الحسيمة وسيدي إفني.. لماذا نجح الحجر الصحي؟

الحسيمة وسيدي إفني.. لماذا نجح الحجر الصحي؟
الجمعة 10 أبريل 2020 - 16:33

مِنَ الأَشْيَاءِ الحَميدَةِ التي ظهرت ضمن هذا الركام المبعثر والتدفق المزدحم من تناسل الأخبار والصور، ما برز في شوارع مدينة الحسيمة، حيث رجال السلطة والأمن والإدارة يشكرون ساكنة المدينة على التزامهم التام بالحجر المنزلي، إلى درجة أن هؤلاء، يعني السلطة والأمن، أصبحوا في شبه عطلة، فما أن تبدأ فترة حالة الطوارئ الصحية في كل مساء، حتى تكون الشوارع والأزقة خاوية على عروشها، فلم تعد أجراس سيارات البوليس والقوات المساعدة تصلح لشيء، وكذلك مكبرات الصوت اليدوية التي يحملونها وهم يطوفون دروب المدينة الهادئة. ففعلوا خيرا وقاموا بشكر الساكنة على احترامهم للحجر المنزلي وانضباطهم للإجراءات والتدابير المتخذة في هذا الصدد.

في الجنوب، مدينة تتشابه مع الحسيمة في كل شيء، التاريخ، التضاريس، والذاكرة، ثم الألم والحزن. مدينة سيدي إفني هي الأخرى أبانت ساكنتها عن احترام كبير والتزام تام بإجراءات الطوارئ الصحية، التجار والحوانيت والشباب والساكنة، الجميع استوعب حساسية المرحلة، إلى درجة أن رجال السلطة والأمن اندهشوا أمام هذا الوعي والمسؤولية التي تحلت بها الساكنة، وكانوا يعتقدون أنهم سيجدون صعوبات جمة مع المواطنين أثناء حثهم على المكوث في ديارهم.

توجد نماذج كثيرة من المدن احترمت الحجر، كتزنيت ووارزازات وتنغير وتافراوت، وأكادير… وهي في الغالب مدن الهامش والأطراف ذات الثقافة الأمازيغية التي تخضع لمجموعة من القيم كالتضامن والتآزر، باعتبارها مُدنًا متوسطة وصغيرة، تؤطرها منظومات ثقافية محلية، عكس المراكز الحضرية الكبرى التي تطغى عليها الفردانية.

لكن سيدي إفني والحسيمة تتقاسمان أشياء كثيرة، أولاها أنهما عاصمتان لقبائل أمازيغية معروفة تاريخيا بالشموخ والنبالة والعزة، وهي قبائل الريف وآيت باعمران، وكلاهما خضعتا للحماية الإسبانية.

غير أن أهم ما يميز سيدي إفني والحسيمة في التاريخ السياسي الراهن هو الانتفاضة من أجل الكرامة، فمدينة إفني عُرفت بانبثاق أول انتفاضة اجتماعية ضد “الحݣرة” في العهد الجديد في ما بات يعرف بأحداث “السبت الأسود” 07 يونيو 2008. والشيء نفسه بالنسبة لمدينة الحسيمة التي عاشت تجربة نضالية مريرة، وهي “حراك الريف” سنة 2016 الذي دام عدة شهور، وما يزال معتقلو هذا الحراك في سجون مغربية عدة.

على المستوى السوسيولوجي، كان يمكن أن نتابع بعض خروقات الحجر الصحي في هذين المدينتين اللتين تتوجس ساكنتهما من السلطة ورجال الأمن، ولكن العكس هو الذي حصل؛ فقد ظهرت الساكنة بوعي كبير ومسؤولية جديرة تنم عن وجود ضمير جماعي يعكس الأسلوب الحضاري الذي تعاملت به مع حالة الطوارئ الصحية.

وهذا يعني أن المدينتين وإن كانتا منبعين للاحتجاجات والانتفاضات الاجتماعية، إلا أنهما قامتا بذلك بدافع حقوقي خالص، ومن أجل كرامة الإنسان وحقه في العيش الكريم، والمطالبة بتكافؤ في الفرص بين هوامش بعيدة مهمشة تعاني الاقصاء، ومراكز تتمركز فيها الفرص والبنيات والامكانات، مما لا يتنافى إطلاقا مع مفهوم الدولة الحديثة. وهذا يدل على أن الاحتجاج سلوك حضاري راق لا يظهر إلا في سياقات المواطنة الحقة.

هذا التجاوب مع ما اتخذته الدولة من إجراءات وتدابير للوقاية من انتشار الفيروس الفتاك، يبرهن على أن منسوب الوعي مرتفع جدا في مثل هذه المدن التي عاشت أزمنة الانتفاضات والاعتقالات، وقدمت تضحيات غالية في الدفاع عن الحقوق والمطالبة بالتنمية في مفهومها الشامل، اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، بمعنى أنه في الحسيمة وفي سيدي إفني خلال هذه الظرفية العصيبة التي تتطلب المزيد من اليقظة والحزم واحترام إجراءات حالة الطوارئ، ظهرت “شخصية المدينة المناضلة” التي احتكمت للعقل واحترام القانون.

وفي مقارنة بين ما تعيشه الحسيمة وافني ومدن أخرى في الهامش مع ما تعيشه بعض المدن الكبرى من ضوضاء وصراع مع السلطة والأمن، ومحاولات كثيرة لكسر الحجر في أسواق الأحياء وتجمعات عفوية داخل التجمعات السكنية، وكذلك بعض السلوك المشين في الاعتداء على رجال الأمن والسلطة، يلاحظ أن ساكنة الحسيمة وافني تعاملت مع الأوضاع بحس وطني كبير، وعن حسن تقدير للمصير المشترك.

صور وفيديوهات رجال السلطة والأمن وهم يشكرون الساكنة في الحسيمة بعبارات التقدير والثناء، هي صور معبرة للغاية، تنم عن أشياء كثيرة، وكسرت الكثير من الحواجز والجمود، لكنها تبقى صورا صغيرة ذات طابع محلي، وإذا استطاعت أن تكبر وتتوسع فإنها ستفصح عن كل حروفها وألوانها، وستزداد جمالا ورونقا.

ونتمنى فعلا أن تكبر تلك الصور والمشاهد، وتعم الأفراح كل شوارع الحسيمة وكل ربوع الوطن، ويكون لها صدى بليغا في كل أرجاء العالم، بالإفراج عن جميع المعتقلين بدون استثناء. ويبصم المغرب على صفحة جديدة، كبلد عظيم لا تغرب عنه شمس النبوغ والنهوض.

من ألم الوباء.. ينبعث الأمل.

‫تعليقات الزوار

14
  • العابر
    الجمعة 10 أبريل 2020 - 18:02

    من جعل الناس سواء فليس لحمقه دواء.الحسيمة مدينة الاخلاق و المبادئ.الى وقت قريب كان اللص يقتل في عين المكان دون انتظار الشرطة.

  • محمد علي السويد
    الجمعة 10 أبريل 2020 - 18:29

    شكرا لك استاذي على هذا الاسلوب الراقي في صياغة الاشياء واخراجها في ثوب ثقافي وابداعي جميل .
    هذا الوباء خطر على الجميع ومهما صارت الامور فهي تستدعي الوعي او ما سميته بالذاكرة الجماعية والالتزام والترفع عن الجراع وكل هذا من اخلاق الكبار وشيم المناضلين , سنقاوم الوباء لا محالة بروح وحدوية مخلصة وبعده سنبقى في الساحة نقاوم الاستبداد والتفقير والفساد والتهجير القسري لان اللحظة بالفعل تتطلب ان تكون لنا دولة قوية جديرة بنا وبنضالنا وبتضحيات كل ابناء الشعب … عشت وعاشت الاقلام النظيفة

  • حكمت مختار
    الجمعة 10 أبريل 2020 - 18:57

    إلى 1 – العابر

    تقول في تعليقك التالي: (( الحسيمة مدينة الاخلاق والمبادئ. الى وقت قريب كان اللص يقتل في عين المكان دون انتظار الشرطة)). وهل من الأخلاق قتل اللص في عين المكان؟ وهل اللص الذي يسرق خبزة ليعتق به روحه من الجوع يعتبر لصا؟

    الأخلاق هي الالتزام بالقانون والتقيد به، وإعطاء المتهم حق الدفاع عن نفسه، ثم إصدار الحكم العادل في حقه.. أما قتل اللص في عين المكان فهذا تصرُّف همجي وبدائي، وهو مرفوض من صاحب العقل..

  • الحسين وعزي
    الجمعة 10 أبريل 2020 - 19:19

    إلى 1 – العابر

    تقول في تعليقك التالي: (( من جعل الناس سواء فليس لحمقه دواء)). الله تبارك وتعالى خلق الناس سواسية كأسنان المشط، لكن امتلاك أقلية لوسائل الإنتاج واستحواذها على الثروة وحرمان الأغلبية منها ورمي هذه الأغلبية في واد سحيق من الفقر، وللهامش، وللاستغلال، وللظلم، هو أصل جميع الأدواء، والمؤسف هو أن الكاتب يريد أن يخلق التمييز حتى بين المدن المغربية، الله يستر وخلاص يا مستر الحسين..

  • هواجس
    الجمعة 10 أبريل 2020 - 19:44

    يريد صاحب المقال أن يصوّر للقراء، سكان الحسيمة وسيدي إيفني أنهم، كلهم ودون استثناء، منزهون وحكماء وشرفاء ومناضلون… وهذا في نظري كلام بعيد عن الصواب، ففي كل مدينة، وفي كل قرية، وكل حي وحتى في أي عائلة، وأي أسرة، يوجد الطيب والخبيث، والجيد والسيء، والمناضل والانتهازي، والمحترم للقانون والمتجاوز له.. الأحكام التعميمية المدفوعة بنزعة إيديولوجية عرقية تتنافى مع الموضوعية والعلم…

  • فواز
    الجمعة 10 أبريل 2020 - 23:02

    ينوِّه صاحب المقال بما يسميه الامتثال الكبير لمدينتي سيدي إفني والحسيمة للتدابير الاحترازية التي دعت لها السلطات العمومية لمواجهة كرونا، ويشيد بذلك، ويفسر الأمر في نظره بكون (( سيدي إفني والحسيمة تتقاسمان أشياء كثيرة، أولاها أنهما عاصمتان لقبائل أمازيغية معروفة تاريخيا بالشموخ والنبالة والعزة، وهي قبائل الريف وآيت باعمران..)). كما يفسر ما يعتبره امتثالهما للتدابير الاحترازية بكونهما مدينتين عرفتا (( انتفاضتين للكرامة)) الأولى في سيدي إفني بيونيو 2008 والثانية في الحسيمة في حراك الريف سنة 2016.

    وليؤكد كلامه يدعونا الكاتب إلى مقارنة ما يقع في هاتين المدينتين، بما يجري في بعض المدن الكبرى من فوضى وقلاقل وعدم التقيد بالإجراءات الوقائية التي تطالب بها السلطات..

    إذا كانت الانتفاضتان في المدينتين هما العامل الحاسم في انضباط سكانهما، فلماذا لم يذكر الكاتب مثلا مدينة فاس، فلقد كانت سباقة في الانتفاضة كثيرا على سيدي إيفني والحسيمة، ففي سنة 1990 وفي عز سنوات الرصاص انتفضت المدينة بعد دعوة لإضراب عام وطني، وسقط فيها خلاله مئات الأشخاص ضحايا إطلاق الرصاص عليهم؟

    آه، تذكرت سكانها ليسوا أمازيغ…

  • هواجس
    السبت 11 أبريل 2020 - 01:20

    اركن سيارتك في اية زاوية تريد ،بدون حارس ،واذهب الى حال سبيلك ليوم او يومين او ما شئت وعندما تعود ستجدها في مكانها ،،،اترك هاتفك النقال وعلبة سجائرك ومفاتيح سيارتك مع محفظة نقودك على طاولتك في مقهى واذهب لقضاء حاجتك في بيت النظافة وعندما تعود ستجد كل شيء كما تركته,,,تجول في الشارع مع ابيك او امك او ابنائك وزوجتك ولن تسمع من الكلام ما يجعلك تخجل من نفسك او يحرجك مع من تحترمه…اترك باب منزلك مفتوحا على مصرعيه ليلا ونهارا واذهب اين شئت وعندما تعود ستجد جارك حارسا عليه ، لا تقلق بشأن ممتلكاتك حتى وان ضاعت منك سترجع اليك بعد حين,,,انها الحسيمة يا سادة

  • متتبع
    السبت 11 أبريل 2020 - 02:07

    الكاتب انطلق من معطى رئيسي هو احترام الحجر الصحي في زمن الجائحة ،وأشتغل على نموذجين . لو أقحم مديتة فاس الغالية لارتكب خطأ فادحا .ببساطة لان الجميع شاهد على خروج نفر من اهلها لقراءة اللطيف في عز الازمة لقضاء مارب ومصالح ضيقة وانانية. التاريخ يعيد نفسه. فهناك من يدافع عن الوطن وهناك من يسعى لكسب النقط.

  • خليل
    السبت 11 أبريل 2020 - 03:43

    حتى في وضعية عالمية ومحلية أشبه بالحرب وتقتضي التضامن ونبذ كل الخلافات والصراعات والشعارات الطائفية والنعرات القبلية، تصر تلك الشرذمة من المتأمزغين الجدد على التجذيف عكس التيار وعلى الاصطياد في الماء العكر والخوض في مواضيع قبلية لبث سموم الفرقة وسط الشعب المغربي الواحد والمتكاثف للانتصار على هذه المحنة، ولكن رب ضارة نافعة، فالآن سيدرك المغاربة بشكل جلي من يريد بهم خيرا ومن يريد بهم شرا، هل التيار المتمسك باللغة العربية والدين الإسلامي منذ أزيد من 1000 عام والذي حافظ على وحدة هذه البلاد بشتى أطيافها، أم التيار العرقي البربري الذي يسعى لتشتيت هذه الأمة. ولكم واسع النظر أيها المغاربة الأحرار

  • sifao
    السبت 11 أبريل 2020 - 06:02

    إلى رقم 6

    لا يمكنهم ذكر فاس بكلمة طيبة، فهي التي أنجبت الزعيم الوطني الخالد علال الفاسي، وهي مهد الحركة الوطنية التي طردت الاستعمار من وطننا. بالنسبة لهم فاس مدينة ملعونة.. ذكرها لا يتمُّ إلا لتوجيه الاتهامات الظالمة والتعميمية ضدها وأهلها..

  • Mourad
    السبت 11 أبريل 2020 - 11:09

    صحيح ما جاء في المقال عن كون: (( صور وفيديوهات رجال السلطة والأمن وهم يشكرون الساكنة في الحسيمة بعبارات التقدير والثناء، هي صور معبرة للغاية، تنم عن أشياء كثيرة))، فعلا، تنمُّ تلك الصور عن أن رجال السلطة والأمن لا يعتدون على المواطنين ولا يعتقلون أي كان بدون سبب وجيه ومعقول، وأنهم لا يميزون بين المغاربة على أسس عرقية، أو مذهبية وسياسية، بل إن رجال الأمن والسلطة يثنون على جميع المواطنين ويقدرون تصرفاتهم المتحضرة والعقلانية والوطنية ويثمنونها..

  • محاسب
    السبت 11 أبريل 2020 - 12:04

    إلى 8 – متتبع

    تقول في تعليقك ما يلي: (( لو أقحم مدينة فاس الغالية لارتكب خطأ فادحا. ببساطة لان الجميع شاهد على خروج نفر من اهلها لقراءة اللطيف في عز الازمة لقضاء مارب ومصالح ضيقة وانانية)).

    خروج نفر من أهل فاس لقراءة اللطيف، رغم أن هذا الخروج غير مؤكد، فهو في نظركم، كفيل بوسمها بكونها مدينة لا تحترم الضوابط الاحترازية المفروضة من جانب السلطات العمومية لمواجهة كرونا.. فنفر من أهل فاس، هم كل أهل فاس من الألف إلى الياء.. أنت تؤكد بكلامك هذا أن ذكر فاس لا يجب أن يتم من طرفكم إلا بربطها بكل ما هو مشين..

    والمهم في الأمر هو أن الانتفاضة التي وقعت فيها بتاريخ 14 دجنبر 1990 لم تشفع لها في نظركم أن تدرج ضمن المدن المتحضرة على غرار الحسيمة وإفني كما جاء في المقال..

    فإذن الانتفاضات ليست معيارا للحكم على تحضر المدن كما أورد ذلك صاحب المقال، التحضر مرتبط بانتماء ساكنة المدن ((المتحضرة)) إلى العرق الأمازيغي.. يا له من تحليل ((علمي)) ليس له نظير..

  • أم هارون اليهودية
    السبت 11 أبريل 2020 - 12:25

    صاحب التعليق رقم 7 يصف الحسيمة بأوصاف فيها الكثير من المبالغة، هذه هي المرة الأولى التي أقرأ فيها مادة مكتوبة تتحدث عن مدينة من المدن المغربية بكل هذا التبجيل والتقديس. طبقا لما جاء في التعليق: الحسيمة هي المدينة الفاضلة. المدينة التي لا يزال الإنسان يحلم في عموم الكرة الأرضية بتشييدها والعيش فيها..

  • سام
    الإثنين 13 أبريل 2020 - 18:35

    الحسيمة و سيدي افني طبعا و ايضا شفشاون الجبلية التي لم يسجل بها إلى حد الساعة اي إصابة فلماذا تناسى الاستاذ ذكر شفشاون ربما لأنها جبلية و ليست امازيغية و هذا حال كتابنا و أساتذتنا يود أحدهم إبراز و التذكير بالحراك فلجا إلى موضوع الساعة الحجر الصحي في مواجهة وباء فيروس كورونا و كأنه يود القول بأشياء لا علاقة لها بموضوع الساعة إلا في مخيلاته على كل حال مدينة شفشاون الجبلية المتواضعة النقية لم يسجل بها أي إصابة و مع ذلك فهي لم تعرف أي حراك

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 2

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز