هل تعيش دواليب الحكومة حجرا صحيا؟!

هل تعيش دواليب الحكومة حجرا صحيا؟!
الثلاثاء 15 شتنبر 2020 - 08:16

حكومة لا أعادها الله..

منذ أن تقلد حزب البيجيدي منصب رئاسة الحكومة، والمغاربة قاطبة بكل أطيافهم السياسية والاجتماعية يجأرون بالدعاء “لا أعادها الله..”، يجهرون بها كل وقت وحين تحت ضغوطات القضايا الشائكة والمستفحلة التي يموج بها واقعهم، وسياسة اللامبالاة التي ألفتها، وبخاصة في ظل جائحة كورونا؛ قضايا تواجهها الحكومة أحيانا؛ وعلى لسان رئيسها بتصريحات شفاهية جد مقتضبة، اعتقادا منها أنها بمثابة أقراص “الأسبرين” المهدئة.

وقد وظفت الحكومة فيروس كورونا لتلوذ خلفه بالصمت المطبق تجاه قضايا وملفات مستجدة تؤرق المعيش اليومي للمواطن؛ آخرها على مسرح الأحداث مصير عشرات الآلاف من العمال والمستخدمين الذين وجدوا أنفسهم فجأة؛ وتحت طائلة الفيروس؛ مفصولين أو مهددين بالسراح عن مهنهم، هذا عدى نيران استخلاص رسوم التعليم التي أججتها معظم مدارس التعليم الخصوصي في استقبالها للموسم الدراسي الجديد ومواجهتها للأسر المغربية؛ ناهيك عن صيغ هذا التعليم، ما إن كان حضوريا أو عن بعد، وأدوات كل منها، وكذا الإجراءات الواجب الالتزام بها، أيا كانت مواقعه، داخل المدن أو القرى أو البوادي.

في غياب آليات الدراسات والتحقيقات

في سياق العمل الحكومي، وتجاوبا مع كل القضايا الطارئة والمستجدة، هناك آليات في شكل خلية عمل طارئة لتدارس الوضع عن كثب وإجراء تحقيقات ميدانية بهدف الوصول إلى الميكانيزمات الممكنة وانتقاء أنجع السبل لدبير القضية أو التعاطي مع أزمة معينة أو حالة خاصة.

كم هي عدد المرات التي انعقد فيها جمع حكومي، منذ الأيام الأولى لتفشي الوباء (على الأقل)؟ ماهية اللجان الوزارية التي حققت في أمر عارض أو ظاهرة جهوية، كالأمطار الطوفانية الأخيرة التي ضربت أخيرا مناطق بالأطلس المتوسط والخسائر الفادحة التي أتت عليها سيولها الجارفة؟

وآخرها قضية اغتصاب ومقتل الطفل “عدنـــــــان” التي هزت الرأي العام المغربي، فحتى الآن لم نقف على رد فعل حكومي إزاء هذه الجريمة النكراء التي تجاوزت أصداؤها داخل المغرب، وكأن لسان حالها يقول “هذا أمر عاد، طالما أن ظاهرة “البيدوفيليا” ظاهرة عالمية”!

وكأن الحجر الصحي يشل دواليب الحكومة

ألف المغاربة؛ عبر وسائل الميديا الرسمية أو الشعبية؛ تصريحات جد مقتضبة لرئيس الحكومة السيد العثماني، كلما بلغ إلى مسامعه “دوي انفجار” قضية على الصعيد الوطني أو الجهوي، ثم فجأة يتوارى خلف دواليب الحكومة، أو بالأحرى بالصمت اللامسؤول أمام قطاع واسع من الرأي العام المغربي الذي ذهبت به قراءاته لهذه اللامبالاة في كل اتجاه، فتارة منه من يعتبر أن أي طرف في معادلة كورونا محكوم عليه بالشلل، ومنه من ينظر إلى الحكومة كشخص معنوي قابل لحمل فيروس كورونا، وبالتالي فلا بد له من التحوط والاحتراز كيلا يقع في مصيدته، ومن ثمة فلا داعي لانتقاد شخص قابع خلف الجدران ينظر إلى الوقائع من طرف خفي، ومنه من يرثي لحال هذه الحكومة التي هرمت وشاخت في مناصبها، وتم تلقيحها أكثر من مرة بحقنات “من أين تؤكل الكتف” أو الحقنة القديمة الجديدة “العام زين”، أو ما اصطلح عليه القاموس السياسي الانتهازي “كم من قضايا وملفات تعالج بالسكوت عنها”!

أمام هذه الصور القاتمة للعمل الحكومي، والتحديات السوسيواقتصادية التي فرضها الوباء الكوروني، إلى جانب الاستحقاقات الانتخابية القادمة، يعِنٌّ لكل مواطن تساؤل ما إذا كانت هذه الحكومة ستجدد دماؤها في النسخة المقبلة، أم ستذهب دون رجعة “الماء والشطابة حتى قاع البحر”؟!

‫تعليقات الزوار

7
  • هشام
    الثلاثاء 15 شتنبر 2020 - 10:08

    الما و الشطابة حتى لقاع لبحر !، حكومة فاشلة بكل المعايير !!! بدأ وها بعنتريات دون كي شوت سرعان ما تبين فشلهم ، مراهقة سياسية و اخلاقية ، هدا هو ملخص هاد الحزب المطبوخ في كواليس المخزن

  • الكرماني
    الثلاثاء 15 شتنبر 2020 - 10:22

    والله هذآ للحكومة مامسوقا غيابها شبه كلي…فقط عايشا بالشفوي… هذا اسمه المنكر فعلا واش حتى هيا عندها الحجر الصحي …؟

  • الرياحي
    الثلاثاء 15 شتنبر 2020 - 11:33

    حضور الحكومة أو غيابها سيان فلا هي من العبر ولا من النفير بل تضر اكثر ما تنفع
    رئيس الحكومة عينه على الانتخابات ويريد المزيد من المتوقع داخل مفاصل الدولة لأكل الكتف
    حزبها يناور ويكذب عن إنجازات وهمية أو ينسب إنجازات الحكومات السابقة اليه
    سياسة الحكومة مكرننة (من كورونا)
    الأدهى ان المغاربة سيختارون الأخونج مرة أخرى
    مما يخرجني من طوري واقع في حيرة من هذا الشعب الشقي
    تحتياتي

  • لا أعادها الله...
    الثلاثاء 15 شتنبر 2020 - 11:46

    لمسخ هذا ماشي الحكومة…قضايا بالأطنان…وكأن المغرب غادي بالستارتير لا أجهزة ولا هم يحزنون… واش آعباد الله كان شي حكومة فالدنيا كتمشى بالشفوي؟ فين كاينا هذي من غير الحكومة الموقرة اديالنا

  • Said.M
    الثلاثاء 15 شتنبر 2020 - 12:06

    Un gouvernement défaillant selon toutes les normes, je ne sais pas si la constitution marocaine permet à son président de démissionner, c'est dommage qu'El-Bajidi l'emporte dans les rênes du gouvernement du Maroc … Il y a des problèmes dans les tonnes et qui s'aggravent dans tous les secteurs, en particulier les secteurs de l'éducation et de l'économie à la lumière de la pandémie de Corona, les gens doivent être conscients La leçon est bonne, surtout à l'approche des élections générales. Merci

  • حكومة فاشلة
    الثلاثاء 15 شتنبر 2020 - 14:24

    حكومة فاشلة بكل المقاييس ، لا أعلم ما إذا كان الدستور المغربي يسمح لرئيسها بتقديم الاستقالة،إنه لعار أن يتسيد البيجيدي زمام حكومة المغرب… هناك قضايا ضخمة وتزداد استفحالا في جميع القطاعات وخاصة قطاعات التعليم والاقتصاد في ظل وجود جائحة كورونا ، على الشعب أن يعي الدرس جيداً سيما مع اقتراب الانتخابات العامة،وشكرا

  • KITAB
    الثلاثاء 15 شتنبر 2020 - 18:25

    عاد المغاربة بكل توجهاتهم ومشاربهم السياسية والاقتصادية مقتنعين أكثر من أي وقت مضى أن أسوأ عمل حكومي لا يمكن بحال أن يكون أكثر من هذه الحالية في تدبيرها وتواصلها ونجاعتها في السكوت عن قضايا المواطنين، لكن المخيف حقا هو تأتي الانتخابات في الغد وترى الناخبين يهرولون لاختيار صور البيجيدي، في المغرب يصعب التكهن بالرأي العام واتجاهاته ، فقد يبيت مصرا على موقف لكن سرعان ما يعدل عنه في الغد حسب تقلبات الأمزجة وحتى المصالح … فلا وجود لقناعات سياسية قائمة على الدراسة والتأمل ، اليوم أصبح للدرهم كلمة فاصلة وله وقع وتأثير على القلم والكتاب ، سلمات

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة