خطر ببال أحد السيّاح العرب القادم من المشرق العربي خلال أوّل زيارةٍ له لقصر الحمراء، خطر بباله لشدّة إعجابه بهذه المعلمة المعمارية والعمرانية الحضارية الكبرى أن يخلّد اسمَه واسمَ خليلته على أعمدة وسواري، وجدران قصر بني نصر في غرناطة الحمراء، لم يكن هذا السّائح المُغرَم بالمآثر المعمارية للحضارة الإسلامية في الأندلس يتوقّع قطّ النتائج الوخيمة التي سوف تؤول اليه عملية إقدامه على نحت اسمه واسم حبيبته علي أحد جدران قصر الإمبراطور الإسباني كارلوس الخامس المجاور والمحاذي لقصر الحمراء وحدائق جنّة العريف بمدينة غرناطة.
تعود قصّة هذه الأحداث عندما كان هذا “السائح العربيّ” الواله يصول ويجول في ربوع الأندلس الفيحاء وفى مدنها وحواضرها وقراها، وبالضبط عندما كان في زيارة لمدينة اشبيلية الاسبانية الغنّاء صحبة كوكبة من السياح العرب الآخرين في رحلة جماعية منظّمة للديّار الاسبانية، حيث عرّجوا على مدينة غرناطة لمشاهدة إحدى أعظم المعالم التاريخية للمعمار الاسلاميّ في الأندلس وهي معلمة قصر الحمراء وجنّة العريف.
وبعد انتهاء زيارته للقصر العربي الشّهير رفقة زملائه السيّاح العرب ،وعند خروجه منه بدأ زيارة قصر الامبراطور الاسباني كارلوس الخامس (1500ـ1558) المحاذي للحمراء، وهناك خطر بباله، ودارت بخلده فكرة كتابة اسمه واسم خطيبته والبلد الذي ينتميان إليه وتاريخ اليوم الذي كان يزور فيه هذا القصر التاريخي فقرّر نحت الاسميْن على أحد أعمدته، ليخلّدهما على هذه الجدران التي تعتبرها منظمة اليونسكو العالمية تراثاً إنسانيا للبشرية جمعاء، كما تعتبرها اسبانيا كذلك معالم تراثية، تاريخية وحضارية بالغة الأهميّة يعاقب القانون كلَّ من سوّلت له نفسُه اتلافها، أو إلحاق الأضرار بها، بما فيه الكتابة على جدرانها أو أعمدتها أو سواريها بالسّجن الذي قد تتراوح مدّته بين سنة وثلاث سنوات، بالإضافة الى أدائه لغرامة مالية كبرى حسب جسامة وحجم الأضرار التي قد تلحق بهذه المعالم التاريخية التي ليس لها نظير في العالم .
ففي اللحظة التي كان السائح العربي مشدوهاً، ومندهشاً، ومبهوراً بما كان يتراءى له من جمال معماريّ أخّاذ طفق في نقش اسمه واسم محبوبته على أحد أعمدة القصر، رمقه بعضُ السيّاح الأجانب الذين كانوا بجانبه فأبلغوا حرّاس هذه المعلمة التاريخية الذين فحضروا على الفور ومعهم رجال الشرطة حيث ألقوا القبض عليه متلبّسا بالكتابة على الحائط، وتمّ تسليمه للعدالة في مدينة غرناطة التي تباشر البتّ في مثل هذه الحالات
تخبرنا كتب التاريخ الأندلسي أنّ الإمبراطور الاسباني “كارلوس الخامس” الذي أمر بتشييد القصر المحاذي للحمراء شَعَر عندما زار أوّل مرّة قصرَ الحمراء بغيرة شديدة من جمالية وروعة هذه المعلمة العمرانية الفريدة، حيث قام بهدْم جزء من “فناء الرّيحان” وقرّر أن يبني له قصراً ضخماً مجاوراً للحمراء يحمل اسمَه، إلاّ أنّ نتيجة هذا البناء كانت كارثية، إذ لا مجال للمقارنة بين قصر بني نصر وقصره، حتي قيل في حقه إنه يؤذي العين لنتوء أحجاره، وخشونة بنيانه، ويجد زوّار قصر الحمراء مباشرة بعد خروجهم منه والاستمتاع برونقه، وبهائه، وجماله قصر الإمبراطور كارلوس الخامس قبالتهم بأحجاره الصّلدة المدبّبة .وشكله الخشن، وبنيانه النّاتئ .
ولقد اعتذر السائح العربي المُتيّم للشعب الاسباني وللسّلطات الاسبانية بعد مثوله أمام القضاء في اليوم التالي لإلقاء القبض عليه، ثمّ أطلق سراحه في انتظار المحاكمة التي جرت في وقتٍ لاحق، كما صّرح أنه لم يكن على علمٍ بأنّ القانون الاسباني يُعاقب على مثل هذه الأفعال.
وخلال جلسات المحاكمة بعد ثلاثة أيام من هذا الحادث بإحدى محاكم مدينة غرناطة، طالب المدّعي العام الاسباني بعقوبة غرامية في حقّه قدرها 500 (يورو) لإصلاح الأضرار التي لحقت بهذا القصر، ولم يكن السائح العربي حاضراً في المحاكمة، حيث تعلّق الأمر بخطأ لم يرتق إلى درجة جنحة حسب القضاء الإسباني في هذا القبيل، اذ لم تكن كلفة الضّرر تتجاوز 400 (يورو).
وحسب الصحافة الاسبانية الجهوية التي تعرّضت لهذا الموضوع الصّادرة في غرناطة منها جريدة: “IDEAL” (إيديال) فإنّ غير قليلٍ من المواقع الإلكترونية، والصحافية في بعض البلدان العربية في المشرق العربي كانت قد تعرّضت لهذا الموضوع في تواريخ متفاوتة، وأكدت أنّ السّائح العربيّ قد تمّت محاكمته ومعاقبته في بلده عند عودته إليها عن هذا الصّنيع اللاّحضاري الذي اقترفه في قصر الحمراء بإسبانيا وذلك طبقاً للقوانين الجاري بها العمل في بلده إذ كان قد سبق له أن قام بنفس الفعلة كذلك من قبل على جدران إحدى المعالم الأثرية المعمارية العريقة فيها..!
ويبدو أنّ الكاتب الأمريكي الذائع الصيت” واشنطن ايرفينغ” (صاحب الأعمال الروائية الشّهيرة حول قصر الحمراء) عندما اقترح عام 1829 بأن يوضع كتاب كبير رهن اشارة زوّار قصر الحمراء، كانت الغاية منه ليس تسجيل انطباعاتهم ومدى استمتاعهم بمشاهدة هذه المعلمة التاريخية المعمارية الفريدة وبهذا الإرث الحضاري الشامخ وحسب، بل كذلك بهدف تفادي وقوع مثل ما قام به هذا السائح العربي الهائم، والعاشق، والواله، والشغوف، والمسحُور بخليلته وبقصر الحمراء!
(ملحوظة: تجدر الإشارة في هذا الصّدد إلى أنّ الصّحافة الإسبانية عند تعرّضها لهذا الموضوع تكتّمت عن نشر اسم السّائح العربي الذي أراد تخليد اسمِه إلى جانب اسم خليلته على جدران الحمراء، كما أنها لم تشر إلى البلد العربي الذي ينتمي إليه أو يتحدر منه ..!).
قصر الحمراء و جنة العريف معمار مغربي
هل يوجد مثل هذا المعمار في سوريا أو السعودية أو الجزائر
قطعا لا
إنه معمار مغربي
كفوا عن نسب كنوزنا المعمارية للاخرين
حياك الله أيها الغالي الخطابي.. في الدول التي تدرك قيمة الفضاء العمومي، وأهمية القيم الجمالية والإرث الحضاري تطال العابثين بالمآثر التاريخية عقوبات سجنية وغرامات مالية، لأن الدولة صارمة في حفظ بقائها وتقدمها.
وطني الجريح تتحول المآثر التاريخية إلى مراحيض مجانية.
أخطر ما يهدد وطننا الحبيب هو قانون ساكسونيا، قانون يطبق بمزاجية وانتقائية.
أمس وأنا أتابع في هسبريس مجزرة اغتصاب جماعي لفتاة قاصر في البيضاء وأمها تبكي دما بدل الدموع وجدتها تحكي بشاعة الاغتصاب بمرارة وهي في خريف العمر.
المجرمون تكالبوا على اغتصاب الفتاة عشرين يوما حتى نزل الدود من رحمها.
أخي الخطابي وأنت تؤسس للجمال وغيرك من الشرفاء بوضع لبنة هناك من يهدم أسوارا. فمتى يكما البنيان تمامه إذا كنت تبني وغيرك يهدم؟
الإعدام ثم الإعدام ثم الإعدام بالكرسي الكهربائي للهمج.
لا يهم إن كان "السائح العربي" على علم أم لا بالقانون الإسباني حول نقش الأسماء على المعالم التاريخية، لأن ذلك يعتبر تخريب Vandalisme, لدى كل الشعوب المتحضرة التي تحترم نفسها وتحترم المآثر التاريخية، بل هي بديهات!
أتذكر، في اواخر الألفية الماضية، اننا, صديقي وأنا، اشترينا تذاكر الدخول إلى قصر الحمراء من أحد البنوك، و يتم تخصيص وقت معين للدخول إلى القصر الإمبراطوري، حتى يتم تفادي الاكتضاض الذي قد يؤدي إلى الحاق اضرار بتلك المعالم!
KANT KHWANJI
اسم حدائق الحمراء جنة الخليفة و ليس جنة العريف خني هو تحريف لكلمة جنة و راليف هو تحريف لكلمة الخليفة
العرب معمارهم هو خيمة الوبر
المعمار الموجود في اليمن و البيوت الطينية في باقي الجزيرة العربية معمار فارسي إيراني
المعمار الموجود في الأردن و فلسطين و سوريا و لبنان معمار بيزنطي (بيزنطة هي تركيا حاليا )
المعمار الموجود في العراق معمار فارسي إيراني
الى –4 — مغربية
أنا أستغرب من ملاحظتك بخصوص جنة العريف .
جَنَّة الْعَرِيف (بالإسبانية: Generalife) عبارة عن قصر يقع بالقرب من قصر الحمراء ويبعد عنه مسافة كيلو متر واحد شيد في أواخر القرن الثالث عشر الميلادي، ويقع شمال شرقي قصر الحمراء، وكان يتخذه ملوك غرناطة منتزهاً للراحة والاستجمام. وتشغل جنة العريف أطراف ربوة الشمس، حيث تنبع منها كل المدينة وأودية الخنيل ونهر دارو. وعلى الرغم من أن زيارتها حاليا ما تزال مرتبطة بزيارة الحمراء، إلا أنها في الواقع تشكل مجموعة أثرية مستقلة تمامًا. ويوجد بها أربعة بساتين، والتي ما تزال واحدة منها على الأقل باقية حتى اليوم، هي الكلورادا ولا جراندي وفوينتيبينيا" وميرثيريا، و كانت هذه البساتين تمتد في شكل تدريجى مختلف المستويات تحت القصر، مما كان يضفى على الشكل العام روعة وإبداعا.
HASTA LUEGO.