الانفجار المروع الذي هز لبنان كشف أن بيروت الجميلة كانت تنام فوق لغم طيلة سنوات. لا يحتاج الأمر إلى كبير ذكاء لمعرفة الجاني الذي عقر الناقة. فنترات الأمونيوم كانت في مرفأ لبنان منذ زمن يصل إلى سبع سنوات: هناك من استورد، ومن صادر، ومن خزن، ومن حرس، ومن تجاهل، وأخيرا من تسبب في إشعال فتيل نار جهنم التي حرقت الأخضر واليابس مما تبقى من أمل في نفوس اللبنانيين. إنها الطبقة السياسية التي لم يستثن منها اللبنانيون أحدا في ربيعهم الذي لم يكتمل من جنت على لبنان، وما جنى عليه أحد غيرها.
سواء تعلق الأمر بهجوم كما يقول ترامب، أو بتفجير موجه شبيه بالتفجيرات التي كانت إيران مسرحا لها في الآونة الأخيرة، فإن النخبة السياسية كلها ضالعة ومسؤولة عن هذه المأساة، فأي نظام بموالاته ومعارضته يسمح بأن تقبع مثل هذه المتفجرات وسط السكان، لا يكون إلا نظاما قد قدم الدليل إن لم يكن على فساده وانتهاء صلاحيته، فعلى تهوره واستهتاره ولو عرف أن الفاعل عدو يناصب لبنان العداء.
ولأنه لبنان، بلد الفرق والطوائف والشيع، تنشط دائما نظرية المؤامرة، فتختلف التحليلات، وتتباين التكهنات حول من يقف منفذا وراء هذه الكارثة، أسئلة كثيرة تنتصب: لماذا هذا التوقيت بالذات؟؟ ومن المستفيد من الانفجار؟ هل تورط حزب الله بغية أن يشوش على حكم المحكمة الدولية المرتقب في قضية اغتيال رفيق الحريري؟ ولكن هناك من سيجيب بخصوص هذا الاتهام؟ وما مصلحة هذا الحزب في أن يكرهه اللبنانيون؟؟
هل هي إذن إسرائيل التي تجد في تقليم أظافر إيران في مناطق نفوذها، ومن ضمنها لبنان، محاولة أن تستغل ما تبقى من الوقت الميت من ولاية الرئيس ترامب بهدف تغيير الوضع على الأرض قبل أن أي اتفاق نووي جديد هو قادم لا محالة بين طهران وواشنطن كيفما كانت نتيجة الانتخابات الأمريكية هذه المرة؟؟ ولكننا نعود أيضا فنقول بأن إسرائيل على الرغم من أنها المستفيدة دائما من إرباك لبنان وإضعافه، فإنها لن تترك أثرا يدينها في هذا الحدث بالذات لأن التقصير اللبناني في الفاجعة كفيل أن يتحمل لوحده وزر هذه المأساة. بل ها هي إسرائيل تزايد وتعرض المساعدة.
إنه إذن التراخي والإهمال اللذان يصاحبان عادة استشراء الفساد في بلد ما هما من دمرا بيروت، وشعار دعه يدفع دعه يمر، الذي تتوافق عليه ضمنيا كل الأطياف السياسية بلبنان، هو من فجر تلك الأطنان من المواد الخطيرة أيا كان القائم بهذا التفجير. هذا إن وجد.
هذه إدانة أخرى للنخب السياسية المتشظية للبنان التي تدفع الآن بصراعاتها التي لا تنتهي بلدها إلى حالة الفوضى القصوى أو حالة العمه حيث تختلط الأوراق لدرجة يستحيل معها تمييز المسؤولين، عن كل هذا الدمار وكل هذا الفشل الذي أصاب الدولة اللبنانية.
لا نعتقد أن الأمر مجرد مصادفة. فالصدفة لا ترقد سبع سنوات قبل أن تتحقق. بل هو صب للزيت على النار، أو لنترات الأمونيوم على أوضاع اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية خانقة كي تنفجر لأجل توجيه الضربة القاضية لهذا البلد الذي أنهكته الأزمات.
الكل كان يتوقع انفجارا بلبنان، ولكن لم يدر بخلد أحد أن هذا الانفجار سيكون اسما على مسمى. سيكون على شكل اغتيال للبنان، الذي ضرب في قلبه النابض. لبنان الذي هو ضحية سلطته التي عكفت على الربع والمصالح الخاصة والطائفية، تاركة الحبل على الغارب، وعازفة عن ممارسة السلطة الرشيدة التي تعني تحقيق الامن والاستقرار وحماية الوطن.
هذا الانفجار العظيم الذي يأتي بعد الانهيار المالي الكبير قد يجعل لبنان المثخن بالجراح يقضي نحبه على مرأى ومسمع منا جميعا.
لبنان الذي دخل منذ مدة مزاد الأزمات من مختلف الأشكال لا تأتيه المصائب فرادى: قطاع بنكي متهالك، كوفيد 19، سقوط مدوي لليرة، ثم حلول هذا الزلزال الذي فاق كل ما تنتجه أفلام الرعب والخيال العلمي من صور الدمار والتقتيل، فأكد فشل الدولة. أو بالأحرى أكد الانطباع الحاصل بأن لبنان ليس سوى مجتمع متروك لحاله بلا دولة وبلا مشروع، وذلك بعد أن تغولت الميليشيات، وترسخت الطائفية والولاءات للخارج كأسلوب في الحكم، مع كل ما قد يتمخض عنهما من استهانة بإرادة الشعب من طرف طبقة سياسية التي لم تعد تلقي بالا للصالح العام.
إن ما وقع يفوق في وطأته حرب 2006، ففي دقيقتين خلف الانفجار ما خلفته تلك الحرب في شهر. الآثار ستكون وخيمة جدا سواء على نفسية لبنان الذي سيهرع أبناؤه إلى الخارج، أو على جيوب اللبنانيين الخاوية اصلا، ولربما أن إغلاق هذا الميناء الذي يزود لبنان بـ80 % من وارداته سيؤدي لا قدر الله إلى مجاعة في لبنان وسوريا معا. لأنه ليس سوى الرئة التي يتنفس منها البلدان. هو إذن تعقيد للوضع إلى مداه الأقصى. ولكن مهلا. فلربما هذا ما سيدفع لبنان للنهوض من جديد. فعندما تصل إلى قعر الهاوية لا يكون لك من خيار إلا الصعود مرة أخرى.
فمن رحم الأحزان ينبثق الغد المشرق. حتما سيتعافى لبنان. لأن عبقرية أبنائه كفيلة بذلك.
الفاجعة التي هزت بيروت بالأمس القريب ،تذهب كل التحليلات والتخمينات في اتجاه طرف واحد كيد فاعلة هو الفساد بمفهومه الشمولي والمستشري في أوصال الإدارة والمؤسسات فقد كان بمثابة السرطان الذي ظلت خراطيمه تضرب في كل إتجاه بلبنات،والشعب يعيش على البلاطا… ظهرت حدة الألم في الأوساط الشعبية وبعض طبقاته السياسية،حينما أعلنوا جهارا وبحضور الرئيس الفرنسي ماكرو ،أنهم لم تعد هناك من رابطة تشدهم بهؤلاء الخونة،وطالبوا بإجراء تحقيق دولي نزيه في مصابهم الحال وتحييد أجهزة الدولة ما تورطها في الوضعية المأساوية اللبنانية قائما ،لكن اللوبي الخبيث ما زال متماسكا فرفض أن يأتي كشف الحقيقة وأوراقها من قبل جهات خارجية ، أظن أن هناك تواطئا قائما بين هذا اللوبي اللبناني الخبيث وبين جهات أجنبية،ولعل على رأسها إسرائيل التي استقبلت الانفجار وضحاياه بالتكبير والتهليل ،سلمات
هذا مصير كل بلد يكثر فيه الفساد بكل أنواعه والوانه ، وهذا مؤشر للدولة الفاشلة ، ووو والتاريخ يفيدنا هنا كثيرا ، والذي يتقص الإنسان: عمى البصيرة:
﴿أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (٦) إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ (٧) ٱلَّتِی لَمۡ یُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِی ٱلۡبِلَـٰدِ (٨) وَثَمُودَ ٱلَّذِینَ جَابُوا۟ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ (٩) وَفِرۡعَوۡنَ ذِی ٱلۡأَوۡتَادِ (١٠) ٱلَّذِینَ طَغَوۡا۟ فِی ٱلۡبِلَـٰدِ (١١) فَأَكۡثَرُوا۟ فِیهَا ٱلۡفَسَادَ (١٢) فَصَبَّ عَلَیۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ (١٣) إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ (١٤)﴾ [الفجر ٦-١٤]
صدق الله العظيم.
… لبنان واضح لا يخفى على أحد.
عليه ان يعترف بدولة إسرائيل ويعقد معها اتفاقية سلام كما فعلت دولة مصر ومملكة الأردن.
اما اذا بقيت دولة لبنان في خندق المقاومة الذي وضعها فيه حزب الله فلن يزيدها ذلك الا تفككا وضعفا وانهيار.
لبنان صار موضوع تجاذبات القوى الإقليمية والدولية ومن الصعب أن تستقيم فيه الامور السياسية والاقتصادية .
لقد تم تدمير العراق وسوريا ولن يجنب لبنان نفس المصير الا معاهدة السلام مع إسرائيل.
التحليل يوازي بين فرضية التدخل الخارجي و المؤامرة و بين الوضع الداخلي الذي يتميز بالفساد المطلق .لبنان ظل دوما محل تجادبات اقليمية خطيرة جدا و لضمان مصالح القوى المتدخلة فيه كانت السلطة الداخلية تسند وفق الولاءات الخارجية و الطائفية و الحزبية فيضيع الوطن و المواطن ليسود الريع .لبنان انفجارها الحقيقي مستمر غير متوقف .لا اظن ان شعبا اكتوى بحرب اهلية سيخيفه انفجار المرفا. ان خوفه الاكبر على انفجار يشمل الوطن لبنان في ظل صفقة القرن .بعد سوريا و العراق و اليمن و ليبيا . المدخل الى لبنان هو باب الفساد الداخلي .الرئيس الفرنسي ماكرون اعطى لنفسه حق التدخل في تدبير الأزمة و حدد مواعيد لزياراته وحاول تعزيز الدور الفرنسي ازاء الدور الاممي.
العبرة من هذا الوضع هو ان اي وطن يجب ان يواجه الفساد لان الفساد هو روح التخريب و من يفسد لا يؤمن بالوطن فيحمل جوازات سفر يسرق من خلالها ليشتري مكانا امنا
خوفي عليك ياوطن
هو نفس الواقع البئيس من افغانستان وباكستان وايران والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين وليبيا والسودان والبقية ليست بافضل حالا كثيرا. الحصار في الخليج وسد النهضة الذي سيعطش مصر و……
من السهل اتهام الخارج المتربص لكن هذا قدر الجميع . الطبيعة قائمة على التنافس القاسي والضعيف لا بواكي له
المشكل في مكان اخر ربما في عقولنا ربما في ثقافتنا
من يدري