لا تحسبوه هينا..!

لا تحسبوه هينا..!
الإثنين 18 ماي 2020 - 00:17

قد يستهين الناس بوباء كورونا ويستصغرونه، فيظنون أن أمره انتهى، وأجله الذي حدد له انقضى..! فيتصرفون وكأنهم في زمن غير زمن كورونا، يختلط بعضهم ببعض، بل ويعانق بعضهم بعضا ..!! ينسون أو يتناسون أنهم مازالوا تحت سيطرته، وأنهم لم يسلموا بعد من قبضة يده، وأنهم بالأمس القريب كانوا يسمعون عبر وسائل الإعلام ضحاياه بالمئات بل بالآلاف، في بلدان تسكن جوارهم، لولا لطف الله بنا نحن المغاربة..! وينسون أن هذا الوباء قد يتم أطفالا، ورمل نساء، وأبكى أمهات وآباء؛ جعل الناس وكأنهم في قيامة قبل أوانها، يفر بعضهم من بعض، يتساءلون بينهم عن طبيعته، وعما يحترزون به منه فلا يجدون للسؤال جوابا..!!.

إن استهتارنا بهذا الوباء، واستعجالنا للخروج من الحجر الصحي قبل وقته، قد تكون عواقبه وخيمة، إن لم نأخذ الأمر بجد، ونكون كما كنا في بدايته له نستعد؛ خاصة ونحن والحمد لله مسلمين، لنا في ديننا الإسلامي ما يقوي عزيمتنا، ويرشد عقولنا؛ فقد علمتنا الشريعة الإسلامية أن من أصولها “سد الذرائع”، وهو أصل ثابت، معناه سد كل سبب يؤدي بنا إلى الفساد، ولو كان في أصله مباحا، فالمسلم مأمور شرعا بأن يجعل بينه وبين الفساد حجابا يقه الوقوع في الممنوع. قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه: “إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه. ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه…”. الحديث معناه واضح في الأمر باجتناب المشتبه فيه، الذي يؤدي للحرام أحيانا، والذي يعبر عنه العلماء بالمكروه، وهو عندهم ما يثاب على تركه، ولا يعاقب على فعله؛ فهذا ولو كان أمره هينا، وفاعله لا يعاقب، فالشريعة جعلت لمن يريد الاستبراء لدينه الاحتراز منه، والبعد عنه؛ وهو المعبر عنه بالسد في الشريعة.

وعلمتنا الشريعة أيضا أن بعد العسر يأتي اليسر، وبعد الشدة يأتي الفرج، فمن أصولها نجد “الأمر إذا ضاق اتسع”، وهو أصل يجعل المسلم لا يخشى المحن، لأنه يعلم يقينا أن بعد المحن تأتي المنن، فكلما اشتدت الأزمات، وضاقت السبل، إلا وجاء بعدها الفرج، وانحلت العقد. قال تعالى في سورة الشرح: “فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا”، والعلماء يقولون: “لن يغلب عسر يسرين”. هذا هو المنهج الذي ينبغي اتباعه، إذا أردنا الوصول لشط النجاة، منهج اليقين والتوكل على الله، بالوقاية من الشيء قبل الوقوع فيه، فلا نيأس، ولا نقنط، ولا نستعجل الأشياء قبل أوانها، خاصة أننا أمام وباء غامض، وقاتل صامت، جعل الناس حيارى لا حول لهم ولا قوة! إلا في الدفاع عن أنفسهم بشتى الوسائل الممكنة إذا أحسوا بقرب الوباء، إما فرارا منه وبقاء في البيوت، وفي الفرار النجاة أحيانا، وإما مواجهة ومجالدة له، متوكلين على الله تعالى، ظانين به ظن الخير بعباده المؤمنين، فهو القائل سبحانه في سورة الطلاق: “ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه”، والقائل أيضا في نفس السورة بعدها: “ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا”.. فهذه الآيات وغيرها من الأحاديث النبوية في هذا الموضوع تبعث في نفس المؤمن ثقة وأملا، فيزداد قوة على قوته، ومناعة على مناعته؛ فالليل مهما طال لا بد من طلوع الفجر، والوباء مهما نطق وقال:

فلا يغرركــــم منـــي ابتســــــام فالقول مضحك والفعل مبكي

فنحن نقول له: نحن لن نستسلم نحن لن نستسلم ولو بقيت الدهر كله لن نستسلم

فارحل عنا يا وباء واتركنا في أمان مكانك ليس هنا وبيننا فمنعدم.

*باحث في الدراسات الإسلامية – جامعية سيدي محمد بن عبد الله

صوت وصورة
مؤتمر الأغذية والزراعة لإفريقيا
الخميس 18 أبريل 2024 - 16:06

مؤتمر الأغذية والزراعة لإفريقيا

صوت وصورة
الحكومة واستيراد أضاحي العيد
الخميس 18 أبريل 2024 - 14:49 92

الحكومة واستيراد أضاحي العيد

صوت وصورة
بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية
الخميس 18 أبريل 2024 - 14:36 86

بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية

صوت وصورة
هلال يتصدى لكذب الجزائر
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:45 4

هلال يتصدى لكذب الجزائر

صوت وصورة
مع المخرج نبيل الحمري
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:17

مع المخرج نبيل الحمري

صوت وصورة
عريضة من أجل نظافة الجديدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 12:17 3

عريضة من أجل نظافة الجديدة