بؤس العقل الديني من إساءة المقدس إلى تقديس الإساءة ‮

بؤس العقل الديني من إساءة المقدس إلى تقديس الإساءة ‮
السبت 31 أكتوبر 2020 - 23:56

إن الحديث عما أصبح‮ ‬يسمى بقضية‮ “‬الرسوم المسيئة للرسول‮” ‬يحتمل مقاربات عديدة، منها السياسي‮ – ‬الإيديولوجي،‮ ‬وهو الشكل أو الزاوية الأكثر شيوعا،‮ ‬إذ إن الاحتجاجات التي‮ ‬تعم الشارع العربي‮/‬الإسلامي‮ ‬تكشف عن هذا التأويل،‮ ‬وهو بكل ما عليه من مؤاخذات‮ ‬يظل مقبولا ومشروعا ومبررا‮. ولكن أن‮ ‬يصبح كبرى القضايا التي‮ ‬ينتفض من أجلها الشارع العربي‮/‬الإسلامي،‮ ‬فهنا تصبح المسألة تحمل دلالات‮ “‬الكارثية‮” ‬ وتكشف عن مآزق العقل العربي‮ ‬الإسلامي،‮ ‬بل وبؤسه أيضا‮. ولفهم بعض جوانب هذه الاختلالات التي‮ ‬صارت جزءا من بنية العقل العربي‮/‬الإسلامي،‮ ‬فإننا نرى أنه‮ ‬ينبغي‮ ‬البحث فيها انطلاقا من النقط التالية‮:‬ ‬في‮ ‬دواعي‮ ‬نشر الرسوم قد‮ ‬يكون السبب من وراء نشر تلك الرسوم هو اختبار رد فعل العالم الإسلامي‮ ‬ودرجة تعلقه بالمقدس الديني،‮ ‬ومن ثم فهو‮ ‬يشكل محرارا لتشبثه بالدين الإسلامي‮ ‬وحقيقته. ‬كما‮ ‬يمكن أن‮ ‬يكون السبب في‮ ‬ذلك هو حرية التعبير داخل المجتمعات الغربية،‮ ‬وما تقتضيه أدبيات حريات الرأي‮ ‬داخل القوانين الوطنية والدولية‮º ‬غير أنه مهما كانت الدواعي‮ ‬من وراء‭ ‬هذا النشر فإن ما‮ ‬يظل مثيرا،‮ ‬حقا،‮ ‬هو هذا الرد الجنوني‮ ‬الذي‮ ‬يقوده الإنسان المسلم داخل الشوارع‮. لذا¡ وجب البحث في‮ ‬الحيثيات الثقافية التي‮ ‬وردت فيها هذه الإساءة.

‬إن الدال الموظف في‮ ‬هذه الإساءة هو رسوم،‮ ‬ونوع الرسوم هو الكاريكاتير. ‬وهذا الفن من أهم خصائصه هو السخرية التي‮ ‬تكسر حاجز الواقعية‮. ‬والهدف من هذا الفن،‮ ‬الذي‮ ‬يخضع لأوليات وقيم فنية لها مقوماتها وضوابطها،‮ ‬هو إبلاغ‮ ‬رسالة مّا تتسم بالشحنة والقوة التعبيرية لدى المتلقي‮ ‬لها‮.

ويقسم النقاد هذا الفن إلى‮:‬ ‮- ‬الكاريكاتير الاجتماعي‮ ‬الذي‮ ‬يكشف عن التناقضات التي‮ ‬يعاني‮ ‬منها الواقع الاجتماعي،‮ ‬وهو‮ ‬يتسم بالسخرية اللاذعة والتهكم الشديد،‮ ‬لكن تأثيره‮ ‬يظل محدودا.

‮- ‬الكاريكاتير السياسي،‮ ‬وهو الأكثر انتشارا ويكون الهدف منه‮ نقد الواقع السياسي‮ ‬بنوعيه المحلي‮ ‬والعالمي،‮ ‬وإذا كان المحلي‮ ‬يصلح أن‮ ‬يشفع بتعليق،‮ ‬فإن العالمي‮ ‬يقتصر على الرسم فقط حتى‮ ‬يضمن تداول الخطاب وانتشار دلالته وإن اختلف السياق الثقافي‮ ‬والسياسي‮ ‬والاجتماعي.

مُؤدى ذلك كله هو‮ ‬أن الرسوم الساخرة‮ ‬ليست هدفا في‮ ‬ذاتها،‮ ‬وإنما هي‮ ‬دال‮ ‬يحمل دلالات ما تكون هي‮ ‬المقصودة،‮ ‬وهنا لا بد لنا من النظر إلى‭ ‬المسألة من زاويتين،‮ ‬علاقة العربي‮/‬المسلم بالرسم ‬أو الصورة بشكل عام، ‬ثم علاقة الغربي‮ ‬بالصورة ونظرته للآخر‮:‬

أ‮- ‬إن علاقة العربي‮/‬المسلم بالفنون كلها مشوبة باللبس والغموض،‮ ‬فهو مُحرّم في‮ ‬العديد من الأوساط،‮ ‬ومنبوذ في‮ ‬أخرى ومهمش عند البعض‮. ‬والسبب في‮ ‬ذلك‮ ‬يعود إلى اعتبارات عديدة،‮ ‬لكن الديني‮ ‬منها‮ ‬يقف على رأس الأسباب‮.

وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن فن الكاريكاتير‮ ‬غالبا ما‮ ‬يشتغل على التحريف في‮ ‬الملامح الرئيسية للشخص،‮ ‬أو‮ ‬يتم الاستعاضة عن الملامح بأشكال الحيوانات،‮ ‬فإن الكاريكاتير سيكون هو الشكل التصويري‮ ‬الأكثر نبذا من لدن المسلمين الذين‮ ‬يرون في‮ ‬ذلك تشويها للخلقة التي‮ ‬تؤول في‮ ‬النهاية إلى السخرية من‮ “صنيع/خلقة‮” ‬الله‮.‬ هذا ويضاف إليه العنصر السياسي،‮ ‬على اعتبار أن أغلب الأنظمة العربية تحرم التعرض للسخرية من شخص الحاكم على اعتبار أنه‮ “‬شخصية مقدسة‮”..‬

ب‮- ‬في‮ ‬حين أن الكاريكاتير،‮ ‬وباقي‮ ‬فنون الرسم والصورة،‮ ‬تجد حقلها الخصب في‮ ‬المجتمعات الغربية،‮ ‬وأن الصورة ترعرعت ونضجت في‮ ‬رحم الكنيسة،‮ ‬بل إن النهضة الأوربية كانت في‮ ‬البداية فنية بالدرجة الأولى قبل أن تشتعل وتشيع في‮ ‬كل مجالات المعرفة‮.

ولذا¡ ففي‮ ‬ظل المساحات الديمقراطية التي‮ ‬تنعم بها المجتمعات المتقدمة الغربية،‮ ‬يبقى الحكام في‮ ‬الخيال الاجتماعي‮ ‬مجرد أفراد/بشر. ومن هنا¡ ندرك انتشار الرسوم الكاريكاتيرية التي‮ ‬تسخر من الشخصيات السياسية والحكام؛‮ ‬بل إن السخرية تتخذ من المسؤولين السياسيين مادة لها،‮ ‬والحال أن المجتمعات العربية لا تتخذ من موضوعاتها سوى المستضعفين الذين هم المتلقي‮ ‬وموضوع هذا التلقي.‬

صفوة القول إن اللبس الحاصل في‮ ‬علاقة الإنسان العربي‮/‬المسلم بالصورة‮ ‬يجعله أكثر تأثرا بالخطاب المصور،‮ ‬لأن الخاصية التي‮ ‬يتميز بها والتي‮ ‬تتسم بالسطحية تجعله‮ ‬يتفاعل وينفعل أكثر أمام ما هو فني‮ ‬ومحسوس.

وهنا نجد سدنة الدين وفقهاء‭ ‬الظلام‮ ‬ينصبون أنفسهم فقهاء في‮ ‬النقد الفني‮ ‬والأدبي ‮والسياسي، فمثلا تشكل الأعمال الفنية والأدبية‮ “‬وليمة لأعشاب البحر‮”‬و‮”‬الخبز الحافي‮” ‬و‮”‬آيات شيطانية‮” ‬أعمالا أدبية وفنية لها قيمتها، وقد نشأت كما ترعرعت في‮ ‬حقل أدبي،‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬يتم إلحاقها بالواقع الواقعي‮ ‬لتسهل محاكمتها وفحصها‮: ‬إنهم أشبه بقاطع الطريق اليوناني‮ ‬بروكس‮.

لعل هذا التعامل السطحي،‮ ‬الذي‮ ‬يهيمن على العقل العربي‮/‬الإسلامي،‮ ‬راهنا،‮ ‬هو السبب في‮ ‬كل الخلافات التي‮ ‬تحصل،‮ ‬بل وتزداد ضراوة مع الانغلاق على الهوية والتقوقع على الذات،‮ ‬خصوصا أن المسلمين‮ ‬يسعون إلى دفع الآخر إلى فهمهم دون أن‮ ‬يكلفوا أنفسهم عناء البحث في‮ ‬الخلفيات الثقافية والفنية والسياسية الحقيقية التي‮ ‬ينطلق منها الآخر.

وعليه،‮ ‬فسواء تعلق الأمر بحرية التعبير أو اختلاف الثقافات، فإن المشكلة تظل في‮ ‬البدء والمنتهى ذات صلة بالخلفيات المرجعية والثقافية التي‮ ‬ينطلق منها العربي‮/‬المسلم والمتسمة بكراهية الآخر،‮ ‬على اعتبار أن العالم كله‮ ‬يجتمع ويتحد من أجل محاربة عدو واحد‮ ‬يخشون نهضته هو‮ “‬العالم الإسلامي‮”.. ‬ في‮ ‬حين أنهم‮ ‬يسقطون في‮ ‬الفخ الذي‮ ‬ينصب لهم،‮ ‬دون وعي‮ ‬منهم،‮ ‬بسبب التسطيح الخطير وهو‮ “‬إلهاؤهم‮” ‬عن كبرى القضايا،‮ ‬لأن المشكلة لا تكمن في‮ ‬الإساءة Åلى المقدس،‮ ‬وإنما في‮ ‬تضخيم القضايا الصغرى والتافهة،‮ ‬إنهم‮ ‬يقعرونها وتصير أكبر مما هي‮ ‬عليه،‮ ‬ومن هنا‮ ‬يصبح الأمر أقرب إلى‮ “‬تقديس الإساءة‮”.‬

حرية التعبير وحرية الإساءة

من الصعب أن نجزم بأن ما أقدمت عليه الصحف الدانماركية من نشر للرسوم بأنه مجرد صدفة،‮ ‬أو مجرد تعبير عن حرية في‮ ‬الرأي،‮ ‬خصوصا أنها المرة الثانية التي‮ ‬يعاد فيها نشر الرسوم،‮ ‬وبشكل أكثر انتشارا‮، ‬بمعنى أن الذين أقدموا على ذلك هم مدركون لخطورة الأمر، بل إنهم‮ ‬يتحسبون نتائج ذلك،‮ ‬خصوصا أن الانهيارات التي‮ ‬تواجهها المجتمعات الإسلامية لا تزيدها إلا تشبثا بمقدسه الديني‮ ‬ورموزه التراثية الدينية‮.

فالاحتماء‭ ‬بالتراث والعودة إليه في‮ ‬ظل واقع مظلم ومليء بالإحباط لا‮ ‬يمكنه إلا أن‮ ‬يزدهر وتزدهر معه أوجه الدفاع عنه‮. ‬إنه البحث عن مختلف أشكال‮ ‬العنف للرفع من درجة الصراع والرفض. وهنا تجب الإشارة إلى أن الغرب قد تفطّن،‮ ‬بعد أن كان في‮ ‬السابق ملجأ للعديد من المنفيين والمعارضين الدينيين،‮ ‬إلى أهمية وحجم الجالية الإسلامية ‬المتزايدة‮ ‬التي‮ ‬صارت تشكل تهديدا لمستقل ثقافاته،‮ ‬ومستقبل القيم الاجتماعية التي‮ ‬ناضل الغرب من أجلها والمتمثلة في‮ ‬قيم الاختلاف والحرية بما تتضمنه من حرية الفكر والاعتقاد¡ ‬إذ إن المسلم في‮ ‬الغرب‮ ‬يعتبر نفسه،‮ ‬دائما،‮ ‬حاملا لمشروع حضاري‮ ‬إسلامي‮ ‬ينبغي‮ ‬له أن‮ ‬يقوم بواجبه على أحسن وجه،‮ ‬عن طريق المحافظة على قيمه وتقاليده،‮ ‬وأن‮ ‬يشيع هذه القيم بالدعوة إلى نشر الإسلام‮. ‬والحال أنه في‮ ‬كل ذلك‮ ‬ينفي‮ ‬كل مبادئ اختلاف الهوية والثقافة،‮ ‬وينفي‮ ‬أن‮ ‬يكون الآخر على جانب من الصواب وعلى درجة من الحقيقة، ‬مهما قلت.

إن العديد من المهاجرين المسلمين،‮ ‬الذين استقروا في‮ ‬أوربا وأمريكا،‮ ‬هم ذوو درجة ضعيفة معرفيا،‮ ‬وهم في‮ ‬غالبيتهم أيد عاملة،‮ ‬لم‮ ‬يتمكنوا من الاندماج بسبب ضعف الآليات الثقافية التي‮ ‬يحملونها، ‬وهو ما‮ ‬يقوي‮ ‬من الصراع ويدفعهم إلى العيش بعيدا عن الحياة العامة واختلافاتها‮. ‬لذلك¡ نراهم‮ ‬يشتغلون على شكل جمعيات أو مؤسسات خيرية هدفها هو نشر الدين والدفاع عن حقوق ممارسة الشعائر وبناء‭ ‬المساجد.

من خلال ذلك كله،‮ ‬نفهم لماذا امتنع عن نشر الرسوم الإيرانية حول المحرقة اليهودية، ‬لأن هذا المنطق الذي‮ ‬ينطلق منه المسلمون هو على‭ ‬اختلاف بيِّن مع الخلفيات التي‮ ‬كانت من وراء نشر الرسوم المسيئة للمقدس الديني‮ ‬الإسلامي،‮ ‬وهنا نستحضر واقعة تاريخية مثيلة حدثت في‮ ‬غزو الكويت،‮ ‬حيث طالب آنذاك صدام حسين الأمم المتحدة بأن تدفع إسرائيل إلى الانسحاب من أراضي‮ ‬فلسطين إذا أراد المجتمع الدولي‮ ‬أن‮ ‬ينسحب هو من الكويت، المنطق نفسه ‮ ‬يتكرر،‮ ‬في‮ ‬حين أنهم‮ ‬ينسون الخلفيات الثقافية والحضارية والسياسية المتحكمة في‮ ‬العديد من القضايا اليوم.

‬فإذا كان المسلمون‮ ‬يرون أنفسهم هم المستهدفين فلأنهم‮ ‬يعلنون عن الصراعات بعدد كبير من الأشكال. ‬فهم لم‮ ‬يروا في‮ ‬القانون الفرنسي‮ ‬الذي‮ ‬يقضي‮ ‬بمنع‮ ‬الرموز ‬الدينية إلا ‬منعا للحجاب ‬ومحاربة الإسلام،‮ ‬والحال أن المنع شمل كل الديانات. ‬كما أن المسلمين‮ ‬لم‮ ‬يدركوا بعد، ‬أنهم‮ ‬يمارسون أنواعا عديدة من العنف الثقافي‮ ‬والفكري‮º فهم‮ ‬يهاجرون إلى الغرب ويريدون أن تكون المجتمعات الغربية كما‮ ‬يريدون هم أن تكون، ‬يريدون الاستفادة من التقدم والرفاه المحقق في‮ ‬هذه المجتمعات،‮ ‬مع المحافظة على قيم‮ “‬البداوة‮” ‬و”العصبية‮” ‬والاعتداد بمطلق الحقيقة التي‮ ‬يتوفر عليها. إنهم‮ ‬يتراوحون بين الأخذ بمنجزات التكنولوجيا الغربية،‮ ‬وفي‮ ‬الآن نفسه‮ ‬يحقدون على من أنتجها.

من النص إلى الرسم

لعل ما‮ ‬يثير الانتباه هو ‬أن العديد من الذين‮ ‬يحتجون في‮ ‬الشوارع الإسلامية،‮ ‬اليوم،‮ ‬لم‮ ‬يتمكنوا من الاطلاع على‭ ‬الرسوم الكاريكاتيرية،‮ ‬فأحرى أن تكون لهم أدوات فنية‮ ‬يحللون بها ويفهمون الخطاب الذي‮ ‬تنتجه، وهذا أمر‮ ‬يتكرر في‮ ‬كل مرة،‮ ‬إذ لا تزال ذكرى‮ “‬آيات شيطانية‮” ‬حاضرة بقوة في‮ ‬الذاكرة الإسلامية،‮ ‬علما أن الملايين من الذين‮ ‬ينبذونها لم‮ ‬يقرؤوا منها حتى العنوان.

إذن، فالأزمة التي‮ ‬أثيرت في‮ ‬السابق مع صدور رواية سلمان رشدي ‬أخفت قيمتها الفنية ولم نعد نعرف عنها شيئا،‮ ‬وإنما صارت تابوها محرما؛‮ ‬في‮ ‬حين أن هناك كتبا تراثية أثارت بشكل مباشر قضايا النبوة،‮ ‬وناقشت النص القرآني،‮ ‬وما تعرض له من تحريف وتعديل وإبدالات،‮ ‬دون أن‮ ‬يتعرض أصحابها للقتل أو الشنق،‮ ‬وحتى ما حدث على مر التاريخ الإسلامي‮ ‬لم‮ ‬يكن من ورائه سوى الخلفيات السياسية والصراعات السياسية بالدرجة الأولى،‮ ‬أما الدين فكان لخدمة السياسة.

‬والملاحظ،‮ ‬اليوم،‮ ‬أن الأزمة تزداد تضخما بفعل الخواء الفكري،‮ ‬والانهيارات العقلانية التي‮ ‬تتوالى،‮ ‬والحصاد الفكري‮ ‬الغث الذي‮ ‬يُحصد حضاريا في‮ ‬المجتمعات الإسلامية. لذلك، فإن هذه الردود ستزداد وستتضاعف ما دام الفقر الفكري‮ ‬والمعرفي‮ ‬يتضاعف أمام التطور العقلاني‮ ‬والحضاري‮ ‬الذي‮ ‬تعرفه المجتمعات المتقدمة.

بين نص المصحف وتدريس القرآن

إن ما أقدمت عليه الحكومة الدنماركية من حلول للأزمة لن‮ ‬يضع حدا لمثل هذه النعرات‮. ‬فما‮ ‬يعتبر اليوم،‮ ‬داخل المجتمعات الإسلامية،‮ ‬مكسبا بفعل إقدام الدانمارك على توزيع المصاحف وتدريس القرآن في‮ ‬جامعاتها وعقد مؤتمرات،‮ ‬هو في‮ ‬الواقع‮ ‬يجعل المجتمعات الإسلامية أمام تحدٍ‮ ‬آخر‮… ‬إنه سؤال النص وسؤال المعرفة‮..‬ وسؤال التأويل‮… ‬فالآخر لن تقنعه التفاسير والشروح التي‮ ‬تتجمل بمفاهيم‮ “‬الإعجاز العلمي‮” ‬و‮”‬الإعجاز القرآني‮” ‬و‮”‬البيان‮” ‬وغيرها من المفاهيم التي‮ ‬يتم تداولها‮.. ‬لأنه سيفهم وسيؤول وسيحلل انطلاقا من خلفية ثقافية ومعرفية،‮ ‬مع وجود مقارنات‮… ‬قد تكشف عن أشياء لم تكن متوقعة.

وهكذا سيصبح النص هو المنطلق في‮ ‬أي‮ ‬حوار أو صراع‮، ‬سيكون الجدال من الداخل، ‬من داخل ثقافتنا نحن، لأن المسلم‮ ‬يتصور التاريخ العربي‮ ‬الإسلامي‮ ‬بمثابة خط هادئ وسكوني،‮ ‬وأن المعرفة واحدة كلها تدور حول حقيقة وحيدة، ‬والحال أنه تاريخ مليء بالاختلالات والصراعات والاختلافات، ‬منها السمين ومنها الغث. ‬لذلك¡ فالمسلمون في‮ ‬حاجة إلى العودة إلى تاريخهم وإعادة النظر فيه والبحث عن الاختلافات التي‮ ‬تتساكن داخله وتتعايش بهدف تنمية معرفية قوية‮.‬

عود على بدء

لا تمثل إعادة نشر الرسوم حدثا استثنائيا،‮ ‬في‮ ‬ذاته،‮ ‬بقدر ما تكشف عن درجة حضور الصراع الثقافي‮ ‬والهوة الساحقة التي‮ ‬تفصل بين المجتمعات الغربية ومثيلتها الإسلامية، ‬إذ لا يمكن أن‮ ‬يتصور المسلم فصلا بين المعتقد والذات.‮ ‬لذلك، فإن أي‮ ‬مسّ بالمقدس‮ ‬يعتبر مسّا به هو كذات وككيان،‮ ‬وأي‮ ‬مسّ بشخص ولو كان فردا،‮ ‬فإنه‮ ‬يعتبره مسّا بالهوية وبالفرد كانتماء ديني،‮ ‬وأي‮ ‬مسّ سياسي‮ ‬يعتبره مسّا بالمعتقد الديني، ‬بحيث اختلطت لديه كل المكونات وصار من المستحيل الفصل بينها، وهذه الصورة هي‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬يتوانى المسلمون في‮ ‬تصديرها Åلى الآخر بكل الوسائل المتاحة،‮ ‬وهو ما جعل الآخر/الغرب‮ ‬يكون صورة عن المسلم، وخاصة العربي‮ ‬المسلم‮،‮ ‬وهي‮ ‬صورة وإن اتسمت بالتعميم في‮ ‬بعض مناحيها،‮ ‬فهي‮ ‬تكشف عن الصورة المهيمنة‮.

لذا، ما دامت هذه الصورة النمطية هي‮ ‬المهيمنة والمروجة عبر وسائل الإعلام،‮ ‬فإنه‮ ‬يبقى من الضروري‮ ‬التوقف عندها وإعادة النظر فيها‮º ‬لأن المسؤول عنها ليس المتلقي (الغرب) ‬وإنما المنتج لهذه الصورة،‮ ‬بل‮ ‬ينبغي‮ ‬الوقوف عند الخلفيات المرجعية المسؤولة عن إعادة إنتاجها. ‬وهنا نعني‮ ‬المرجعيات الدينية ذات السمة الفقهية الظلامية التي‮ ‬تعيد إنتاج مجموعة من السلط الرمزية المتحكمة في‮ ‬مفاهيم‮ “‬الحقيقة المطلقة‮”…‬ إذ ليس أمام المجتمعات الإسلامية من خيار سوى العودة إلى الذات ومساءلتها،‮ ‬واجتراحها،‮ ‬وإسقاط الطابع الأسطوري‮ ‬عن كل الرموز التي‮ ‬اكتست طابع التقديس بفعل المسافة الزمنية التي‮ ‬تفصل الحاضر عنها،‮ ‬وتمييز الأحداث التاريخية عن تلك الدينية،‮ ‬ثم الرفع من مستوى القيمة المعرفية للدين،‮ ‬بحيث‮ ‬ينبغي‮ ‬ألا يترك الدين في‮ ‬إطار مغلق‮ ‬يتغذى من ثقافة قديمة واجتهادات انتهت بانتهاء ظروفها وسياقاتها الثقافية والتاريخية‮.

إن الاحتجاج على الرسوم أو النصوص الإبداعية،‮ ‬أو الأعمال الفنية لن‮ ‬يزيد إلا تعميق المآسي‮ ‬والكوارث المعرفية،‮ ‬وتوسيع الهوة بين المسلمين وبين باقي‮ ‬الجماعات الدينية والثقافية، إذ‮ ‬ينبغي‮ ‬إحلال قيم إنسانية بما تحمله من رصيد التحاور والتعايش‮، ‬لأن الدين،‮ ‬كيفما كانت طبيعته،‮ ‬لا‮ ‬يهدف إلا إلى ترسيخ قيم الإنسانية وتعزيز مكانة الفرد،‮ ‬وتعزيز الاختلاف‮.

جُماع ذلك كله‮ ‬يجعل المجتمعات الإسلامية (العربية) أمام ضرورة ‬تعزيز مكانة العقل داخل النسيج الفكري‮ ‬بالبحث في‮ ‬الطبقات العقلانية التي‮ ‬نشأت في‮ ‬مراحل من تاريخ الحضارة الإسلامية،‮ ‬مع التحلي‮ ‬بالشجاعة بهدف تحطيم العديد من‮ “‬الأصنام‮” ‬ التي‮ ‬نحتها العقل الإسلامي‮ ‬وصار‮ ‬يعبدها، ولم‮ ‬يستطع أن‮ ‬يتخلص من تبعيته لها‮. ‬إنها باختصار ضرورة‮ “‬نقد العقل الإسلامي‮”…

‫تعليقات الزوار

35
  • Said
    الأحد 1 نونبر 2020 - 03:43

    هذا التمييع ما يريده منا الغرب و العلمانيون المنسلخين من كل شيء هو ان نرى الاساءة الى نبينا و نقبل بكل عفوية. النصوص الإبداعية و التخربيقية عندما تكون موجهة لشخصك عادي مثلك. اما لشخص النبي افضل من مس الحصى فلا و الف لا يا هذا.
    صحيح أن ما وقع عرى عن الكثير من الوجوه البئيسة التي ترى في الغرب حلوه و مره صورة متكاملة لا تقبل النقد.
    و الله حتى لو أردنا أن نتقدم و نفرض أنفسنا على الساحة الدولية ستجد مثل صاحب المقال و هم كثر يثبطون و يقوفون في الطريق لا لشيء سوى لانجذابهم لكل ما هو اجنبي.

  • la taklikha
    الأحد 1 نونبر 2020 - 07:41

    mais alors,changer la pensée des masses,c"est changer les régimes qui renforcent chaque jour la taklikha et toujours la taklikha ,alors c"est le suicide,mais non ils vont laisser faire les masses répéter indéfiniment:les koufars en enfer,les koufars en enfer,
    lorsque qu"un voyou rempli de la taklikha en permanence devient un fqeh qui dicte une fatwa à chaque de rue,alors les masses sont soumises et répétent ce que leur dicte le voyou fqeah

  • زينون الرواقي
    الأحد 1 نونبر 2020 - 08:24

    يا أستاذ أي رسوم وأي فن وأي اعمال ابداعية في تعميم كاريكاتور لا يهمنا من يمثل وحتى لو كان لغير الرسول في وضع فاضح مقزز نخجل من إعادة وصفه وذكره وتكراره كل مرة ؟ المسألة هنا ليست مسألة تديُّن ولا تعصّب ولا تخلٌف فحتى لو كنت من أشد غلاة الملحدين لن تستطيع مشاهدته مع ابنائك على القنوات التي كانت تعرضه على مدار الساعة والتي لوحظ مؤخراً انها خجلت من نفسها وتوقفت عن عرضه .. منذ ان تعلمنا ابجديات القانون الفرنسي والمغربي المستنسخ عنه أدركنا ان هناك عقوبة مترتبة عن الاخلال بالحياء العام atteinte à la pudeur publique والمفروض في الاخلال بهذا الحياء ما يؤدي في الشارع العام وحتى هذا الفعل المخل بالحياء سيقتصر أثره المؤدي على فئة ممن تواجدوا في ذلك الشارع أثناء حدوثه والامر بالنسبة للرسم – ولا أقول الرسوم – المخل بالحياء تجاوز أثره الشارع العام ليقتحم البيوت والمدن والدول الأخرى ويراه الكوكب بأسره وليس الشارع فقط لنصبح أمام إخلال بالحياء العالمي وليس العام … نرفض وندين هذا الرسم ليس تعصٌباً ولا تأسلماً بل حتى لو كان نفس الرسم لآلان دولون أو ترامب والفداحة هنا مضاعفة اذ تترجم قلة ذوق وقلة احترام لرسول سواء آمنا به أم لا فاحترامه واجب اعتباراً لما يناهز المليارين من اتباعه والمسخ البورنوغرافي الذي تخيله لا يستسيغه سوى شخص مريض مهووس بالاستيهامات الجنسية هذا ناهيك عن انه لا يدخل في باب الكاريكاتور الذي يعتبر فنٌاً يقوم على التلاعب بالملامح الشخصية لصورة موجودة أصلاً وهو ما لا يتوفر هنا بالنسبة للرسول الكريم ..
    الحداثة لا تعني القبول بكل القذارات وان تبتسم لمن يتبوٌل عليك حتى لا توصف بالمتخلف وهذا ما نلمسه للأسف لدى الكثير من فاقدي البوصلة الهوياتية والأخلاقية .. ولا فرق بين من يرى في إظهار مؤخرة الرسول وخصيتيه ابداعاً وفنّاً وبين من يرى في ذبح من ينشر الرسم جهاداً وفداءاً للرسول فكلاهما على نفس الدرجة من الانحراف ….

  • زينون الرواقي
    الأحد 1 نونبر 2020 - 09:01

    .. بالعاصمة البلجيكية بروكسيل أوقفت إدارة مدرسة يوم أمس مدرّساً عن العمل بعد ان عرض على على التلاميذ الرسم الفاضح للرسول وقد كان عمدةً مولينبيك حيث تقع المدرسة أكثر صواباً وعقلانية من بعض المتفيقهين عندما برر توقيف المدرس بقوله " ان قرارنا يعتمد بشكل خاص على حقيقة ان هذه صور فاحشة .. حتى لو لم تكن للنبي لفعلنا الشيء نفسه "

  • aleph
    الأحد 1 نونبر 2020 - 09:35

    أقلام أنذرت نفسها لخدمة فاشية اليمين المتطرف العنصري.
    عالم النفس وليام ريان William Ryan صاغ عبارة blaming the victim أي"لوم الضحية". وهي تلك الأيديولوجية ة التي تستعمل لتبرير العنصرية. وصاحبنا يُجَند نفسه لأستعمال هذه الأيديولوجية للإصطفاف مع اليمين العنصري الفاشي الفرنسي والغربي عامة، ضد بني جلدته. الغرب يساند الأنظمة الديكتاتوريات العربية والإسلامية لينهب ثرواتنا ويفرض علينا إمبرياليته الإقتصادية والثقافية كلغته الفرنسية التي صارت معززة مكرمة في أوطاننا وكأنها لغتنا الرسمية، ويهين ثقافتنا ومقدساتنا. وهذا السيد يجند نفسه للدفاع عن هذه الإمبريالية المتعددة الأوجه التي يتعرض لها بني جلدته، لعل وعسى يرضى عليه الأسياد ويتكرموا عليه ببعض الفتات وببعض الشهرة الزائفة في بلاد العم سام، بلد إقامته.
    وبأس القلم عندما يصير مرتزقا، وبأس اشباه المثقفين عندما يصبحوا عملاء.

  • Amaghrabi
    الأحد 1 نونبر 2020 - 10:41

    بحث قيم من الاستاذ المحترم خالد وبالتالي لا يقبله الا المعاندون بمعنى معزة ولو طارت.مع الاسف مغربنا يعيش الازدواجية في كل شيئ في اللغة وفي الفكر بحيث هناك من يريد ان يفرض النصوص الدينية بدون بحثها والتحقيق في صحتها وهل يقبلها المنطق السليم؟الاحظ اليوم ومع الاسف المتعلمون والمثقفون يدافعون عن فكر الاميين وفكر فقهاء القرون الوسطى لان مع الاسف فقهاءنا اليوم لا يستخدمون عقولهم لكي يجتهدوا ويقدموا لشعوبهم اجتهادات تساير عصرنا وتندمج مع الحضارة العصرية التي تتوجه الى توحيد البشرية من اجل مصالح البشرية ولا شيئ اخر الا المصالح المشتركة مع جميع البشر ,ومع الاسف اجد كثير من المعلقين المثقفين يغردون خارج السرب ويكرسون ثقافة الاميين وثقافة القرون الوسطى

  • شيزوفرينيا
    الأحد 1 نونبر 2020 - 11:24

    مع كل تعليق سيد زينون تقدم الدليل على أنك نسخة للعمالة التي ترفض الاندماج في قيم الجمهورية رغم أنك أمضيت سحابة عمرك هناك . انت تريد هذا ولا تريد هذا ومع هذا وضد هذا . من أنت سيد زينون لتفرض قيما جعلتك لاجئ كسرة خبز على الدولة التي وفرت لك العمل والكرامة والحماية .

  • زينون الرواقي
    الأحد 1 نونبر 2020 - 11:49

    تعليق 8 : لا احد من المعلقين تحدث عن النصوص الدينية أو سعى الى فرضها .. اصبح رفض الرسم الفاحش تكريساً لثقافة الأميين وثقافة القرون الوسطى ! وحتى نعتبر حداثيين نليق بالانتساب لهذا العصر علينا ان نصفق للبذاءات ونقبل بها .. وبالمقابل فمن استحسن الرسم البورنوغرافي المقزز فهو الحداثي المنفتح الذي غادر ثقافة القرون الوسطى ..
    يتساءل الكاتب والأديب الپولوني ستانسلاف جيرزي لك quand un cannibale mange avec une fourchette est ce un progrès ? .. الخروج من نفق التخلف يتطلب الكثير وليس فقط الأكل بشوكة شارلي ايبدو والاصطفاف الأعمى وراء كل ناعق باسم حرية لا يعرف أين تبدأ ولا أين تنتهي .. حدّثهم عن المحرقة وسترى أين ومتى تتعثر بغلة الحداثة وحرية التعبير …

  • ملاحظ
    الأحد 1 نونبر 2020 - 12:04

    الى الاخ زينون الرواقي

    لا يمكن باي صفة وضع رسوم كركتورية والدبح على نفس المستوى أيا كان
    الا فنحن نساوي بين القانون المشرع من طرف مجتمع منظم وبين شرع اليد وقضاء الشارع أي اننا ندعو الى تكريس الفوضى ونهاية قوة القانون .
    فإذا كانت الرسوم الكاركتورية المذكورة تعتبر مخالفة الاخلال بالحياء العام فالدبح عن عمد هي جريمة شنعاء
    فكيف يا اخي انك تدافع عن الإعدام لقاتل النفس عن عمد وتساويه في هذه الحالة مع رسوم كاريكاتورية قد تستحق الحجز والغرامة وفي الحد الأقصى بضع سنوات سجن

  • شكرا
    الأحد 1 نونبر 2020 - 12:27

    قبل قراءتي الموضوع ابحث في التعاليق عن اسم زينون الريواقي و aleph وكتاب لكم الشكر على الافادة والغيرة الصالحة وفقكم الله

  • Al ma3arri
    الأحد 1 نونبر 2020 - 12:45

    ما يدعى حضارة عربية أو إسلامية ولا هي الواحدة و لا الأخرى هي حضارة مبثورة من رجلها الفني ببساطة لأن طبيعة الفن هي التجاوز و التجاوز يحتاج إلى الحرية و الإسلام يكره الحرية.
    هَمَّ محمد بإضرام النار في بيوت أولئك الذين اختاروا أن لا يذهبوا لصلاة الجماعة (حتى يتعرضوا للمراقبة كل 4 ساعات):
    مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ.
    و بما أن سعي الإسلام الأساسي هو الهيمنة على العالم و إدخاله بالسيف (الآن يتم هذا بالتكاثر الأرنوبي) في منظومته القسرية الخالية من الجمال والخالية من الحرية حيث أن المغامرة الأكثر جنونا و خروجا عن المألوف هي: صلاة التراويح!
    هؤلاء الذين قدموا إلى فرنسا بأقدامهم هاربين من كل أشكال الاضطهاد و الخصاص من بلدانهم الإسلامية يحاولون أن يبثروا فرنسا من الفن و من الحرية , و تحويلها إلى مكان معتوه يشبه ذلك الذي هربوا منه!
    فهل على فرنسا أن تظل مكتوفة الأيدي أمام المجرمين الذين يهددون قانونها و هويتها الثقافية كما أمام الإيديولوجية التي تغذي هذه الوحشية (أولا غادي نبقاو نكدبو على ر يوسنا)!?

  • ياسين الفكيكي
    الأحد 1 نونبر 2020 - 12:48

    نفس الحريات التي جعلت المسلمين يضحون بحياتهم وحياة اولادهم للوصول لأوروبا ولو عبر قوارب الموت هي نفسها الحريات التي اعطت لشارلي ايبدو حرية نشر الرسوم الساخرة من كل الشخصيات التاريخية دون استثناء.الحريات التي منحت للمسلمين حق بناء المساجد وممارسة شعائرهم الدينية علنا وتحت حماية دولة الحريات، هي نفس الحريات التي تمنح للإنسان هناك حق السخرية من ما يسمى مقدسات.قمة العبث و الانحطاط و السخرية أن يدافع المسلمون عن الحرية ما دامت متماشية فقط مع مصالحهم ويرفضونها عندما تتعارض مع افكارهم و مصالحهم الضيقة .احتجاج المسلمين على الحريات عندما تتعارض مع مصالحهم سيف ذو حدين سيتحول ضدهم وسيقود إلى تضييق الحريات عليهم أكثر فأكثر، وعزلهم أكثر في مجتمعات تعيش على الانفتاح و رضعت من الحريات والتعددية و الفكر الحر.الموقف المنافق من الحريات لا مستقبل له كما علمنا التاريخ.

  • زينون الرواقي
    الأحد 1 نونبر 2020 - 13:10

    أعلاه في الصفحة الرئيسية يطالعنا خبر حول تصريح جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي بباريس ووزير الثقافة الفرنسي السابق مما جاء فيه : " حتى بعض الفرنسيين من غير المسلمين رفضوا رسوم الكاريكاتور المنشورة بمجلة شارلي أبدو وتوجهاتها في تسفيه الديانات " .. هؤلاء الفرنسيين أيضاً يكرّسون ثقافة الأميين وثقافة القرون الوسطى ويهددون قوانين فرنسا وهويتها الثقافية !!
    عندما أشرت الى ذلك في تعليق سابق حول حوار مع احدى جاراتي التي استهجنت الرسم الكاريكاتوري الفاضح فسر احدهم الامر بأنها كانت فقط تجاملني خوفاً مني لأَنِّي في نظرها مشروع ارهابي .. فهل كانوا يجاملون جاك لانغ أيضاً تحسٰباً لكونه انتحاري محتمل ؟

  • la tolérance,seule solution
    الأحد 1 نونبر 2020 - 14:17

    pour ne pas être complice inconsciemment de l"idéologie criminelle de deash et alqaida qui ont assassiné des de musulmans,pour couper net à leur propagande de destruction ,il faut enseigner l"islam de la tolérance,l"islam qui respecte les autres croyants et non croyants,le seul et unique juge Allal ,l"humanité est devenue une, l"humanité créee par Allah à lui on revient à lui on rend les comptes,les civilisations sont différentes à accepter sans les adopter,car on a besoin l"un de l"autre,car un tremblement de terre ne distingue pas les civilisations,la preuve hier la turquie dont Adorghan crie haut et fort n"importe quoi,cette turquie a subi un tremblement ,que les morts soient couverts par la bénédiction d"Allah,les blessés que Allah les guérisse

  • KITAB
    الأحد 1 نونبر 2020 - 15:05

    "قد"; "ربما" ; "يمكن" هي الأكثر الأدوات اللاصقة بين جمل الأستاذ الواردة في النص ليصل إلى "العتاهة" التي يريد يقصف بها بنية العقل العربي بشكل مطلق، فالرسوم الكاريكاتورية أدانها العديد حتى ممن يصطفون مع الحداثة و التنوير، كان بالأحرى على الأستاذ أن يصوغ تساؤلا من عنده لينتظر رد الفعل، أكان أحد يسمح ويقبل باسم حرية التعبير أن يرسمه أحد في وضعية بونوغرافية هو أو زوجته أو إحدى بناته… هل هذا وارد قبوله… لا وألف كلا… إذن فلماذا نقص حرية التعبير على مقاسات الإسلام فقط، فكما أشار سيد مهدي الرواقي فقد تم توقيف أحدهم في بلجيكا لمجرد رسم كاريكاتوري لشخص آخر… فرنسا اليوم مقبلة على الانتخابات والأحزاب اليمينية المتطرفة تشحذ سكاكينها لتجعل من الجاليات العربية المسلمة بفرنسا وقودا لحملتها المسعورة و المنتظرة، لدي فقط تساؤل للأستاذ بربك دلني على الحقائق التي حملها مذبحة الأستاذ الفرنسي كما جرت بدون تحريف..؟ أين هي ستجد بدلها صورا وأشرطة مفبركة، وبالتالي فعلينا الحذر الشديد للقبول بهذا الخطاب أو ذاك قبل إدراجه في جهاز التشخيص scanner, سلمات

  • WARZAZAT
    الأحد 1 نونبر 2020 - 15:21

    أحسن مقال قرأته في الموضوع.

    الأمر يدور حول قضايا باطنية أخرى. الرسوم هي '' ضربة المروحة ''….google تنشر الرسوم…من يقاطع google و أمريكا.

    حرية التعبير تضمنها دساتير كل الدول المتحضرة من اليابان إلى كندا و ألمانيا…فعلا كل دولة و حساسيتها و غالبا ما تكون تتعلق بهيبة الدولة و شهداءها…الدين عندهم أمر خارج الهامش عكس مجتمعاتنا التي فيها الدين كل شيء.

    و ماذا تعني ''الإساءة'' و ''القداسة''؟! شيء قد اعتبره إساءة و شخص أخر لا…ثم ما هي العقوبة؟…غرامة؟…نحر؟…و هل يجب على العالمين أجمعين أن يقدسوا ما نقدس و نقدس ما يقدسون؟ من هذا الباب يجب أن نمتنع عن ذبح الابقار إحتراما لمقدسات الهندوس…و إلا فالحرب.

    كل هذه الغوغاء لا معنى لها خصوصا أنها من ناس لا يحترمون أي ملة و أي دين….أكبر إساءة للاسلام هم المسلمون أنفسهم.

    من نحن و تركيا و باكستان كي نعطو اروبا درسا في التسامح و احترام الأديان؟!

    من جهة أخرى…فرنسا تعيش على دمائنا و دماء باقي الأفارقة. هي و باقي الامبرياليين هم من علف هذه الزبانيات المسعورة و سلطوها علينا. ألان و هم قد انتهوا بنا ها هم يعضون أذيالهم….منكم و إليكم.

  • Lamya
    الأحد 1 نونبر 2020 - 18:33

    لفهم معنى الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه و سلم علاقة بحرية التعبير في اوروبا, هو ان صاحبها يريد ان يقول لنا "هذه هي الصورة التي تصلنا منكم عن نبيكم" بالاضافة الى ان الرسوم استفزازية تؤجج المشاعر و كلما كان الرد عنيفا من طرف المسلمين كلما لقيت الرسوم شهرة و استحسانا و رمزية لحرية التعبيراللامحدودة. من المفروض ان تكون ردة الفعل انكسارية و جلدا للذات و لوما للنفس و بدل مجهودات مضاعفة بالصبر و الجلد و حسن ا لمعاملة لو العمل اعطاء صورة افضل عن الاسلام في الغرب, خصوصا ان الاسلام يتم ربطه بالارهاب و التخلف. ع لاوة على ان كلما كانت الرسوم استفزازية و تثير ضجة عالمية, كلما كانت مصدرا للاسترزاق, لان مبيعات الجرائد, التي تنشرها تزداد و الربح هو محدد النشاط الثقافي او اي نشاط اقتصادي في الغرب.

  • سعيد المغربي
    الأحد 1 نونبر 2020 - 21:02

    هذا مقال يعبر عن بؤس الواقع العربي والإسلامي، وعن قدرة رسم على تأجيج مشاعر أغلبية سكانه. مقال يعبر عن سمو التفاهات على القضايا الأساسية، قضايا التعليم والصحة والعدل والعمل. قضايا التنمية المواتية للبيئة، قضايا حقوق الإنسان، وقضايا المساواة بين الجنسين وعدم التمييز ومكافحة العنف. من حق كل شخص أن يحزن لأن الرسم خدش مشاعره، وإذا كان البعض يعتقد أن الرسم أخل بالآداب العامة، كما يقول السيد زينون الرواقي في كل مداخلة من مداخلاته، فالقضاء الفرنسي يفسح المجال أمام كل من يعتقد أن حقاً من حقوقه قد انتُهك بأن يرفع دعوى ويقدم حججه، هذه هي الحرية وهذه هي دولة الحق والقانون. أما نقد الرئيس ماكرون لأنه يدافع عن الكاريكاتور (وليس عن هذا الكاريكاتور بالذات) فهو حماقة ما بعدها حماقة. نحن هنا أمام ثقافتين مختلفتين حد التناقض، لكن أفراد إحداهما يلجؤون إلى العنف بسهولة مذهلة بل ومثيرة للرعب. وإذا كان لا بد لأحد الفريقين أن ينظر إلى نفسه في المرآة ويسائلها، فالجواب واضح وضوح الشمس. وتحية هسبريسية

  • aleph
    الأحد 1 نونبر 2020 - 22:21

    18 – سعيد المغربي

    اختلطت عليك الأمور، وصرت تضرب الأخماس في الأسداد.
    ما صعب عليك فهمه أن المسلمين الفرنسيين هم كذلك فرنسيون. يعني أن ذلك وطنهم. وأن لهم الحق في التعبير عن رأيهم، وأن يعبروا عن رأيهم في سياسات وطنهم. فإذا لم يرق السيد زينون الرواقي قانون آزدراء الإسلام، وتحقير الإسلام، وبهدلة الإسلام، وإذلال أطفال المسلمين الصغار بعرض أقدس مقدساتهم في كاريكاتورات مذلة، فمن حقه أن يحتج ويطالب بتغيير تلك المعاملة المذلة. ويطالب بسن قوانين تجرم هذا. ذلك حقه كمواطن فرنسي. أم تريد أن تنزع من المسلمين حقوقهم المدنية فقط لأنهم مسلمين؟
    ثم تتبجحون بالحداثة والفكر التنويري وووو. وخطابكم ظلامي فاشي عدو الحضارة وعدو الإنسان.
    لا أدري هو غباء، أم تغابي، أم استلاب، أم عمالة ؟ أم ماذا الذي دهاكم؟

    الحقوق لا تتجزأ، ومسلمي فرنسا لهم حقوق وواجبات مثلهم مثل باقي الفرنسيين. فبأي حق تحاولون حرمانهم من حقوقهم المدنية؟ لقد انفضحت عورتكم، فخطابكم ظلامي فاشي عنصري متخلف.

  • aleph
    الأحد 1 نونبر 2020 - 22:37

    7 – شيزوفرينيا

    هناك أحرار النفوس عزيزوها مثل زينون الرواقي وأغلبية مسلمي فرنسا. ونهجهم هو ما قاله عمر بن الخطاب "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا". وهناك المتمسحون أمثالك من بدلوا جلدهم الروحي واعتنقوا المسيحية الإنجيلية الصهيونية الإجرامية. فصاروا متصهينين أكثر من الصهاينة، يدافعون عن الإجرام الصهيوني، وينحازون للفاشيست في مشارق الأرض ومغاربها ضد بني جلدتهم، فقط لأنهم مسلمون. فصار أهلهم أعداء المسلمين وديدنهم مناصرة الإمبريالية والصهيونية، وبئس النهج وبئس الإختيار.

  • مواطن
    الأحد 1 نونبر 2020 - 23:33

    أولا أرفع القبعة للكاتب على تمكنه من البلاغة و أسلوبه يكشف عن براعة منقطعة النظير في تناسق الأفكار . صراحة انبهرت من أسلوب الكاتب الذي يخلق الشيء من لاشيء . لكن الرسالة التي يريد الكاتب إيصالها تكشف عن عمالة للغرب و تسفيه المقدس الإسلامي . في البداية كأن الكاتب يوهم بأنه يأتينا بالحلول و قد كان محقا عندما قال لا يجب الإنجرار وراء الرسوم الكاريكاتورية بل يجب الإنكباب على القضايا المهمة . إلا أنه مع توالي السطور بدأت مدفعية الكاتب تتوجه نحو المسلمين حتى انتهى به المطاف إلى اعتبار الإسلام مجرد أصنام و أن كل ما ينتجه الغرب ينم عن إبداع و فن و دهاء . ربما الكاتب يصف مسلمي داعش أو مسلمي القرون الوسطى أما نحن فلدينا الجامعات و الموسيقى و السينما و الفن و كل ما لا يخطر على البال و كل ما يوجد في الغرب. بل إن بعض الدول الإسلامية أصبحت قوى إقليمية .

  • أبو حامد
    الإثنين 2 نونبر 2020 - 01:45

    لكي تنتقد العقل، أيَّ عقل، لا بد أن يكون لديك عقل. والحال أنك تظن أن لديك عقل ولكن ظنك ليس، على الأقل بالضرورة، صحيحا. ولنفترض أن ظنك صحيح، وأنك تريد أن تتأمل في العقل بواسطة العقل: وبذلك يكون الموضوع هو الذات والذات هي الموضوع. وبذلك تكون قد ارتطمت بالجدار، أو تكون، في أحسن الأحوال قد أطلقت النار على إصبع رجلك الأكبر. ذو العقل، يقول المتنبي، يشقى (البيت). أما أنت فتعيش في نعيم المريكان، تماما مثل نساء الحسين السلاوي، وذلك بعد معاناة من شظف العيش في شمال المملكة. فلا عجب في أن تشمر في نتقد عقل الإسلام وتغالي في تمجيد غيره، وخصوصا عقل المريكان. فكأن عقل الإسلام موصوم مبدئيا بالنقص. وعقل المريكان موسوم مبدئيا بالكمال. ولأنك أيها الولد، لا تزال في ريعان الشباب، ستكتشف حتما، ولكن بعد فوات الأوان، ضلال عقلك المسكيني الخالص.

  • aleph
    الإثنين 2 نونبر 2020 - 06:15

    الكاتب يحلل "المسلم" بطريقة الكتابات الكلونيالية عندما كانت تحلل مجتمعاتنا الإسلامية. وهذ ما كتبه البروفسور Antoine Porot ، بروفسور علم النفس المرضي بÉcole psychiatrique d'Alger إبان الإستعمار الفرنسي يصف المسلم الشمال إفريقي:
    « Hâbleur, menteur, voleur et fainéant, le Nord-Africain musulman se définit comme un débile hystérique, sujet, de surcroît, à des impulsions homicides imprévisibles »

    « L’indigène nord-africain, dont le cortex cérébral est peu évolué, est un être primitif dont la vie essentiellement végétative et instinctive est surtout réglée par le diencéphale »

    إذن البروفسور الكولونيالي Antoine Porot يصف المسلم الشمال إفريقي بأنه حاقد، كذاب، لص، كسول، غبي، يتصرف بهيستيريا، له دوافع لا تقاوم لآرتكاب جرائم القتل، عقله لم يتطور بالشكل المقبول ووو.

    وتحليل الكاتب في مقاله هذا هو آمتداد لهذه الكتابات الكلونيالية.

    والكاتب يعتبر نفسه مختلفا عن باقي المسلمين لأنهindigène évolué حسب مصطلح الكتابات الكلونيالية. يعني في درجة وسطى بين المسلم المتخلف والإنسان الغربي المتفوق.

  • سعيد المغربي
    الإثنين 2 نونبر 2020 - 09:55

    تحية هسبريسية للسيد Aleph، الذي يبدو أنه انزعج من تعليقي إلى حدود بعيدة. سأحاول الرد بطريقتي الهادئة المعتادة: أولاً، قلت إن من حق الناس أن ينزعجوا من رسم (أو أي عمل فني آخر)، ثم قلت إن القضاء يكفل لمن انتُهكت حقوقه أن يلجأ إليه ويدافع عنها ما دام القانون سائداً وما دام المواطنون متساوين، فإذا رأى القضاء في فعل الأستاذ (رحمه الله) إخلالاً بالآداب العامة لا شك أنه سيدينه. نعم المسلمون في فرنسا مواطنون كاملو المواطنة. والمواطنة حقوق والتزامات كما قلت سيدي، وهذه الالتزامات ليست قانونية فقط، بل هي أيضاً ثقافية واجتماعية، فمن ينضم إلى فرنسا ينضم أيضاً إلى إرثها الثقافي والسياسي بإيجابياته وسلبياته؛ والكاريكاتور جزء من هذا الإرث الذي لا يقتصر على دين دون الديانات الأخرى، ولا يقتصر على سياسة أو سياسيين دون غيرهم. وعلى حد علمي، لا يوجد في فرنسا قانون يجرم ازدراء الأديان، بل إن ازدراء الأديان لا يُعتبر جنحة أو مخالفة أصلاً، ومن هنا وجب التفكير داخل هذا الإطار. لا أعتقد أن من الصواب المساواة بين رسامي الكاريكاتور وقاطعي الرؤوس في التطرف، لأن أحدهما يستعمل القلم والآخر يستعمل السيف وشتان بينهما.

  • زينون الرواقي
    الإثنين 2 نونبر 2020 - 10:14

    عندما يقول الكاتب ان علاقة العربي / المسلم بالفنون كلها مشوبة باللبس والغموض وإن الهدف من هذه الفنون هو ابلاغ رسالة ما تتسم بالشحنة والقوة التعبيرية لدى المتلقي فهو يساوي في مكر وخداع واضحين بين جداريات مايكل أنجلو ومنحوتات داڤنشي وخربشات رسّام شارلي ابدو المسمى شاربو صاحب الرسم الفاضح الخالي من أي جمالية او أبداع .. وحبذا لو أوضح لنا الشحنة والقوة التعبيرية التي أبهرته وهو يتمعن في مؤخرة مغطاة بنجمة صفراء وأعضاء تناسلية لرجل في وضعية سجود .. يرى الكاتب إذن ان من يستهجن هذا العبث كائن متخلف علاقته بالفن يكتنفها اللبس والغموض في تحايل مكشوف لجعل الرسم موضوع الجدل يختزل كل الفنون وأي رفض له رفض لها جملة وتفصيلاً وبالتالي تذكرة للالتحاق بنادي المتخلفين البدائيين الهمج .. علاقتنا بالفن لا يشوبها لَبْس ولا غموض فنحن من عشاق المنحوتات الرائعة واللوحات الأروع والجداريات الآسرة التي تزين باحات الڤاتيكان والتماثيل والنصب التي تحتل ساحات المدن وتأسفنا للعمل الهمجي عندما قامت طالبان بتدمير تمثالي بودا في مدينة باميان وهذه كلها معالم فنية وإرث إنساني نحني احتراماً وتقديراً للأيدي التي أبدعته ولا نخلط بينه وبين البذاءة والانحطاط ولن نكون أكثر تخلفاً من وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير الذي صرح للإعلام انه ممتعض من كاريكاتور شارلي أبدو وانه يكرهه أو من باسكال بونيفاس مدير معهد العلاقات الدولية الذي ذكّر بما تعرضت له المجلة من منع عندما انتقدت شارل ديغول أو حتى فيليپ برو السوسيولوجي وآلان غريش وغيرهم كثيرون من الأصوات التي تقطع الطريق على من يَرَوْن في نقد البذاءة تعصُباً وتطرفاً وتأسلماً وغير ذلك من التوصيفات المعلّبة الجاهزة التي تغني أصحابها عن التفكير وتعفيهم من الإلمام بما يدور في الساحة الفرنسية واوساط الفكر والثقافة والإعلام بين مدافع ورافض دون قذف بالتخلف والجهل والظلامية ..

  • سعيد المغربي
    الإثنين 2 نونبر 2020 - 10:17

    السيد Aleph، إن مداخلاتي التي أدين فيها لهسبريس ما حييت، تنبع من حبي لبلدي ومواطني بلدي وأملي أن نلتحق بركب الحضارة. نعم أعتقد أن قطار الغرب فاتنا لسنين طويلة، لكنني أعتقد أيضاً أن قطار الغرب بلغ سرعته القصوى على أشلاء آبائنا وأجدادنا ودمهم وعَرق جبينهم. للغرب مساوء كثيرة لكن له محاسن كثيرة أيضاً. وليس من الصهيونية أو الفاشية أن يقول المرء إن من أهم حسنات الغرب حرية الرأي والتعبير والضمير. فقبل عشر سنوات لم يكن بوسعنا أن نعبر كما نعبر الآن، وحرية التعبير والاختلاف هي الخطوة الأولى في سبيل كسر أصنام الانحطاط والتبعية. وهذه الرسوم (التي أجدها أيضاً دون المستوى، بحيث لا أشترى شارلي إيبدو) تدل على أننا ما زلنا نلجأ إلى رد الفعل بدل الفعل نفسه، سلاحنا العويل والصراخ والبكاء والغضب، للدفاع عن نبي نعتقد أنه ما كان يغضب، بل كان حليماً عاقلاً. كيف نجمع بين المتناقضات ولا نكترث لهذا التناقض؟ أوليس في القرآن ’’إنا كفيناك المستهزئين‘‘؟ وتحية هسبريسية

  • aleph
    الإثنين 2 نونبر 2020 - 11:17

    سعيد المغربي

    ألفرنسي المسلم له نفس الحقوق والواجبات، منها حرية الرأي، وحرية نقد السياسات العامة، وحرية المطالبة بتغيير القوانين، وووو. يعني كل الحقوق والواجبات التي يتمتع بها الفرنسي الكاثوليكي، أواللاديني، أو اليهودي، يتمتع بها المسلم الفرنسي كذلك.

    فرنسا اليوم هي فرنسا مواطنيها اليوم، مسلمون وكاثوليك ولادينيون… المجتمع الفرنسي في تطور وحركية، والقوانين تتحرك بتغير التركيبة السكانية وتطور قيم المجتمع. في الأمس القريب كانت تمنع النساء من التصويت ويجرم الإجهاض ويلقى بالمثليين في السجون ووو، وكل هذا تغير.

    فعندما تقول " فمن ينضم إلى فرنسا ينضم أيضاً إلى إرثها الثقافي والسياسي بإيجابياته وسلبياته"، فهذا كلام لا منطق فيه. فالإرث السياسي والثقافي غير جامد، ويتميز بالدينامية والتحرك. فإذا وقع تغيير في الأمثلة التي ذكرتها أعلاه، فلأنه كان هناك فرنسيون ضد الحيف الذي كانت تتعرض له تلك الشرائح المجتمعية. فلو لم تناضل النساء والأقليات الجنسية من أجل تغيير القوانين، لكانوا الآن ما زالوا عرضة للقهر والظلم والتمييز.

    ومن حق المسلمين الفرنسيين أن يطالبوا بالتغيير الذي يحفظ كرامتهم وحقوقهم!

  • سعيد المغربي
    الإثنين 2 نونبر 2020 - 11:37

    نعم سيد Aleph، من حق الفرنسيين المسلمين المطالبة بالتغيير والتعبير عن الرفض للسياسات المتبعة إذا رأوا أن فيها ما لا يخدم مصالحهم. لكن ذلك مكفول بصناديق الاقتراع وبالمشاركة السياسية. عندما أقول الانضمام إلى الإرث الفرنسي، أقصد منه في هذا المقام الإقرار بأن هذه الرسوم جزء من هذه الثقافة، مثلها مثل باقي أشكال التعبير. بعضها لا يروقنا مثل (مجلة Valuers actuelles) أو مثل مداخلات إيريك زمور (التي نخجل منها من فرط رداءتها وسوء نية صاحبها)؛ لكن ليس هناك ما يمنعنا من الرد عليها بالقلم أو بأشكال التعبير الأخرى أو حتى بالقضاء. ليس هناك ما يمنع المسلمين في فرنسا من التكافل والتآزر وإنشاء قناة تلفزيونية يساهمون فيها تعبر عن آرائهم وتخدم أهدافهم، ليس هناك ما يمنعهم من إصدار مجلة تقارع الحجج، ليس هناك ما يمنعهم من الاستثمار في تعليم أبنائهم وتوجيههم. إن خير رد على مجلة شارلي إيبدو هو تجاهلها ولو سبَّت الذات الإلهية أو عرّت سوءة الأنبياء؛ لأن تجاهلها سينتهي بها لا محالة إلى الإفلاس، ونكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد. وتحية هسبريسية

  • Al ma3arri
    الإثنين 2 نونبر 2020 - 12:12

    27 – aleph
    تعني بما أن عدد المسلمين صار كبيرا إذا لنرمي قيم فرنسا في المساواة و الحرية و الأخوة وقيم الثورة الفرنسية و حقوق الإنسان في سلة المهملات ولنعد إلى قيم القرن ال7 من:
    قتل المرتد!
    و قطع رلس منتقد النبي!
    و قطع الأيدي!
    و فرشخة الزانية بالحجارة من طرف الغوغاء إلى أن يسيل مخها!
    و ضرب المرأة وسجنها في البيت!
    و تزويجها و هي طفلة لرجل مسن!
    وقيادة الجموع بالعصي نحو المساجد!
    و كراهية غير المسلمين!
    هذا هو الإسلام, لو لذيك إسلام آخر وريه لي الله يرحم والديك!
    المسلم المهاجر أو من نسل مهاجرين الذي لا يتبنى القانون و القيم الفرنسية ليس بفرنسي!
    و الغريب هو أنه يرفض مغادرة بلد لا يعجبه!
    لماذا لا يذهب إلى السعودية أو أفغانستان ليتمتع بشلالات من القيم الإسلامية!
    أو لا يجي غير عندنا هنا فوازان!
    الحرية هي التي جعلت من فرنسا فرنسا و انعدام الحرية هو الذي صنع العالم الإسلامي من كراتشي إلى طنجة و شتان ما بينهما!
    و الآن إذهب و ابحث عن جملة مقتطعة لبرترند راسل تٌقوِّلٌهُ فيها عكس ما أراد قوله أو عن أي عالم أمريكي نسيت إسمه!

    شكرا

  • aleph
    الإثنين 2 نونبر 2020 - 12:26

    سعيد المغربي

    طرق التغيير لا تكون فقط " بصناديق الاقتراع وبالمشاركة السياسية". التغيير يكون كذلك بالتظاهر وبالمقاطعة وبالإحتجاج، وووو. وهي كلها أمور ديموقراطية يكفلها القانون. لكن هذه الوسائل الديموقراطية التي يكفلها القانون عندما يستعملها المسلم تنهال عليه التهم والإدانات والتقريع وووو، كما فعلت أنت في تعاليقك أعلاه.

    لكي تدافع الأقلية الإسلامية عن نفسها يجب أن تكون متوفرة على رأسمال علمي وفكري وثقافي، وعن رأسمال مالي. إنشاء القنوات التلفزية يحتاج لأموال. التصدي لهجمة الفاشيست بالقلم والميديا والجرائد والمجلات يحتاج لنخبة فكرية وثقافية متمكنة. الأقلية المسلمة مقارنة مع مناوئيها لها نقص فظيع في هذا الميدان.

    ومازاد من مأساة هذه الأقلية أن أبناء جلدتنا من المسلمين ينحازون للفاشيست وللإسلاموفوبيين. المؤلم هو أن يتخندق بني جلدتنا مع هؤلاء الإسلاموفوبيين ومع اليمين الفاشي ضد الأقلية الفرنسية المسلمة. وكأنهم بذلك يريدون الحصول على صكوك التبرئة من الأوروبي الأبيض. أو لأنهم مستلبون يعتبرون الأوروبي الأبيض سيدهم ومولاهم وما عليهم إلا أن يركعوا أمامه مقدمين له فروض الطاعة والولاء.

  • سعيد المغربي
    الإثنين 2 نونبر 2020 - 12:59

    السيد Aleph، إذن أنت وأنا لا نختلف في أن الأقلية المسلمة تفتقر إلى رأس المال الفكري والثقافي (وإن كنت أختلف معك في الجزء المالي). أنا لا أعترض على المقاطعة، ولن تجد في تعليقاتي ما يعارض هذا الشكل الاحتجاجي. لكن المقاطعة إما تكون أو لا تكون، فكيف تركب سيارة رونو وتقاطع طوطال، وكيف تقاطع البقرة الضاحكة وتشتري الأنسولين الفرنسي الصنع من الصيدلية؟ هذه إشكالية خطيرة لا بد من طرحها. إنها ببساطة إشكالية التبعية والارتباط الكلي بالغرب المنتج؛ نحن معشر المسلمين مجرد مستهلكين للأسف. إن تعليقاتي تنصب على طبيعة احتجاجاتنا. فكثير منا يستنكر الفعل الشنيع (قطع رأس أستاذ) ثم يضيف كلمة ’ولكن‘ من أجل تبرير ما لا يبرر. كثير منا يتناسى روح الإسلام ورسالة الإسلام في حياته اليومية، ولا يتذكر أنه مسلم إلا عندما يخربش رسام خربشة غير لائقة بمقام النبي، أو يتفوه سياسي انتهازي بعبارات حاطة بجماعة المسلمين. فرنسا تعيش أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية، لم يجد السياسيون ما يُلهوا به الفرنسيين ويجمعوا به شملهم سوى معاداة كل ما يمت إلى الإسلام بصلة، وتجد المسلمين يمدون يد المساعدة في طبق من ذهب، وتحية هسبريسية

  • aleph
    الإثنين 2 نونبر 2020 - 14:10

    سعيد المغربي

    يا أخي الكريم، تلك الكاريكاتورات لا يريدون بها إيلام شخصية تاريخية (رسول المسلمين) غادرت هذا العالم منذ 14 قرنا. الهدف هو التحرش بأقلية مسلمة فرنسية.

    أكبر أصدقاء فرنسا وماكرون هم الأنظمة التي فرخت الإرهاب الوهابي ورعته ومولته. المستهدف إذن هم مسلمو فرنسا ولأسباب عنصرية صرفة. أنا أعارض تلك الرسوم لا لأنها تخدش مشاعري الدينية، فأنا أصلا غير متدين. وإنما لأنهم يروا في الفرنسي المسلم دخيلا يهدد صفاءهم الحضاري، لذا على ذلك المسلم أن ينسلخ من انتمائه اللغوي والديني والثقافي ويذوب في الثقافة الغربية الفرنسية ذات الجذور المسيحية اليهودية حسب تعريفهم لها.

    أهدافهم هي الإبادة الثقافية للأقلية المسلمة، والإبادة بكل أشكالها لا علاقة لها لا بالعلمانية ولا بفلسفة الأنوار ولا بالحرية ولا بالديموقراطية، ولا بكل تلك العناوين البراقة التي يتسترون وراءها لإذلال الأقلية الفرنسية المسلمة.

    مناقشة كيفية التصدي لهذه الهجمة الشرسة حوار صحي. أما التخندق مع العنصريين والإسلاموفوبيين ضد أبناء جلدتنا، كما يفعل صاحب المقال وبعض المعلقين المستلبين، فهذه هي مأساة تلك الأقلام المأجورة والعقول المستلبة

  • أبودرار
    الثلاثاء 3 نونبر 2020 - 04:53

    تانميرت للكاتب على هذا الفعل النقدي الرصين. الرائع أن لحظتك التأملية شكلت جزيرة حرة قصدها المتنورون في خضم هذا المحيط الهادر بالجهل والعنف المقدس. ذكرني مقالك الذي طرد جيوش الكلاخ المقدس بامتنان نيتشه في مستهل جينيالوجيا الأخلاق للهدوء الذي يطبع النقاشات الرصينة.
    شاء زينون الرواقي و Aleph السفسطائيين أن يعكرا من صفو هذه اللحظة التأملية بانتهازية وتضليل بين، فقد نصبا نفسيهما مدافعين عن الكلاخ المبين بكل ما في جعبتهما من آليات النقد الغربية، فتارة تراهما يتشدقان بحجة الإخلال بالحياء العام وتارة ببعض الأصوات الغربية التي انتقدت نشر الرسوم، ولكن لاأحد منهما استطاع تبرير الذبح المقدس.
    يمكنكما أيها السفسطائيين أن تأتيا بآلاف الحجج ضد نشر الرسوم ولكن أبدا لايمكنكما تبرير الذبح.
    الغرب لايخشى سفسطتكما المتحررة، ولا يخشى آلاف التبكيتات التي قد تأتيان بها بل كل ما يهدده هو العنف. فالعنف هو ما يهدد الحضارة، ولكما في حضارة الأمازيغ أصدق شاهد. بينما لتتداعى كل جيوش السفسطائيين يحتاج المرء لمقال رصين واحد كهذا، ولهذا ترانا نراهن على حرية التعبير بينما تراكم تراهنان على حرية الذبح.
    أزول فلاون.

  • زينون الرواقي
    الثلاثاء 3 نونبر 2020 - 10:56

    ابو درار .. وهل نقذ الرسوم يعني اضطراداً تبرير الذبح ؟ ما الفرق بين هذا التأويل وبين من يرى في من يجادل في الدين مرتدّاً كافراً ؟ الظلامية المستترة وادعاء التنوير سرعان ما تطفو وتتفجر فحتى صحفيي شارلي أبدو لا يحرّمون نقد رسوماتهم والأحرى ان يربطوا ذلك بتبرير الذبح والقتل فحرية التعبير التي يتمسك بها المدافعون هي نفسها التي يتمسكون بها لإبداء الرأي والحق في الرفض والنقد .. هذا عند أهل الحضارة المتنورون عن جدارة وليس عند من يتدثر بعباءة التحضر فوق دربالة الجهل والتعصب ومن يغتال هذه الحرية من حيث يعتقد انه يدافع عنها .. إلباس تهمة تبرير الذبح جاهز لدى نماذج التخلف الحديث وليس الحداثة فإما معي أو ضدي انتقلنا من تعريف التجديف بالمعتقد الى صرعة التجديف بالرسوم فهنيئاً لك على هذا الاستنتاج العبقري ..
    سنكررها للمرة الألف فنحن ندين العنف تحت أي مسوّغ وندين بقوة أكثر العمل الإرهابي الجبان الذي راح ضحيته الاستاذ صامويل پاتي من طرف المجرم الشيشاني بل حتى لو تعرض الاستاذ الضحية لمجرد الصّفع وليس النحر فالإدانة مماثلة وبنفس القوة ندين ما تعرض له ضحايا كاتدرائية نوتردام بمدينة نيس وما تلاه بعاصمة النمسا .. والربط بين حرية نقذ الرسوم والتعاطف مع الاٍرهاب في حد ذاته ارهاب فكري الغاية من ورائه لجم كل من تسوّل له نفسه القيام بذلك وهذا – للمرة الثانية – لا يختلف عن ذرائع إقامة الحدود على من خالف الظلاميين وجادل بشأن خرافاتهم وأظنك مسكوب في نفس قوالب التشوه الفكري ولا تبتعد عنهم كثيراً وإن من زاوية معاكسة …

  • aleph
    الثلاثاء 3 نونبر 2020 - 12:43

    33 – أبودرار

    سمعنا لك جعجعة وآتهاما مجانيا ولم نسمع لك حججا. وهذا في حده هزيمة لخطابك السطحي الفارغ.

    السيد زينون مواطن فرنسي وأنا كذلك مواطن أوروبي أحمل جنسية دولة في شمال أوروبا. ونحن نتكلم عن واقع نعيشه، ويمين فاشي متطرف نحن ضحيته المباشرين. ومقال صاحبك تحريض علينا وتشجيع للمتطرفين لآغتصاب حقوقنا وإذلال أطفالنا في المدارس وإلصاق التهم الرخيصة بنا في تخندق إجرامي مفضوح مع الفاشيست ضد أقلية مسلمة مهمشة تعاني الحيف الإقتصادي والإجتماعي والثقافي.

    أدافع عن وجهة نظري بكل مسؤولية ومدعمة بالحجج.
    ما لم تستطع آستيعابه أنني أناقش من داخل المنظومة الفكرية الغربية وأستعمل أدواتها في المحاججة، وأفعل ذلك عن قناعة وباقتناع تام أن الحقوق لا تتجزء. وأنا لم أدافع عن الإسلام أبدا. أدافع عن المسلم وحقه أن يكون مسلما. وأدافع عن حقه في عدم شيطنته وتجريده من حقوقه.

    تتهمنا بأننا نبرر الذبح والعنف. أين قرأت هذا في تعاليقنا؟ أنت تختلق التهم الرخيصة من وحي خيالك المريض وتلصقها بغيرك، وهذا يدل أن لا مبادئ لك، ولا أدوات فكرية تمتلكها للدفاع عن وجهة نظرك. فقط الزعيق والصراخ وهذه أدوات المفلسين فكرا وأخلاقيا.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة