بسم الله الرحمن الرحيم
مع كل موعد كروي تكثر المآسي وتنتشر الفواجع فتنقلب الأفراح أتراحا، والترفيه شغبا، وتعلن حالات الاستنفار في صفوف المتابعيين، فتتخلف بعض المصالح ويتعذر عليك الوصول إلى بعض الخدمات؛ لأن غيرك فرح مسرور ومن تمام نشوته وانتشائه أن يقطع عليك الطريق، ويؤخرك عن الوصول، وقد يضطرك للوقوف بالحواجز البشرية التي تحتل الطرقات بوقاية أمنية عن اليمين والشمال ومن الخلف والأمام …، وليس يهمهم جميعا أن تصل متأخرا أو أن لا تصل أبدا؛ فتتخلف مصالح العشرات من المواطنين، بسبب الشغب الكروي، وليت الأمر وقف عند ذلك بل بل يصل حد التنابز بالألقاب والشجار بالعصي والهراوات، ويتجاوزز كل ذلك فتقع حالات التشرد والضياع. وكم اعتصرني الألم في مشاهد مؤلمة بالمحطة الطرقية بتطوان في مبارة ماضية قبل فوز المغرب التطواني، حيث شاهدت زرافات من الشباب تقطعت بهم السبل جاؤوا من كل فج ليتابعوا صنمهم المعبود؛ قتقطعت بهم السبل وصاروا عالة يتسولون المارة الدرهم والدرهمين، للحصول على تذكرة حافلة تقلهم نحو مدنهم، وآخرين منهم في مشهد مؤسف اصطفوا نائمين وسط المحطة ويتعذر على المسافرين المشي بالأقدام داخلها ففضاء المحطة صار مأوى للتائهين واتخذوه فراشا باتوا فيه ليلتهم نائمين.
وبعد هذا المشهد المؤلم بأيام وجدت نفسي يوما آخر محاصرا وسط فئات من المشجعين قطعوا الطرق قبل الأوان وضيقوا المررات، في مشاهد جنونية تغيب فيها القيم والأخلاق ولا تسمع إلا الجهر بالسوء من القول، اضطررت معه لإغلاق نوافذ السيارة رغم حرارة الجو؛ لئلا أسمع كلماتهم النابية بينهم التي لا تتحملها الآذان، فرأيت يومها؛ كيف يهبط الإنسان من عرش الكرامة الإنسانية إلى مستوى القطعان من الماشية؛ بل هم أضل؛ فالمشاية تفسح الطريق للمارة، وتحترمهم ولا تعترض سبيلهم. ورأيت الدوائر من الناس تطوف بمعبود رسمته ذكرني بقداسة أصنام الجاهلية الأولى؛ زاد عليهم هؤلاء انتهاك الأخلاق والأسر والأعراض والحريات وليس ضروريا أن يكون الصنم حجرا أو خشبا. فقد يكون قيمة ولافتة ولقبا وناديا وفريقا أو جلدا كرويا منفوخا، ويخلق ربك ما لا تعلم!
وإذا كان هؤلاء المتابعون يصعب إقناعهم بجرم ما يرتكبون لأنهم في سكرتهم يعمهون، وأمام صنمهم يقفون غافلين شاخصة أبصارهم مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم عقلهم وأفئدتهم خوار، يكادون يخرون ركعا أو سجدا ولا يشعرون؛ فالمسؤولية في المجتمع مشتركة بين مختلف المؤسسات كالمساجد والمدارس والأسر والجهات الأمنية التي تحمي المشاغب وتحرسه ولا تبالي لبقية المواطنين.
وليت الأمر مقتصر على المنسابات والمواسم لكان مستساغا وربما مقبولا؛ لكنه صار ظاهرة أو موضة يومية ومصارعة يتبارز في جدالها العقيم الصغار والكبار، ديدنهم وحديثهم في الحافلات والمقاهي والمحلات بل والمدارس والمنتزهرات يسبحون بحمد صنمهم بكرة وعشيا وحين يظهرون، صنمهم هو محياهم ومماتهم …
وإذا مللت من مجالسهم وأنديتهم ويممت وجهك شطر بيتك للعناية بشأنك لاحقك ضجيج الأصوات، والحفلات غير المنظمة والصاخبة، التي يطلق فها العنان للحركات العنيفة والصيحات المتكررة على إيقاع الطبول ولحن المزامير، وينتهي الحماس الصاخب إلى الذهول والهذيان، وانتهاك سياج المحرمات الشرعية والقانونية؛ يخال الناظر إلى أحوال العباد هذه الأيام بتطوان بكثرة الصخب والصياح أن المدينة مع موعد أو إنجاز أممي تاريخي؛ لكنك ما إن تنصت لحديث الصاخبين تولي مدبرا متأففا من تفاهة ما تسمع … !
كم من الأموال تضيع، وكم من الشباب ضاع وما يزال، وكم من الأعمار تفنى في باطل وما تزال …فمن المسؤول؟!
إن هذا التخدير والسكر العلني للشعب له من يحميه ويريده أن يبقى لكيلا يلتفت الشعب لشيء آخر؛ فهذا الصياح المستمر بتضخيم صنم الكرة، بحيث يطغى الانشغال به ويزداد يوما بعد يوم في حياة الناس وتفكيرهم وتصوراتهم كلها . ..، ويصير الناس آلات تلهث وراء الأندية والفرق، وتعدها معركة الحياة؛ وتنسى في عاصفة الصياح المستمر الحقوق والواجبات، وتداس كل القيم الروحية والأخلاقية؛ وحماية هذا الصياح والسكوت ليس بريئا؛ إنما هو خطة مدبرة لإقامة أصنام تعبد؛ وتكون لها السيادة العليا فيتبلد إحساس المجتمع وقد تبلد! فتبقى صراعاته بين وبين جيرانه وزملائه ومعركته لا تتجاوز خصمه الكروي. رأينا النساء والأطفال يخرجن في مشهد رجونا لو كان لمؤازة مجزرة أطفال سورية الشقيقة الذين على دمائهم نمرح وبقدر ما تتواصل أفراحنا تستمر أحزانهم …لكم الله ياأهل سورية إننا في الجهاد الأكبر كرة القدم وسيارات الإسعاف لا تتوقف في مدننا وكما أن لكم ما يشغلكم من القتل والظلم والعدوان لنا ما يشغلنا من الشغب والافتتان … فصبر جميل والله المستعان.
www.kallali.com
تحيتي لك أخي على مقالك الرائع الذي يعالج قضية من قضايا الشعب المغربي ألا وهي الكرة البارصا الريال بالاضافة طبعا الى قضايا أخرى مثل مسلسل خلود .اللهم ارزقنا الصبر فيما يعيشه المجتمع اليوم.
جزاك الله خيرا أيها الكاتب الكريم
وضعت أصبعك على الجرح. قد أسمعتَ لو ناديتَ حياً ولكن لا حياة لمن تنادي إلا من رحم ربي.
لو كانت كرة القدم ترويحاً و ترفيهاً يروِّح به الإنسان نفسه من حين لآخر لما كان في الأمر إشكال, لكن أن يكون ذكرنا للكرة و للاعبين و للمباريات.. أكثر من ذكرنا لله فهذا _نسأل الله السلامة_ هو الخسران المبين.
و الله لو وقف الإنسان أمام ربه يوم القيامة فسأله الله عن شبابه فيم قضاه, لندم أشد الندم عن عُمُرٍ أفناه كله في متابعة كرة القدم.
أفيقوا عباد الله و اعلموا أن الأعمار قصيرة و أن أحدنا قد يموت في أية لحظة.
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١٨﴾ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿١٩﴾ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۚ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴿٢٠﴾"
و الله صدقت
إذا كان أعداء الدين يقولون بانه أفيون الشعوب نقول نحن اليوم بأن كرة القدم هي المخدر الطويل الأمد للشعوب فلن تجد اللاهثين وراء هذه اللعبة إلا التافهين أو المعرضين عن الدين أو الفارغة عقولهم من العلم و التبصر
شكرا للكاتب على هذا المقال اكثر من رائع . انها كرة الندم كما سماها الشيخ كشك رحمه الله .لكن لسوء الحظ عندما تنقلب الموازين ,لايسعنا الا ان نقول لا حول ولا قوة الا بالله .
ما لم تاخده كرة القدم من حيز في القلوب والوجدان يملاه الغناء والموسيقى ويبقى الصفر المكعب للمهمة التي من اجلها اوجدنا الخالق ,الا وهي العبادة .
ان الحماس الكبير الى هذه اللعبة قد يجد مبررا عند غير المسلمين لانهم رضوا بالحياة الدنيا واطمانوا بها .وتجد الطامة الكبرى عندما تفعل الكرة ما تفعله بالمجتمعات الاسلامية ,وبالخصوص عندما ينخرط الكبار والصغار والاباء والاطفال في عبادة الصنم فيتيه الراعي والرعية ولا يستفيق الجميع الى في حفرة القبروظلمته.
هدا وصف بليغ لواقع مرير نعيشه يوميا في بيوتاتنا ومقاهينا وفي كل مرافق حياتنا اليومية ..نسأل الله أن يرد نا الى ديننا ردا جميلا وأن يحبب الينا الايمان ويزينه في قلوبنا ويكره الينا الكفر والفسوق والعصيان مع تحياتي للاستاد عبدالكريم القلالي الله يحفظك ويثبتك على الحق
حينما ترى المقاهي ملئى بالرجال والمقابر ملءى بالنساء فاقم عليهم ماثما و عويلا
انها ادوات الاستبداد التي مانفك المخزن يسيطر بها على عقول الشباب الكرة والرقص والزوايا والمواسم والدين كذلك انها الحقيقة رغم ان الكاتب ربما لن يتفق
مقال تستحق عليه 10 من 10 بارك الله فيك أيها الكاتب ,, وشكراً .
شكرا لك اخي الكريم على خادا الموضوع المهم اصبحت الكرة الاها يعبد من دون الله ولاحول ولاقوة الا بالله حرب شرسة على الشباب لاغراقه بالشهوات وتكميم افواه الدعات _انا تنشك فديك جلبة تع بكري
لله درك اخي الكريم اكصبت كبد الحقيقة
نحب كرة القدم و نعشقها و نجد متعة لا توصف في الحديث عن البطول سواء المغربية او الاسبانية .
نصيحة لا تحاول ان تفرض على الناس تصورك للحياة لان ليس مثل هكذا تمشى الامور في هذا العالم .
بسم الله الرحمان الرحيم
للأسف ما شهدته مدينة تطوان هذه الأيام من هرج ومرج وضوضاء جب شوارع المدينة، وعطلة جملة المصالح، ناهيكم عن فقدان الأرواح بغير حق، يؤكد بجلاء المستوى الفكري والثقافي المتدني الذي لا زال الشعب يستظل تحت ظله ، وهذا واقع مرير يفرض علينا التجند لمعالجته، والبحث عن حلوله، ولو بالأقلام إذا لم تتوفر الظروف إلى استعمال الأقوال ، والأفعال، وفي هذا السيقاق يأتي مقال الأستاذ عبد الكريم القلالي الصديق الحميم، والأستاذ البار لتلاميذه.
ومما يؤسف له أيضا أن هؤلاء الذين يدعون المعرفة والمتابعة للشأن الكروي وأقصد المدينة الفائزة بالبطولة وأنا أعلم علم اليقين أن قاطنيها وما جاورهم شغوفون بالكرة الإسبانية؛ لمكانها الجغرافي، ومع ذلك لم يستفدوا منها قواعد هذه اللعبة، سواء تعلق الأمر بالانضباط داخل الملعب وأنت تتباع مباريتهم وكأنهم داخل الصوامع يعبدون إلههه، وهذا إنما يدل على المستوى الفكري والحضاري التي تشبعت به، أو على مستوى خارج القلعة الكروية عندما تنتهي المبارة وهم ينصرفون إلى منازلهم، يحودهم الهدوء والسكينة، ونحن أولى منهم بهذا؛ لأن هذه الأخلاق من ديننا الحي
شكرا لك أخي عبد الكريم على هذه المقالات المتميزة التي تتحفنا بها بين الحين والحين، خاصة الأمور الطارئة، مثل هذه الظواهر التي أصبحت تنخر جسم الأمة ؛لأن جسم الأمة هم شبابها، وإذا ضاع الشباب أو أفرغ من محتواه الداخلي اصبح جسم الأمة جثة هامدة لاروح فيها، لاتحس لاتتألم مهما أصا بها من الجروح … وليتهم عبدوا من يعترف لهم بعبادتهم له بل عبدوا من يكرههم ويكره عبادتهم إياه، وهذه هي الطامة الكبرى
خير مثال هو ما يحدث الآن في تطوان منذ فوز فريق المغرب التطواني ببطولة المغرب شيئ عجيب الشباب والنساء بل وحتى العجزة كل يوم يخرجون بالآف بحجة الإحتفال ولا تنتهي هذه الاحتفالات الا عند مطلع الفجر فهل هي الفرحة حقا ؟ فإذا كانت كذلك فكرة القدم هي فقط لعبة أم أنها فرصة للصراخ في الشارع وحالة الهستيريا التي وصل إليها الكبار والصغار .لقد صدق أحد الوزاراء الاسرائليين حينما قال :فلنشغل العرب بكرة القدم .
نحب كرة القدم و نعشقها و نجد متعة لا توصف في الحديث عن البطول سواء المغربية او الاسبانية .
نصيحة لا تحاول ان تفرض على الناس تصورك للحياة لان ليس مثل هكذا تمشى الامور في هذا العالم .
لماذا لاتتركون الشباب يعبر عن فرحته.في جل بلدان المعمور،عندما يفوز فريق بلقب بطولة أو كأس سواء كانت وطنية أو قارية فإن الجماهير تخرج لكي
تعبر عن فرحتها.أنا متفق معك حول بعض السلوكات الجانحة.لكن كما يقول المثل: الجمهرة لاعقل لها.
حتى موسم الحج لايخلو من الفواجع والمآسي خصوصا عند رمي الجمرات.لاينتبه المؤمن لأخيه المؤمن وهناك من يدفع وهناك من يتخطى الصفوف والويل لمن خانته قواه وسقط أرضا فمصيره معروف.
فيما يخص احتلال الشوارع من طرف هؤلاء الغوغائيين،فنفس الفعل يفعله
المسلمون في بلاد الغرب عقب صلاة كل يوم جمعة.شوارع بأكملها يتم احتلالها
في تحد سافر واستفزاز للمواطنين الغربيين. أين ستمر سيارة إسعاف لنقل
مريض أو امرأة حامل إلى المستشفى.ويسري ذلك أيضا على سيارة رجال
المطافي لو شب حريق في العمارة المطلة على الشارع ،هل سيقطع الإمام
الصلاة أم ماذا. علما أن مثل هذه التصرفات تسيئ للإسلام أكثر مما تحسن
إليه.يقول المثل:تنتهي حريتك عندما تعتدي على حرية الآخرين.
وما الحل يااستاذ ؟ هل تفتون بمنعها عن ملايير عشاقها فقط لأنك
أنت لا تحبها؟
ما أثارني في تعليقك، هو أنك ضد كرة القدم أصلا،وأما الشغب فما هو إلا مطية تريد أن تزخرف بها مقالك. فلتعلم أن الإستقصائين أمثالك ليس لهم حظ الوصول إلى عقول الناس وتغيير أفكارهم ،لأن الفكر الإستقصائي منبوذ من طرف الإنسانية جمعاء.
اديها فراسك أسي لفقيه وخلي عليك الشباب ينفس على راسو آشناهو البديل لي ممكن تقتارحو؟؟؟؟؟ ولاجميلنا غي فلهضرة ولكريتيك؟؟؟؟
بسم الله والحمد لله
بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك خيرا ووضع ما كتبته في ميزان حسنات