الثامن من مارس عيد ثورة النساء

الثامن من مارس عيد ثورة النساء
الخميس 8 مارس 2012 - 01:15

تاريخ ثورة النساء

تحتفل المرأة المغربية كغيرها من نساء العالم باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس من كل سنة، و للذكرى ففي مثل هذا اليوم 8 مارس 1857 خرجت آلاف العاملات بقطاع النسيج والخياطة ونظمن مظاهرة حاشدة بمدينة نيويورك الأمريكية وذلك من أجل تقليص عدد ساعات العمل اليومية من 16 ساعة إلى 10 ساعة في اليوم والمساواة بين الرجال والنساء في الأجور زيادة على المطالبة بتحسين ظروف العمل لدى النساء والرجال. هذه الثورة النسائية واجهها الجيش الأمريكي بالقمع والرصاص، حيث استشهدت 129 عاملة كما تم اعتقال المئات منهن. لتتوالى منذ ذلك الوقت محطات نضالية للمرأة عبر اجتماعات ومسيرات بزعامة مناضلات عالمية وأحزاب لفرض يوم خاص بعيد عالمي للدفاع عن حقوق المرأة والمطالبة بحقها في التصويت والترشح للمناصب السياسية .

سنة 1911 شرعت الحركات التقدمية والديمقراطية والنقابية والسياسية والنسائية في تخليد 08 مارس حيث كانت البداية من أمريكا وأوروبا الغربية ثم عمت باقي دول العالم فيما بعد وعرف هذا اليوم تظاهرات للنساء ( أكثر من مليون امرأة) تعبيرا عن التضامن من أجل حقوق المرأة في العمل وتولي مناصب القرار والمساواة التامة مع الرجال في كافة الحقوق المدنية.

حركة النساء ستشهد المزيد من التصعيد مع تزايد كوارث الحرب العالمية الأولى مطالبة الحكومات بوقف الحرب وتحقيق السلام خصوصا بعد أن تبين من سجلات ضحايا الحرب عن مقتل مليوني امرأة روسية, الشيء الذي عجل بخروج النساء الروسيات إلى الشارع تحت شعار “من أجل الخبز والسلام” في أحد أكبر القوى العظمى العالمية وتضامن النساء الأوروبيات معهن في مسيرات مماثلة، مما أجبر النظام الروسي على إعطاء المرأة حقوقها الانتخابية وفسح المجال أمامها لتكون عنصرا فعالا داخل المجتمع إلى جانب الرجل رغم محاولاته آنذاك بقمع هذه المسيرات وإيقافها.

نضال المرأة سيستمر حيث تم إعلان سنة 1975 كسنة دولية للمرأة تلاها اعتماد اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة وذلك سنة 1976 من طرف الأمم المتحدة وقد بدا سريانها سنة 1981، وتحت ضغط القوى التقدمية والمنظمات والحركات النسائية اختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1977 تاريخ “الثامن من شهر مارس للاحتفاء بـ “اليوم العالمي لحقوق المرأة والسلام”.

ثورة المرأة المغربية

بخصوص المرأة المغربية فلقد حققت خطوة إيجابية سنة 2004 حيث تم إصدار قانون جديد للأحوال الشخصية وهو بمثابة ثورة صغيرة لهن وذلك بفعل نضالهن الطويل في وقت كان العديد من المغاربة والسياسيين والقوى المحافظة يتعاملون مع قانون الأحوال الشخصية كقانون مقدس.

الربيع العربي بدوره هب بنسماته على كل مكونات المجتمع بدون استثناء، فأتى بإصلاحات سياسية واجتماعية وحقوقية واقتصادية لصالح المرأة حيث ينص الفصل 19 من الدستور الجديد على ما يلي:

• يتمتع الرجل والمرأة، على قدم المساواة، بالحقوق والحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية،الواردة في هذا الباب من الدستور، وفي مقتضياته الأخرى، وكذا في الاتفاقيات والمواثيق الدولية، كما صادق عليها المغرب، وكل ذلك في نطاق أحكام الدستور وثوابت المملكة وقوانينها.

• تسعى الدولة إلى تحقيق مبدأ المناصفة بين الرجال والنساء.

• وتُحدث لهذه الغاية، هيئة للمناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز.

ويبقى حلم “المناصفة” صعب التحقيق في ظل التراكمات التاريخية من تقاليد وأعراف وثقافة مجتمعية التي همشت المرأة ولازالت تقف كحاجز بينها وبين تحقيقه.

و بعيدا عن لغة القوانين والدساتير فإننا نحيي المرأة المغربية على جميع إنجازاتها التي حققتها بفعل نضالها المستمر من أجل تحقيق الكرامة الإنسانية ولكي لا ننسى نقول:

*تحية صمود للمرأة القروية التي لازالت صامدة في وجه الظروف المناخية والجغرافية والاجتماعية الصعبة.

*تحية إكبار للمرأة القروية التي لازالت تمتطي الدابة لتلد في أقرب مستشفى الذي قد يفصلها عنه العشرات من الكيلومترات.

*تحية احترام لليد العاملة النسائية المغربية التي تشتغل في قطاعات غير مهيكلة بأجور هزيلة لكسب معركة الكرامة.

*تحية نضالية للنساء الأرامل و المطلقات اللواتي يجاهدن لتربية وتنشئة أطفالهن رغم الظروف الصعبة.

وأخيرا تحية صمود وإكبار واحترام ونضال لكل الرجال الذين آمنوا بـ”إنسانية المرأة” بعيدا عن لغة الحق والقانون.

‫تعليقات الزوار

15
  • علمانية ان شاء الله
    الخميس 8 مارس 2012 - 03:31

    أما آن لك أن تثوري !
    ثوري على شرق السبايا .. والتكايا .. والبخور.. ثوري على التاريخ ، وانتصري على الوهم الكبير .. لا تَرهبي أحداً . فإن الشمس مقبرة النسور ثوري على شرق يراك وليمة فوق السرير !

  • محمد البخاري
    الخميس 8 مارس 2012 - 15:46

    أشكر الدكتورة .فاطمة أحسين..كل النساء اللائي يخرجن عبر الشواع أو يتم اخراجهن من طرف جمعيات ومنظمات وأحزاب يزعمون أنهم بدالك سيحصلو على حقوقهن أقول لهم أنتم كمن يطلب الماء من النار وكمن غره السراب فحسبه ماء لاحق للمرأة في الشارح فكل خقوقها ي بيتها محفوظة فخروجها مضيعة للقت وملهاة للرجال وفتنة لهم أن المرأة اليوم تعرف فشلا كبيرا في دورها الدي يحتقره الكثير من النساء انه التربية تربية الصغار على الاخلاق التى نفتقدها اليوم ادا اشتغل الرجال والنساء من سيربي الاجيال ايتها الفاضلة…يؤسفني أن أرى نساءنا مثل الظل تبعا لغيرهم فالمرأة العربية تأبى أن تكون رأس كلب على أن تكون دنب أسد وأطلب من الدكتورة فاطمةأن تؤدي حقا من حقوق الله الدي هو واجب عليها وأن تلبس حجابها فهو خير لها وأفضل فنزع الحجاب عادة غربية وليست اسلامية فالغربيون يحتقرون عاداتنا وديننا ويجعلونه تحت أقدامهم بينما نحن نلهث وراء كل شيء جديد من جديدهم

  • فجيجي
    الخميس 8 مارس 2012 - 16:11

    8 مارس 1857 ؟ اذا كنتم تعتبرون ان ثورة النساء بدأت في هذا التاريخ فانتم خاطئون ، ربما هذا التاريخ بالنسبة للمرأة الامريكية او الاوربية المهم الغير مسلمة اما المرأة المسلمة فقد جاءت ثورتها مع ظهور الاسلام و عيب عليكن ان تربطو ثورتكن بهذا التاريخ فثورتك ايتها المرأة المسلمة ظهرت مع ظهور الاسلام الذي حررك و حرر معك حتى السود و الاسلام قد كرم المرأة في كل مناسبة واشاد بها بدءا بتحريم ومحاربة وأد (قتل) البنات في الجاهلية وصولا الى تمتيعها بالحق في الميراث وووو ،
    اما حديثك او تحيتك للمرأة القروية المرابطة بالجبال و التي تشتغل بأجر زهيد ؟ فاسالكم هل المرأة المرابطة بالجبل مرابطة لوحدها الا يوجد معها الرجال ؟ زوجها و ابنائها و ربما اخوتها و اعمامها ووو ؟ اما الاجر الزهيد فهدا ينطبق حتى مع الرجال و ليس هناك اجر خاص بالنساء و آخر للرجال ، خاصة عندما يتعلق الامر بنفس العمل ، فارجوكن يا نساء كفاكن صياح و بكاء اوخلليونا ساكتين احسن

  • ميسي مقاربة النوع
    الخميس 8 مارس 2012 - 16:39

    تحية للاستاذة لن ننسى كذالك ان نحيي المراة المسلمة التي رفضت ان يستغل جسدها في الصور الاشهارية والافلام الا باحية ثم مساحيق التجميل حيت ان المراة الخليجية تستهلك 17 مليار دولار سنويا في مساحيق التجميل في حين تعيش المراة القروية في العالم القروي بالمغرب على جمع الحطب وقلة الماء الصالح للشرب في البيت. نريد امراة مغربية حرة بالبلغة و والجلابة وكفى من استنساخ تجارب الغرب ف 80% من الغربيين لا يعرف امه الحقيقية بالاضافة الى امراض الجلد المتعلقة بالتجميل و عيقوووووووووووووو ي العيلات راه قربتو تولو بحال السلعة و الله سبحانه و تعالى كرمكم احسن تكريم وعودوا الى مقاربة النوع الحقيقية.

  • fayssal chamali
    الخميس 8 مارس 2012 - 19:41

    تحية حب و تقدير و اجلال و احترام للنساء بصفة عامة و للمراة المغربية بصفة خاصة. من هدا المنبر ادعو كافة الرجال الى انصاف المراة و تغيير عقلياتهم الظالمة في حق النساء و ادعو ايضا بعض النساء اللواتي يحملن عقليات دكورية ان ينتفضن و يثورن للوصول الى الغاية السامية حتى نطور مجتمعنا و نحقق العدل و المساواة و الانصاف بين جميع اطياف المجتمع. لان هدا هو سر نجاح الدول المتقدمة.

  • سناء نور
    الخميس 8 مارس 2012 - 20:15

    تحية صمود وإكبار واحترام ونضال لكل الرجال الذين آمنوا بـ"إنسانية المرأة" بعيدا عن لغة الحق والقانون طاعة لله والتزاما بوصية النبي صلى الله عليه وسلم .

  • amat allah
    الخميس 8 مارس 2012 - 21:04

    مقال رائع تبارك الله عليك و الله يرحم من قراك، هنا يظهر الفرق بين إمرأة متعلمة تضع صورة عادية غير واضحة و تتكلم بموضوعية، وتدافع عن أختها المرأة القروية و الأرملة…و بين من تختفي وراء قناع و تضع الكيلوغرامات من مساحيق التجميل و في الأخير عوض أن تدافع عن أختها المرأة ( القروية أو الأرملة أو المطلقة…) ، تحمل هي أيضا سكينا لتدبح أختها التي سبق و أن ذبحها رجل لا زال لا يرى في المرأة غير جسد. لا أنسى أن أثني على أسلوبك الراقي حتى في النقد ليس كبعض النساء مبقاوش كيحشموا و لاوا الرجال كيحشموا إقولوا شي كلام كيقولوهم هما، مع أنه في بعض المرات يكفي أن نقول كلمة و الكل يفهم و لكن شي عيالات قاليك كيدافعوا على الدين غير الله يهديهم أو صافي منقاوش كيحشموا.

  • nawwal
    الجمعة 9 مارس 2012 - 00:40

    المرأة عندنا في الاسلام اكبر من ان تقزم حياتها في يوم واحد فقط في السنة الذي هو 8 مارس ، وتظل طوال ايام السنة منتظرة هذا اليوم لتزيل الحداد ثم ما تلبث تعيده بمجرد انتهاء هذا اليوم ،بل هي مكرمة
    وتاج على الرؤوس يشع منه النور لمن حولها على مدار الحياة

  • abdoullah najib
    الجمعة 9 مارس 2012 - 00:41

    bon , le 08 mars c'est, comme vous aimez bien l'appeler, votre jour-fête (vous ne représentez que vous même et certaines aliénées)
    alors, qu'est ce que vous ferez à partir du 09 mars??? vous retombez dans la m…….. désolé pour votre érrement

  • abraham
    الجمعة 9 مارس 2012 - 05:16

    دون مساواة المراة للرجل فان الانسانية اقرار مع وقف التنفيد !!!

  • محب الخير للمغرب
    الجمعة 9 مارس 2012 - 13:51

    بنت المفصل كيف الكابوس
    تهضر فالناس وتبردي الفلوس
    بحال شيطان المالية
    ****
    لسانها يصبح على المعيار
    تبعات الغرب فكاع منكر
    وقلبات على العربية
    ****
    صلاتها كي صلاة القياد
    غير الجمعة مع الاعياد
    وقتاش غدي يهديك الله
    ****
    شوف جلدها رطب من الحرير
    قرب ليها وتشوف الخير
    تخلي جناجتك مرمية
    ****
    المراة هي تاج الراجل *
    هي المفتاح وهي القفل *
    من غيرها ما تعمر دنيا*
    ****
    يا بنتي كوني كيف الطير*
    يذكر الله في كل حين*
    ولا تنساي عش الزوجية*
    ****
    ارضاي بالقليل يجي الكتير
    وصبري على قدر الله *
    كيف صبروا جميع الانبياء*
    ****
    امك امراة واختك امراة
    وعلاش عليكو هاد الهضرة
    الله يهدينا ويهديكو

  • حسن
    السبت 10 مارس 2012 - 06:32

    8 مارس عيد المراة الامريكية.. نقلد في كل شيء..
    مشكلتنا هو التخلف و التغيير بتوعية الاجيال لا بالمناسبات السنوية..
    انا اعيش في اوروبا .. و لم اسمع من امراة هنا انها سعيدة لمجرد انها تعمل.. رغم انها تكاد تتساوى مع الرجل في كل شيء.. هي منهكة.. و الساكنة الاوروبية في تناقص فاظع.. "جاب الله لوكان ماشي العرب و الاتراك كيولدو بزاف لوكان سالاو"
    المراة مدرسة ان اعددتها +++ اعددت شعبا طيب الاعراق

  • أبوكريم
    السبت 10 مارس 2012 - 16:42

    " ويبقى حلم "المناصفة" صعب التحقيق في ظل التراكمات التاريخية من تقاليد وأعراف وثقافة مجتمعية التي همشت المرأة ولازالت تقف كحاجز بينها وبين تحقيقه."
    سيصبح" حقيقة "حينما تتبدد تلك التراكمات وتعي المراة أنها فعلا تستحق ذلك وحينما تحتفل المرأة بنفسها بدل أن يحتفل بها…
    مشهد محبط حينما نرى المراةفي عيدها" ترقص وتهز البطن "أمام الذئاب…
    فياله من تكريم…!

  • LAW RAG
    الأحد 11 مارس 2012 - 05:18

    لا للعنصرية النوعية…….

  • mohammed soussi
    الثلاثاء 17 يوليوز 2012 - 04:13

    العنف ضد النساء ثقافة قبل أن يكون ممارسة
    ـ مناهضة العنف ضد النساء واجب إنساني : تؤكد التقارير الصادرة عن المنظمات النسائية والحقوقية أن العنف ضد النساء ، بكل أشكاله ، ظاهرة مستفحلة في مجتمعنا ، وهي في تزايد ، وقد بلغت مستويات خطيرة . إذ كشفت الدراسة التي أجرتها مديرية الإحصاء أن النساء في المغرب يعانين أكثر من العنف داخل المنازل التي يُفترض فيها أن تكون المكان الأكثر أمنا ، بينما هي شر الأماكن حيث بلغت نسبة المعنفات 73 % . يضاف إلى هذه الفئة النساء ضحايا العنف الزوجي بنسبة عالية بلغت 63 % . بل إن هذه الدراسة أبانت عن مفارقة اجتماعية خطيرة وهي أن النساء أكثر عرضة للاعتداء من طرف الأقرباء والأشخاص الأكثر قربا والذين تربطهم علاقات حميمية بالنساء ، إذ يمثل الأزواج المعنِّفون لزوجاتهم سبعة (7) حالات من أصل عشرة (10) . كما كشفت نفس الدراسة عن الجهات التي تمارس العنف على النساء كالتالي : تمثل نس..

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة