خطة إحراق البوليساريو للجامعة المغربية بعناصر انفصالية

خطة إحراق البوليساريو للجامعة المغربية بعناصر انفصالية
الجمعة 21 شتنبر 2012 - 14:30

يطرح مشكل طلب انتقال الطلبة القادمين من الأقاليم الجنوبية للتسجيل بجامعات الرباط والدارالبيضاء مشاكل تنظيمية وإدارية، منها توفير السكن الجامعي لهم دون استثناء ومنح النقل وغيرها من الامتيازات الأخرى، وهو ما يطرح تسجيل خصاص كبير من عدد الأسرة الجامعية المعدة لكل الطلبة على السواء في اطار معايير إدارية تجب مراعاتها.

ولأن الطلبة الصحراويين يقومون بتنقيلات جماعية من مدن أكادير ومراكش نجو مدينة الرباط والدارالبيضاء للتسجيل بكلياتها، وهو ما يستدعي من الإدارة تدبير هذه الملفات بناء على معايير تحدد ذوي الأحقية الإدارية، لكن يعترض عدد من الطلبة الصحراويين على هذه الإجراءات بالقيام بتظاهرات تتسبب في مشاكل أمنية لفرض التسجيل بهذه المواقع.

وفضلا على هذه الحيثيات فإن عناصر موالية لجبهة البوليساريو تتربص بهذه المواقف لإثارة الفوضى احتجاجا على القرارات الإدارية.

وارتباطا بهذا فإنه بعد توقف المفاوضات حول الصحراء، ولفقدان خيارات تعزيز موقفها التفاوض تعمل جبهة البوليساريو على تعطيل المؤسسات الجامعية المغربية عبر تأطير عدد من الطلبة بالجزائر لاصطناع مواجهات وأحداث عنيفة لإثارة حالة اللا أمن في أفق تعطيل المسلسل التعليمي والتكويني بالمؤسسات الجامعية المغربية.

وتتساوق خطورة هذه الخطة مع تدبير الجزائر والبوليساريو لتدبير عدد من التكتيكات القائمة على إثارة الاحتجاجات لتحقيق أهداف استراتيجية إدارة الصراع ضد المغرب على أساس توسيع صلاحية “بعثة المينورسو” لتشمل مراقبة حقوق الإنسان.

وترى الجزائر وجبهة البوليساريو أن الدفع بعدد الطلبة الصحراويين الموالين لأطروحتها الانفصالية كحطب لكثير من الأحداث والمظاهرات العنيفة، تكون له مردودية دعائية كبيرة ولاسيما ما يتعلق باتهام المغرب بارتكاب انتهاك حقوقية ضد الصحراويين.

وإذا كانت الجبهة قد اصيبت بإحباط بعد تراجع قدرتها اقناع المنتظم الدولي باستقلال الصحراء عن المغرب بناء على مفاهيم الشرعية الدولية والقانون الدولي، فإنها اليوم بدأت تراهن على خطوات لا أخلاقية ولاشرعية لاستعادة بعض من شرعيتها، بدليل تراجعها عن أسلوب اعتماد الدبلوماسية الجامعية عبر طلبة المخيمات وطلبة جزائريين لدعم مخططها الانفصالي، نحو مشروع دموي يقضي بتأطير طلبة موالين لها لممارسة الشغب والعنف داخل الجامعات المغربية.

وفي هذا السياق تنظم جبهة البوليساريو والجزائر ومن خلال ما تسميه “رابطة طلبة المخيمات”، حيث شددت على الاتصال بالطلبة الصحراويين بالمواقع الجامعية بالمغرب، وذلك لتسخيرهم في إثارة المظاهرات الاحتجاجية لإرباك الوضع الأمني بمختلف المدن المغربية.

فإنها بالمقابل تستوعب عددا من الطلبة الصحراويين في الجامعات المغربية عبر دورات لتأطير عدد من الطلبة لتدبير أحداث عنيفة بالتزامن مع كل ذكرى أو مناسبة تحتفل بها جبهة البوليساريو لإثارة الذعر والانفلات الأمني داخل الأحياء الجامعية ومحيط الكليات.

وبدلا من أن تكون المؤسسات الجامعية فضاء للديموقراطية والنقاش الفكري الراقي، تشجع جبهة البوليساريو طلبة مسخرين لتنظيم مظاهرات تنتهي بتخريب الملك العام والمرافق الحيوية للجامعات والأحياء الجامعية، وهي حالات تحدث كثيرا في مواقع جامعة ابن زهر بأكادير وجامعة القاضي عياض بمراكش وجامعة محمد الخامس بالرباط على أن يواكبها إعلام البوليساريو والجزائر بحملة دعائية كبيرة تصور فيها قوات الأمن المغربية تستعمل العنف المفرط ضد الطلبة الصحراويين.

وتبعا لإيجاد مادة إعلامية للبوليساريو والجزائر فإن كل المظاهرات التي يقودها طلبة انفصاليون والتي يسمح بها المغرب في إطار حرية التعبير والرأي، ناذرا ما تتبنى الخيار السلمي للتعبير عن مواقفهم السياسية المعارضة للإجماع المغربي من قضية الصحراء، بل إنها تنطلق بمبدأ اختلاق أحداث واستفزازات كالقيام بأعمال حرق وتخريب مرافق الملك العام ورشق قوات الأمن بالقنينات الحارقة، وتأبط المناجل والسواطير والخناجر والسلاسل الحديدية والحجارة.

إن خطة البوليساريو في إثارة الفوضى واللاأمن في الجامعات المغربية تندرج ضمن استراتيجية الإنهاك الأمن والاستقرار السياسي والتنموي، فضلا عن ما يكلف خزينة الدولة من إمكانيات مادية مرصودة للصحراء وللجيش الملكي لتأمين الحدود الجنوبية.

وبناء عليه، فإن استراتيجية البوليساريو تزيد من ممارسة الضغط على المملكة المغربية بالإرهاق المادي والأمني والتنموي، ومن جهة ثانية تزيد الضغط الحقوقي عليها في أفق تحقيق اختراق سياسي لموقفها التفاوضي بقبول المنتظم الدولي توسيع صلاحية بعثة المينورسو لتشمل حقوق الإنسان.

والأكيد أن هذه اللعبة بدأت توتي نتائج عكسية لتوقعات جبهة البوليساريو حينما انقسم الطلبة الصحراويين الى فصائل بمرجعيات مختلفة، منها فصيل يعارض كلية الخطاب الانفصالي لجبهة البوليساريو، وخطورة ذلك بدت واضحة في استجداء الأمين العام لجبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز المراكشي الطلبة لما أسماه “نبذ الخلافات والصدمات المشينة واحتواء الخلاف”، معبرا عن أسفه للصراع الذي وصفه بـ “المفجع والمشين” من داخل المواقع الجامعية المغربية بعد الخلافات والصدامات بين الطلبة الصحراويين بجامعة محمد الخامس الرباط.

‫تعليقات الزوار

12
  • مازن
    الجمعة 21 شتنبر 2012 - 16:23

    بصراحة يجب على المتتبع لبعض الأحداث أن يتحلى بروح من النزاهة أو على الأقل الحيادية خصوصا وإن كان هذا الشخص كاتبا وهو ما لم أجده للأسف في هذا "المقال".
    أن تطلق أحكاما مسبقة وتعمم أفعالا مشينة على أبناء منطقة معينة من المغرب أمر غير لائق بتاتا صحيح أن هناك من يسمون أنفسهم "طلبة علم" يقومون بأفعال مشينة إلا أن هذا ليس بمبرر لتعميم.
    هناك عدة أسباب لم تذكرها لهروب الطلبة من أكادير ومراكش إلى مدن كالبيضاء والرباط وغيرها من بينها غياب شروط التحصيل العلمي بحكم الاكتظاظ وما يطرحه من مشاكل إضافة إلى غلاء المعيشة ومستلزمات الكراء في هذه المدن.
    المرجو التحلي بالمزيد من النزاهة والحيادية.

  • صحراوي
    الجمعة 21 شتنبر 2012 - 16:35

    ان من سيعطي الفرصة للطلبة من الصحراء المغربية لاثارة الفوضى هم الطلبة الاخرين عند ما هم ايضا سيثيرون الشغب داخل الجامعاتبسبب الإكتضاض لتقطف الجزائر ثمار ذلك على الساحة الدولية ، لكن في تقديري ان الهيئات الدولية بدأت تستفيق لخطة حقوق الإنسان وهذا ماسيعين المغرب مستقبلا ليكون أكثر ديموقراطية فينقلب أنداك السحر على الساحر ذاخل المخيمات وربما على الحكام الجزائريين ليجعل كيدهم في نحورهم ويتحد مغربنا العربي الأمازيغي الإسلامي

  • mohamed
    الجمعة 21 شتنبر 2012 - 17:39

    نعم إنها حرب وفتنة تحاك ضدنا مند وقت طويل الجزائر تمول بسخاء و ازلام المرتزقة بكل مكان ينفدون مستعملين كل وسائل التخريب و التجسس منها المواقع الالكترونية التي اصبحت مجالا للتحريض واستمالة شباب المغرب ضد الحكومة و الملك وأشدد على هده النقطة التحريض ضد استقرار المغرب أي ضرب المغاربة ببعضهم

  • salah
    الجمعة 21 شتنبر 2012 - 18:12

    هده مغالطات مخزنية لايصدقها العقل لانها مبنية على عنصرية وربط كل ماهو صحراوي بالجزائر ولمادا لاتوجد اي جامعة قي الصحراء

  • purma
    الجمعة 21 شتنبر 2012 - 19:30

    ا لعصى لمن يعصى, على الدولة ان تطبق القانون وان لا تتسامح مع المخربين
    من خاننا ليس منا.
    في الاونة الاخيرة اصبح الشعب المغربي لا يميز بين العدو والصديق,ليس
    من الامر المستحيل استبعاد كل المحاولات الجزائرية لزرع الفتنة والتشويش داخل المغرب وخارجه وترويج الاكاديب وتسخير اعلامها الماجور لزحزحة استقرارالمملكة وهذا لن يتسنى لها لان سياستها فاشلة اكل عليها الدهر وشرب.

  • آل يوسف الإدريسي
    السبت 22 شتنبر 2012 - 01:04

    اقول ، واشدد ، وألح على السلطات المغربية ما يلي:
    أن كل من ثبت تبعيته للمخابرات الجزائرية ، ويقوم بالتخريب وإحداث الفوضى وحمل السلحة البيضاء،
    أن يتم طرده إلى تندوف
    لأنه لايستحق أن يعيش في السلم والانضباط المتحضر
    وبالتالي لايستحق أن يكون مغربيا بل خائنا للوطن

  • اوعطا
    السبت 22 شتنبر 2012 - 13:46

    حررنا اقاليمنا الصحراوية منذ1975بفضل المسيرة الخضراء التى دعى صيتها في العالم انذاك ومنحنا اهتماما لا مثيل له لهذه الاقاليم المسترجعة ويالالعجب لا يزالون يطالبون بالمزيد هل يظنون ان الاقاليم الغير الصحراوية في جنات النعيم??رحم الله القائل:لا تعطيني سمكة بل علمني كيف اصطاد السمك. هذا هو النهج القويم.فبالسمك الذي يعطى علم بضم العين البخل.

  • طالب
    السبت 22 شتنبر 2012 - 14:04

    اشاطر استاذنا الفاضل في كثير مما جاء في هذا المقال ، ولكن الغرابة تكمن ليس في دعم البوليساريو و الجزائر للانفصالين بالمغرب بل كيفية تدبير الحكومة المغربية لعدد من الملفات تجعلها تدعم بشكل مباشر لاطروحة الانفصال ، هناك امثلة كثيرة على ذلك ، حينما تجد بالصحراء هناك مواطن فوق العادة و مواطن من الدرجة الثالثة الفرق هو ان الاول يعلن انفصاله و عدائه للوطن و بتالي يكون جزائه وظيفة راقية لا احد يحاسبه بقع ارضية و كارطيات و غير ذلك من الامتيازات اللامحدودة ،و لكن ان كنت وطنيا غيور على المغرب فان تعامل المسؤوليين معك هو كثرة الادلالات و الاهانات و سوء المعاملة ، هذه سياسة لا تخفى على احد و بتالي من الذي يدعو للانفصال البوليساريو ام الحكومة المغربية , وللاسف ناسف و نحزن لمثل هذه السياسة التي لا تعبر عن اي و طنية او غير على تاريخ المغرب و مستقبله .

  • ghali
    السبت 22 شتنبر 2012 - 15:23

    الطالب الصحراوي يقطع مئات الكلمترات وهدفه الوحيد هو تحصيل علمي وشهادة عالية تضمن له ولوج سوق الشغل …نظرا لان الصحراء لاتتوفر علي جامعات ولا علي معاهد عليا ولا علي مدارس راقية بسبب المخلفات والمشاكل السياسية وجد الطلبة انفسهم مجبرين علي مغادرة مدنهم من اجل الالتحاق بالجامعة …وحسب التقسيم الجهوي وبعد مجموعة من الاحداث في 2003و2005 منع الصحراويين من التسجيل المباشر في الجامعات ماعدا جامعة ابن زهر و القاضي عياض بدعوي التقسيم الجهوي لكن السبب الحقيقي هو حصر الطلبة الصحراويين في اكادير ومراكش هم ومشاكلهم التي لطالما ازعجو بها الرباط والدار البيضاء من داخل الجامعة وذلك بمسايرتهم لاحداث الصحراء وتفعلهم المستمر مع تطورات المسلسل السلمي .
    اليوم عندما يجد الطالب نفسه مجبر علي التسجيل في اكادير ومراكش والكل يعرف مدا قلة التحصيل العلمي في هذين الموقعين نظرا للاكتظاظ وتدني الفرصة للحصول علي معدلات تخول الولوج الي الماستر …زد علي ذلك قلة امكانيات جل الصحراووين لتغطيت تكاليف الدراسة لغلاء الكراء والمعيشة …يجد الطالب نفسه مجبرا علي ركوب القطار والتوجه الي احدي المدن الشمالية

  • مغربي ريفي
    الأحد 23 شتنبر 2012 - 01:33

    لا أجد كلمة يمكن أن تفسر ما ذكره صاحب المقال إلا كلمة (المخزن)

    نعم المخزن هو السبب… تصوروا يأتي طالب صحراوي إلى جامعة الرباط
    والمخزن يلبي له كل شيء: تسجيل – سكن – وسائل النقل – تعويضات لعائلته – الإنعاش والرابطيمون – ووووووو. يوفر المخزن للصحراوي كل شيء ، بل ويغطي أيضاً على ما يرتكبه من خروقات (ضرب – جرح – تكسير المرافق – تخريب المعدات – إحراق العلم الوطني – رفع علم الجبهة البئيس – شعارات ضد المخزن الذي يوفر له كل شيء… )
    يوم سيقرر المخزن التعامل مع الطلبة الصحراويين مثل غيرهم، حينها فقط سيتم القضاء على هذه المعادلة المغشوشة التي تركها البصري وراءه، وكان ينبغي أن تموت معه…
    شكرا لك سيدي عبد الفتاح على إثارة هذا الموضوع الوجيه. فهل سيصحو المخزن؟ أم سيظل في غيه يعمه ويفرق بين أبنائه…

  • محمد
    الأحد 23 شتنبر 2012 - 12:59

    بغض النظر عن مضمون المقال الذي لا يمكن أن يخضع لزاوية نظر واحدة، فإن بناء المقال أدبيا، ولغة كتابته، تطرحان أكثر من تساؤل عن مستوى الكاتب وعن توفر الموقع على مراجع لغوي لضبط الأخطاء التي لا يمكن التسامح معها. كما أوجه دعوة الى السيد كاتب المقال للاهتمام بالجانب اللغوي والبناء الفكري لمقالاته مستقبلا.

  • موسي
    الإثنين 24 شتنبر 2012 - 01:05

    الطالب الصحراويين
    الصدام مع الذات هو الحل
    هناك إنطباع سائد بكل المداشر الصحراويية حول الدور المحوري والمركزي الذي يلعبه الطالب في بناء أي صرح لذلك أولت الأمم علي مر العصور عناية بالغة بهذه الفئة بإعتبارها ثروة بشرية ورأس مال يمكن المراهنة عليه
    بيد أن المؤسف في الأمر أن يظل الطلبة الصحراويين إستثناء وهذا الأمر يتضح من خلال سياسات حكومية سابقة وأنية والمتسمة بالعنجهية والمنعكسة بشكل جلي في منع الطلبة الصحراويين عامتا من التسجيل في بعض المواقع الجامعية من قبيل الدار البيضاء الرباط سلا

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش