خاطرة القرن أو درس كورونا...

خاطرة القرن أو درس كورونا...
الأحد 12 أبريل 2020 - 02:44

لم يسبق للعالم في تاريخ الإنسانية أن كان أكثر وضوحا… والله أعلم.

مستقبل ما بعد كورونا يمكن أن يتخذ مصارا آخر أفضل وأحسن من الماضي والحاضر، كما يمكن أن يعود المجتمع الدولي إلى سابق عهده، الله أعلم، كل شيء سيتوقف على مدى استيعاب الإنسانية لدرس كورونا…

ولكن الأكيد أن عظمة الدول ستقاس من هنا فصاعدا بقدرة منظوماتها الصحية والتربوية والإعلامية على مواجهة الفيروسات الآتية لا محالة، لا قدر الله، الطبيعية منها أو المصنعة في المختبرات والتي قد تنتشر بين الفينة والأخرى بمجرد خطأ إنساني بسيط هنا وهناك في أنحاء العالم.

ومن المحتمل أن فترة ما بعد كورونا ستعرف صعود دول نامية، التي ستتاح لها فرصة التحرر من تبعيتها الاقتصادية لدول غربية ما فتئت تفرض توجهاتها الرامية إلى استمرار التخلف في مستعمراتها القديمة، وهي دول غربية عرت كورونا على مدى تدهورها الذي كان يتخفى تحت غطاء تقدم واه…

ولكن صعود دول الجنوب لن يتم دون مواجهة فكرية مع دول الغرب التي توقفت عن التفكير منذ مدة طويلة، فظلت تعتبر أن تقدمها رهين بتخلف مستعمراتها السابقة، إذ من المحتمل أن تتخلى دول الغرب عن اللغة الديبلوماسية، متخذة لغة التهديد والوعيد باستعمال السلاح والنار من أجل الحصول على كل المواد التي لن تستطيع إنتاجها نظرا لليبراليتها المتوحشة، ونظرا لما قد تعرفه من تفكك شامل في منظومتها الاقتصادية الهرمة، معذرة على الصراحة، والله أعلم.

بعد كورونا، وأكثر من أي وقت مضى، من المحتمل ظهور معارضة قوية في الدول الغربية ضد النظام الاقتصادي المعتمد، وفي حالة قمعها ستتحول إلى مقاومة شرسة للنظام السياسي بمجمله هناك، وسيؤدي ذلك إلى تعاطف متصاعد لشعوب الدول الغربية مع الدول المستضعفة، دول الجنوب، والله أعلم.

من المحتمل أيضا أن تسقط منظمة الأمم المتحدة وأن تعمل الدول النووية على تجاوز المشاكل الخفية في ما بينها وذلك بتأسيس نظام أممي جديد، لأن كل ضربة نووية من السهل معرفة مصدرها وبالتالي الرد بالمثل يبقى متاحا، مما يضمن الخراب المتبادل ونهاية الدول العظمى، والله أعلم.

ما بعد كورونا سيتملك الإنسانية الخوف من حرب بيولوجية عشوائية لأنها حرب جبانة تمكن من إلحاق الضرر بالشعوب في الخفاء، ولا تترك أثرا يذكر من الجهة المقترفة للهجوم الخبيث. فمن المحتمل أن تظهر قوانين دولية جديدة بشأن حركة البشر من جهة وعمل المختبرات البيولوجية من جهة أخرى، بالموازاة مع بذل جهود حثيثة من أجل إيقاف الحرب الاقتصادية القائمة بين الدول العظمى، والله أعلم.

وأما بالنسبة للدول النامية على العموم والله أعلم، فبما أن “كوفيد 19” سيكون قد أحدث تقاربا بين الحكام والشعوب، فمن المحتمل أن تتجه، في فترة ما بعد كورونا، نحو صحوة ضمير شاملة، وذلك بمراجعة سياساتها العمومية نحو الأفضل، في تناغم تام بين الحكام والشعوب بشكل لم يسبق له مثيل، كإعطاء الأولوية القصوى للتربية والأخلاق، والتربية الوطنية، في المدارس والمعاهد والجامعات، ودعم البحث العلمي، والاهتمام أكثر بمجال الصحة العمومية إلى حد تحويل المصحات الخاصة إلى مستشفيات عمومية والله أعلم، واعتماد منهج الاستحقاق والكفاءة والنزاهة في الإدارات العمومية بطريقة أكثر وضوحا، انطلاقا من نهج سياسة التصالح مع بعض المصلحين المهمشين من أجل المزيد من إعطاء القدوة الحسنة ونشر ثقافة الاعتراف بالقدرات والكفاءات المقرونة بالنزاهة، وتنقية مجال الإعلام السمعي البصري من كل الشوائب وتوجيهه إلى الأفضل فالأحسن. نعم، من المحتمل أن تنهض الدول النامية بعد تجاوز مصيبة كورونا بإذن الله عز وجل في علاه.

وسيبقى شعارنا الخالد، إن شاء الله: الله-الوطن- الملك.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة