الاستبداد والفساد: جدليّة أم تلازم..؟

الاستبداد والفساد: جدليّة أم تلازم..؟
الثلاثاء 13 مارس 2012 - 00:34

خُطوة الألف مِيل:

يقال: “طريق الألف ميل يبدأ بخطوة”، وعليه فكشف قائمة المستفيدين من رخص النقل العمومي “لكريمات” وما سيتلوها من قوائم يُعتبر خطوة أولى في مضمار ألف ميل، إذ لا يمكن أن نحارب الفساد دون تحديد أسبابه وتجلياته؛ غير أن هذه الخطوة “لا تخلو من انتقائية مخلة لأنها لم تشمل كريمات أخرى هي أساس اقتصاد الريع وهي مأذونيات مقالع الرمال والصيد في أعالي البحار التي يستأثر بها أصحاب السلطة الحقيقيون الذين لم يجرؤ أحد على الاقتراب منهم. لهذا ستظل البادرة ناقصة لأنها لم ترفق بالإجراء العلاجي والوقائي.. وإلا ستصبح المسألة مجرد بالونات وفرقعات لإلهاء المغاربة عن المستفيدين الحقيقيين من اقتصاد الريع الذين ينهبون الملايير”.(1)

إذا عمت هانت:

يتقن المخزن لعبة خلط الأوراق لتحويل انتباه الشعب وصرفه عن جوهر الأمور، وبالنظر إلى توقيت كشف قائمة المستفيدين من رخص النقل وتهافت العديد من الوزراء لكشف مستور وزاراتهم مضافا إلى ذلك أن قرار كشف المستور جاء عاريا من أي إجراء إداري أو قانوني لاستئصال الفيروس أو محاصرته على الأقل، وهو ما يرقى دليلا على نية مبيتة للتشويش على كشف من عيار أثقل عن طريق تمييع القرار/الخطوة وإحالته ثقافة وسلوكا بشريا متجذرا في النفس والمجتمعات البشرية، بل إن البعض ذهب لأبعد من ذلك محاولا تأصيل الاستفادة من الامتيازات وإضفاء الشرعية الدينية عليها.

واضح أن آلية الامتيازات معششة في جميع القطاعات بطرق مختلفة، وقوائم المستفيدين من الكرم السلطوي جاهزة للنشر حتى لا يكاد يوجد قطاع متمنع عن غزو الهبات والعطايا المخزنية، فبعد رخص النقل العمومي ستتوالى القوائم تباعا لتشمل رخص صيد أعالي البحار ومقالع الرمال والمستفيدين الحقيقيين من مشروع المغرب الأخضر والضيعات المملوكة للدولة سابقا والجمعيات المدنية والإعلام مرئيه ومكتوبه ومسموعه والكترونيه والنخبة الفكرية والسياسية دون أن ننسى الزوايا التي تمثل العمق الاستراتيجي للنظام.

الهدف إذن واضح جلي، توريط “فاعلي” المجتمع ـإلا ما رحم ربكـ في الاستفادة من الهبات والعطايا المخزنية شراءً للضمائر والمواقف وتآمرا على المصالح العليا للبلاد: تنمية ودمقرطة وحكامة راشدة. وعليه فالجميع متهم خلوصا إلى المقولة الشعبية: “أولاد عبد الواحد كاع واحد” أو”ليس في القنافذ أملس”، وبالتالي لا ثقة في الفاعل السياسي أو الديني أو الفكري أو الجمعوي أو الفني أو الرياضي، لسان حال الجميع يقول: “أنا وبعدي الطوفان” أو “إذا متُّ عطشان فلا سقط القطْرُ”.

صناعة الملإ:

الملأ أو البطانة هي مطبخ التوجهات ومصنع القرارات، وصلاح الملإ عنوان استواء الحكم على قاعدة العدل، وفساده مدعاة لفساد الحكم. وقد دأبت الأنظمة المستبدة عبر التاريخ على صناعة محيط ممالئ لنزعتها الاستحواذية موافق لهواها الاستفرادي بالثروة والقرار. والنظام المغربي له باع وسبق ليس في صناعة الملإ فقط بل في تجديده وتنويعه. ومن العبارات الشهيرة عن الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله قوله: “لو لم تكن عندي معارضة لأوجدتها”.

إن صناعة الملإ تخصص مخزني يحرص أيما حرص على تطويره وتجديده مواكبة للمتغيرات الاجتماعية والسياسية بل والإقليمية والدولية، وهذا ما يضمن لمبادراته ـ مع استحضار عوامل التجهيل والترهيب والتفقيرـ الجاذبية والتأثير، فماذا عسى المواطن البسيط الذي لا حظ له من وعي أو فهم أن يفعل وهو يُقصف بوابل من الخطابات الديماغوجية ومن كل المستويات: منبر مسجد يهدد بالنار من سولت له نفسه أن يصوت بلا على الدستور، إعلام يسقط الطائرات، رجال دجل سياسي باعوا سنوات نضالهم ـ إلا من رحم ربكـ بمتاع من الدنيا قليل، وفنانون جيشوا العواطف وسلبوا عقول أجيال من الشباب ردحا من الزمن ثم تتبخر شعبيتهم بأثر رجعي، ومفكرون أكاديميون ـ زعمواـ أنهم والشعب الكادح في خندق واحد ضد الاستبداد و… الكل ـإلا ما استعصى على الترويض وكان مآله الإقصاء والتهميش ـ انبطح وتسلم مقابل انبطاحه عمولته من خزينة الشعب وثرواته. ومن تجليات الشفافية ـ مغربياـ ألا يتردد المستفيدون من مختلف الامتيازات في التصريح أن ما يرفلون فيه من نعم هبة وعطايا ملكية، ليس من الأدب ردّها.

الريع والامتيازات أس الاستبداد، وحصرها في رخص أو تفويض لاستغلال مساحات زراعية هائلة كانت عصب الإنتاج الزراعي غباء سياسي وقصور نظر؛ ذلك أن المتأمل في بنية النظام يدرك أن الريع بأنواعه يمثل منظومة متكاملة تتماسك مكوناتها وتتكامل عناصرها وظيفيا. الريع يتعدى ما يتداوله الشارع من رخص وتفويتات مختلفة ليشمل هيئات ومجالس عليا تُحدِث الدولة بمقتضاها مناصب سامية تكلف الخزينة العامة الملايير مقابل إنجاز تقارير دورية ـ في أحسن الأحوال ـ لا تنفك في الأصل من اختصاص قطاع أو وزارة معينة، لكن إحداثها يحقق هدفين: تسويق مبادرة تجاوزا شكليا لمعضلة قطاعية وفي ذات الحين احتواء لمشاكسين أينعت رؤوسهم وعلا نجمهم ووجب تحنيطهم. وإلا ما هي القيمة المضافة ـ كما يقولون ـ لهذه المجالس العليا في شتى القطاعات؟ ولا حديث عن مجال مأزوم إلا عن الدعوة لإحداث مجلس أعلى: الرياضة بعد الإخفاق الذريع في الاستحقاق الإفريقي، والمرأة القروية بمناسبة اليوم العالم للمرأة وتوريط الحكومة في إقصاء المرأة، والحديث عن إعادة هيكلة المجلس الأعلى للتعليم بعد إسلام المخطط الاستعجالي وقبله ميثاق التربية والتكوين الروح إلى بارئها. وهكذا تتناسل المجالس والهيئات ومعها الامتيازات.

ومن الريع تعويضات أعضاء البرلمان وإحداث غرفة ثانية مرورا بالرواتب الخيالية لرؤساء المؤسسات الحيوية ومديري المصالح المركزية بشكل لا يتناسب والمردودية من جهة ودخل البلاد الإجمالي من جهة ثانية. ومع ما تخوله هذه المناصب من امتيازات وشبكة علاقات في دولة لا مكان في قاموسها للمساءلة أو المحاسبةـ إلا ما كان ذرا للرماد في العيون ـ يستفحل الريع ويصبح ثقافة راسخة في المجتمع، حتى لا تكاد تجد مسؤولا نزيها، وكما يقول أبو الطيب المتنبي:

“الظلمُ من شيم النفـوس فإن تجد ذا عِـفَّـةٍ فـلعلةٍ لا يظلم”

وواقعنا المغربي يقول: النهبُ من شيم المسؤول فإن تجدْ ذا عِـفَّـة فـلِعِلّة لا ينهبُ.

كيف نستأصل الفساد؟

من السذاجة اختزال الفساد في سلوك أو أشخاص، ومن السطحية ادعاء محاربة الفساد بمسطرة أو إجراءات معينة، لأن “اقتصاد الريع كل لا يتجزأ وفضحه يجب ألا يتم بطريقة انتقائية تستثني البعض الغارق في ملايير من المال الذي يفترض أنه عمومي ويجب أن يدخل خزينة الدولة ليصرف على أبناء الشعب”(2).

لقد سبق أن أعلنت الحرب على التهريب حماية للاقتصاد الوطني ـ زعماـ خلال العصر “الذهبي” لأم الوزارات في عهد الراحل إدريس البصري، وتتبع المغاربة أطوار تلك الحرب التي استغلت لتصفية الحساب مع منافسي المخزن اقتصاديا أو الرافضين قواعد اللعبة السلطوية، وظل التهريب وما يزال وسيبقى في غياب مشروع مجتمعي ومقاربة سوسيوـ اقتصادية مواطنة كما يسمونها، أو بتعبير بسيط في غياب عدالة اجتماعية وتوزيع عادل للثروة.

تمأسس في المجتمع الفساد واستأسد يحميه الاستبداد ويُجيره، “والمعركة ضد الفساد المتراكم أكبر من الحملات الموسمية وأكبر من إجراءات زجرية آنية وإن كانت ضرورية ومطلوبة. المعركة رد مظالم الناس الاقتصادية وإعادة تقسيم عادل للثروة وفق معايير واضحة ودقيقة. المعركة محاسبة الكل من أعلى هرم الدولة إلى أدناه بـ”من أين لك هذا؟”. المعركة إرساء قواعد تنافسية عادلة واقتصاد مفتوح معافى من الرشوة والزبونية وأظرفة ما تحت الطاولة. المعركة نفَس طويل لتحقيق شعار:”الشعب يريد إسقاط الاستبداد والفساد”، وأول خطوات إسقاط الفساد محاربة الفاسدين والمفسدين الأصليين لا المشاركين الفرعيين أو العرضيين”.(3)

الاستبداد والفساد متلازمان إذ هما وجهان لعملة واحدة، تحكمهما علاقة جدلية، لذلك لا سبيل لاجتثاث الفساد إلا بإصلاح حقيقي لمنظومة العلاقات في الدولة فصلا فعليا للسلط ونزاهة قضاء مستقل وحرية إعلام مسؤول ومجتمعا مدنيا فعالا ومواطنا وترسيخا عمليا لا شعاريا للمحاسبة والمساءلة.

ــــــــــــــــــــ

هوامش:

1. من تصريح للدكتور عمر إحرشان، عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، غداة نشر لائحة المستفيدين من مأذونيات من قبل وزارة النقل والتجهيز بتاريخ: 2 مارس2012 لفائدة موقع الكتروني.

2. نفس المرجع أعلاه.

3. من افتتاحية الموقع الرئيس لجماعة العدل والإحسان “ولنا كلمة” تحت عنوان:” الحرب على الفساد…من هنا تبدأ”.

‫تعليقات الزوار

8
  • محمد
    الثلاثاء 13 مارس 2012 - 01:37

    فعلا لا سبيل لاجتثاث الفساد إلا بإصلاح حقيقي لمنظومة العلاقات في الدولة فصلا فعليا للسلط ونزاهة قضاء مستقل وحرية إعلام مسؤول ومجتمعا مدنيا فعالا ومواطنا وترسيخا عمليا لا شعاريا للمحاسبة والمساءلة.

  • مسلم غيور
    الثلاثاء 13 مارس 2012 - 10:13

    منبر مسجد يهدد بالنار من سولت له نفسه أن يصوت بلا على الدستور، إعلام يسقط الطائرات، رجال دجل سياسي باعوا سنوات نضالهم ـ إلا من رحم ربكـ-، وفنانون جيشوا العواطف وسلبوا عقول أجيال من الشباب ردحا من الزمن ثم تتبخر شعبيتهم بأثر رجعي، ومفكرون أكاديميون ـ زعمواـ أنهم والشعب الكادح في خندق واحد ضد الاستبداد ـ إلا ما استعصى على الترويض وكان مآله الإقصاء والتهميش ـ انبطح وتسلم مقابل انبطاحه عمولته من خزينة الشعب وثرواته. يرفلون في نعم هبة وعطايا ملكية، ليس من الأدب ردّها.
    هذا هو الاستبداد الذي يغذي الفساد.
    برافو عليك.

  • mhammed
    الثلاثاء 13 مارس 2012 - 12:47

    يعاني أطر ومستخدمو شركة سامير من صنوف وأشكال من التمييز والإستبداد والتسلط من بعض مسؤولي الشركة الذين طغوا وتجبروا وفقدوا البوصة وتميز سلوكهم بالعشوائية والإرتجال رغبة منهم في التغطية على الفساد الذي زكمت روائحه الأنوف حتى صارت الشركة بسببه معرضة للإفلاس, فهل تلتفت الجهات المسؤولية الى هذه الوضعية المزرية؟

  • إبن البوغاز
    الثلاثاء 13 مارس 2012 - 22:51

    السلام على من اتبع الهدى …..
    سؤال التغيير؟؟؟
    من البديهي في الأدبيات السياسية، الحديث عن التغيير السياسي كمؤشر أساسي لتصنيف الأنظمة ورصد حركيتها وتفاعلاتها الداخلية والخارجية، لكن التغيير الذي أقصد في بلد كالمغرب، هو حالة انتقال من نموذج أو وضع معين إلى وضع آخر، بكل ما يرافقه من قطائع وامتدادات. فمطلب التغيير < والإصلاح الجدري> كما يحلوا للبعض تسميته، يقودنا بالضرورة إلى الحديث عن النمودج الهدف والذي يسعى التغيير، الوصول إليه عبر مسارات أساسية وفق ضبط منهجي للسيرورات الحقيقية التي تحكم قانون تطور البنيات الفرعية للنظام برمته……………..مانعرف

  • سومية
    الثلاثاء 13 مارس 2012 - 23:26

    نتمنى من الله العزيز العزيز الجبار ان يساند الحكومة ويعينها في محاربة الفساد لكن ذلك طبعا يحتاج الى عزيمة قوية فالخوف او التواكل لن ينفعها لا في الدنيا ولافي الاخرة فالشعب صوت لها لانها رفعت شعارمحاربة الفسادوالاستبداد وهي مسؤلة امامه في الوفاء بذلك طبعا لن يتم ذلك مرة واحدة لكننا سنحاسبها خلال مدة الخمس سنوات التي ستقضيها في الحكومة ونقول لها أن اغلب الشعب معك الا المستفيدين من الفساد حتى الذين لم يصوتوا في الانتحابات كان شعارهم ايضا محاربة الفساد والاستبداد

  • حنان
    الأربعاء 14 مارس 2012 - 11:39

    تحليل دقيق وموضوعي. الفساد منظومة خادمة للاستبداد تفسد الذمم وتشتري الضمائر الضعيفة. محاربة الفساد أكبر من إجراءات مهما كانت نجاعتها؛ والتخوف الكبير هو أن يتم توظيف حملة لكريمات لربح الوقت حتى يستعيد النظام السيطرة التي أفقده الحراك الشعبي إياها واضطرته ليقبل نتائج صناديق التصويت ويسمح بوصول العدالة والتنمية ليأكل بفمهم "التوم" كما يقال.
    تحية تقدير لكاتب المقال. برافووووووووووووو حتى ينقطع النفس.

  • مراد
    الخميس 15 مارس 2012 - 02:45

    جملة تناقضات في كلامك
    تقول ان الخطوة ناقصة لان الحكومة لم تنشر لا ئحة المستفيدين من مقالع الرمال،و انت هنا تصدر حكما مسبق و تصم ادنيك عن قول رباح انه سيعلن عن هده اللائحة، ثم تقول بعد دلك ان هناك من يشوش على هده الخطوة من اصحاب المتيازات خوفا من خطوة اخرى تتلوها، و انت هنا لا تتناقض فقط و لكنك تشوش ايضا على الخطوة متلك متل اصحاب الامتيازات، تقول بعد دلك ان الفساد معشش في الدولة، و هدا صحيح، و السؤال هو لمادا تطالبون بالقضاء عليه في الحال؟ اليس ما هو متجدر في دواليب الدولة و ما مضى عليه وقت طويل يتطلب وقتا طويلا للقضاء عليه؟الم تقل نادية ياسين انهم لو تسلموا السلطة لن يمكنهم اقفال البارات في عشية و ضحاها و ان دلك يتطلب وقتا و ياتي بالتدريج؟فكيف تطلبون من الحكومة القضاء على الريع في نصف عام؟ و تتحدت عن صناعة الملا،و مادا عن الجماعة؟ الا يصنع الشيخ ملاه و يقرب الاكتر طاعة و يبعد من يجرا على الغمغمة سرا؟ اليس الشيخ مستبدا فاسدا؟
    ارجو النشر.

  • البركاني
    الخميس 15 مارس 2012 - 15:49

    خطوة رباح كانت صفعة لجهتين في المغرب:
    1 اصحاب الامتيازات و اللصوص و منهم من كان يدعي النضال من اجل الحقوقو و الديمقراطية فجائت هده العملية لتزيل عنهم ورقة التوت فلدلك انبروا للتقليل من شانها و التشويش عليها حسب وصف الكاتب.
    2العدميون الدين لا يريدون ان يروا تقدما و يقولون بعدم امكانية الاصلاح من داخل المؤسسات و منهم الكاتب و جماعته، و قد رينا ارتباك الجماعة بعد نشر اللائحة، فهم انتضروا طويلا قبا ان يدلوا برايهم في الامر ، و ايدوا على اسيتحياء، و الان نرى كاتبا منهم يرتد على التاييد و يعود الى طبع جماعته و هو ان يرى كل شيئ اسود.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات