حتّم الوباء على شعوب العالم أن تتآزر كأسرة واحدة..

حتّم الوباء على شعوب العالم أن تتآزر كأسرة واحدة..
الجمعة 3 أبريل 2020 - 17:32

كم اشتاق إنسان اليوم؛ الإنسان المثقل بجراح السنون وعوادي الزمن وتداعيات العولمة الجارفة؛ إلى نسمات قيم صادقة صرفة خالية من بخور الدولار، قيم التساكن والتجاور والإيثار والتنافس البريء والخير… مثل هذه القيم قد رحلت عنا منذ أمد بعيد، حيث لقيت حتفها تحت جرافات الرأسمالية المتصلّفة. لكن لم يكن يدور في خلد أحد أن هناك معادلات كونية صعبة لم يقو الإنسان حتى الآن على حل شفرتها أو ألغازها، منها ظهور الكوارث وانفجار البراكين وتحول عباب البحر إلى تسونامي.. وتفشي وبائي الطاعون وكورونا الذي حطم كل الحواجز والحدود والامتيازات بين الدول والشعوب والأفراد.. لا فرق بين أمريكي وصومالي أو أفغاني، ولا عاد الفقير فقيرا والغني غنيا أمام سطوة وجبروت العدو (الكوروني).

لتسقط الإيديولوجيات والأحزاب أمام الرعب (الكوروني)

من كان يعتقد أو يخطر في تصوره أن يصبح الجار العدو اللدود صديقا حميما؟! من كان يظن أن يقبل العدو اللدود بمساعدات خصم مجاور له أو في أطراف الدنيا لولا غزوة كورونا؟! من كان يتصور غنيا ممسكا فجأة داخلته شيمة الإحسان إلى جار معدم أو عابر سبيل، لولا الموت الصامت الذي يختزل الحياة في اللاشيء؟! من كان يتصور سياسيا أن أمريكا بغطرستها واستعلائها تطأطئ رأسها أمام مساعدات حتى ولو كان مصدرها عدوا أو خصما لدودا كالصين وروسيا.. من كان يظن أن دولا بالاتحاد الأوروبي تستجدي المساعدات حتى ولو خارج إطار الاتحاد لولا عظم الموقف وجلاله برؤية الفيروس (الكوروني) يحصد ضحاياه بعشرات الآلاف؟!

من أخرج صناديق جائحة كورونا إلى الوجود، من نادى بضخ التريليونات من الدولارات لولا المآسي الاجتماعية والكوارث الاقتصادية التي خلفها شلل الحركة في عشرات آلاف المعامل والمصانع ولأوراش عبر العالم على إثر الرجة (الكورونية)؟!

ظاهرة جديرة بالانتباه والدراسة!

كانت للحجر الصحي ـ الذي دعت إليه منظمة الصحة العالمية مختلف دول العالم ـ جملة من التداعيات الاجتماعية والاقتصادية، كخلو المرافق وهجر الأماكن العامة وإقفار الطرقات من العربات والشلل الكلي الذي أصاب بالكاد حياة الإنسان داخل المدن… لكن؛ وفي آن واحد؛ أفرز شعورا وإحساسا عامين بتدني الأفعال والمساعي والمواقف الشريرة التي تستهدف بني البشر في كل رقعة جغرافية يأويها الإنسان؛ فكم من راجل أو مسافر؛ سواء على متن طائرة أو سفينة أو سيارة؛ كان يحدوه أمل التخلص من شخص آخر أو تصفية علاقة!!… وكم من أناس تنتابهم نزعة الشر؛ وهم يعبرون الأزقة والشوارع والحارات أو يتسوقون أو مجرد تفحصهم لوجوه آخرين!!

الحجر الصحي والقاضي بشل حركة الإنسان خارج منزله ولّد الشعور بصفاء النفس والانعتاق من أدران وآثام ودسائس أخرى متحررة ومتجولة.

‫تعليقات الزوار

8
  • ظاهرة غريبة
    الجمعة 3 أبريل 2020 - 18:23

    رصد الكاتب ظاهرة غريبة تتمثل في غياب الشرور والآثام والمصائب من شوارعنا ، حتى إن العابر لها يخيل إليه بأنه بأرض أخرى غير التي يألفها صباح مساء، والحقيقة هي هذه شعرت بها وامتلكني إحساس غريب بأني بأرض نقية خالية من الشر وأحسست بصفاء النفس ، شكرا للأستاذ الكبير والحقيقة أنها ظاهرة تستدعي من علماء السوسيولوجيا دراسة معمقة.

  • ع الجوهري
    الجمعة 3 أبريل 2020 - 19:23

    الغرب يساعد بعضه البعض ولم نشهد حاليا أي التفاتة لدول العالم الثالث المثير للإنتباه والسخرية أن الدول العربية في شخصية الجامعة العربية لم تحرك ساكن ولم تسأل الدول العربية الغنية على الأخرى الفقيرة في عز الجائحة بل شاهدنا تصعيد سعودي إماراتي في اليمن وفي ليبيا هذا دليل على الهمجية والحقد المجاني
    للأسف الشديد أعتقد أن الحكام العرب لن يتغيروا بعد الجائحة وأننا سنضل غارقين في الجهل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها

  • الأغنياء العرب ...
    الجمعة 3 أبريل 2020 - 19:51

    العرب قتلتهم خلافاتهم السياسة وراحوا يقتتلون على البرودولار ولا يهمهم إلا أنفسهم علما أن لو أرادوا الأخذ بيد الضعفاء والفقراء لما بقي فقير ومسكين في طول وعرض الأرض العربية .

  • الرياحي
    الجمعة 3 أبريل 2020 - 20:43

    كما أن البيئة فلورا وفونا دخلتا في راحة بيولوجية وتحسن مؤشر جودة الهواء الماء وتكاثرت الأرانب والوحيش كل هذا ما كان ليحدث أصلا لو لم يتجبر الإنسان يتكبر يفسد معتبرا أن كل ما في الأرض ملكه ,ملكله هو هذا الكائن الضعيف دون غيره يفعل مايشاء وقت ما يشاء
    تحية أخي عبد اللطيف تابع طريق النور

  • إلى الرياحي
    الجمعة 3 أبريل 2020 - 23:21

    شكرا ، نعم الحيوانات كما ذكرت الثعالب وكذلك الخنازير والكلاب الضالة… بدأت تعمر الشوارع في بعض المدن بدلا من الإنسان وهذه ظاهرة غريبة ربما أن للحيوان حاسة ابتعاد الإنسان عن أعمال العنف والبعث بعدوانيته تجاه الآخرين وتحياتي

  • أبو زيد .هم
    السبت 4 أبريل 2020 - 14:58

    الحجر الصحي ضد الوباء فعلا أفرز أشياء وسلوكيات جديدة هي أقرب إلى الخير والقيم النبيلة منها إلى الشرور والآثام، وأنا مع الكاتب إذ لاحظ أن النفس تستشعر الراحة والهناء والصفاء وهي تلاحظ اقفرار الشوارع من المارة، نعم هذا يدل على أن الإنسان دوما إذا كان مضغوطة ومهموما من المؤكد أن طاقاته السلبية هذه تجد لها مغناطيسية لتنتقل إلى آخرين وهذا ما يلاحظ دوما في الحارات والمناطق الشعبية ، فلا يمكن للضجيج ولا للسباب ولا العراك أن يهدأ ولو للحظة سواء أثناء النهار أو في الليل، وشكرا

  • KITAB
    السبت 4 أبريل 2020 - 17:46

    الأستاذ ذيل مقالته بظاهرة هي فعلا تقع وتستحق الدراسة ، نعم يقولون بأن هناك ذبذبات سلبية لطاقة الإنسان يفرغها في عدة أماكن وأينما ذهب، ويمكن معاينتها بالخصوص لدى أصحاب السلوكات والنظرات والمواقف العدوانية في الشوارع والأماكن العامة في المقاهي في الأسواق…هي شحنات سلبية يفرغها فيمتصها يمتصها آخرون وهكذا يقع التشاحن والتباغض بين الناس والجماعات، ويمكن الوقوف على هذه الطاقات السلبية في المناطق المزدحمة بالسكان حيث اللغط طوال اليوم لا تكف أصوات السباب والشتائم بينهم، هذه ظاهرة موجودة وأعتقد أن علم السوسيولوجيا يبحث فيها وله نظريات حولها مثل علم النفس الجماعي والمظاهر المؤثرة فيه، سلمات

  • لا أحزاب ولا إيديولوجيات
    السبت 4 أبريل 2020 - 21:43

    نعم أمكن لهذا الوباء الطائر أن يزيح دور الأحزاب والإيديولوجيات والسياسة عموما أمام جبروت الفايروس المجنون كورونا ، فلم يعد لها دور يذكر حتى أمام هذه الجائحة وحفظنا الله جميعا .

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 7

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين