تاريخ العلاقات المغربية الجزائرية بين الجليد ونار الحرب الباردة

تاريخ العلاقات المغربية الجزائرية بين الجليد ونار الحرب الباردة
الخميس 8 نونبر 2012 - 05:28

ماهي العناصر المتحكمة في العلاقات المغربية الجزائرية؟ وكيف يؤثر مشكل الصحراء في الدور المركزي الذي يمكن ان يلعبه المغرب العربي؟ والى اي حد يعيق هذا المشكل مسلسل التنمية المغاربية وتفاعل دولها مع التوجه الذي تسلكه بلدان حوض الابيض المتوسط ومع مختلف السياسات التي تخطط للمنطقة؟ اذا كانت امكانية حدوث انفراج في العلاقات بين الرباط والجزائرلا تلوح في الافق القريب هل يصبح احتمال الحرب واردا؟

يلاحظ المتتبع لقضايا المنطقة المغاربية ان العلاقات المغربية الجزائرية اليوم يشوبها تباين يعبر من جهة عن رغبة في تبادل السفراء وعن علاقات ود وصلح ومجاملات مناسباتية لاتتجاوز مستوى الخطاب ومن جهة اخرى عن تشنجات وصراعات قوامها التراشق بالتهم تاخذ طابع حرب باردة برداء دبلماسي او دعائي. وتنبري ايضا تجلياتها في نذرة المبادلات التجارية والاقتصادية و إغلاق الحدود البرية بين البلدين كما تنعكس على الصعيد الأفريقي وفي العلاقة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الامريكية.

اذا كانت العلاقات الدولية تطبعها صراعات خاصة بين بلدان الجوار التي تتطاحن على مشاكل الحدود ،فالمغرب والجزائر لم تخرجاعن هذه القاعدة. فالموقع الاستراتيجي للمغرب يجعل منه عرضة للاطماع و محسودا على الهبة الطبيعية التي ينعم بهاوالتي تجعل منه بوابة لاوربا .اضافة الى تأثير العامل الجغرافي هناك عامل الاستقرار والامن الداخلي الذي يجعل منه قبلة للمستثمرين وللسياح.

استقرار تضمنه طبيعة نظام الحكم السياسي للمغرب كملكية دستورية لها شرعية تاريخية تتفاعل وتتجاوب مع نبض الشارع وقد ذكر صاحب الجلالة في خطابه إلى الأمة بمناسبة الذكرى السابعة والثلاثين للمسيرة الخضراء *بالموقف الواضح الذي عبر عنه مؤخرا السيد الأمين العام للأمم المتحدة. والذي يشدد على أنه من مهام الأمم المتحدة. بموازاة مع مواصلة المسار التفاوضي. التشجيع على تطوير العلاقات المغربية الجزائرية. التي ما فتئ المغرب يدعو إلى تطبيعها. بما فيها فتح الحدود. وذلك في تجاوب مع عدد من الدول والمنظمات الدولية”.*

كما عبر في خطاب سابق بنفس المناسبة عن رفضه للاستغلال المقيت لما تنعم به المملكة من حريات، لمحاولة النيل من وحدتها الترابية ،مضيفا جلالته “أننا لن نسمح لأي كان
بعرقلة المسيرة الديمقراطية لبلادنا”.

المغرب لازال لم يطرح ملف ترسيم الحدود النهائية مع بلد المليون ونصف المليون شهيد رغم انها موضوع خلاف وارد لكن يتم تاجيله.(انظر اتفاقية يونيو 1972 بين الجزائر والمغرب) وهو مافتيء يطرح مقترح فتح الحدود لانه يرى في قضية الحدود أساسا لتسهيل التبادل والتعاون المشترك وليس سببا لفتح فوهة النزاع. ويطرح ايضا مقترح حكم ذاتي للاقاليم الصحراوية مع التمسك بمبدا السيادة.

لكن الجارة الجزائر تواجه برفض سيزيفي كل هذه المقترحات داعمة بذلك الاطروحة الانفصالية بشكل او باخروتاركة المغرب (المتضرر الاول من استمرار هذا النزاع) وكذا وحدة المغرب العربي كمطلب اقليمي (المتضرر الثاني) معلقة والانفراج مؤجلا منذ أزيد من 35 عاما.

الابعاد الدولية للصراع تتمثل في كون فرنسا واسبانيا هما ايضا مستفيدتين من الوضع الراهن للقضية العالقة .بقدر ما بقي المغرب مشغولا بالاقاليم الصحراوية بقدرما يبقى منشغلاعن قضية استكمال وحدته الترابية و مطالبة اسبانيا بسبتة ومليلية المحتلتين و بجزيرة ليلى( تورة) والتي اظهرت الجزائر عن موقفها اللامبالي إزاء الأحداث التي عرفتها وغياب دعمها الواضح للحق المغربي فيها و فرنسا التي لم تنس دعم المغرب لظهر المقاومة الجزائرية خاصة في عهد الامير عبد القادر. الدعم الذي افرز معركة اسلي سنة1845 و الذي كانت من نتائجها اجبار المغرب على توقيع معاهدة مغنية. المعاهدة التي تضمنت أهم بنودها رسم الحدود بين الدولتين المغاربيتين. و قد تم خلال الترسيم تحديد منطقة الشمال الشرقي للمغرب لكن الحدود الجنوبية بقيت دون ترسيم مع انتقاص من التراب المغربي ليظل الاصطدام بين البلدين قائما على شكل مسمار جحا يخدم مصالح فرنسا في المنطقة المتنازع عليها.

وهذا الطاكتيك للعبة النفوذ الاستراتيجي تلعبه ايضا في المنطقة كل من الولايات المتحدة وروسيا اللتان توظفان الصراع لبيع اسلحتها في وقت اصبحت البلدان العربية في مقدمة زبائن السلاح الروسي.

القراءة العسكرية لا ترى في شراء اسلحة بوادر حرب رمال جديدة بل مجرد استعراض لموازين القوى وبحث عن التموقع في منطقة شمال افريقيا لاخذ منصب الريادة والتحكم في قيادتها .في وقت تتطلع فيه ليبيا للقيام بنفس الدوروقد برز ذلك في عقدها لقمة القارة الأفريقية.رغم ان القذافي، قبل ان ينقلب عليه اهل الدار، اسهب في احدى مداخلاته الماراطونية والكارطونية في الحديث عن مشكل تقسيم السودان ولم يشر قط في خطابه الافتتاحي المطول الى مشكل الصحراء الذي يعطي فيه وجهة ظهرت ملامحها الداعمة الأطروحة الانفصالية بعد إزاحته البربرية عن كرسي الزعامة.

والاكيد ان المغرب يضبط منظومة أمنه القومي و يبقي قنوات الحوار مفتوحة. فضبط النفس هو ادراك ان برنامج التسلح اوالدعم الذي تسلكه بعض الدول هو لعب بالنار
لاينفع سوى الدول المصدرة للاسلحة التي يخدمها ان تكون المنطقة بؤرة للصراع.

الشعبان المغربي والجزائري الذي تربطهما قواسم مشتركة لا توجد بينهما قطيعة.

في انتظاربن يلوح في الافق السياسي رغبة متبادلة من الطرفين في تقارب وجهات النظرمع تحريك دور الوساطة فالمنطقة تخسر مكاسب استرايجية وتهدد بجعلها منفذا لخلايا ارهابية تزعزع استقرارها. رغم تداخل التاريخي بالسياسي فان المشكل لا يخلو من خسائر اقتصادية تجعل من قضية الصحراء والنزاع الحدودي بين المغرب والجزائرملف شائك يعرف بصورة متكررة بزوغ مشاكل جانبية في وقت اصبحنا نعيش فيه وطنية تقايض بالامتيازات وبالابتزازوالريع في وسط حراك اقليمي وتصدير لعنف تحركه ايادي تلبس قفازات لاتخفي لونها الحقيقي.

‫تعليقات الزوار

5
  • حيضر حسن
    الخميس 8 نونبر 2012 - 13:07

    سقف بيتي حديد،ركن بيتي حجر، فاعصفي يا رياح،و انزل يا مطر،أنا مغربي،لسنا نخشى الخطر٠آلله،الوطن،الملك٠

  • le manifestant
    الخميس 8 نونبر 2012 - 15:38

    Le traçage des limites des frontières est un droit international.L'OUA avait saboté ce droit,lors certains dirigeants ont appuyé l'intangibilité de ces frontières,ce qui avait arrongé nos chers voisins.Malgré leur grande superficie de plus de 2 millions de km/2,ils ne cessent de revendiqué le Sahara.Voir même un chef d'etat algérien avait prolongé les limites des frontières jusqu'à Taza(quelle honte).Leurs esprits exoensionnistes visent même l'intérieur du Maroc.
    Mais ils se trompent.Le Maroc de 2012,ni pas celui de 1962,où Feu SM.Hassan 2 avait ordonné aux FAR de rebrousser chemin,alors qu'ils sont à quelques kms de Oran.
    Pour se venger du Maroc Feu Boumediéne a crée le polisario avec ses amis Kadafi,Hafed El Assad,et Ali Abdellah.
    37 ans que le Maroc vit vit une période de ni paix,ni guerre.
    Le traçage de ces frontières est primordial pour nous Marocains,pour récuper certaines villes spoliées. à publiér svp

  • Mostafa
    الخميس 8 نونبر 2012 - 17:08

    Le maroc a eu la malchance que trois des presidents algeriens soient lies au Maroc.
    Le premier Si BenBella est carrement un marocain de Sidi Rahal ne a Maghnia (d ailleurs il a combattu avec les troupes marocaines en Italie)donc vous vous en doutez que pour ne pas etre soupconne d allegance au Maroc, il se devait d etre intransigeant.
    Le deuxieme Si Boudiaf a vecu trente ans au maroc et a des liens familiaux forts avec le maroc.Probablement il aurait choisi le meme chemin
    Enfin le dernier Si Boutefiqa est ne au maroc, il a vecu au maroc jusqu a l age de 19 ans et lui aussi doit fournir des gages d'algerianite.
    Hasard de la vie, Si al Marzouki aussi a un lien fort avec le maroc, c est un marocain d honneur comme les trois precedents.Actuellement toutes les conditions sont reunies pour aplatir les differents et on est tous mortels c est l occasion ou jamais de realiser ce reve.

  • فكاك لوحايل
    الخميس 8 نونبر 2012 - 17:51

    كلنا يعلم ان بلدنا المغرب في العصر المرابطي والموحدي كانت رقعته الجغرافية تتسع لتشمل الجزائر، وليبيا، وتونس، وموريتانيا، إلى حدود السينيغال، والنيجر
    …..!
    ويبقى السؤال
    ماهي العوامل التي جعلت من مغربنا بلدا قزما دائم التقلص ؟
    وهل ماقال إبن خلدون
    بات مطلوبا أكثر من أي وقت مضى
    على أنه كلما كانت الأمة وحشية ،كان ملكها أكبر
    فهل باتت الوحشية أمرا مطلوبا ،لامحالة منه ….
    وأيهما أفضل ،ملكا واسعا مع الوحشية
    ؟
    أم رقعة لاتكاد تتسع لساكنها ، مع غير التوحش ؟؟؟

    متمدن" لانه يسكن المدينة ليس إلا …!؟
    ‏ ‏

  • الحسن ماط ماطي
    الجمعة 9 نونبر 2012 - 09:29

    ‏‎ ‎من يرتكب الخطا يوقديم اعتداره لي الاخر إخونا الجزئرين ارتكبو الاخطا في حق إخونهم المغرب اكتر من 3 مرات ولكن مسميح كريم عافا الله عن مسلف

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 4

أجانب يتابعون التراويح بمراكش