هذا اختيارنا

هذا اختيارنا
الثلاثاء 6 نونبر 2012 - 12:22

تظهر ابتداء من هذا الاسبوع جريدة اخبار اليوم بحلة جديدة، وبمشروع خطة لتطوير مضمونها، وتحسين أدائها ،وتوسيع مساحة قرائها،وتعزيز مهنيتها واستقلاليتها وهذا مجهود لا يساوي الكثير امام الثقة التي وضعها فينا القراء هذه السنة. فنحن الجريدة اليومية الوحيدة في المغرب التي تضاعف عدد قرائها في عشرة اشهر وانتقل معدل مبيعاتها اليومي من 18000 يوميا سنة 2011 الى 34000 كل يوم. خلال سنة 2012 ومازال معدل انتشارها في تصاعد ودائرة تأثيرها في اتساع.

هذه الأخبار السارة وهذه المكافأة من القراء لم تأتي من فراغ. انها ثمن اربع سنوات من الصبر على الإبتلاء والعمل الهادئ والجهد المثابر من اجل تطوير الأداء المهني لهذه المطبوعة وملاحقة الاحداث الساخنة والحفر من اجل استخراج الاخبار من باطن بنية سياسية ومجتمعية مبنية باسمنت الكتمان المسلح، وفولاذ السرية التي تطوق صناعة القرار في بلادنا. وتمنع الراي العام من الوصول الى الاخبار والمعلومات الحساسة التي يرى اصحاب القرار ان إفشائها يضر بصحة الناس وسلامة الأحوال في البلاد ! الجميع يعرف ان المواطن في الزمن الحديث لا يمكن ان يكون له راي افضل من نوع المعلومات التي تصل اليه والعكس صحيح. المعلومة سلاح والكلمة رصاصة كما كان يقول تروتسكي الذي مات برصاصة رفيقه سطالين في امريكا اللاتينية.

اننا اليوم نقدم اوراق اعتماد إضافية امام ايدي القراء، والتزامات جديدة في دفاتر تحملاتنا المهنية والأخلاقية امام الجمهور الصغير الذي يشتري هذه المطبوعة، والكبير الذي يقرا الجريدة دون دفع ثمنها في خصوصية مغربية عجيبة جداً، تجعل من القراء أضعاف أضعاف من يدفع ثمن ما يقرا وهو الامر الذي يهدد استقرار المقاولات الإعلامية الهشة اصلا ويحول دون تطورها وانتشارها.

اننا نلتزم بالحفاظ على استقلالية هذه الجريدة عن الدولة والحكومة والسلطة والرأسمال الذي اصبح يقايض الجرائد والمجلات على استقلاليتها اكثر مما تفعل باقي السلط الاخرى، فقط لان بين يديه سلاحا فتاكا اسمه الاشهار الذي يمثل ما يشبه الماء بالنسبة للسمك.

ان الصحافة في البلاد المتحضرة التي سبقتنا الى هذه المهنة الشريفة والى هذه الصناعة الثقيلة ان الصحافة الجادة والمواطنة هي المحامي الشرس المدافع عن الإصلاحات وعن الديمقراطية وحقوق الانسان والحكامة الجيدة وعن الحق في الوصول المعلومة ….وكل هذا في اطار قواعد ومبادئ مهنية وأخلاقية تفصل التعليق عن الخبر والراي عن الحدث وتستمع الى كل الأطراف وتعتذر ان اخطات ….

من هذا المنطلق دعمنا وتحمسنا لحركة 20 فبراير لانها كانت تجربة شبابية نمت في تربة الربيع العربي الذي اسقط جدار الخوف واذاب جليد الديكتاتوريات العربية. وهذا لم يمنعنا من انتقاد هذه الحركة عندما سقطت في امراض العمل السياسي المغربي الامراض التي نخرت الاحزاب التقليدية. ومن منطلق دعم الاصلاح والتحول الديمقراطي دعمنا تجربة التناوب الثانية التي صوت لها المغاربة واعطت لحزب العدالة والتنمية المرتبة الاولى،وهذا لم يمنعنا من انتقاد قرارات كثيرة اتخذتها الحكومة او لم تتخذها وفي مقدمتها قبول التفاوض حول تنزيل الدستور وإدخال أسمى قانون في البلاد الذي شكل وعدا بإصلاح ديمقراطي عميق وشامل الى البازار السياسي .

دعمنا من منطلق ديمقراطي وزير الاتصال في حقه الدستوري لوضع دفاتر تحملات للإعلام الرسمي الممول من جيوب دافعي الضرائب واخراج التلفزات من سلطة حكومة الظل. لكن عارضنا نفس الوزير عندما منع الصحف الاجنبية من دخول المغرب. وانتقدنا قراره بسحب اعتماد زميلنا بروكسي …وهكذا نحاول ما وسعنا ذلك البقاء في صف الفكر الديمقراطي والاتجاه التحديثي العميق لا المصطنع الذي يختبئ وراء معارضة الإسلاميين فقط لانهم إسلاميين، او لان المخزن غير راض عنهم. على جميع أنوية الاصلاح القليلة الموجودة في البلاد ان تدفع المخزن نحو التحول الليبرالي ،والقبول بقواعد اللعبة الديمقراطية لا ان تقوي الاتجاهات المعادية داخله للإصلاح ، ان القبول بنتائج صناديق الاقتراع. هو الحل الوحيد للخروج من دائرة التحكم .

وداخل هذه المساحة المحررة من الاستبداد الناعم والصلب تتصارع الآراء والأفكار والمشاريع والمصالح والأيديولوجيات لا خارجها.

كان هذا اختيارنا فيما فضلت صحف اخرى ان تتحول الى جبهات معارضة للحكومة مؤيدة للحكم تلعب دورا مرسوما من اجل الوقوف في وجه التحول الديمقراطي للبلاد ، وهذا اختيارها لكن غير المقبول هو خلط الاوراق وإعادة تفصيل المشهد الحزبي بين مويد للحكومة ومعارض لها.

الصحافة في بلادنا اليوم اصبحت مثل السير في ارض مزروعة بالألغام والأدهى ان لا احد يتوفر على خارطة هذه الألغام حتى يساعدنا على القفز فوقها. كل صحافي مطالب بان يجتهد لاكتشاف هذه الألغام لوحده فلا القانون يساعد ولا القضاء يفصل بين المصالح المتضاربة في حرب غير متكافئة بين الصحافي والسلطة.

* مدير نشر صحيفة “أخبار اليوم المغربية”

‫تعليقات الزوار

9
  • marrueccos
    الثلاثاء 6 نونبر 2012 - 12:40

    جميل أن يكون ( العقل الصحفي ) يفكر بنفس منطق ( عقل الداخلية )
    في ٱخر إنتخابات تشريعية ما بعد الدستور الجديد ؛ إختارت وزارة الداخلية شعارا للإنتخابات التشريعية وهو " حنا أللي نختاروا " ! سبحان الله ؛ أو شكون اللي غا يختار ؛ الشعب زعما ! إختيار الداخلية إستقر على المصباح فوضع المغرب قدميه في أحداث شمال أفريقيا بحكومة من نفس ( الكاطالوڭ السياسي ) !
    اليوم يطل علينا " بوعشرين " بنفس شعار الداخلية ما بعد الدستور الجديد ! وهو " هذا إختيارنا " وبضمير الجمع يرحمكم الله كما شعار الداخلية ! الفرق فقط في اللغة حمالة نفس المعنى ؛ الداخلية إختارت الدارجة ( بالعربية تاعرابت ) ؛ " بوعشرين " إختار ( الفصحى ) ! هذا إختيارنا بالنيابة عن من ؟

  • سمير
    الثلاثاء 6 نونبر 2012 - 12:50

    أنا واحد من قراء اخبار اليوم واعتقد انها تؤسس لصحافة راقية وجادة بعيدا عن صحافة الدعاية الرسمية او صحافة الشعبوية التي ازدهرت في الآونة الاخيرة بالمغرب .
    لقد لا حظت ان اخبار اليوم تنتشر بين نخب القراء لكن لم اتوقع ان تصل مبيعاتها 34 الف مبروك لكم ولنا نحن القراء.
    نيني لم يجد اسما يطلقه على الجريدة التي ينوي إصدارها الا الاخبار. وهذا دليل على انه لا يحمل قيمة مضافة الى الساحة فقط التقليد المضر.

  • اعلامي ناقم
    الثلاثاء 6 نونبر 2012 - 13:05

    جل ان لم نقل كل الصحافة الورقية المغربية يومية كانت أم أسبوعية هي في يد أصحاب الحال المتحكمين في سوق الاشهار والاعلانات اضافة الى الريع الصحفي المسمى دعما وهوالمؤدى من دافعي الضرائب والسؤال الكبير المطروح أمام هذه المنابر أي منتوج تقدمه للقراء حتى تنال نصيبها المحترم من الاقتناء والمقروئية ؟أكثر المواد تحوم حول " قتل واغتصب " ثم بعض المواد السياسية المؤشر عنها مع تغييب شبه تام للأجناس النبيلة كالاستطلاعات والمواد الجهوية اضافة الى أربع صفحات للرياضة العجيب والطريف في الأمر أن أكثر المواد تتشابه من جريدة الى أخرى ما تقرأه في هذه تجده في تلك وأحيانا وهذا هو المضحك بنفس الصياغة واللغة !!!!مما يؤكد صحة فرضيتنا ومن ثمة فان مصدرالأخبار واحد متحكم فيه مسبقا وما أعتقد أن هذه مواصفات الصحافة المستقلة وأتمنى ان يكذبني واقع الحال

  • غزلان
    الثلاثاء 6 نونبر 2012 - 14:09

    يحاول بوعشؤين تبييض صورته أمام القراء الذين يعرفون الغث من السمين لذا فهذا المقال هو ضربة استباقية لجريدة الأخبار التي سيطلقها رشيد نيني قريبا في محاولة لقطع الطريق أمام هذه الجريدة القادمة وبقوة للساحة الإعلامية ، وقد عمد بوعشرين للتذكير بكل مواقفه السابقة التي تبقى ضبابية إلى أبعد الحدود في صورتها العامة فمبدأ بوعشرين دائما هو الجلوس في منزلة بين المنزلتين واللعب على أوطار الكلمات الهلامية ثم انتظار النتيجة النهائية للانضمام للفرقة الرابحة ، لذلك أقول للأستاذ بوعشرين الصيف ضيعت اللبن لأننا كنا نعول على أصوات أمثالك لكنك خذلتنا وانضممت للتطبيل مع المطبلين . املنا في فارس الكلمة الذي لا يبيع مبادئه تحت الطلب ولا يتزحزح عنها رشيد نيني .

  • AKLLAL KAD
    الثلاثاء 6 نونبر 2012 - 15:00

    ضربة استباقية لجريدة الأخبار التي سيطلقها رشيد نيني قريبا في محاولة لقطع الطريق أمام هذه الجريدة القادمة وبقوة للساحة الإعلامية
    . املنا في فارس الكلمة الذي لا يبيع مبادئه تحت الطلب ولا يتزحزح عنها رشيد نيني

  • abdelkarimelkhattabi
    الثلاثاء 6 نونبر 2012 - 15:56

    انصحكم بان تكونوا لسان حال حزب العدالة والتنمية فانتم متحالفين على الخيارالثالث فما الداعي لاستقلالية صورية،وبالاحرى تحولوا الى جريدة رسمية ليكتمل شمل عرابو الخياراللاشعبي

  • سقراط
    الأربعاء 7 نونبر 2012 - 15:27

    كلام جميل اسي بوعشرين، لكن بالله عليكم دلوني على بريد الجريدة الالكتروني للتواصل معكم،لأني لم أعتر عليه.

  • رضوان بوبكر
    الأربعاء 7 نونبر 2012 - 16:18

    حرب الصحافة المكتوبة لن تقع.
    من جريدة المساء الى اخبار اليوم.
    من جهة
    ومن المساء الى السجن تم الاخبار.
    من جهة اخرى
    باختصار بين بوعشرين ونيني اشياء خفية لا يعلمها الا الاثنين معا.
    الدفاع المسبق هو مايمكن تسمية عنوان هذا المقال.
    وانتم اولائك الذين تشترون المساء والصباح واخبار اليوم, هاهو نيني الذي اعتبره البعض انه اخرس قلمه طوعا او اجبارا هاهو قد – يديرها من جديد- بمعنى جلب المتعاطفين معه لشراء جريدته التي هي في طريق الوصول الى الخط النهائي قريبا.
    وما عليكم ايها القراء سوى اضافة 3 دراهم اخرى اذا كنتم تشترون 3 جرائد.
    لذلك ندعو وبكل الحاح نحن معشر القراء ندعو الجهة الداعمة للاعلام ان تدعمنا لنضطلع على ماجاء في اخبار شد الحبل بين التشاركية وحرب الطرقات ومع صفحات من سرق البورتابل الى من سرق وكالة او بنكا وبين الاغتصاب الى اخر اللائحة.
    وكل عام وصحفنا بالف خير.

  • observator x
    الأربعاء 7 نونبر 2012 - 18:13

    ذكرني هذا المقال باخر سابقا على جريدة المساءايام كان ينشرفيها عمود "شوف تشوف"للصحفي المبدع والمتالق الذي احدث طفرة كبيرة في مجال الصحافة والذي يرجع له الفضل في عودة القراء الى اقتناء الصباح ثم المساء.والذي كان يقدم مادة دسمة واخبارا طرية باسلوب شيق يفهمه الكل .
    عكس اخبار الصحف الحالية التي تتشابه عناوينها وكانها مستنسخة وما ان ينزل خبر ما في جيدة ما حتى يطلع علينا في اليوم الموالي من يفنده ويكذبه.

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45

ريمونتادا | رضى بنيس