عجبي!

عجبي!
الأحد 9 غشت 2020 - 22:54

“في المدرسة يعلّمونك الدرس ثمّ يختبرونك، أمّا الحياة فتختبرك ثمّ تعلّمك الدرس” – ألبرت أنشتاين.

عجبت للنّهر يسقي العطشى ويهلك الغرقى!

عجبت للأم: زوّادة ألم وغلالة أمل!

عجبت لمحترفي السياسة: يصابون بإسهال لفظي خلال الحملات الانتخابية ويصبحون كائنات بكماء بعدها!

عجبت للخبز: يوطد دعائم سلم كما يمكن أن يشعل فتيل ثورة!

عجبت للنّملة والنّحلة: الميم مجدّة والحاء حلوة!

عجبت لأمّي التي تبكي لتعجن لي خبزي بملح دمعها!

عجبت لأبي الذي يحارب بصدر عار ليهبني قرطاسا وقلما !

عجبت للسماء تبكي لنستحمّ بدموعها !

عجبت لابن آدم يرتكب الأخطاء ويلقي باللاّئمة على الآخرين: أحرقتني النّار، ابتلعني البحر، دهسني القطار، مضت الحافلة وتركتني….!

عجبت لسيجارة يجوع متيّمها لأجل وصالها، يعاملها برفق، يداعبها بشفتيه، يغازلها بشفيف الكلمات، ومع ذلك تمعن في حرقه، قتله ولا تبالي!

عجبت لإنسان هذا العصر: لا يكفيه قبر واحد يأويه بعد الممات، فيبتني قبرا آخر وهو على قيد الحياة !

عجبت لرجل يعشق امرأة حدّ الجنون، يخلص لها أكثر من زوجته، يموت لفراقها… ذلك هو رجل سلطة… وتلك هي السلطة !

عجبت للبحر والحرب: البحر حرب ماتعة يسكنها الجمال والجلال، والحرب بحر هائج تسكنه الكراهية والبغضاء !

عجبت للحمار أسهم في بناء الحضارات ولم تنصفه اية حضارة !

عجبت لها ما أغربها: تفرحك وتحزنك، تنصفك وتظلمك، أنت تضعها في الحساب والحسبان، وهي تنكرك وتتنكّر لك حدّ الإمعان… تلك هي الأيام !

عجبت لنسل العولمة: ماذا لو حملنا سبحة مع كل هاتف جوّال !

عجبت للمغاربة قرؤوا “اللّطيف” زمن الاستعمار، فلم لا يقرؤونه زمن كورونا؟ !

عجبت لتعليم تصرف عليه الميزانيات الضخمة لينتج حفنة من النجباء!

عجبت لشعب يتبول على أسوار معالمه التاريخية بدل أن يتأمل ويعتبر بدروسها!

عجبت للقلم يحني رأسه ويهرق دمه ليكتب نزيفا !

عجبت لامرأة تبيع أعزّ ما تملك لتستبدل به ذلاّ مقيما !

عجبت لمسرحية عقيمة تتوالى فصولها الرتيبة، سئمنا نحن منها وما سئموا هم… تلك هي الانتخابات !

عجبت للتراب ننعته بالرخيص وما هو برخيص، منه خلقنا واليه نعود !

عجبت للإنسان يلوّن الأحلام بالوردي مرّة وبالسواد مرات !

عجبت للظالم يعيش في الظلمة ولا يدري أن بصيرته عمياء !

عجبت للقيّم أصبحت تتلاشى بسرعة كما فقاعات الصودا !

عجبت لإمبراطوريات الزمان الكوروني تفننت في صنع أسلحة الدّمار الشامل وعجزت عن إيجاد لقاح لفيروس أحال حياتها جحيما !

عجبت لسماحة الأرض تتحمّل جبروتنا وطغيانا، ثمّ ما تلبث أن تضمّنا بحنان الى صدرها الرؤوم !

عجبت لسماء مدرار تجود علينا بالحياة ولا تمنن!

عجبت للورق ظلّ مخلصا للرسائل حتّى بعد استسلامها لغواية الإلكترونيك !

عجبت لتلاميذ اليوم يستعبدون المعلّم، وكان حريّا بهم أن يكونوا له عبيدا! (من علّمني حرفا صرت له عبدا)

عجبت لابن آدم يبدأ بلا ذاكرة وينتهي بلا ذاكرة !

عجبت لمن تعجم السّنون عمره فيظل ساجدا لوردة الحلم !

عجبت لمدن تكلست عروقها بعد أن محت من ذاكرتها شيئا اسمه: اللّون الأخضر!

‫تعليقات الزوار

1
  • Pas possible
    الثلاثاء 11 غشت 2020 - 23:41

    Pas possible que personne n'a commenter ce beau texte . ça prouve que……..

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب