الترجمة والاختلاف اللغوي والثقافي

الترجمة والاختلاف اللغوي والثقافي
الإثنين 25 ماي 2020 - 06:34

يعرف العالم تطورا معرفيا وعلميا متسارعا غير الشيء الكثير من عاداتنا وسلوكاتنا وخلخل البنيات الفكرية والثقافية لطرح الأسئلة التي تحتم على المجتمع تطوير وعيه الفكري وإعادة بنائه على الاختلاف والتعدد وقبول الآخر بما يخدم مجتمعنا وتقدمه وتطوره. في هذا السياق، أصبحت الترجمة تسائل جميع المجالات العلمية والبحثية عن موقعها وأهمية دورها في تدبير الاختلاف اللغوي والثقافي. فالترجمة شكلت على مر العصور جسرا استراتيجيا للانفتاح والتواصل مع الآخر ومنظومته المعرفية والعلمية وإنجازاته الصناعية والتكنولوجية والعلمية والرقمية. فكيف تساهم الترجمة في تدبير الاختلافات المتعددة لبناء التواصل والحوار بين اللغات والثقافات ؟ و ما هي أهميتها لتطوير المعرفة والعلوم لتحقيق التطور والتقدم وتجاوز واقع الانغلاق والتمركز على الذات؟

1 – الترجمة ومعالجة الاختلاف اللغوي

الترجمة هي نقل النص الأصلي من اللغة المصدر إلى اللغة الهدف. و حسب المفكر والأديب والمترجم الإيطالي أمبرتو إيكو هي أيضا عملية تفاوض وحوار مع النص للوصول إلى ترجمة مضمونه مساهمة في إغناء اللغة والثقافة وتعبير عن قدرتها على التواصل والحوار. فالمترجم ينطلق من لغة النص الأصلي للوصول إلى لغة النص الهدف مستعملا آليات الفهم والتفكيك وإعادة صياغة معنى النص الأصلي في لغة أخرى لبناء نص جديد في لغة وثقافة مختلفة1. وحين يقوم المترجم بالترجمة إلى اللغة العربية أو أية لغة أخرى، فهو يقوم بتفعيل هذه اللغة ولبنياتها التركيبية و الدلالية ليجعل اللغات تتحاور فيما بينها لتحديد مكامن التفاهم والاختلاف و طرح إمكانية المعالجة لغويا وثقافيا، على اعتبار أن ترجمة النص، في غياب سياقه، تعطيه ترجمة غير مكتملة المعنى. إن الترجمة تعتبر النص خطابا حيا في بعده البنيوي اللساني الداخلي والجدلي مع واقعه الذي أنتجه في سياقه الخارجي، بأبعاده الفكرية والثقافية والاجتماعية. فبفضل الترجمة استطاعت اللغات الانفتاح على أنساق لغوية أخرى بمعاجمها ومصطلحاتها والتفاعل معها في مختلف الوضعيات اللغوية واقتراح البدائل والحلول للترجمة، لملء الفراغ الدلالي في المفاهيم والمضامين سواء في الترجمة العامة أو المتخصصة.

لذلك، عندما نترجم نصا في أي مجال معرفي أو علمي، فنحن نبني حوارا جدليا وتأويليا مع هذا النص وما يحمله من حقائق ومعطيات في سياق نسقه الداخلي وبنياته التركيبية والدلالية لصياغة المعنى الداخلي. وأيضا، سياقه الخارجي السوسيوثقافي لاستكمال البناء الدلالي للمعنى الذي يحمله النص أو الخطاب في مختلف أبعاده. يقول هانس كادامير متحدثا عن تأويل النص :” إننا نفهم بنمط مختلف ونعيد وضع الحقيقة المكتشفة والمعنى المشكل على محك النقد والتمحيص لأن اللغة بما هي حوار وتفاهم لا تقف عند حد ولا تسكن إلى حقيقة ودلالة معينة، بل هي في ترحال لا يستقر وصيرورة دائمة تؤطرها جدلية السؤال والجواب.”2

إن الوعي بتعدد أبعاد النص المصدر وانفتاحه على محيطه السوسيوثقافي من طرف المترجم الملتزم بالقيم النبيلة للترجمة واحترامه للأمانة العلمية، هو ما يجعل الحوار ممكنا وموضوعيا، لجعل الترجمة عملية إبداعية تنصهر فيها لغة المصدر ولغة الهدف لتخلق لنا عملا إبداعيا يتوخى في إستراتيجيته التواصل اللغوي في عالم التعدد والاختلاف الثقافي. بهذا الشكل، تصبح الترجمة مشروعا للحوار الثقافي والحضاري تتوخى بناء جسور التواصل اللغوي والمعرفي والعلمي والأدبي والفني مساهمة بذلك في تطور وتقدم المجتمع واستشراف آفاق المستقبل.

2 – الترجمة والتواصل لمعالجة الاختلاف الثقافي

يقول المترجم الفلسطيني صالح علماني الذي ترجم من الأدب الأمريكي الآتيني إلى العربية : “يجب ألا ننسى أن الترجمة تولدت عن الاختلاف. فالاختلاف بين اللغات والثقافات هو سبب الترجمة ومسوغ وجودها. لكن الترجمة في الوقت نفسه ضمانة للحفاظ على الاختلافات.”3 فالاختلاف هو عامل لإغناء الثقافات وتطويرها وإخراجها من حالة الجمود والانغلاق إلى أفق مفتوح على التطور في تفاعل جدلي مع القيم الكونية، في واقع عالمي يعرف تطورا رقميا غير مسبوق.

لقد كان ولا يزال دور الترجمة حاسما للتعرف على ثقافات الشعوب الأخرى ومستوى تطورها لمواكبة المتغيرات على جميع الأصعدة. لذلك، شكلت الترجمة جسرا ممدودا بين الدول والمجتمعات على مر العصور، في إطار من التفاعل والحوار والتعاون بالرغم من الاختلاف والصراع بخلفيات الهيمنة والسيطرة خدمة لمصالح وأهداف اقتصادية و سياسية. لكن الشعوب كانت دوما تتواصل و تتعاون وتتكامل من أجل خلق مناخ التعايش المشترك بما يحقق السلم والاستقرار والتضامن.

في هذا السياق، تعمل الترجمة في المقام الأول على فهم ثقافة الآخر واختلافه في شروطه التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية كبنيات أنتجت مجموعة من النصوص والمعارف في مختلف الميادين العلمية والفكرية والأدبية، يتوجب على المترجم فهمها وتفكيكها تفكيكا منهجيا للوصول إلى ما وراء النص و البنيات العميقة المتحكمة في النص الأصلي. بهذا الفهم، تعتبر الترجمة أداة أساسية لحوار الثقافات والمجتمعات وتقاسم المعارف في مختلف المجالات الفكرية والعلمية والأدبية بالرغم من الاختلاف والتعدد. يقول أنطوان برمان :” إن جوهر الترجمة هو الانفتاح والحوار و التلاقح والتفتح، ووجودها رهين بتواصلها.”4

أما اليوم، فإن الطفرة الرقمية غيرت الشيء الكثير في بنياتنا القيمية والذهنية وفي شكل التعامل مع المعرفة والعلم. فالترجمة مطالبة بالمساهمة في إنجاز الحوار لخلق التغيير المطلوب كضرورة العصر ومتطلباته والأخذ بأسباب التقدم لتحقيق مجتمع العلم والمعرفة ضمن تصور عقلاني ومغاير للحد من واقع الانحطاط والجمود الفكري الذي نعيشه حتى يكون لنا موقعا بين الأمم المعاصرة . وهذا لا يمكنه أن يتحقق إلا باستراتيجية واضحة للترجمة تتوخى بناء أسس صلبة لمجتمع العلم والمعرفة و ثقافة الاختلاف والتعدد يكون بديلا لعالم يهيمن فيه نموذج حضاري أحادي يعتمد القوة والإقصاء.

3 – أهمية الترجمة لتطوير المعرفة والعلوم

إذا كانت الترجمة تساهم في تدبير التواصل والاختلاف اللغوي والثقافي فهي أيضا تعمل على تطوير العلم والمعرفة في مختلف اللغات وثقافات العالم بما تتيحه من إمكانيات الإطلاع على الحقائق العلمية والاجتهادات المعرفية باعتبارها تتخذ طابعا كونيا تساهم فيه مختلف الثقافات والحضارات في تطورها وتفاعلها. فالترجمة ساهمت تاريخيا في تطوير الثقافات والحضارات عبر العصور بنقل الإرث الفكري والعلمي الذي أدى فيما بعد إلى تقدمها و ازدهارها. والأمثلة عديدة ومتنوعة للمترجمين العرب الذين ترجموا الفلسفة والفكر اليوناني إلى اللغة والثقافة العربية والاستفادة من الحضارة اليونانية وازدهار العلوم وخصوصا في العصر العباسي. فالترجمة التي أنجزها العلماء العرب لأعمال الفلاسفة اليونانيين ساهمت في إحداث الطفرة الفكرية والفلسفية ليس فقط بالنسبة للحضارة العربية الإسلامية وإنما للإنسانية ككل. بحيث انتقلت، في ما بعد، إلى أوربا لتشكل النواة الصلبة والمنعطف النوعي الذي سيؤدي إلى النهضة الأوربية وإقلاعها الفكري والعلمي و بروز النزعة الإنسانية والتحرر من الفكر الإقطاعي للقرون الوسطى ابتداء من القرن السادس عشر في صيرورة متواصلة الحلقات مرورا بعصر الأنوار للقرن الثامن عشر وتطور الفكر العقلاني مع مجموعة من الفلاسفة المتنورين كجون لوك وجان جاك روسو و مونتسكيو وفولتير وديدرو.

وتأسيسا على ما سبق، يمكننا القول أن الترجمة تكون حاضرة في أي تقدم وتطور للمجتمع، وتساهم فيه بفعالية من أجل تملك العلم والمعرفة والتكنولوجيا والانطلاق نحو بناء المستقبل والتفوق في جميع المجالات بترجمة العلوم ومعارفها، مساهمة بذلك في الانفتاح البناء والإغناء والملائمة مع اللغة والثقافة الهدف. هذه الترجمة شكلت الأساس الفكري والعلمي الذي ستبني عليه الدول الأوربية نهضتها وتقدمها وخصوصا حين ربطت الترجمة بالاجتهاد العقلي والمنطق والتحرر من الفكر الإقطاعي المتخلف للقرون الوسطى. لذلك، فإن أي مجتمع أراد تحقيق النهضة العلمية والتقدم، مطالب بتوفير الإرادة الفعلية للتغيير الايجابي نحو المستقبل وفق إستراتيجية شاملة تكون الترجمة إحدى ركائزها، وذلك لتدبير الاختلاف الثقافي مع الثقافات الأخرى والتواصل من أجل تطوير مشروعه الفكري والعلمي والمعرفي واستدراك التأخر التاريخي.

لكن، نلاحظ اليوم أن كثيرا من الكتب العلمية في مختلف التخصصات لا تترجم في حالات كثيرة إلا بعد مرور عقود أو قرون من الزمن، دون أن تكون للباحثين والمفكرين والعلماء والطلبة إمكانية قراءتها فور صدورها. الشيء الذي يؤدي إلى التأخر وعدم مسايرة التطور الفكري والعلمي والسقوط في الجمود وإعادة استهلاك الفكر التقليدي بدون القيام بتطوير الفكر والعلم في علاقتهما وتفاعلهما بالمتغيرات الحاصلة في المجتمعات و الثقافات الأخرى.

خلاصة

تعد الترجمة مجالا مفتوحا للتواصل بين اللغات والثقافات بالرغم من الاختلاف الذي يميزها في صيرورتها التاريخية بموروثها المتنوع و المتعدد. فالترجمة تقربنا من الآخر لمعالجة التباعد الحاصل بين المجتمعات، وتجعل الحوار ممكنا، يؤسس للتفاهم والعيش المشترك بين الشعوب وبناء جسور التعاون والتضامن بينها مساهمة في إغناء ثقافاتها وتقدمها بالرغم من الاختلاف. فالدول المتقدمة تعطي اهتماما كبيرا للترجمة ضمن إستراتيجية واضحة ومدروسة لنقل العلوم والمعرفة والإبداع فيهما وتقاسمهما مع مواطنيها للرفع من مستواهم العلمي والثقافي لتبوء المراتب المتقدمة. فماذا أعددنا نحن وطنيا وعربيا في هذا المجال الاستراتيجي؟

إن تحقيق مجتمع العلم والمعرفة و التغيير الفكري من أجل التطور والتقدم يفترض النهوض بالترجمة ووجود تصور ومشروع واعد لهذه الأخيرة يؤسس لحركة الترجمة في جميع التخصصات يساهم في ديناميتها المجتمع العلمي بنخبه ومثقفيه وعلمائه بطموح حقيقي يهدف تنوير وتقدم المجتمع في عالم يعرف ثورة رقمية غير مسبوقة و يتطور بسرعة هائلة لمسايرة المتغيرات العلمية و التكنولوجية.

*أستاذ باحث في الآداب والترجمة

المراجع :

أمبرتو إيكو.(2012) .أن نقول نفس الشيء تقريبا. ترجمة أحمد الصمعي. المنظمة العربية للترجمة. بيروت . لبنان. ص.24

2- هانس يورغ غادمير. فلسفة التأويل. ترجمة محمد شوقي الزين 2006، الطبعة الثانية، المركز الثقافي العربي. بيروت. لبنان.

3- صالح علماني. الترجمة أداة ديمقراطية لإنقاذ الاختلاف https://middle-east-online.com

4 – Birman Antoine . (1984). L’épreuve de l’étranger. Gallimard, Paris.P. 16

5 – أحمد عبد الحليم عطية. (2010). جاك دريدا والتفكيك. دار الفرابي. بيروت. لبنان.

‫تعليقات الزوار

8
  • مؤثرون بالسيف والحكمة .
    الإثنين 25 ماي 2020 - 08:18

    من أكثر الكتب المستهدفة بتعسف النقل وعدم الأمانة عن الترجمة : كتاب الخالدون المئة أو المؤثرون المئة الذي ترجم تحت عنوان العظماء المئة .ترجمة بعيدة كل البعد عن مضمون الكتاب الذي ضم في قائمة المئة الأكثر تأثيرا الأنبياء محمد والمسيح وموسى ، والعلماء ألبرت انشتاين واسحاق نيوتن ، والقادة المجرمين أدولف هتلر جوزيف ستالين . وعن هذا الخلط بين القادة الدمويين والعلماء والفلاسفة يقول مؤلف الكتاب الفيزيانى اليهودي مايكل هارت " لمثال الملفت للنظر هو ترتيبي لمحمد أعلى من المسيح، ذلك لاعتقادي أن محمدا كان له تأثير شخصي في تشكيل الديانة الإسلامية أكثر من التأثير الذين كان للمسيح في تشكيل الديانة المسيحية . لكن هذا لا يعني أنني أعتقد أن محمدا ، أعظم من المسيح .. وكنت أميل لوضع بوذا على رأس القائمة لو كان أتباعه أكثر من أتباع محمد . والدليل على أنها لا تصنف العظمة وإنما التأثير خلوها من العظماء أمثال مارتن لوتر زعيم عصر الأنوار ، والقديسة تيريزا ، والمهاتما غاندي قائد العصيان المدني السلمي .

  • مايكل هارت .
    الإثنين 25 ماي 2020 - 08:27

    مايكل هارت (28 أبريل 1932) هو فيزيائي فلكي يهودي أمريكي، صاحب كتاب الخالدون المئة. وقد وصف نفسه بأنه "انفصالي عرقي مناصر للبيض"، فاقترح عام 1996 تقسيم الولايات المتحدة إلى أربع دويلات : دويلة للبيض ودويلة للسود ودويلة للهسبان السمر ودويلة للأعراق المختلطة . وهو متزوج وله ولدان . في عام 1996 خطب هارت في مؤتمر مؤسسة جارد تايلور ذات التوجه العنصري العلمي المعنون " نهضة أمريكا " حول الحاجة إلى تقسيم عرقي للولايات الأمريكية على أساس عنصري . اقترح هارت أن تقسم الولايات المتحدة إلى أربعة أقسام ، جزء للبيض ، وجزء للسود وجزء للهسبان وجزء يظل متعدد العرقيات . نظم هارت مؤتمرا عنصريا للافتخار بالبيض الأوروبيين وتفوقهم في مدينة بلتامور في 2009 تحت عنوان الحفاظ على الحضارة الغربية. وقدم المؤتمر على أنه للدفاع عن "الإرث اليهودي المسيحي والهوية الأوروبية لأمريكا من المهاجرين ، المسلمين والأفارقة الأمريكيين ، رغم أن الهوية الأمريكية ليست أوروبية .

  • الاشهب
    الإثنين 25 ماي 2020 - 22:02

    تحية لك على هذا المقال الذي أتقاسم تفاصيله . بل أعمل بها بصفتي مترجما من اللغة الألمانية إلى اللغة العربية التي أجد فيها فقرا فضيعا في الثقافة العربية بما في ذلك المترجم فغالبه مترجم عن لغة ثانية كالفرنسية في شمال أفريقيا والأنجليزية في المشرق. لدي مشروع كبير في هذا الباب لكن مع من ؟ ملاحظة أخرى بحكم اهتمامي بالفلسفة ألاحظ ترجمة نصوص متسرعة لأنها صادرة حديثا و لكنها ترجمة كارثية. مثلا ما معنى أن يترجم فلان بن فلان كتاب لأمارتيا صن عن " فكرة العدالة" و الذي استغرق فيه صين أكثر من 20 سنة في التاليف في امريكا و في هارفرد و ما ادراك ما هارفرد. وعندما صدر الكتاب ترجمه شخص بحثت عنه في الأنترنيت و لاأثر له. فلا علاقة له لا بالفلسفة ولا ربما بالمعرفة أصلا. والدليل على ذلك و باحتصار وجدته مثلا يترجم goods التي تعني ببساطة الخيرات في لغة العدالة لأن صن يقصد توزيع الخيرات لرفع الظلم الاجتماعي عن الإنسان. ووجدته يترجمها" بالسلع ". فهل هذا مترجم. وسير وسير . لدي العشرات من المضحك في الترجمة. طريقتي في الترجمة هي لا أترجم لأحد لم أقرأ كل مشروعه بدوناستثناء. والسلام

  • Youssef
    الإثنين 25 ماي 2020 - 22:20

    تحية طيبة،
    من بين اسباب النهضة في كوريا الجنوبية انها اهتمت ايما اهتمام بالترجمة، فقد قامت بترجمة هائلة لامهات الكتب في شتى المجالات ساعدتها لاحتلال مراكز متقدمة في سلم التنمية البشرية وتفعيل سياسة لغوية واضحة المعالم اغنتها عن الاعتماد على لغات اجنبية للتماهي معها وفرضها على ابنائها.
    على النقيض من ذلك، نرى ان بلادنا لا تعير اية اهمية للترجمة، و ان حاول بعض المترجمين بمحاولات فهم يصطدمون بغياب الدعم ودور النشر التي يبقى هاجسها الرئيس ماديا بحثاً.
    أما آن لوزارة الثقافة ان تهتم بالترجمة وان تتبنى سياسة ترجمية شاملة للقيام بنهضة ثقافية وفكرية، أم ان الدعم لا يوجه إلا للمهرجانات الفارغة؟

  • احسنت استاذي ...
    الإثنين 25 ماي 2020 - 23:03

    … الفاضل بتناول هذا الموضوع الهام.
    من المعلوم أن الترجمة هي التي فتحت طريق العالمية للحضارة الإسلامية وذلك بفصل دار الحكمة في بغداد العباسية ، حيث كان المامون يجازي كل مترجم بمقابل وزن كتابه ذهبا.
    الترجمة يجب ترويض التلاميذ عليها منذ الإبتدائي حيث من المفروض ان يتعلم الطفل المواد بلغات مختلفة.
    كتدريس معارف الإسلام بالعربية والعلوم والفلسفة بالفرنسية وتقنيات الكومبيوتر بالانجليزية.
    كما يجب تحويل كل الادب الى كلية اللغات والترجمة حيث تدرس نصوص الادب المقارن.
    نصوص عربية مقابل نصوص مشابهة بلغات أخرى الاكثر انتشارا في العالم.
    و هكذا يتخرج الطلاب وهم ملمين بأربع لغات على الأقل وقاديرين على نقل المعارف العالمية الى العربية.

  • رأي1
    الأربعاء 27 ماي 2020 - 01:17

    عملية الترجمة عملية صعبة وشاقة.فبما انها انتقال من ثقافة الى اخرى فهي تفترض من المترجم ان يكون على اطلاع واتقان للغة المترجم عنها باعتبارها حاملة لثقافة ان لم تكن هي نفسها شكل ومضمون تلك الثقافة.ولما كانت الثقافات متفاوتة في تطورها ومختلفة عن بعضها البعض فلا شك ان ذلك يطرح مشاكل كثيرة للمترجم.فهذا التفاوت لا يعرقل عمل المترجم عندما ينتقل من ثقافة ضيقة الى واسعة .لكن عند الانتقال من ثقافة متقدمة الى اخرى متأخرة يطرح مشاكل جمة.فلغة الثقافة المتقدمة اغنى من الاخرى ما يجعل العثور على المقابل الدلالي امرا عسيرا.

  • رأي1
    الأربعاء 27 ماي 2020 - 03:06

    وبسبب هذا التفاوت فان اللغات غير القابلة لمواكبة التطور اما ان تنقرض وتستبدل بلغة متقدمة متطورة كما حدث للعديد من اللغات الافريقية واما ان يحتفظ بها من اجل استخدامها في التواصل اليومي او في اغراض ادارية.بل ان اللغة حتى ولو انها قابلة لهذه المسايرة قد يتم اهمالها والاستعاضة عنها بلغة اخرى بسبب انعدام الحرص على المحافظة عليها عند اهلها.اما تلك التي تقبل التماشي مع متطلبات التقدم وخاصة في المجالين المعرفي والتقني ان كان اهلها من الحريصين على صيانتها وتأهيلها فان الترجمة تحتاج الى البحث الرصين والمتعمق في لسانها للعثور على الدلائل المقابلة.وعند عدم العثور على الدليل المناسة قد يحتفظ على اللفظ الاجنبي ويتم تحويره وتعديله لمناسبة التركيب الصوتي.وبما ان الترجمة هي نقل لمعارف وافكار فكل ترجمة تساهم في اغناء الثروة الفكرية لامة ما وفي بناء الانسان .

  • رأي1
    الأربعاء 27 ماي 2020 - 12:20

    واذا كان المامون عند انشائه لبيت الحكمة لترجمة تراث الاقدمين من اليونان وغيرهم فمت ذلك الا لادراكه لقيمة الترجمة ودورها في التقدم.انها تعمل على نقل ثروة غير مادية لتحويلها الى منافع.ولذلك فان الترجمة يتوجب ان تتجه الى الكتب المهمة ذات القيمة الاضافية اي تلك التي تتعلق بالتجارب والخبرات الاساسية والنافعة للحياة.وهذا ما جعل الصين من بين اكثر البلدان تقدما.فهي تعتمد اساسا على استنساخ ونقل معلومات الدول المتقدمة وتحويلها الى تطبيقات عملية ونفعية.ولتعم فائدة الترجمة يتوجب اعداد الاجيال اعدادا يمكنهم من استيعاب ما يترجم.فلا فائدة من ترجمة نبقى نتائجها في الرفوف من دون استعمال.فما لم نحفز الناس وخاصة الناشئين على القراءة وخلق الاستعداد النفسي على ذلك يكون ذلك من باب العبث.فاهم شيء في حياة الامم هو الحرص وتكوين القابلية لدى الاجيال على اكتساب المعلومة لانها حياة كما يقول نيتشه.

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب