شيفورك آحليمة، دَّاوليه لكريمة

شيفورك آحليمة، دَّاوليه لكريمة
السبت 17 مارس 2012 - 02:28

هكذا تُردد العيطة الشعبية، الشيفور هو السائق، وهنا تختلف تفسيرات معنى السائق حسب الموقع الاجتماعي والخلفية السياسية التي نريد عبرها تفسير الأشياء، إذ السائق يشبه الرائد في الصحراء الذي يقود القبيلة نحو الواحات وأماكن الماء ومواطئ الكلأ، الخبير بجغرافيا الصحراء التي تشكل كل حبة رمل منها متاهة، وهنا تحضرني حكاية الإمبراطور الروماني الذي أراد أن يستهزئ من حاكم عربي، فأمر مهندسيه ببناء مدينة على شكل متاهة، كما نرى في رسومات الأطفال الذين يحاولون تبين خيوط المتاهة ورسمها بلون مغاير لقيادة الأرنب نحو قطعة الجزر، حيث استدعى الإمبراطور الأمير العربي إلى مدينته التي تشبه المتاهة، وهما يتجولان في دروبها الضيقة، انسل الحاكم الروماني بخفة البرق إلى أحد المنازل وترك العربي البدوي غارقاً في المتاهة، حيث تتشابه الأبواب والدروب والأزقة والمنازل.. ولأن العرب كانت لهم نخوة غير ما هم عليه اليوم، أقسم الحاكم العربي للانتقام لشرفه، فاستدعى ذات يوم، تقول الحكاية، الإمبراطور الروماني وأكرم مثواه، وحمله بعدها إلى عمق الصحراء وسلمه الزاد والماء وقال له: “ابحث عني إن وجدتني!” ولأنه كان بلا رائد أي بلا شيفور أو سائق، فقد مات في الصحراء.

هنا السائق هو الرجل الخبير بخرائط غير مرئية، وقد يعني “الشيفور” أيضا القائد والزعيم والمرشد المسؤول عن جماعة تضع فيه ثقتها وتستأمنه على مصيرها، وفي العملية الديمقراطية يعتبر الشعب هو المتحكم في مسار الزعماء والقادة بفضل قوة صوته الانتخابي.

لذا فإن المعنى الأساسي لـ “شيفورك أحليمة، داو ليه الكريمة”، هي أن هذا الشعب، خاصة المحرومين منه، سرقت منهم لكريمة، وأُعطيت لمن لا يستحقها من المترفين والرافلين في النعيم، و”الكريمة” لا يمنحها إلا من له سلطان، على هذا لا تغدو لكريمة فقط هي مأذونيات النقل ورخص الصيد في أعالي البحار ومقالع الرمال، بل هي سلطة الحكم، أن الشعب باعتباره مصدر السيادة، سرقت منه كريمة الحكم، أي سلطة القرار والحق في تقرير مصيره وإكرام من يكون صاحب استحقاق أو امتياز من بين أفراده.

أعرف أن علية منا لن يفسروا “الشيفور” إلا بما يدخل في حيز اعتبارهم من ثنائية سادة وعبيد، أسياد وخدم، خاصة وعامة، علية القوم ورعاعهم من سواد الأمة، أقصد “الشيفور” الذي يسوق بـ “لالا” و”سيدي”، الخدم المحروم من أبسط حقوقه، وبهذا المعنى أيضا فإن الشيفور ابن الشعب سُرقت منه لكريمة، لأنه عوض أن يكون صاحب الحق فيها، لكي يشتغل فيها عبر طاكسي أو حافلة ويأتي إلى عياله برزق حلال من موفور جبينه بدون إهانة من أحد، أصبح مجرد “عبد” لدى السيد الذي منحت له “لكريمة” بدون وجه حق وأصبح يوظف فيها الأسياد ذوي الحق، كعبيد مهيضي الجناح لا حق ولا سلطة لهم.. ألهذا السبب، تمت تسمية بن كيران رئيس الحكومة ببلكيران نسبة لفضحة أصحاب الكريمات الذين لا يستحقونها منهم؟!

هذا هو المعنى الحقيقي لـ “شيفورك آحليمة، داو ليه لكريمة”، فهل ينجح الرباح في استعادة لكريمة لشيفور حليمة؟!

‫تعليقات الزوار

11
  • مغربي حر
    السبت 17 مارس 2012 - 02:54

    الله احفظك دكرتني بسعيد ولد الحوات

    هاد الفوضة كلها نايضة باش افشلوا الاصلاح ازالة المادونيات الرشوة المخدرات و الخمور

    الله اخرجها على خير حينت مالين هادشي خاسرين هاد ليمات لفلوس على افوضة و المضاهرات

  • مغربية
    السبت 17 مارس 2012 - 06:19

    شي في الرباط عطاوه لا كريمة و شي ف طريق الناظور البنو يقدي و العصا تدور ههههه

  • Mdiouri
    السبت 17 مارس 2012 - 07:09

    Proverbe Sahraoui : <<Quand on trouve un amas de pierres, on n’hésite pas à lui en rajouter une >> fin

  • بن مشدود
    السبت 17 مارس 2012 - 09:49

    المشاهب في قصيدة الخيالة:
    السايق تالف
    والراكب خايف
    و سفينتنا تحت الماء عوامة
    و جميل بابا في الكلام أغياث
    الخيالة عقلو خيولهم
    و ركبوا الخيال
    والعقالة نصلو عقولهم
    و لبسو لهبال
    أرواه أيا قلبي و رواه
    كلام الناس كله معنى
    قصده يهديك
    فهمو يحميك
    غير رواه
    سال الرسوم النايحة
    فين مواليها
    سال الأغراس الخالية
    فين دواليها
    حالنا يشفي لعدا
    و عيبنا يكبر
    غيثنا يسقي لكدا
    و جوعنا يكثر
    ها ههوياه
    إيمتى الشمس تبان
    إيمتى تغرب لحزان
    إيمتى لقدار تجود
    و نبلغ المقصود
    إيمتا تزها ليام

  • aboufadi
    السبت 17 مارس 2012 - 11:19

    je me permet de tappeler aziz car je ss un ami detude primaire a lecole nachiaa si tu te rappelle tes anlyses st tjrs juste et raisonnables depuis ke tu etais au journal hebdo assahifa on a laisser les necessiteux comme les handicapes et les veuves des militaires ki ont defendus nos territoires les prisonniers militairs chez les polisarios et on les a donner a des gens ki ont des fortunes en plus ils osent de nous dire kils ont fait bcp pour le maroc com si nous autre marocains ont na rien faits ces enseignents ki bosse ds les fiefs ces medecins ki sauves des vies ect en plus ces gens osent menacer de sexploser o de sortir avec un epee c vraiments dommage

  • عبدو / تازة
    السبت 17 مارس 2012 - 13:15

    شكراالأستاذ عبد العزيز كوكاس المقال قيم مليء بالدلالات العميقة وهو صدى صادق للمرحلة …لقد أخذ الشعب الكلمة وعبر رغما عن لصوصه وسارقي قوته وسيعبر عنها الان بشكل أقوى …لقد جاء وقت الحسم : اما أنك مع الشعب او ضده

  • مسلم وافتخر
    السبت 17 مارس 2012 - 14:29

    ان شاء الله سيفلح عبد العزيز الرباح في استعادة لكريمة لشيفور حليمة، وانا متاكد مما اقول.

  • ahlam arabia
    السبت 17 مارس 2012 - 17:48

    لا أظن أن حليمة ستغضب حينما تعلم أن مأذونيتها أخذت من سائقها، ليس لأنها بكل هذا الحلم الذي قد يتبادر إلى الأذهان من أول وهلة. بل فقط حينما تدرك أن الحادثة أثارت الكثير من اللغط وأجود ما أنتج مثل هذا النص الافتتاحية بتعبير أبناء الصحافة أو الإبداع الهادف بتعبير ذوي الحصافة. وشتان بين مقال يطلع به صاحبه بقوة القانون الذي يربطه لمنبر بشكل إلزامي فيأتي حشوا للتضخيم وصدى يتردد على مسامع الناس، وبين نص يكون سندا لمتن ما يعيشه الناس.
    معالجتك لملف المأذونيات الذي صار بذكره المشائين قبل الركبان جعلت من السائق "الخادم/العبد" لسيد الكريمة هو الرائد الزعيم الخبير بالخرائط الغير المرئية لقيادة رشيدة.
    وهنا مربض الفرس فالشعب هو المتحكم الأول والأخير في مسار الزعماء والقادة لو كانوا منبثقين من صناديق الإقتراع وليس مقذفون أو منزلون من عل

    شكرا على وفائك على إختيارك الإصطفاف بجانب من نذرت نفسك سرا للحرص على أحلامهم والتربيت عليها.

  • محمد مقتدر
    السبت 17 مارس 2012 - 21:28

    الكريمة بالنسبة للصحفي هي حينما يرتمي على الصحافة من ليسوا منها وتتبرأ هي منهم.. وحين يؤخذ منه القلم الحر الذي يطاوع صاحبه.. ويقدم له القلم الالكتروني المتحكم فيه عن بعد… ايييه اللا حليمة…

  • Hossam
    الأحد 18 مارس 2012 - 02:22

    Désolé Abdelaziz, mais cet article me parait trop tiré par les cheveux: on a qu’a écouter la chanson et se l’approprier a l’état primaire, spontané, «brut». Elle ne mérite pas d’être si malmenée au travers de lectures césariennes.

  • ندى
    الأحد 18 مارس 2012 - 13:03

    " لأن العرب كانت لهم نخوة " ! أولا أخبرني عن إسم هذا الإمبراطور الروماني الذي يقبل دعوة أمير في الصحراء . أم ( العنتريات ) في الأمثال فقط ؟ حين أحصل منك على جواب ، سأشرح لك معنى " لأن العرب كانت لهم نخوة " !

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة