انتصار المقاومة انتصار لربيع تحرير الأمة

انتصار المقاومة انتصار لربيع تحرير الأمة
الخميس 22 نونبر 2012 - 11:09

أبت المقاومة الباسلة في فلسطين إلا أن تنخرط في ربيع تحرير الأمة، وأن تعلن انضمامها إلى نادي “المحررين”، وأن يكون إعلانها إعلان عزة وشموخ ليس فقط بردها للعداون الصهيوني الغاشم بل بتكسيرها للحصار الظالم وبقوة سلاحها وصمود أهلها وبسالة مجاهديها وارتقاء شهداء أهل غزة الأبرار، فهل هي بداية للتحرر من منطق الارتهان لموازين قوى دولية ولأنظمة استبدادية في ظل ربيع أمة بدأت تستعيد قرارها وسلطتها ومكانتها؟

المقاومة ثورة على منطق موازين القوى المادية

للمقاومة الباسلة في فلسطين فضل على هذه الأمة بعد الله تعالى في حفظ علو الهمم والذاكرة الحية وحقيقة الغصب الصهيوني دون تحريفات وتشويهات والتفافات حربائية، فهي التي تحدت منطق موازين القوى المادية، الذي يؤدي بالتبع إلى الإجهاز نهائيا على حيوية ومشروعية تحرير الأرض كل الأرض وإلى عودة اللاجئين كل اللاجئين وإلى إقامة الدولة الفلسطينية على كل فلسطين وعاصمتها القدس كل القدس، هي قاومت هذا المنطق في العقول والميدان، لكن أيضا هي شكلت منبها لكل الأمة بأن الظلم قائم مادام الاحتلال قائما ومادامت أيضا بنية الاستبداد قائمة في البلاد العربية والإسلامية، وبالنتيجة مادامت التبعية الذليلة لهؤلاء المستبدين تفرض عليهم أجندة “تحرير” غير التحرير، و”دعم” غير الدعم، و”تضامن” غير التضامن، و “تنديد” غير التنديد، بل وحتى ضرورة “اجتماع عاجل” غير الاجتماع العاجل…

هذه المقاومة تطل علينا في الشدائد لترسل إلينا رسائل أمل، وهي لم تبدأ هاهنا من غزة، بل امتد فعلها عبر تاريخ الاحتلال الصهيوني الغاصب، تحملها أيادي صادقة وأمينة، تقاوم الاحتلال أولا، لكنها أيضا تقاوم تأبيد اعتقال الإرادات بل واغتيالها بالمرة،

في البدء كانت مقاومة مسلحة في ظل اختلال لموازين القوى الدولية لصالح المنتصرين في الحرب العالمية الثانية المدعمين لوجود كيان صهيوني غاصب على أرض فلسطين، ثم كانت مقاومة مسلحة في ظل موازين قوى متوازنة بين طرفين رئيسيين، ثم مقاومة بأبسط الأدوات (الحجارة) في ظل موازين قوى مختلة لصالح المعسكر الأمريكي الصهيوني، ثم مقاومة بالعمليات الاستشهادية انتهت بطرد العدو الصهيوني من غزة، في ظل تصاعد ما سمي بمسلسل السلام مع التضييق على قوى المقاومة داخليا وخارجيا وحصار ظالم لأهل غزة عقابا على اختيارهم التحرري في الانتخابات الفلسطينية، كل هذا تم في غياب شبه كلي لدور الأنظمة المستبدة الحاكمة في منطقة العالم العربي والإسلامي في تغيير المعادلة،
بل حضورهذه الأنظمة كان من أجل تعزيز معادلة الاختلال ودعمها بالقوة، ولعل التاريخ يسجل هرولتان للأنظمة العربية الرسمية ترسمان باختصار أدوارها البئيسة والمنحازة دون شروط للوضع الدولي المختل، أولها الهرولة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني مباشرة بعد التوقيع على اتفاق أوسلو الذليل، وثانيها الهرولة نحو اجتماع شرم الشيخ مباشرة بعد العملية الاستشهادية البطولية للمقاومة في قلب تلئبيب استجابة للدعوة الأمريكية بضرورة الاجتماع…

المقاومة انتصار لمعسكر تحرير الأرض كل الأرض والإرادات الشعبية كل الإرادات الشعبية.

وهاهي المقاومة الآن لازالت حية ويتجدد بها أمل تحرير الأرض كل الأرض الفلسطينية في كل وقت وحين، هاهي المقاومة الآن وقد انتصرت على الصهاينة في عدوانهم الوحشي على غزة في 2008، وردت عدوانهم وعادوا خائبين فلا هم اجتاحوها ولا هم استعادوا جنديهم الأسير، نعم كان الدمار في غزة وكان أزيد من ألف شهيد فلسطيني، لكن انتصار المقاومة كان بطوليا بعدما عاد العدو الصهيوني يجر أذيال خيبته ويعلن وقف عملياته،

و ها هي تنتصر من جديد ليس فقط بردها على العدوان الصهيوني على غزة بل وبرفع الحصار عنها وإرغامه على وقف عملياته الوحشية في وقت وجيز وفي تحول نوعي في أداء المقاومة…

انتصار المقاومة الآن له طبع خاص لأنه يجاري انتصارات الشعوب في التحرر من الاستبداد، وليس غريبا أن تتقدم المقاومة في نتائجها وفي أهدافها في هذا السياق، ففي الانتصار الأخير لها لم تحفظ شعار تحرير الأرض من التبديد والعبثية والتحريف من حيث المبدأ فقط، وهي لم تكن مقاومة للتيار الذي كان يجاري موازين القوى الدولية المختلة، وهي لم ترد العدوان الصهيوني فقط كما فعلت في 2008، هي الآن عنوان لبداية تحرر الأمة بأكملها ولإعلان حفل الزواج الشرعي بين تحرير الإرادة الشعبية وبين تحرير الأرض وفي الميدان،

للذين لازالوا يدافعون عن أنظمة الاستبداد سواء بحجة ممانعته أو بحجة درء “فتنة التشتت الداخلي”، الاستبداد والصهيونية وجهان لعملة واحدة لا خير فيهما ولا من ورائهما، فالذاكرة الحية تحفظ جريمة الجدار الفولاذي لمبارك في غزة وإغلاق معبر رفح واعتباره صواريخ المقاومة مستفزة، والذاكرة الحية تدحض أسطورة الاستبداد “الممانع” زورا وبهتانا في سوريا، الذي لم يطلق أبدا ولو رصاصة واحدة لا في العدوان على غزة ولا في العدوان على جنوب لبنان بالمقابل أطلق صواريخه وحرك طائراته وصوب مدفعياته صوب أهلنا في سوريا لما انتفضوا ضده وطالبوه بالتنحي، والذاكرة الحية تحتفظ بما أقدمت عليه أنظمة عربية وهي تفاوض سرا الصهاينة في عز المقاطعة.

فيا سادة و يا قادة إن تحرير الإرادة الشعبية وتحرير الأرض المحتلة يلتقيان على درب التحرير الحق في زواج شرعي تباركه الأمة، فلا تؤجلوا أحدا منهما على حساب الآخر ولا تكونوا كمن غايته التفريق بين المرء وزوجه…

‫تعليقات الزوار

8
  • سارة
    الخميس 22 نونبر 2012 - 11:56

    في ظل الهزائم المتكررة وعلى جميع الاصعدة لا يسعنا الا أن نحول هزائمنا الى إحتفالات بالنصر
    كيف يحلو لنا أن نتكلم عن الانتصار والصف الفلسطيني متشردم اكثر ما تشردم ؟
    كيف نتكلم عن الانتصار وأهالينا في غزة محاصرين بل يعيشون في سجون مفتوحة ؟
    كيف نتكلم عن الانتصار ويموت مئات الفلسطنيون مقابل العشرات من الاسرائليين
    كيف نتكلم عن الانتصار وقد خربت مقابل بعد الحيطان الاسراييلية هدم قرى ومدن فلسطينية
    كيف نتكلم عن النتصار وإسرائيل تتوسع بمستوطناتها وسكان غزه يتكدسون في بضع كيلومترات المربعة ليشكلون أكبر كثافة سكانية ؟
    كيف نتكلم عن الانتصار وإسرائيل تملك السلاح الكافي لتدمير العالم العربي بكامله مقابل سلاح فلسطيني معدود قد يصنعه بعد الافراد العاديون ؟
    كيف نتكلم عن الانتصار وإسرائيل أوجدت لنفسها حلفاء أقوياء يساندونها في الضراء والسراء وقادرون على تحويل هزيمتها الى إنتصار ساحق مقابل حلفاء للفلسطنيين يعلنون جهرا مساندتهم ويخفون عدائهم للقضية ؟
    عن أي إنتصار نتكلم في ظل هذا الوضع المشين ؟!!!

    La honte n'est pas de perdre, d'être inférieur à l'ennemi. Mais d'être inférieur à soi-même

  • Gulf Eyeas
    الخميس 22 نونبر 2012 - 12:28

    غزة تعيد تصويب البوصلة نحو العدو الحقيقي وتسهم في اخراج الأمة الأسلامية من الإنقسام على مستوى الذي فرضته الولايات المتحدة الاميركية. ان "هذه المعركة تجعل العنوان الأساسي هو الصراع مع هذا العدو وحشد كل الإمكانات في مواجهته".

    معركة غزة تثبت فشل العدو في تحصين جبهته الداخلية رغم كل المناورات والإستعدادات فهو غير قادر على مواجهة صواريخ فجر 5 فكيف بغيرها من الصواريخ" "ذلك يعني أن اسرائيل غير قادرة على الصمود في أي مواجهة أوسع" ان "كل الرهانات على حصار المقاومة في لبنان وفلسطين وإضعافهما هي رهانات فاشلة".

  • سوسي حار ⵙⵓⵙⵉ ⵃⴰⵔ
    الخميس 22 نونبر 2012 - 12:46

    اين هوالانتصار اسرائل احترمت الهدنة و عملت بالخطة المصرية ليس ان تقول غير ذلك لماذا لا تتكلمون في الجد و لا تسيطر العاطفة على قلوبكم لانها ظدكم في التقرب من المشكل اصلا و طرحه باجبياته وسلبياته والعقلانية لكن لا الومكم لانكم عرب ظحكت عليكم الامم

  • عزيزي
    الخميس 22 نونبر 2012 - 13:57

    مقال رائع. لقد آن الأوان ان ينصت الحكام العرب و المسلمون لأصوات شعوبهم المنادية بالتوقف عن التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني في استرجاع أراضيه المحتلة بكل الوسائل و ذلك مقابل حسابات اغلبها شخصية و مادية. و كما ذكرت فإن المقاومة قلبت جميع الموازين و فضحت التخاذل العربي امام العدو الصهيوني و قزمت من حجم هذا الاخير.

  • said montreal
    الخميس 22 نونبر 2012 - 14:12

    Le porte-parole de Tsahal a fait un premier bilan de l'opération "Pilier de défense". 1.500 sites ont été ciblés, 19 chefs terroristes éliminés, 980 rampes de tirs de roquettes détruites, 30 centre de commandement de premier ordre, 140 tunnels de contrebande d'armes, 66 tunnels utilisés pour des activités 42 salles d'opération et bases du Hamas, 26 sites utilisés pour la fabrication et le stockage d'armes, des dizaines de rampes et de sites de lancement de roquette à longue portée..

  • فكاك لوحايل
    الخميس 22 نونبر 2012 - 19:53

    الأيام دول والحرب سجال
    ومن كانت عقدته من العرب
    فالعرب لم تكن لهم عقدة من احد
    ولم يعرفو الهزيمة إلا حينما تولى
    أمورهم زنيمهم وبات محسوب عليهم غيرهم
    فالمارد العربي نائم وليله إنقضى وصبحه إنجلى
    فاموعدنا الصبح
    اليس الصبح بقريب ؟؟؟ بل قاب قوسين أو أدنى …

  • Free Thinker
    الجمعة 23 نونبر 2012 - 04:22

    C'est vraiment drole de lire ce genre d'articles qui glorifie la Oumma arabo-islamique, alors qu'en réalité, Israel domine sur tous les plans. Les autres nations surpassent largement les musulmans
    Mais bon, devant tant d'échecs politiques et intelectuels, les musulmans doivent s'inventer des victoires pour se consoler.
    هده ليست المرة الاولى التي يضحك فيها على هذه الامة السادجة, لكنها غارقة في اوهامها و الاستيقاظ سيكون مؤلما.

  • مواطن
    الأحد 25 نونبر 2012 - 13:06

    ان مقاييس الانتصار معرفة اكاديميا ولا تنطبق على ما يشاع . اسرائيل رغم انها دمرت الشعب الفلسطيني مرات متعددة لم تقل في يوم من الايام بانها انتصرت. فهي تدمر متى شاءت وتنسحب متى شاءت وهاته حقيقة.وما ورد في التعليق رقم 1 = سارة = فيه ما يكفي.ولا يمكن ن يحول الدمار الى انتصار.

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين