هل دخل شباط إلى قائمة عفاريت بنكيران

هل دخل شباط إلى قائمة عفاريت بنكيران
الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 02:43

دون أن يدري، كان عبد الإله بنكيران واحدا من الذين ساهموا في نجاح حميد شباط، ووصول هذا الأخير إلى غرفة القيادة في حزب الاستقلال. كان رئيس الحكومة حاضرا في صناديق الاقتراع عندما كان الاستقلاليون يصوتون لأول مرة منذ 70 سنة على أمينهم العام.

الأعضاء العاديون في المجلس الوطني رأوا في شباط ملامح كثيرة تجمعه ببنكيران: الشعبوية، الجرأة، الخطابة، القرب من الناس، ابن الشعب الذي جاء لينهي سطوة العائلات التي تحكمت في السلطة والثروة لسنوات دون أن تلتفت إلى أبناء المحرومين.

يعود الفضل إلى بنكيران في أنه اكتشف منتوجا سياسيا جديدا، وطرح في السوق المغربية ماركة جديدة من الزعامة الحزبية والسياسية أعطت أكلها، وبرهنت على فاعليتها، وأوصلت صاحب اختراعها إلى المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وإلى رئاسة الحكومة، وإلى نوع من الزعامة الوطنية، وهذا هو الأكثر أهمية وخطورة في الوقت نفسه. من هذه الزاوية بالضبط اتجه الناخبون الكبار في المجلس الوطني إلى اختيار شباط خليفة لعباس الفاسي، والمقصود طبعا كريم غلاب رئيس مجلس النواب وتوفيق احجيرة الوزير السابق وياسمينة بادو وزيرة الصحة في حكومة عباس، ثم عادل الدويري الذي وقف وراء شباط مبكرا.

أضف إلى هؤلاء عائلتي القيوح وآل الرشيد اللتين تمثلان مع أتباعهما في جهة سوس والصحراء حوالي 100 عضو في المجلس الوطني. هؤلاء جميعا كانت وراء أصواتهم المهداة بعناية إلى شباط حسابات دقيقة نابعة من داخل الحزب ومن خارجه، فهؤلاء على اطلاع ومعرفة وعلاقة باتجاهات الريح في المملكة الشريفة، وهم جزء من أنصار نظرية توازن القوى في الساحة السياسية، هذه النظرية التي تمنع خروج زعامات أو قوى سياسية خارج الضبط. هؤلاء جميعا وصلوا، كل بطريقته، إلى قناعة تقول: إن رئيس الحكومة الحالي، بشخصيته وأسلوبه وقوته، يحتاج إلى محاور آخر غير أبناء آل الفاسي، ثم إن الاستحقاقات الانتخابية القادمة تحتم على الحزب أن يختار شبيها لبنكيران حتى يقف في وجهه وفي وجه طموحاته التي تبدو كبيرة أكثر مما تتحمله نظرية توازن القوى، لهذا فان شباط هو رجل المرحلة في حزب الاستقلال وخارجه، وليس عبد الواحد الفاسي الذي يميل إلى الرصانة والعقل وإلى أسلوب هادئ في إدارة العملية السياسية. أمام بنكيران اليوم شريك صعب في الائتلاف الحاكم. انتهى عهد حزب الاستقلال الذي يشارك في الحكومة فقط من أجل مقاعد وزارية، ومن أجل أن يبقى في الحكومة، لأن المعارضة لا تناسب حزبا بنى قوته السياسية على الآلة الانتخابية المشكلة من الأعيان، هذه الآلة تشتغل في الوسط القروي وشبه القروي اللذين يحتاجان دائماً إلى حزب في الحكومة يخدم مصالحهما وليس حزبا في المعارضة يزيد من متاعبهما.

على بنكيران أن يكون مستعدا اليوم للتعايش مع حليف صعب ومشاكس وهو أقرب إلى المنافس وحتى إلى الخصم منه إلى الحليف. أول تصريح أدلى به شباط وهو على منصة تسليم السلط بينه وبين عباس الفاسي هو انتقاد الحكومة على الزيادة في أسعار المحروقات. ثاني خطوة قام بها هي زيارة قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي الحزب المعارض، حتى قبل أن يزور الحزب الحليف وهو قريب من باب العزيزية (الاسم الجديد لمقر حزب الاستقلال بالرباط كما سماه شباط تشبيها لعباس الفاسي بالقذافي) في حي الليمون.

شباط الآن سيكون آخر همه هو الحفاظ على استقرار حكومة بنكيران، ولهذا رأيناه يلوح بتغيير تركيبة الوزراء الاستقلاليين في الحكومة رغم أنها لم تكمل بعد سنتها الأولى. عين شباط، من الآن، على الانتخابات الجماعية في 2013، وسيسعى إلى إعادة بناء سفينة الحزب لكي يصل إلى المرتبة الأولى في انتخابات 2016، ولمَ لا قبل هذا الموعد إذا انفرط عقد الحكومة الحالية المهددة أكثر من أي حكومة سابقة بأن يتوقف قطارها قبل وصوله إلى المحطة النهائية.

شباط سيعتبر نفسه من الآن في حملة انتخابية مستمرة، وهو يعرف، بحسه البراغماتي وذكائه السياسي، أن المنافس الأكبر له ليس أحزاب المعارضة، لا البام ولا الأحرار ولا الاتحاد الاشتراكي.. منافسه الرئيسي هو حزب العدالة والتنمية، ولهذا، فإنه سيدوس على التحالف الحكومي، وسيقطع حبل الائتلاف إذا كان هذا الأخير سيكبله عن الوصول إلى هدفه.

في آخر ظهور له سنة 2011 على بلاطو برنامج «حوار»، الذي يعده ويقدمه مصطفى العلوي، سأل هذا الأخير بنكيران عن رأيه في شباط، فرد دون عناء تفكير بكلمة واحدة: “هاذاك عفريت هاذاك”. فهل انضم شباط، يوم انتخابه أمينا عاما لحزب الاستقلال، إلى زمرة العفاريت التي يشتكي منها رئيس حكومتنا؟

*مدير أخبار جريدة ” أخبار اليوم”

‫تعليقات الزوار

7
  • إدريس
    الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 07:59

    لا تُحملوا شباط ما لا طاقة له به. فالذي يقرر إجراء تعديل حكومي من عدمه هو الملك. إذا كان الملك مع التعديل الحكومي أو حتى إسقاط هذه الحكومة وتغييرها فإن ذلك سيتم وسيقوم شباط بالور المطلوب منه في هذا الباب. وإذا كان الملك يفضل الاستقرار الحكومي فإن الوضع سيستمر على ما هو عليه، ولن يجرؤ شباط على الخروج على الخط المرسوم له ولغيره. فرجاء لا تحولوا الرجل إلى عنتر زمانه..

  • Rym
    الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 08:21

    حقيق ان شباط استطاع ,عن طريق صناديق الاقتراع, ان ينتزع منصبا كان معقلا لاسرة ال الفاسي,اعلى منصب في هرمية الحزب و الذي جسد عبر تاريخ الحزب اداة مسخرة لاقتناص ارقى المناصب في دواليب السلطة وبالتالي مراعاة المصالح و تمرير قرارات "مصيرية" لتلميع صورة ال الفاسي لا غير
    و لنسلم ان حزب الاستقلال يعيش مخاضا و ان امينه يريد تغيير سوسيولوجيته السياسية بتوجيه المنافسة الى الحزب الذي نسج معه الائتلاف فاي ميكانيزمات سيعتمدها لترجمة النوايا على ارض الواقع و اولها إنهاء حقبة سيطرة "آل الفاسي" بمعنى الكلمة تخطيطا وحضورا وملكية?

  • Amazighe
    الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 08:22

    المنافس الأكبر لحزب العدالة والتنمية، ليس أحزاب المعارضة، لا البام ولا الأحرار ولا الاتحاد الاشتراكي ولاحزب شباط .. منافسه الرئيسي هو حزب الفساد وسطوة العائلات التي تحكمت في السلطة والثروة والرقاب و العباد و التنمية والعدالة.

  • said
    الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 10:40

    العفاريت هي التي تدبر لك المقالب والمؤامرات دون أن تراها عينك،شباط على الأقل يتميز بالوضوح.

  • ziad
    الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 10:48

    تعرف يابوعشرين أن شباط وأ بنكيران لم يصنعوا مجدهم بالذكاء
    والدهاء و حسن الطالع وحده.لسبب بسيط هو أن سوق السياسة عندنا
    أصابها البوار و إنصرف عنها كل ذي عقل راجح.
    كأن صناديق الإقتراع و الدستور الجديد هي التي حملت بنكيران الى
    رئاسة الوزارةو كن المجلس الوطني للحزب هو الذي حمل شباط
    إلى رئاسة الحزب.
    أشك كثيرا في ذلك لإنه لو كان الأمر صحيحا لكنت أول الفرحين
    المغتبطين بذلك ,لإنه يعني بكل بساطة أننا دخلنا نادي الديموقراطية.
    أشك في ذلك لإننا في بلد العفاريت التي تتحكم في اللعبة السياسيةوتمسك الخيوط,وتحرككراكيزها ذات اليمين ووذات الشمال,
    سؤال واحد أطرحه و سوف تبين الإجابة عنهحقيقة ما يقع
    كيف تنبثق الديموقراطية فجأة من بين أصابيع أحزاب لم تطالب يوم
    بأي مطلب يضع البلاد على سكة الديموقراطية و يمنحها دستور
    ديموقراطي حقا؟ مجرد سؤال

  • حميد
    الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 11:53

    حميد شباط هو فعلا رحل المرحلة ووصوله الى الامانة العامة للحزب برهان على ذكاء وحنكة الاستقلاليين الذين اختاروه .اعانه الله على استرجاع المكانة التي يستحقها هذا الحزب العتيد في المشهد السياسى الوطني.

  • Mohammed Karim
    الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 23:37

    بسم الله والصلاة والسلام على محمد وعلى آله
    je suis sidéré et ébahi par la méconnaissance et l'ignorance de certains journalistes concernant le charisme et le potentiel des leaders politique qui définissent leur caractère et leur action .et je reviens sur la lecture de Mr Chabatt personnalité politique très intelligente , très
    aiguisée , très ambitieuse et a qui j'ai bcp de respect
    il a pu déceler les points forts qui ont permis la réussite du PJD et il les applique et d'ou ses résultats probants obtenus et c'est légitime pour la phase suivante il va être le soutien et l'allie n 1 pour Mr Benkirane par ce qu'ils partagent et s'associent dans la responsabilité de résoudre les problèmes de notre pays .pour le remaniement ministériel il s'impose pour cautionner la nouvelle ère du P.I ,la transparence ,la compétence et la démocratie
    de cette manière il pourra être le concurrent n1 pour Mr Benkirane pour les élections futures et reprendre la primature .

صوت وصورة
معرض الحلي الأمازيغية للقصر الملكي
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 23:55

معرض الحلي الأمازيغية للقصر الملكي

صوت وصورة
اعتصام ممرضين في سلا
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 19:08 1

اعتصام ممرضين في سلا

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34 24

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12 3

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02 3

احتجاج بوزارة التشغيل

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15 4

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل