مستقبل حركة 20 فبراير بين أربعة خيارات

مستقبل حركة 20 فبراير بين أربعة خيارات
الخميس 23 فبراير 2012 - 16:09

مرت أكثر من مناسبة استدعت النقاش حول مستقبل حركة 20 فبراير، منها اللحظة الدستورية التي دشنها خطاب 9 مارس، ومنها اللحظة الانتخابية التي أفرزت صعود حزب العدالة والتنمية، ومنها أيضا انسحاب جماعة العدل والإحسان من هذا الحراك. وفي كل مناسبة كانت تظهر مبررات تؤجل النظر في هذا السؤال: مبرر تدني أفق النص الدستوري مع التشكيك في إمكانية التأويل الديمقراطي له، ومنها التشكيك أيضا في قدرة الفاعل السياسي الإسلامي في محاربة الفساد والاستبداد في ظل النسق السياسي القائم، ومنها أيضا قدرة الحركة على خلق هويتها المنسجمة بعد انسحاب العدل والإحسان.

غير أن هذه المبررات بالقياس إلى تطور الزخم النضالي والاحتجاجي لهذه الحركة، أصبح يستدعي بعد مرور سنة على ميلاد هذه الحركة أن يتم إعادة طرح السؤال من جديد، ليس على قاعدة الارتهان إلى المجد السياسي الذي صنعته بالضغط لإحداث التحول السياسي الذي أثمر التجربة السياسية التي يمر منها المغرب، ولكن على قاعدة الوظيفة والدور الذي يمكن أن تقوم به هذه الحركة، والإضافة النوعية التي يمكن أن تشكلها.

عمليا، هناك أربع خيارات، وكل خيار يفرز تحدياته الخاصة:

– خيار الاستمرار في دعم الطابع الاحتجاجي للحركة وتأكيد هويتها كحركة اجتماعية تستوعب مجمل التعبيرات الاحتجاجية وتمتد إلى الأحياء الهامشية. غير أن أكبر تحد يواجه هذا الخيار هو قدرته على تجميع مكونات الحراك الاجتماعي في ظل عدم رغبة هيئات وتشكيلات في احتكار أو توظيف مطالبها الفئوية ورسوخ تجربة هيئات مطلبية ذات طبيعة نقابية وحقوقية لا تبدي أي إرادة في تذويب إطاراتها أو الانتظام ضمن إطارات أخرى

– خيار التحول إلى تعبير سياسي، ذي طبيعة جبهوية يضم الحساسيات التي تتقاسم أو تتقارب على مستوى بعض التوجهات السياسية. ويواجه هذا الخيار تحديان، الأول مرتبط بالقدرة على تذويب التوجهات الكلاسيكية خاصة بين مكونات اليسار الراديكالي، وهي مهمة لم تستطع قيادات اليسار الجديد إنجاحها منذ التسعينيات إلى الآن، فضلا عن إمكان انخراط مكونات يسارية خاضت تجربة التطبيع السياسي. أما التحدي الثاني، فمرتبط بالإضافة النوعية التي يمكن أن يقدمها هذا التعبير السياسي ضمن المشهد السياسي الحالي، وهل ستمضي في اتجاه تعزيز أدوار الأطر الحزبية بعض الأطر الحزبية التي تركز على مطلب الإصلاح الدستوري، وتنتقد أشكال التأويل الدستوري، وحدود صلاحيات العمل الحكومي على المستوى النص الدستوري والممارسة الحكومية.

– خيار جذري يطالب بإحداث تغيير في بنية النظام السياسي ويحاول استنساخ تجربة الثورة الشعبية في تونس ومصر، ونقلها إلى المغرب. ويواجه هذا الخيار نفس التحديات السابقة المرتبطة بالانسجام الداخلي، وينضاف إليه تحد آخر مرتبط بالأفق خاصة بعد انسحاب جماعة العدل والإحسان، وعدم قدرة الحساسيات التي تحمل هذه السقف السياسي التحول إلى تيار جماهيري.

– خيار الضغط المجتمعي لمكافحة الفساد والاستبداد. ويواجهه تحدي القدرة على إحداث تحول فكري وسياسي وتنظيمي يؤثر في بنية الحركة ويغير في طبيعة الأدوار ويجعل أطراف الحركة الواسعة تحل محل مركزها المؤطر إيديولوجيا.

لقد أثبتت التجربة السياسية أن تيار الرفض لم يستطع أن يطور الأدوات التي تجعل منه فاعلا مؤثرا في النسق السياسي، بل على العكس من ذلك تماما، فإن هذا التيار لم يستطع حتى تحصين ذاته التنظيمية أمام إغراءات مخرجات العملية السياسية. كما تؤكد المعطيات الخاصة بالمكونات الموجهة اليوم لحركة 20 فبراير عدم وجود حاجة تنظيمية وسياسية لتعبير سياسي يؤطر الحراك الذي أفرزته، فالمكونات التي تقود هذا الحراك تنتسب لأطرها الفكرية والسياسية، ولا تبدي أي تطلع إلى أن تحدث تحولا في هذه البنيات.

أمام انسداد أفق تحول الخيار الجذري إلى حركة جماهيرية واسعة، والتحديات التي تعيق تحول الحركة إلى تعبير سياسي، يبقى مستقبلها مفتوحا أمام خيارين. خيار دعم الهوية الاحتجاجية لهذه الحركة ومحاولة تسقيف هذا الحراك الإجابة عن تحدي محاولة تسييسها.

وخيار خلق حالة شعبية تضغط بقوة من أجل محاربة الفساد والاستبداد، وتحصن تجربة التحول السياسي، وتمنعها من الانزياح عن أهدافها وخياراتها السياسية.

غير أن هناك محددا آخر يمكن أن يؤثر في سيرورة هذه الخيارات، وهو المتعلق بدينامية الحوار التي أعلنت الحكومة عن إرادتها في فتحه، لاسيما إن وسعت في مجاله حتى تستوعب كل مكونات الحراك بما في ذلك أطراف الحراك وهوامشه المؤثرة.

‫تعليقات الزوار

7
  • الهاشمي / طاطا
    الجمعة 24 فبراير 2012 - 00:26

    إن مستقبل حركة 20 فبراير هو في الواقع مستقبل الشباب المغربي بصفة خاصة،
    ومستقبل الشعب المغربي بصفة عامة.
    وعلى الذين يؤمنون بهذه الحركة وينشطون فيها ويدفعونها إلى الأمام،ويدافعون من
    أجل تحقيق غايات الشباب ومطالبهم من الحرية،والعيش في وطنهم بكرامة،أن
    يستيقظوا ويتيقظوا مما يحاك ضدهم من مؤامرات مخزنية، بواسط أجهزتها
    وطابوهات تابعة لها،تعمل لإفساد ما أنجزته وما تريد إنجازه هذه الحركة الشعبية المباركة.

  • ابو سماح
    الجمعة 24 فبراير 2012 - 00:36

    التغيرات السياسية التى عرفها المغرب يرجع الفضل فيهاالى حركة 20فبراير واستفاد منها حزب العدالة والتنمية الا ان انسحاب العدل والاحسان اعتبره نوعا من الخدلان والحل عند الحركة يبقى في التشبت بالمطالب الشعبية خصوصا الطبقات المهمشة والمحرومة من شروط العيش الكريم-دمنات-

  • خنيفرة /تيعلالين
    الجمعة 24 فبراير 2012 - 22:58

    ثمة علاقة جدلية بين النضال داخل المؤسسات والنضال خارجها أي في إطار الحراك الاجتماعي التي تقوده حركة 20 فبراير . ويبقى مستقبل هذه الحركة مرتبط بمدى تقدم الاصلاحات السياسية والاقتصادية في ظل حكومة السيد بنكيران ومدى استجابة الحكم لبرامجها مادام أن القرار ليس كله بيد هذه الحكومة .
    فكلما فشل أهل القرار في الاستجابة لمطالب الشعب في الشغيل وفي التعليم وفي الحد من الفوارق الطبقية والتهميش والقضاء على الفساد كلما ازدادت حركة الشارع قوة وعنفوانا . فالمد والجزر الجماهيري مرتبط جدليا بمدى تحقق الاصلاحات العميقة في كافة المجالات . أما موزاين القوى داخل حركو 20 فبراير فهو متوقف على مدى ذكاء وقدرة كل فاعل سياسي على طرح المبادرات والأفكار التي من شأنها تعبئة أكبر ممكن من الفئات الاجتماعية أي رفع الشعارات المرتبطة بالحياة اليومية للجماهير الشعبية .

  • brahim
    الجمعة 24 فبراير 2012 - 23:00

    قرأت في مواقع كثيرة من صفحات هذا الموقع الالكتروني المميز ،تعليقات اختيرت على المقاس ، وتعبر عن انتماءات أصحابها الواضحة إلى تيارات انتهازية تابعة للمخزن بشكل أو بآخر ،وأنا أستغرب كيف يحاجج أي مواطن في جدوى مطالب الحركة التي تختزل في الحرية والكرامة والعدالة كمطالب مشتركة لكل المغاربة، إن هذه المطالب لا يمكن أن تتحقق إلا بإحداث رجة اجتماعية ، لذا فإننا أمام خيارين إما أن نساند الحركة فهي تتسع لجميع الأحرار في المغرب أو نخلف موعدنا مع التاريخ مرة أخرى كما حدث إبان الاستقلال وفي لحظات معدودة من الزمن المغربي الحديث..لا يخفى على أحد
    مدى الخوف العميق الذي يدب في كيان الفاسدين وناهبي المال العام وسماسرة المخزن ، لأن الوضع الحالي للمغرب يرضيهم لذا ينشرون السموم ويروجون أفكارا تستهدف النيل من حركة 20 فبراير السلمية و المتواضعة في عددها وعدتها لكنها قوية بأفكارها وبأهدافها .. لأن برنامجها يشمل كل الفئات التي تسعى إلى التحرر والانعتاق من الاستبداد والفساد المه..فهنيئا للحركة ولكل الشعب المغربي على أحرارها الذين تحدوا القمع والبلطجية والتشهير والاعتقال وسلكوا طريق الحرية والكرامةوالعدالة .

  • vraimarocain
    السبت 25 فبراير 2012 - 12:48

    دائما أقدر حركة ال20 في نسختها الاولى والتي أراد البعض تنقيحها على مقاسه وحسب اهدافه او لنقل احلامه. من ينكر فضل الحركة في التغيير الدي عرفه المغرب إما حاقد او ناكر للجميل، إن لها كل الفضل في ما يقع الآن بالمغرب وتشكر على دلك وأقول لها ان عملها لم ينته بعد ليس لانها لم تحقق اهم اهدافها (الملكية البرلمانية) بل ستبقي الضغط متواصلا على من عهد إليه بمباشرة دورة التغيير حتى لا يدب الوهن والتقاعس في نفسه فتعود الامور إلى سابق عهدها. الشرط المطلوب هو ان تبقى الحركة مستقلة بناء على التوجهات التي حكمت تأسيسها وليس على اجندات من يحن لزمن الماضي سواء بيساريته او بقومته، كما يجب عليها ان تتجاوز منطق الركوب على الملفات والقضايا الاجتماعية لانها في نهاية المطاف ليست سوى نتاج لغياب ما هو مضمن في وثيقة مطالبها، كما يجب عليها أن تمر إلى مستوى آخر من التأطير الدكي الدي يجعل منها حركة واعية بعيدة عن الشعبوية التي صبغت حركيتها،واخيرا ان تفرق بين المناضل دا القيمة المضافة والرصيد الكبير عوض مناضلي آخر زمن ممن لا رصيد فكري او معرفي يقتات منه لبلورة مواقف قد توصف بالنضالية. على العموم دائما في الحركة بركة

  • abde lhafid
    السبت 25 فبراير 2012 - 12:49

    لا يخفى على كل مغربي يملك ذرة وعي أن التغيير في المغرب الجريح مند 1912الى2012,هو مجرد در رمد في عيون المغاربة ولا أقول دلك كرها لوطني وانما يئسا في انتظار فجر يكون فيه المغاربة ابناء وطن لاينام الا وهو مطمئن على ابنائه,لكن دلك اليوم لن ياتى الا ادا كان المغاربة امتال اجدادهم الحقيقين الدين لم يرضو بالمساومات المحسوبة بل الحق والوطن الحر لكن الدين اخدو الامانة اضاعوها لانهم ماكانو يفكرون الافي ملء البنوك الاجنبية بالدرهم,ماداتنتظرون ام على قلوبكم اقفالها ربما لا تبصرون نحن شعب الشرف ولا تأخدنا العزة بالاتم لكننا نغضب ادا ما احسسنا بان الاخرين يخدعوننا والحقيقة اننا خدعنا بلاين المراة ليس عن جهل منهم لكن الخادعين قصدو فاصدع بصوتك ولاتكن من الخائنين,ماحدود القمع هل الموت وكم من فلسطني مات اكن الارض تقول لا احاد راحل كلهم في حظني نحن لاندعو للعنف لكن اقول للحق نشدو ولا نصرخ كن ابن الوطن ولاتكن ابن ابيك تجدك ابن ابيك,
    عاش الملك الضامن لوحدة الوطن وحفظ الله اسرته ورعها
    ويسقط بن كيران
    وغلاب
    والقائمة طويلة,,,,,

    ا

  • abde lhafid
    السبت 25 فبراير 2012 - 13:02

    ان الرهان السياسي يفرض علينا مؤزة حركة 20فبراير للأنها حركة اتبتت أحقيتها في رفع المطالب الشرعية والمشروعة لكل نفس تتنفس هواء المغرب الجميل, لكن كباقي الاطياف السياسية حركة 20فبرارير تنقصها الفاعلية في طرح القضايا لانها تعتمد فقط طريق المقاطعة ولاتعتمد منهج المشاركة والملاحظة الراقية لما يحدت في الساحة السياسية المغربية والدولية ,

صوت وصورة
مؤتمر الأغذية والزراعة لإفريقيا
الخميس 18 أبريل 2024 - 16:06

مؤتمر الأغذية والزراعة لإفريقيا

صوت وصورة
الحكومة واستيراد أضاحي العيد
الخميس 18 أبريل 2024 - 14:49 64

الحكومة واستيراد أضاحي العيد

صوت وصورة
بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية
الخميس 18 أبريل 2024 - 14:36 57

بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية

صوت وصورة
هلال يتصدى لكذب الجزائر
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:45 3

هلال يتصدى لكذب الجزائر

صوت وصورة
مع المخرج نبيل الحمري
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:17

مع المخرج نبيل الحمري

صوت وصورة
عريضة من أجل نظافة الجديدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 12:17 3

عريضة من أجل نظافة الجديدة