انشرها يا رباح

قبل أشهر نشر عزيز رباح، وزير النقل والتجهيز لوائح لكريمات، فاكتشف المغاربة أسماء فنية ورياضية و”فقهية”، في حوزتها “كريمة” أو اثنتين، أو ثلاث.

ومن هؤلاء من انتفض وأرغى وازبد، ومنهم من ضربها بـــ”سكتة”، بعدما أوشك أن يصاب بالسكتة القلبية خوفا من انتزاع “كريمة” منه، بعدما ظل يستغلها لسنوات بدون وجه حق.
واليوم يطلب رئيس الحكومة، على الهواء مباشرة في مجلس المستشارين من وزير النقل نشر لوائح المقالع٬ ردا على اتهام بعض المستشارين الحكومة بالشعبوية والسياسوية.
مطالب المغاربة، كانت منذ أمد بعيد أن يخضع قطاعي النقل والمقالع لاعتماد برامج تعاقدية ودفاتر تحملات تحدد الشروط الموضوعية للاستثمار فيهما٬ في إطار المساواة وتكافؤ الفرص والقطع مع اقتصاد الريع.

رئيس الحكومة مهما اختلفت معه المعارضة، كان واضحا “مبقاتش الحلاوة، ومبقاتش الكريمات”.

ومن كان يحلم بأن يأتي اليوم الذي يتم فيه عن فتح مجال الاستثمار في قطاعي النقل والمقالع في وجه كل المستثمرين بدون “فرزيات”؟

يقول زميلي عادل، الذي كان يجلس بجانبي بمجلس المستشارين في جلسة الأربعاء المضاي ” ها المعقول”، فأجيبه “العُقبى لقطاعات أخرى مثل السكن الذي يعيث فيه بعض “المنهشين” العقاريين فسادا، وتنتعش فيه السوق السوداء، والمواطن المغلوب على أمره لا يجد من يحميه من شجعهم فيفترسونه كما يريدون.

ننتظر اليوم، الذي يطلب فيه ابن كيران من نبيل بنعبد الله وزير السكنى، بفضح تلاعبات المضاربين، والضرب على أيديهم، وأرجلهم، ( فهم مضاربون، ويستحقون الضرب)، كما سيطلب من وزير الفلاحة والصيد البحري، نشر لوائح المستفيدين من رخص الصيد في أعالي البحار.

محمد الوفا، فعلها ونشر لوائح المحتلين لسكنيات وزارة التربية الوطنية، رغم أنه لم ينشر كل شيء، ويوجد نفس الشيء في مجموعة من الوزارات من بينها وزارة رباح، فمجموعة من المسؤولين الذين طلعوا على المعاش بمدينة طنجة، ولا يزالون يشغلون السكن الوظيفي في الوقت الذي لا يجد فيه شاب تم تعيين حديثا أين يقطن في مدينة مثل طنجة، المطلوب من رباح نشر لوائح هؤلاء ليعرفهم الرأي العام.

قضية النشر مهمة جدا، فرغم تزامنها مع فصل الشتاء، فإن اللوائح المنشورة تجف ، ولا يجف مداد الحديث عنها.

القاعدة الآن هي “كم حاجة قضيناها بنشرها”، ولهذا يمكن اضافة وصف جديد لهذه الحكومة، وهو “حكومة النشر”، وصف ينضاف إلى أوصاف أخرى آخرها ما نعتها به الحاج قيوح والد وزير الصناعة التقليدية، بأنها حكومة “بيو” يعني طبيعية غير مصطنعة.

النشر مفيد جدا، فعندما نريد تنظيف البيت، نقوم بعملية “التخمال”، ومن بين ذلك نشر الأمتعة في الشمس، وهذا ما تقوم به الحكومة، النشر ثم النشر حتى يعرف المغاربة “شكون اللي عندو، وشكون اللي معندوش”.

فبعد هبوب رياح الربيع الديموقراطي، يجب أن تكون الأمور واضحة، لأننا نعيش مرحلة “الشعب فيها يريد..”، طبعا يريد الوضوح والشفافية، ومن الوضوح نشر لوائح المقالع.
“انشرها يا رباح ولك الأجر”.

[email protected]