هل أخطأت النقابة الوطنية للتعليم العالي موعدها مع الربيع الديمقراطي؟

هل أخطأت النقابة الوطنية للتعليم العالي موعدها مع الربيع الديمقراطي؟
الإثنين 18 مارس 2013 - 14:29

لحد الآن كل المؤشرات التفصيلية المتوفرة عن مؤتمر النقابة الوطنية للتعليم العالي تدل على أن هذه النقابة، أخطأت الموعد مع الربيع الديمقراطي، وسارت في الاتجاه المعاكس للتحولات التي تعرفها الشعوب في المنطقة العربية.

أول هذه المؤشرات، هو الرفض المطلق الذي أبدته قيادة النقابة لمقترح تعديل القانون الأساسي لجهة إنهاء الاحتكار والهيمنة للجنة الإدارية التي تعتبر بمثابة الكهنوت الذي يجعل النقابة رهينة حساسية سياسية معروفة لا تخرج عنها، وذلك ضدا على التحولات التي تعرفها الجامعة، لاسيما الإطارات الجهوية والمحلية التي صارت تتنتظمها حساسيات أخرى تفرض الديمقراطية الحقيقية تمثيليتها داخل الهياكل المركزية، وهو المطلب الذي ظلت قيادة النقابة تسوف الاستجابة إليه إلى محطة هذا المؤتمر إذ أعلنت عن رفضه المطلق ضدا على كل الخطابات السابقة التي كانت تعد فيه القواعد بتحقيق هذا المطلب.

المفارقة أنه في الوقت الذي يطلب من هذه النقابة باعتبارها تمثل النخبة المثقفة أن تكون سباقة إلى المبادرة إلى تكييف قوانينها الداخلية بما ينسجم من الاستحقاقات الدستورية الجديدة، وبما يسمح بتفعيل الديمقراطية التشاركية، تحتفظ بقوانين عتيقة تعود إلى الثمانينات، تم وضعها على مقاس حساسيات سياسية معينة تستعمل اللجنة الإدارية كصمام أمان حتى لا تخرج النقابة من قبضتها، وهذا ما يفسر في كل محطة لجوء النقابة إلى التقليص من نسبة المؤتمرين بوضع آلية أستاذ جامعي ممثل عن 25 أستاذا بعد أن كانت الآلية في السابق أستاذ جامعي عن عشرة أساتذة، فقط لحماية الهيمنة الدائمة لحرس المعبد.

ثاني هذه المؤشرات هي الطريقة الفجة التي تم بها عرض التقرير الأدبي والمالي، واستعمال كل وسائل التحايل للحيلولة ضد مطلب الصندوق الزجاجي الواحد والتصويت السري الحر، الذي تظاهرت قيادة النقابة بقبوله ظاهريا لتقوم باغتياله عمليا من خلال إحياء نفس التقاليد العتيقة البالية المتمثلة في التصفيق ورفع الأيادي وخلق حالة من البلبلة والادعاء بأنه قد تم التصويت على التقريرين الأدبي والمالي، وذلك بطريقة أشبه ما تكون بالديمقراطية التي كانت تستعملها الأنظمة الدكتاتورية البائدة.

ثالث هذه المؤشرات، هي لغة الكوطا والإغراء بالتمثيلية التي استعملتها قيادة النقابة لكسب بعض الوقت من أجل تمرير التقريرين الأدبي والمالي، بل لغة ضرب البعض بالبعض، ومغازلة الإسلاميين، ومحاولة استمالتهم باستعمال ورقة النهج، أو استمالة بعض الإسلاميين ضد بعض، وغيرها من المناورات التي يقبلها المنطق السياسي لو تم الاحتكام في الأخير للتصويت الديمقراطي الحر.

رابع هذه المؤشرات، هو الرفض المطلق لنظام اللائحة الممثل للحساسيات المختلفة التي تتمخض في أحشاء النقابة، وتوظيف الامتياز القانوني الذي يوفره القانون الأساسي (عدد اللجنة الإدارية الذي لا تتمثل فيه إلا الحساسيات اليسارية 59) لحسم المعركة في الأخير لفائدة حرس المعبد الذي وضعت كل الترسانة القانونية لحماية هيمنته على النقابة ورهن مستقبلها بيد حساسية واحدة ضدا على التحولات العميقة التي تجري في الجامعة المغربية.

هذه المؤشرات الأربع، التي ظهرت إلى الآن قبل أن تكتمل فعاليات مؤتمر النقابة، إن كانت تدل في ظاهرها على استمرار نفس المنطق الهيمني للحساسية السياسية التي تقود النقابة، والتي تنتج سلوكات تتناقض مطلقا مع شعاراتها في الدمقرطة والتنوع والتعدد، فإنها في الجوهر تضع الوحدة النقابية على المحك ما دامت العديد من الحساسيات لا تشعر بوجود ديمقراطية تتسع لتمثيليتها داخل هياكل هذه النقابة.

بعبارة واضحة، إن النقابة الوطنية للتعليم العالي، في شخص قيادتها الحالية، إذا لم تراجع حساباتها، وتصدر في نهاية المؤتمر ما يدل على نجاحها في الموعد مع الربيع الديمقراطي، فسيكون عليها أن تواجه تحديات جسمية ليس أقلها توسع الهوة بين الهياكل المركزية وبين الهياكل الجهوية والمحلية، والعزلة الكاملة للقيادة بلجنتها الإدارية، واحتمال تعرض الوحدة النقابية لشرخ كبير يصعب التحكم في مآله.

‫تعليقات الزوار

8
  • أستاذ باحث
    الإثنين 18 مارس 2013 - 15:20

    كنت مؤتمرا بهذا المؤتمر و من حضره رأى رأي العين لمحة من الدكتاتورية اليسارية التي بادت في العالم و لا تزال تعشش عند هؤلاء، مع الأسف نخبة المجتمع و قاطرته المفترضة معزولة تماما عما ينبغي أن تكون عليه. أنعي للسادة الكرام النقابة الوطنية للتعليم العالي.

  • د. محمد ناجي
    الإثنين 18 مارس 2013 - 15:35

    منذ عهذ المنطرش، بيعت النقابة الوطنية للتعليم العالي للوزير الهالك إدريس البصري مقابل علاوات سخية، وضمان للوصول إلى مجالس بلدية سمينة وغنية. لقد باعوا حقوق كل رجال التعليم الجامعيين، وأسند لهم إدريس مهمة قمع وعرقلة أي حركة احتجاجية، أو إضراب . كما أن حزبهم الانتهازي الفاسد استعمل نقابة التعليم العالي لمقايضة الدولة، لينالوا نصيبهم من كعكعة كراسي الحكومة، ولو كانت كراسي بلا حقائب ولا مهمات. يوما ما كانت ن. و.ت.ع. أسدا مزمجرا يرعب الدولة، لأن أبسط حركة احتجاجية سيندلع هشيمها من رحاب الجامعات إلى كل أرجاء المغرب نارا محرقة كل بؤر الفساد إلى أن تصحح الأوضاع، وتسقط الرؤوس الفاسدة. يوما ما كان راتب أستاذ التعليم العالي في المرتبة الثانية بعد السياحة، إلى أن تحول على يد نقابتهم المغشوشة موضع نكت الناس عن فقرهم وبؤسهم. يوما ما كان القول بأنك أستاذ جامعي مفخرة في المجتمع، فأصبح في عهدهم البئيس القول بأنك أستاذ جامعي يُـرد عليه بـ "مسكييين ..ما فحالوش"؛ ولم يعد يحظى بذلك الاحترام والتقديراللذين كان يستشعرهما في مجتمعه. إنهم يلعبون دائما على وتر "الوحدة النقابية"، فلا تنخدعوا لهم كما انخدعنا نحن

  • استاذ باحث مؤتمر
    الإثنين 18 مارس 2013 - 19:11

    لقد عايشت ما أورده صاحب المقال وأكثر حيث صار التسلط أكبر من ذي قبل -لقد حضرت عدة مؤتمرات للنقابة- والذي لم نفهمه هو أن تيارات ممثلة وأخرى مثلت أمس تنتقد النظام والمخزن ودكتاتوريته وهي تمارسه وتقبل ممارسته على أطر البلاد لا لشيء إلا للهيمنة فعلى الأقل إذا طلبت أمرا فطبقه أنت أول على زملائك
    لقد عايشنا تصرفات سمعنا عنها في الدول الدكتاتورية سواء العربية أو غير العربية وقد تجلت في عدة أمور منها دغدغة للمشاعر أثناء قرائة التقرير وكأننا في حفل وليس في موقف محاسبة ومنها عدم ضبط للوقت لإنهاك الأساتذة لينسحبوا ويخل الجو للكولسة وغيرها من التصرفات التي مورست في مرحلة الطلبة وليس مع الأساتذة

  • دكتور دون عم ولا خال إلا cv
    الإثنين 18 مارس 2013 - 19:43

    هذه النقابة سرقت مناصب دكاترة التعليم المدرسي من أجل منح الفرصة لأعضائها العاملين بالجامعات، بدليل أن أي منصب يعرض في الجامعات يوضع تحت الإعلان هذه المناصب خاصة بمن يشتغلون بالجامعات ولو كانوا إداريين، المهم هو أصحابنا الذين يرغبون في تغيير الإطار على حساب عدم نفع الطلبة، مصالح وكفى…
    اللهم ارحم الجامعات بمن يفكر حقيقة في مصلحة البلد والعباد، أما ما نرى فيذكرني بقولة الفيلسوف الصوفي ابن سبعين لمن يفهم الكلام:
    اكفروا بالحقيقة التي في زمانكم هذا، وقولوا عليها لعنة الله، فإنها حقيقة كما سُمي اللذيغُ سليما.
    أكتب للنقابات التي استهترت بملف الدكاترة العاملين بالثانويات، وأكتب الداودي، ولغيره مع رجائي في الله أن يفهموا هذا الخطاب.
    أما نقابة اللحى، فقد شوهت رسم دينيا، ولعنة الله على الخونة……………………………………….

  • MR X
    الإثنين 18 مارس 2013 - 19:51

    Ils ont aussi profité des dens de l'état tel que des terrains de ce qu'on appelle l'association des ouvres sociales, or juste une minorité des EC qui en profittent….EN PLUS DE POSTES DE DOYENS ET PRESIDENTS ETC

  • prof universitaire retraité
    الإثنين 18 مارس 2013 - 22:16

    j'ai été congressiste il y a plus de 10 ans , et en lisant l'article j'ai l'impression qu'il décrit les maneuvres et manigances du bureau sortant de l’époque et qui n'a pas changé de clan. Résultat: désintérêt total des enseignants du superieur de leur syndicat, et necessité de se regrouper sous un autre syndicat

  • Enseignant Chercheur
    الأربعاء 20 مارس 2013 - 13:40

    Je suis congressiste et vraiment cet écrit et complètement correcte et décrit parfaitement la réalité du congrès SNESup. Si vous avez besoin d’un témoignage vous pouvez me contacter au 0645245088.
    Enseignant chercheur

  • Enszignant chercheur
    الأربعاء 20 مارس 2013 - 22:49

    Je m'esxcue pour le titre.
    Je ne comprends le alngage qui disent que le SNESUP est dictateur alors qu'e vous avez tous bénéficie des dons du nouveau ministre qui a voulé acheter le SNESPU en répondant favorablemant à toutes le revendications du syndicat. Qu'elles soient justes ou plus souvent injustes.
    Le pjdistes qui n'ont pas pu imposer leur mode de gestin deu congrès et qui parlent du dictateourisme.
    Dite moi comment ils gèrent leur Forum MONTADA? A qui est il ouvert?
    La démocratie est claire: c'est la loi de la majorité.
    Ils doivent reconnaitre que le peuple marocain s'est réveillé et a compris ce qui se passe en Egypte, en Tunisie et en Lybie et ce qu'est passé en Algérie.
    Arreter votre démagogie.
    Le pays vit au bord d'une crise financière et vous touchez entre 20000 et 30000 dirhams par moi et vous demander d'augmenter le salaire. Avec 2 millions et demi on fait vivre un famille de cinq personnes dans la compagne (60%) des marocains.
    Arreter la démagogie.

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش