إثخان جراحات الوطن.. هو إنكار قضاياه العادلة

إثخان جراحات الوطن.. هو إنكار قضاياه العادلة
الأحد 6 دجنبر 2020 - 23:59

استنكف محمد حمداوي، مسؤول “الدبلوماسية” في جماعة العدل والإحسان، عن الانتصار لقضايا الوطن في أعقاب تحرير معبر الكركرات من شرذمة قطاع الطرق التابعة لجبهة البوليساريو، هو المشهود له دائما بتزجية وقت الدوام “الفايسبوكي” في نشر بيانات النعي وابتهال ترانيم التأبين كلما توفي عضو من جماعة الإخوان المسلمين في أرض الكنانة.

كما آثر “دبلوماسي العدل والإحسان” أن يلوذ بصمت الخرسان، وكأن إقفال معبر الكركرات قسرا من طرف أعداء الوطن لم يكن أبدا من جراح الوطن المثخنة، وكأن ربوع هذه المنطقة العزيزة علينا جميعا هي أقل قيمة وانتسابا عنده من غزة التي دأب على التباهي بطوق كوفيتها في عنقه في مسيرات الاستعراض التي تجوب أزقة شارع محمد الخامس بالرباط تحت مسمى “الانتصار لقضايا الأمة”.

فإذا كانت غزة ونابلس وبيروت وبغداد والزويرات وغيرها من الأمصار العربية عزيزة على المغاربة جميعا، بحكم الروابط المشتركة والجوامع الكثيرة في اللغة والدين والثقافة والجغرافيا، بعيدا عن كل المزايدات النضالية و”القومجية”، فإن الكركرات تبقى قطعة من جسد هذا الوطن، تسري فيها دماء المغاربة، ومن ينشق عن مناصرتها في زمن السعار الجزائري وتكالب صنيعتها البوليساريو، فإنما يثخن جراح الوطن وينكأ ندوبها قبل أن تلتئم وتندمل.

والذي يستحضر جراح الوطن، ولو من باب الرياء والمواراة والتدثر بالأراجيف، يفترض فيه أن يكون في طليعة المدافعين المنافحين عن قضاياه المصيرية، لا أن يتخلف عند أول استحقاق للوطنية ويكتفي بالتدوين الافتراضي، مذرفا دموعا مصطنعة حول هذا الوطن، بينما “تبقى يد العار مرسومة بأصابعها الخمسة فوق الجباه الذليلة” كما قال الشاعر الكبير أمل دنقل في حق مثل هؤلاء الذين يتخلفون عن نصرة قضايا أوطانهم.

فمحمد حمداوي لم يثخن جراح الوطن بالخروج عن الإجماع الوطني في قضية الكركرات والمحبس والفارسية وحوزة وغيرها من تخوم الصحراء المغربية، بل انبرى ينشر الأكاذيب في صفحته “الفايسبوكية” حول قضية شرطية معزولة ورئيسها في العمل، مفترضا الإدانة في المشتكى به، وراجما المؤسسة الأمنية بالغيب، رغم أن الدين والشرع يحذران من سوء الظن، ومن إقامة الحد بالشبهة، ومن إفراط الثقة في كلام الفاسقين بدون بينة.

أكثر من ذلك، نشر محمد حمداوي الكثير من الإشاعات والأكاذيب الملتحفة بعباءة “صفة الحق”، عندما زعم جازما وملمحا أن المؤسسة الأمنية اصطفت “وراء عنصر منها فاسد مفسد أصر على الاعتداء على أعراض الناس عوض تقديمه لمحاكمة عادلة”. فالذي يجهله أو يتجاهله مسؤول العلاقات الخارجية وزعيم دبلوماسية العدل والإحسان أن هذا العنصر الموسوم بالإفساد والفساد، الذي أنوب عنه في قضية التشهير التي رفعها، يمكنه أن يلاحقه قضائيا بالقذف والتشهير، حتى لو أفرغت هذه الجرائم في صيغة الشكل والتلميح، لسبب بسيط هو أن قاضي التحقيق والغرفة الجنحية بمحكمة الاستئناف بالجديدة ومحكمة النقض أصدروا جميعهم أحكاما وقرارات تقضي بعدم متابعة هذا العنصر لانعدام الدليل ورجاحة الطابع الكيدي لشكاية التحرش الجنسي.

والذي يجهله أيضا محمد حمداوي أن القذف في حق المؤسسات والهيئات المنظمة تقوم عناصره التأسيسية المادية والمعنوية، ويكون موجبا لطلب الانتصاف القضائي، حتى إن اختبأ “الأخ” المدون وراء الضمير المبني للمجهول، خصوصا أن الثابت من وثائق هذه القضية هو أن المؤسسة التي يتهمها زورا محمد حمداوي، هي التي طلبت إحالة الشكاية المسجلة في حق موظفها على القضاء بشكل تلقائي، رغم أن الشاكية سلكت فقط الطريق الإداري، فكانت المؤسسة كمن يحكم بأكثر مما طلبه الأطراف. وهذه هي الحقيقة الواقعية والقضائية التي أمعن في تدنيسها وتحريفها مسؤول العلاقات الخارجية في العدل والإحسان، محاولا استدرار الوطنية على حساب سمعة وأعراض الآخرين.

*محام بهيئة تطوان

‫تعليقات الزوار

6
  • البحث عن الحقيقة .
    الإثنين 7 دجنبر 2020 - 01:10

    مشكلة هذه التجاوزات التي تقترف داخل الردهات المغلقة أنها بلا إثبات حتى ولو كانت حقيقة وهذا حيف من وجهة المتضرر أو المتضررة ولكن إعمال قانون الشك الذي يفسر لصالح المتهم له أيضا مزايا كثيرة فهو ينجي من الأخد بالظن الذي قد يجعل بريء إفتراء ظالم يواجه السجن ظلما . غير أن هذا لايلغي حق المتضرر من طلب البحث في مزاعم طرحه واخبار المدعى عليه واستدعاءه والإستماع إليه فقد تكون مجرد أقواله دليل إدانة خصوصا إذا ما كانت إجاباته متضاربة كأن يقول الشيء ثم يقول بالنقيض فالكذاب نساء وقليل من الضغط قد يجعله يقر ويعترف . ما يجعل النيابة تكون قناعة بالإدانة وفق هذا التناقض /// سيكولوجية المجرم ///

  • ابن تاونات
    الإثنين 7 دجنبر 2020 - 03:22

    و ماذا يهمنا كمغاربة في موقف "العدل و الإحسان" من القضية الوطنية؟ ظننت أنك قاض و محام و رجل قانون يا حسرة؟
    جماعة العدل و الإحسان غير قانونية و محظورة، و بالتالي موقفها لا يعتد به حتى و إن كنا ندين سلوكها هذا إن اتضحت صحته. "مقالك' هذا هو فقط مساهمة في الحملة المجانية ضد أتباع الحركات الإسلامية. لو كنت نزيها و موضوعيا و ترنو إلى كشف خيانة الأحزاب القضية الوطنية، لكنت دبجت هذا "المقال" لإماطة اللثام عن الخيانة العظمى التي ارتكبها و يرتكبها أيتام ماركس و لينين في حق الوطن. ألم تسمع أن حزب "النهج الديمقراطي" خرج ببيانه الشهير قبل أسابيع يدعم فيه رفاقه في تندوف؟ و هذا الحزب قانوني و يتلقى دعم من أموال الشعب. هل ممكن أن نراكم يوما ما متسقين مع "القناعات" التي تدافعون عنها؟ ام لا فرق بين الايديولوجيات و الكل يدافع عن قبيلته؟
    ما قام به النهج الديمقراطي يسمى في كل الدول يا سيادة القاضي و المحامي بالخيانة العظمى. و انت تعرف ما حكم القانون في الخيانة العظمى. و لكن كما يقال: وطن بلا مشانق جدير أن يخان.
    انشر يا صاحب المقص من فضلك. سئمنا تكميم الأفواه و منع الرأي الآخر.

  • المؤبد ... الموت البطيء .
    الإثنين 7 دجنبر 2020 - 11:10

    ابن تاونات انت تدعو لوطن المشانق ونحن في عصر الحريات التي تعتبر الإعدام همجية وتفكيرا متخلفا ما دام السجن المؤبد يكفي ويفي . فالمؤبد وعلى عكس الظاهر هو أصعب من الإعدام لأنه يحرم الشخص من مشاركة أهله افراحهم ونجاحاتهم ويحرمه من حضور أعياد ميلاهم ووقد تتزوج زوجته بعلا غيره ولن يكون في مقدوره تقويم انحراف ابن أو ابنته رغم العلم وبذالك يموت في اليوم الواحد آلاف المرات .

  • Hassan
    الإثنين 7 دجنبر 2020 - 19:29

    اتخان جراح الوطن هو هذا الخطاب المزدوج. الذي يفرض الرقابة على الرأي و حجر الفكر . الوطن لا تؤديه الجراح لأن له مناعة دستورية . المواطن تتخن جراحه عندما يتخلى الحقوقي عن مبدأ الحق يسمو و لا يعلا عليه . لأنه يفقد ثقته في مؤسسة مواطنة للدفاع و المؤازرة و تصبح شباك لمن يوفي العطاء .

  • لعدم كفاية الأدلة .
    الإثنين 7 دجنبر 2020 - 22:33

    هناك محامون وعلى قلتهم يرفضون الترافع في القضايا التي تكون شبهة الإدانة تطال من يريد توكيله للدفاع . وهناك الغالبية التي لاتجد عضاضة في الدفاع عن المتورطين بالدليل في جرائم القتل أو الإتجار في المخدرات أو النصب أو حتى السرقة تحت الإكراه أو الإغتصاب معتمدين على القاعدة التي تقول بوجوب الدفاع عن المتهم حتى مع قرينة التلبس ، مستعملين كل دهاءهم القانوني في محاولة الطعن في إجراءات الإحتجاز والإعتراف الأولي أمام النيابة ، محاولين التشكيك في المحاضر بزعم أنها لم تشعر المتهم بحقه في إلتزام الصمت ويدفعون بعدم الأخد بها ، أو القبول بها من باب الإستئناس . أمثال هؤلاء المحامون رغم ذكائهم الشديد إلا أنهم ومقابل الغلاف المالي الضخم مستعدون للدفاع عن الشيطان والدفع ببراءته . رغم أنهم يقرون لأهالي المجرم أن البراءة مستحيلة ، وأن جهدهم سوف ينصب على التخفيف من مدة العقوبة السالبة للحرية .

  • ما لا يقتلني يقويني ـ نيتشه
    الثلاثاء 8 دجنبر 2020 - 20:01

    أجد الأدلة التي ساقها النقيب زيان (مع اختلافي الكبير معه اديولوجيا) كمؤازر للمُشتكية أقرب بكثير من الحقيقة وخصوصاً أنها مدعومة بكثير من القرائن التي نشرها بعض اليوتيوبرز مثل تحفة شو وغيره. ولهذا أعتقد أنه تمَّ بالفعل التنمّر والإساءة للضابطة المعنية من طرف رئيسها في العمل. أنا من مناصري مغربية الصحراء بالمُطلق، ولكن لا أفرض على أحد أن يتبنى هذا الموقف، فللجميع الحق في أن يرى ما يراه وهذا لم ولن يؤثر على قضيتنا، بل بالعكس هذا يعكس حيوية المغرب وتعدديته وهذا يقوّيه ولا يضعفه. التخوين العلمانوي والتكفير الإسلاموي هما من ضمن المشاكل والعوائق على طريق الدمقرطة وتحديث الدولة. والسلام

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة