قبلة سبيدرمان..

قبلة سبيدرمان..
الجمعة 1 فبراير 2013 - 12:41

القبلة التي اقصدها هنا اغلبنا يعرف قصتها، من الطيارة إلى الفيسبوك مرورا بالصحافة والسياسة ..

لكن الغريب أنه لا أحد من المغاربة على ما يبدو كان يفكر يوما في قبلة يمكن أن تتحول في يوم من أيام الربيع العربي إلى صورة احتجاجية، أو «حركة احتجاجية» أو قل هكذا، وكيف يمكن أن نفهم أن القبل يمكن أن تذيب جبال الجليد بين التخلف والتقدم، وتجعلنا في المراتب الأولى للدول المتحضرة .. ونحن لا نتأدب حتى مع الحب .

ترى كم قبلة نحتاج لبناء دولة لا فساد ينخرها، دولة فيها تنمية اقتصادية وثقافية، فيها علوم وحضارة، فيها خير وسعادة ..

كم قبلة نحتاج لإيجاد حلول عاجلة لمشاكلنا في التعليم والصحة ؟

كم قبلة نحتاج للدفاع عن كرامة المواطنين ؟

كم قبلة نحتاج لــــ …

كان على أفلاطون وهو يرسم ملامح جمهوريته ألا يجعل على هرم السلطة الفلاسفة، بل وحسب سياق الإحتجاج بنشر القبل ان يجعل عليها من يحتج بأكبر قبلة .. وبالمناسبة إن أفلاطون طرد الشعراء من جمهوريته شر طردة.

يبدو أن من فكروا في نشر قبلاتهم كطريقة في الاحتجاج لم يفكروا قط لا في جمهورية أفلاطون وفي في مدينة الفارابي الفاضلة؛ لأنهم بعيدون كل البعد عن الفكر الفلسفي والفن العقلاني.

تخيل مدينة تحتج بالقبل … حينها ستتغير معاني المدنية لتصبح « المدينة المائعة » وسيندم الفارابي على تسمية مدينته بالفاضلة .

إن كنا نقبل الحق في الاختلاف فنحن لن نقبل الحق في نشر القبلات على الناس بدعوى أنها في الأصل «قبلة حلال» لزوجين، وإلا فلن يكون هناك اختلاف بينه وبين أولائك الذين يعبرون عن غضبهم بالوقوف في الميادين ربنا خلقتنا ..

طبيعتنا كمغاربة تجعلنا نخجل من قبلة في شاشتنا الصغيرة أمام مجلس العائلة، وها نحن الآن قد كبرنا وصار لنا فيسبوك ولا حرج أن يخجل الإنسان من نفسه في نشر خصوصيته على الحائط وإلا فنشرها سيتحول إلى غسيل فاسد !

سبب واحد يمكن أن يكون من وراء هذه « الحركة الاحتجاجية » هو فقدان القبلة – في حد ذاتها- لقيمتها الإنسانية .. عندما تصبح أمام الناس بلا حجاب !

حتى تعلموا أن الخبل لا يمس فقط التطرف،وأنه ليس لصيقا بالتيارات الإسلاموية وحدها وإنما هو متجذر في كل من يدعي الليبرالية عندما تصبح الحرية الفردية شذوذ عن سلوك المجتمع .. وعجب يريد فصل روح القيم عن سلوك الإنسان..

الله يرحم ضعفنا ..
https://www.facebook.com/belhamriok

‫تعليقات الزوار

1
  • الراعي الرسمي
    الجمعة 1 فبراير 2013 - 15:51

    قامت الكاتبة Lana Serton بجمع معلومات حول ما تنطوي عليه القبلة من معان في كتابها "خلاصة وافية للقبلات"، الذي تصف فيه تحليل وتطور القبلة وكيفية تغير معناها عبر التاريخ، وفي المجتمعات المختلفة، وكذا في الأفلام والأعمال الفنية والأدبية.

    ويظهر الكتاب أن القبلة ليست حكرا على المحبين وحدهم، بل استخدمت ولا تزال تستخدم حتى يومنا هذا لتحقيق العديد من الأهداف المختلفة.
    فقد كان الرومان القدماء يذيلون العقود رسميا بالقبلة. والمسيحيون في القرن الخامس كانوا يقبلون بعضهم البعض لإظهار وحدتهم رغم السمعة السيئة التي أضفاها يهوذا على التقبيل.

    ظل هذا النوع من التقليد باقيا عبر آلاف السنين وحتى اليوم. فليس غريبا على الناس تقبيل القرٱن و الحجر الأسود والأقدام وأيدي الآباء و الملوك (ربما أفتاتي مستقبلا سيسقط أي طائرة تقدم أخبار الاستقبالا ت الملكية) وبل حتى الخبز المرمي على الأرض..

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز