3-

في العصر الحديث، وانطلاقا من نهاية القرن التاسع عشر تحولت السياسة إلى علم/ علوم تهتم الجامعات الأكاديمية في مختلف أنحاء العالم بمفاهيمها ونظرياتها الفلسفية وتطبيقاتها، بعدما تأكدت أهميتها، فاعتمدتها كمادة للتدريس في الجامعات الأوروبية بصفة عامة، والجامعات الأمريكية بصفة خاصة.

وقد أدت أحداث العالم خلال القرن الماضي، إلى مضاعفة الاهتمام بالعلوم السياسية والاتجاه نحو الدراسة الاستقرائية لمختلف الظواهر السياسية، كالأحزاب ومنظمات وهيئات المجتمع المدني والرأي العام، وجماعات الضغط وغيرها، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، التي غلبت فيها النزعة المنهجية لدراسة الوقائع والجزئيات إلى درجة أحدثت تطوراً منهجياً جديداً جعل علماء السياسة فيها يتبنون نظريات جديدة.

وقد ظلت دراسة النظريات السياسية التقليدية غالبة في أوروبا إلى أن تأثر العلماء والمفكرين السياسيين بالمناهج الاستقرائية والتحليلية الأمريكية، مما أحدث تحولا تدريجيا لصالح هذا الاتجاه.

وقد ظلت النظرة السائدة إلى علم/ علوم السياسة، إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية، على أنها فرع من العلوم الاجتماعية والإنسانية التي تهتم على وجه ما بالحياة السياسية، وأنه ليس هناك ميدان خاص للمعرفة ينفرد بالسياسة، انطلاقاً من أن جميع العلوم الاجتماعية والإنسانية تتناول السياسة، في مفاهيمها وآلياتها المعرفية والقانونية، أي أن النظرة لعلم السياسة أو للعلوم السياسية، كانت تؤكد العلاقة بينها والعلوم الاجتماعية دون أن يعترف لها بموضوع خاص ينفرد بها دون سائر العلوم الاجتماعية. إلا أنه عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وما نتج عنها من ظواهر سياسية، لم تكن موجودة من قبل وانقسام العالم إلى كتلتين وقيام كيانات دولية جديدة – وضع العلوم السياسية في موقع متقدم من الدراسات الأكاديمية، وفتح الباب لها لتعميق بحوثها ودراساتها، وهو ما أعطى لعلم السياسة أبعاداً جديدة تبرزه عن العلوم الاجتماعية الأخرى.

-4-

هكذا تكون السياسية، وبسبب التطورات الحضارية والفلسفية المتتالية منذ الزمن الإغريقي إلى زمن العولمة، قد تحولت إلى عملية استكشاف كاملة للإنسان من قبل الإنسان/ إلى كل نشاط إنساني محوره الإنسان/ إلى العلاقة المتبادلة بين المواطن والمجتمع والدولة/ بين الحاكمين والمحكومين. أنها أصبحت الخيط الرابط بين الأزمنة والأمكنة والعقول والسلوكات والتصرفات… وبالتالي أصبحت هي فن الممكن/ هي القدرة على الفعل/ هي فن يتكيف مع الزمان والمكان ولا يتأثر بهما، إلا من خلال أفكار وعقائد وثقافات الإنسان.

والسياسة خارج المفاهيم الأدبية والفلسفية، المتراكمة على ساحتها منذ عهد أفلاطون، وحتى اليوم، أصبحت قوانين حية، تصورات متدبرة وجريئة، أصبحت حصيلة كل ذلك مقرونة بإرادة تفهم الجماهير، وتخطيط لما تريده. فهي ليست أمنيات أو أحلام، ولكنها وقائع وأرقام ومعطيات واستقراء وتحليل وقراءات. هي المحصلة التفاعلية لكل التيارات المذهبية/ الأيديولوجية. ولكل الخطابات الثقافية السائدة في المجتمع… ومن ثمة أصبحت فضاء عاما يضم كل القابلين بها والرافضين لها. تحت خيمتها، الممتدة على تضاريس الكوكب البشري، تعيش البشرية تقدمها وتخلفها، سلامها وحروبها.

فمنذ عصر أفلاطون، وحتى يومنا هذا، والسياسة مصدر أفكار وأراء ومذاهب وإيديولوجيات في تدبير حياة الناس والدول والسلط. فهي كعلم منطقي يخضع ككل العلوم للمنطق الفكري والإنساني، ينظم الحياة عن طريق المؤسسات التي يمنحها مسؤولية العمل السياسي حتى يبعدها بالفكر السياسي عن اللامسؤولية، ويبعد الممارسة السياسية عن الفوضى. وفي مقدمة المؤسسات السياسية التي ابتكرها علم السياسة، التنظيمات السياسية التي أخذت في الغالب اسماء الحزب/ البرلمان/ الحكومة/ السلطة العليا.

– 5 –

السياسة إذن، تظل في الأحزاب والمؤسسات المنتخبة والحكومات والأنظمة، وفي كل الأجواء والمناخات والمفاهيم، تظل كلمة ذات إشعاع براق ومخيف في الآن نفسه، فهي الوسيلة التي يصل بواسطتها ممارسوها إما إلى الأعلى أو إلى الأسفل، إلى السلطة والحكم، أو إلى السجون والمنافي والمعتقلات… وعلى أنها بهذا الحجم من الخطورة والاتساع، فهي تسكن العقول والاهتمامات والتطلعات في كل شبر من الأرض.

وخارج هذا المفهوم الواسع والشامل، تبقى السياسة، في مناطق عديدة من العالم، على صلة وتقى بالتسلط والاستبداد والقمع وفرض الإرادة على العدل والمساواة والحقوق، وفي مناطق أخرى تصبح هي القدرة على الفعل سلبا وإيجابا، هي القدرة على الريادة والسيادة، وهي الغاية التي تبرز الوسيلة في كل وقت وحين، وهي نضالات ومراوغات وحروب، وهي المحصلة التفاعلية لكل التيارات المذهبية أو الإيديولوجية، وبالتالي هي فن الممكن في كل زمان ومكان.

يرى الفقه الدستوري في السياسة، عكس ما يراه فيها فقه القانون، فهي في نظر هذا الأخير، كل نشاط سلطوي محوره الدولة، وهي كل نشاط إنساني محوره الإنسان، وأن العلاقة بين الإنسان والدولة/ بين الحاكمين والمحكومين، هي الصفة المميزة للنشاط السياسي عن غيره، ذلك لأن الدولة لا تتكون من الخشب أو الحجر، وإنما من الإنسان، والدولة في نظر السياسيين، ليست المجتمع الوحيد الذي ينطوي تحت لوائه المواطنين، إذ يوجد بالمجتمع أحزاب ونقابات وجمعيات تتم داخلها ظواهر التأكيد على الفرد وقيادة الناس، وكلها ظواهر ذات طابع سياسي.

يعني ذلك، أن السياسة تمتد في كل الأزمنة وفي مختلف الأمكنة إلى العقول والمصالح والإرادات، لكنها لا تهدف دائما إلى تحقيق المصالح العامة، قد تكون المصالح الخاصة هي ما يتحكم في سلوكيات وتصرفات الفاعلين السياسيين الذين يحركون الأدوات السياسية، فكثيرا ما يتم عند بعض السياسيين، الركوب على المصالح العامة لتحقيق المصالح الخاصة، لأن النخبة السياسية، تشكل باستمرار موقع القرار في دواليب الدولة، كما في الأحزاب والمنظمات والمؤسسات المنتخبة، وغالبا ما تكون هذه النخبة في الدول المتخلفة والدول المستضعفة، هي منبع الفساد السياسي ومرجعيته الأساسية، لما تملكه من حق القرار والمبادرة.

-6-

في نظر العديد من الكتاب والمحللين المعاصرين، أن السياسة، كانت باستمرار هي منبع الأزمات التي ضربت/ تضرب القطاعات المالية والإدارية والاجتماعية والاقتصادية في البلدان السائرة في طريق النمو، إنها أزمات تعود بالأساس إلى الضعف الذي أظهرته الفاعلية السياسية، أمام الإغراءات المالية وإغراءات الامتيازات، التي منحتها هذه الدول للفاعلين السياسيين، من أجل لعب الدور الذي عليهم أن يلعبوه في الزمان والمكان.

إن ما حدث خلال العقود الأخيرة في الباكستان وأندونيسيا والفلبين، وفي المغرب ومصر وتونس وليبيا وسوريا والبحرين وفي جهات عديدة من إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، من انهيارات مالية وسياسية، يؤكد “مسؤولية” النخب السياسية في تكريس الفساد والتخلف. فسوهارتو، وموبوتو، واسترادا ومبارك وبنعلي والقذافي وصالح نماذج تنتمي إلى هذه النخب، احترفت السياسة، وجعلت منها وسيلة للاغتناء اللامشروع والتسلط ونشر ثقافة الفساد بين الأجهزة والمؤسسات والأنظمة، وتحول عندها الفعل السياسي إلى مس من الشيطان، وهو ما جعل هذا لفعل يتجه بها إلى التكليف بشكل خادع وبراق وفارغ، مع التحولات العالمية ومتطلباتها السياسية والاقتصادية، مما أذى بها إلى السقوط والانهيار في اللحظات الأخيرة من حياتها.

في هذا الباب يرى فقهاء القانون أن السياسة هي فن الممكن، وامتيازها الوحيد، أنها ترتبط بالحكم والسلطة، فهي القدرة على الفعل، حسب المعايير المتخذة كمقياس لاعتماد الأحكام القيمة على الناس والأشياء والعلاقات والتنظيمات المؤسساتية لشكل الدولة.

والسياسة فن يتكيف مع الزمان والمكان ولا يتأثر بهما، هي فن يرمي للريادة أو السيادة أو الحكم، وذلك بهدف إحكام دفتي السلطة والحكم إغلاقا أو فتحا حسب الأحوال، وحيثما هبت ريح السياسة تجد رجل السياسة كالمزارع يعمل بالمرصاد لاستغلالها أحسن استغلال لفائدته الشخصية والذاتية، أو لفائدة الحكم والسلطة والتسلط.

والسياسة، حسب المحللين والخبراء والسياسيين أنفسهم، لا تروم الأخلاق إلا التي تخدم الحكم والسلطة، فهي فن ممكن البقاء السياسي رائد في السياسة، إذ أن الغاية تبرر الوسيلة، (كما جاء عند “ميكافيلي”) فهي عكس “العدل” الذي تشكل الأخلاق كنهه وعموده الفقري، وشرط من شروطه الأساسية، وهو ما يجعله في الأنظمة الديمقراطية مستقلا، مفصولا عن السياسة والسلطة.

نعم إن السياسة هي فن الممكن، كما أقرت بذلك أطروحات المختصين، ولكنها على يد النخب الفاسدة، تتحول إلى “فن المستحيل” تفعل بها ما تريد على أرض الواقع، تغتني وتحكم وتتسلط، وتحول الأوطان إلى جحيم.

-7-

يجب الاعتراف، أن أفلاطون، وأن لم يحقق المدنية الفاضلة من خلال مفاهيمه السياسية، “في جمهوريته”، فإنه استطاع أن يجعل من السياسة مقودا طيعا لقيادة العالم والسيطرة على دواليبه.

فالإنسان اليوم… وبعد عشرات المئات من السنين، سواء كان داخل الملعب السياسي أو خارجه. سواء كان فاعلا، أو متفرجا عليه، فإنه أصبح بإرادته أو دونها، يمارس “اللعبة السياسية” سلبا أو إيجابا. إن العالم اليوم يحيا ويتنفس من هواء السياسة يتغذى من ثقافتها، ويحتكم إلى قوانينها ومواثيقها ومفاهيمها وأيديولوجياتها… وأحيانا يتلون بألوانها وأصباغها. لذلك، فإن الإنسان في عالم اليوم، في الدول المتقدمة والمختلفة لا يشكل أكثر من بيدق من بيادقها، أو فارسا من فرسانها، يلعب بإرادته أو ضد إرادته على رقعتها الشاسعة والواسعة ما دام موجودا على قيد الحياة.

‫تعليقات الزوار

3
  • Khadija
    الخميس 2 يناير 2020 - 07:14

    "وإسلاميا، يؤكد الباحثون في الدراسات الإسلامية، أن لا وجود لكلمة السياسة في تراثنا الإسلامي، سواء في النص القرآني أو في السنة النبوية، أو في فقه المذاهب المتبوعة، أو في الفكر الإسلامي عامة."

    ا لفكر الاسلامي لا يوجد فقط في كتب اصول الدين و الفقه, و انما هو كل ما يتداول لغويا عند المسلمين عامة. بالنسبة لي انا كمغربية, و اقولها بكل فخر, انهل من التراث المغربي برمته, لتحديد المفاهيم. مثلا في الدارجة يوجد مصطلح "السياسة" او "سايسه" اي تعامل معه بالتي هي احسن و برفق و حيلة, ترفعا. و اقتداءا بسيدنا يوسف عليه السلام, الذي عرف باستعمال الحيل. فيقول المغاربة "الحيلة احسن من العار" يعني الديبلوماسية في التعامل حتى مع الاعداء. و لكن استعمال الحيلة بهذا المنظور يحتاج لنبوة او تقوى او ولاية, يعني ليس خداعا و لؤما او غدرا بسوء نية مسبقة, مكللة بالكفر و التمرد و العياذ بالله, فيكون العار او السب و القذف و العداوة فتنشب الحرب, و الحرب ليس هو هدف الاسلام و انما السلم و السلام, اما الحرب و سفك الدماء فهو هدف الشياطين.

  • ملاحظ
    الخميس 2 يناير 2020 - 11:35

    جميل ان ننهل مفاهيم السياسة من التراث المغربي لكن وبكل موضوعية اصبح اليوم وفي القرن 21 التفكير في السياسة هو التفكير في علوم السياسة والتي هي تخصصات ودراسات نظرية وبحثية لها طابع أكاديمي تسعى الى الموضوعية العلمية وصرامة منهجية
    فمفاهيم ومواضيع واشكال وأساليب التفكير السياسي تغيرت تغيرا عميقا وأصبحت لها فروع متعددة تتطلب تخصصات علمية حديثة ليس في متناول التراث المغربي ولا حتى التراث العالمي ،فشتان بين السياسية في الماضي والسياسة في القرن 21

  • عين طير
    الخميس 2 يناير 2020 - 12:06

    شكرا السي محمد، أنت شغوف بالمعرفة حقا، ويشرفني أن أدبج بعض من التعليق تحت مقالك كلما أثارني شيء منه، وفي هذا أرغب في أن أضيف بعض من التوضيح، وذلك فيما يخص ترجمات كتاب الجمهورية لأفلاطون، كانت واحدة منه بالعربية في بيتنا لما كنت صغيرا ولم أقرأها، ولكنني اطلعت على نبذة بالفرنسية ذات زمان، في موسوعة فرنسية، وقعت بين يدي عن طريق الصدفة، وما أرغب في توضيحه أن الترجمة تكون غائية، وتخضع لفهم الترجمان، ومزاجه ونزاوته، وأيديولوجيته، وتبتعد عن النص الأصلي من ترجمة إلى أخرى، حسب السياق والزمان، وكثيرا ما يتم تحوير المصطلح وتهذيبه، خاصة إذا كانت الترجمة من مجتمع وثني إلى مجتمع إسلامي، ولقد ورد فيما اطلعت عليه أن نظام المدينة في الجمهورية يقوم على بنية الروح كما تصورها القدماء، وهي مثلوث سيتبناه فيما بعد الطبيب النفساني الشهير سيغموند فرويد في صياغته لطبقات الشخصية الثلاثة (الهوهو، الأنا، الأنا الأعلى)، وهو نفس النموذج الذي بنى عليه أفلاطون نظام المدينة، وما أريد التأكيد عليه، أن طبقة الموظفين والحرفيين إنما هو تهذيب لطبقة العبيد، وهذا ما نلمسه في الأفلام التاريخية.

    مع خالص مودتي واحترامي.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات