عن الانتخابات الجزئية من جديد

عن الانتخابات الجزئية من جديد
الثلاثاء 12 مارس 2013 - 01:30

الأغلبية الحالية تمارس الشأن العام من موقع التسيير في ظل دستور جديد نتعلم يوميا كيفيات التعاطي مع مقتضياته، بل واستكمال كتابته، و في ظل وضع إقليمي غاية في الحساسية والهشاشة المرتبطة بلحظات التحول، وفي ظل وضع اقتصادي عالمي راكد إجمالا، وأيضا في ظل قيادة الحكومة من قبل حزب كان خارج التدبير الحكومي منذ ولادته.
إنها معطيات أساسية لا بد من استحضارها، ليس لتبرير أمر ما، ولكن لفهم وتفهم ما يمكن أن يعترض هذه الأغلبية من صعوبات سواء كانت ذاتية أو موضوعية، خاصة في بداياتها الأولى. وفي السياق يجب الإقرار بكون اختلاف أربع مكونات للأغلبية الحكومية، التي نحن طرف فيها، متوقع وطبيعي بل إنه مطلوب ومستحب…ومع ذلك أعتبر أنه خلال السنة الأولى للتحالف، أحيانا تم التعبير عن هذا الاختلاف بطرق لا تليق بنخب سياسية يتعين أن تكون قدوة في البيداغوجيا السياسية ونموذجا للشباب من أجل عودة المصداقية القوية للمؤسسات المنتخبة والجاذبية لممارسة الفعل لسياسي الوطني.

التعليق الخاص على التشكيك في استحقاق الحركة الشعبية للمقعدين

ما أشرنا إليه أعلاه يجد أمثلة عديدة لإبرازه: منها ما تابعه الرأي العام الوطني من تعليقات وتصريحات لبعض مسئولي الحزبين الحليفين: العدالة والتنمية والاستقلال، حاولت التشكيك في استحقاق حزبنا لمقعديه في سطات وسيدي قاسم بمناسبة الانتخابات الجزئية ل 28 فبراير 2013. وهي تصريحات، بالإضافة إلى أنها مجانبة للصواب وتهجم مجاني على حزب وطني كبير له كل وسائل الدفاع عن صورته ومكانته لدى الرأي العام، فإنها أيضا تصريحات أخلفت موعدها مع الذكاء والحكمة السياسيين وذلك لكونها أعطت مبررات جديدة للهجوم على الحكومة الحالية وإظهار التحالف بمظهر هش للغاية، ولم تقدم الإضافة الجيدة في خدمة هدف إعادة المصداقية للعمل السياسي عامة بل خدمت خندق التشكيك و العدمية و دعاة اللامبالاة بشكل مباشر و خطير. كما أنها تعليقات حاولت إقحام السيد وزير الداخلية وهو أمر مشين ويتم تفسيره لدى بعض الأوساط على أنه دعوة صريحة للتراجع عن مفهوم الحكومة السياسية التي هي عنوان بارز للنموذج الديمقراطي الذي نخطو من أجله الخطوات جميعا بثبات تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك .

وهي تعليقات تتجاهل، في بعدها الحقوقي والقانوني والمؤسساتي، دور وسلطة و تحكيم القضاء بمؤسساته الدستورية المختصة في المجال ….مما يعطي في الخلاصة انطباعا أنه لازال في مشهدنا الحزبي الكثير من المزايدة والشعبوية والقدرة على الكلام والكلام دون دلائل و لا سند …وهو مؤشر ضعف في ممارستنا الديمقراطية الفتية.

و إذا كان لابد من البرهان على استحقاق مرشحينا في سيدي قاسم والسطات لمقعديهما، أحيلكم على الميدان لتروا بأم أعينكم حجم التعاطف والالتفاف: إنها سوسيولوجية محلية تعتمد على نضال وخدمة القرب التي يفهمها المواطن العادي ويعاديها بعض منظري الصالونات ، ولكنها على كل حال ثقافتنا الممتدة على التراب الوطني و التي يعرفها جيدا منتخبو العدالة و التنمية و الاستقلال و غيرهما .

عن التوقعات بخصوص تأثير القضية على مآل التحالف الأغلبي الحالي :

الأغلبية في عمقها وحقيقتها أقوى وأكثر متانة مما يبدو، خاصة عندما تتواصل أفضل، وهذا ما ظهر في السرعة والفعالية التي يتم بها احتواء مثل هده الحوادث العرضية: ولكن ما يهمنا أكثر هنا هو التأثير العام على الحياة والممارسة السياسية التي نريدها، كجيل جديد: سوية شفافة وأن يسود فيها التنافس الشريف: علينا مثلا أن نتعلم الاعتراف بالهزيمة الانتخابية وتهنئة المنافس وليس البحث عن مبررات الهزيمة عند الآخرين ، فهده ثقافة بئيسة و غير مجدية .

أما سياسيا، وعلى العموم، أفرز واقع التحالف الحكومي البرلماني لأحزابنا الأربعة مقاربتان لممارسة الاختلاف: مقاربة صدامية كلامية إعلامية تنتج أشياء يصعب احتواءها …ومقاربة توافقية استيعابية تحترم الآليات الداخلية و تستحضر الالتزامات. ونجد أنفسنا مبدئيا في المقاربة الثانية وهي المقاربة التي تثبت جدواها يوميا ونتمنى أن يتم اعتمادها أكثر فأكثر خاصة من طرف حلفائنا و إخواننا في العدالة و التنمية و حزب الاستقلال …فالنجاح هو نجاحنا جميعا و الفشل غير مسموح به نظرا لحساسية المرحلة و دقتها .

علينا أن نكون في مستوى اللحظة التاريخية … أما ” اللي كايحسب وحدو كا يشيطلو”

*برلماني عن حزب الحركة الشعبية

‫تعليقات الزوار

4
  • mohamed
    الثلاثاء 12 مارس 2013 - 09:36

    السيد النائب : أقوالك بخصوص تصاعد الشعبوية و إطلاق الكلام على عواهنه من طرف السياسييين الجدد كلام صحيح جدا
    نشتاق كثيرا لزمن رجال السياسة الحقيقيين و الحكماء مثل الراحل الحسن الثاني و عبد الرحيم بوعبيد و علي يعتة و …….رحم الله زمانهم حيث يختلفون و لكن يلعبون لعب الكبار …أما الآن فمثل أطفال صغار

  • mourad
    الثلاثاء 12 مارس 2013 - 12:02

    الانتخابات في المغرب لم تخرج عن المألوف رغم تبدل الدستور و رغم الربيع العربي ….لازالت وجوه فاسدة تؤثت المشهد ، مواطنون يبيعون ضمائرهم و يندمون عندما يحتاجون لبرلماني يقف بجانبهم في الشدائد ، سلطة لازالت تتفرج بحيادية ….المهم أن الأمر يتعلق ببنية عقلية و ثقافية مجتمعية و ليس بقوانين فقط
    ومن النادر و الصعب أن تجد مثقفا أو مناضلا يفوز بالنتخابات في المغرب و هذه معضلة كبرى : إذن الأمر لا يتعلق بالسطات أو غيرها و ليس بحزب دون غيره : إنها ظاهرة شبه عامة و لكنها خطيرة .

  • حسام الدين حارص
    الثلاثاء 12 مارس 2013 - 18:56

    من خلال التوضيح ، يتبين أن البرلماني يعطي إشارات ضمنية لحلافاء حزب الحركة الشعبية ، ضمن التحالف الحكومي للخذ بالمثال الشعبي : العداوة ثابتة والصواب يكون. أي أنه في ظل الممارسة السياسية و محاولة كل حزب للتسويق الإيديولوجي و كذا لضمان تمثيلية قوية على مستوى المؤسسات التشريعية و الدستورية من حقه محاولة الظفر باكبر قدر ممكن منها و كذا كسب أكبر عدد من الجماهير ، مقابل ذلك لابد من الإصطفاف و التكتل من أجل البرنامج الحكومي الذي يعتبر بمثابة ميثاق شرف يربط الحكومة و الجماهير الشعبية ، و إلا كيف نمثل تضارب أحزاب الإئتلاف الحكومي فيما بينها ، في ظل صمت المعارضة التي تتفرج عليهم ، اليس عار أن يتم تسويق صورة مغلوطة من شأنها أن تفسد فرحة الأغلبية بإستعراض قوتها بالإنتخابات الجزئية ، الذي يمكن إعتباره مقياس لنجاح الأغلبية الحكومية في مهامها ووعودها أمام المواطنين.

  • تازي
    الثلاثاء 12 مارس 2013 - 22:03

    هدا الكلام راه كبير على النائب المسكين حيث توازا كيعرف المستوى ديال هدا النائب خصوا مازال يقرأ أو يتعلم من الأستاد ديالوا المستشار البرلماني المحترم حميد كوسكوس

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز