دردشة

دردشة
الثلاثاء 22 يوليوز 2008 - 06:52

حتما كان يفكر أن وقت فراغه أصبح طويلا حقا . فكر في هذا و هو يعبر الشارع لذا لم ينتبه إلى تلك السيارة التي كادت تدهسه إلا بعد أن ارتفع صوت بوقها المزعج ممتزجا بسباب السائق و لعابه المتطاير. عندما تكون مخطئا فمن الأفضل أن تصمت. كذا قال لنفسه و هو يدس يداه في جيبي سرواله مكملا طريقه . فكر أن مقاهي مدينته هي الوحيدة في العالم التي تمتلئ عن آخرها في العاشرة صباحا . الناس يكونون في أماكن عملهم في وقت كهذا في أي مكان في العالم. هنا يجلسون من الثامنة صباحا إلى الثانية عشرة ليلا . هم لا يجدون ما يفعلونه على أية حال – قال لنفسه – أو هو جو المدينة الذي يورث الكسل. ربما يكون هذا هو السبب.


هو أيضا لا يجد ما يفعله الآن بعد أن فقد عمله. من السهل هذه الأيام أن تفقد عملك كأنه زر قميص. هو متأكد أنه بعزة نفسه هذه سيبقى بلا شغل إلى الأبد . تذكر كيف كان كل موظفي الشركة التي كان يعمل بها يقبلون يد والد صاحبها . تذكر هذا و ضغط على أسنانه في غيظ . كان هو يصافحه بتعال متعمد . كلما ازداد أحدهم تكبرا ازداد هو أنفة و كبرياء. يوم يضع عزة نفسه في كيس بلاستيكي و يرميها جانبا سيستمر في عمله . يعرف هذا جيدا ، لكن المبادئ لا تقبل المساومة . رأس ماله الوحيد هو عزة نفسه، فليحافظ عليه.


دارت هذه الأفكار بذهنه و هو يدخل دون إرادة حقيقية إلى مقهى للإنترنت . ليس لديه ما يفعله هناك على وجه التحديد، لكنه سيتسلى ببعض الدردشة. عندما يكون مشغولا يرى أنها – الدردشة – هي السخف بعينه . لكنها تبدو له الآن – و هو البطالي – تسلية لا بأس بها على الإطلاق.


أسماء عديدة هناك . القاتل .. الرومانسي.. قلب الأسد .. الحالمة .. ليلى. قرأ مؤخرا موضوعا عن اختيار الأسماء و هذا و عن أنها تعبر بشكل ما عن شخصية صاحبها. وضع اسمه هو أيضا : ” هناك– خطأ- لعين- دائما”. اسم طويل و متحذلق. لكنه مستفز و هو يعبر عما بداخله حقا.


كتب تفاهات كثيرة و قرأ سخافات لا تحصى. ” هل يمكن أن نلتقي الآن؟”.طرح هذا السؤال على واحدة اختارت لها اسم ” الفاتنة”. أجابت بسرعة أن نعم. هي متلهفة للقاء على ما يبدو . حدد معها موعدا بعد عشر دقائق في مقهى النمسا. طلب منها أيضا أن تصف له نفسها ففعلت . فكر لو أنها حقا بهذه الأوصاف فهي مارلين مونرو قد عادت للحياة دون أن يعلم أحد.


سألها لماذا اختارت اللون الأسود بالضبط فقالت له أنها تحبه . كان ينتظر إجابة أعمق . هي إذن من الفتيات اللائي يرين أن اللون الأسود هو أسود حقا، ولا مزيد. بالتأكيد هي ستشتمه إن كتب لها أن اللون الأسود بالنسبة له هو لون الإحباط و القلق المشوب بأمل غريب.لا يهم .فليلتقها الآن، و لتزأر العاصفة بعدها.


جلس بمقهى النمسا و هو يطالع كل الوجوه النسائية التي تلجه. لقد كذب عليها عندما وصف نفسه بالوسيم. أتراها فعلت الشيء نفسه؟لم تتأخر الإجابة طويلا و هو يراها تدخل بنفس الأوصاف سوى أنها لم تكن جميلة كما قالت. بدت له كغراب أسود يبحث عنه ليزيده تشاؤما. كانت عيناها كئيبتين، و لا أثر للحيوية أو النزق فيهما .


شعر بقلبه يخفق بقوة خشية أن تعرفه . هو صريح صراحة بشعة . و سيقول لها أنه ليس مستعدا للسوداوية اليوم و أنها من الفتيات الحاقدات على هذا العالم دون سبب واضح. لاحظ أن يديها معرورقتان و هي تمر أمامه، في حين كان هو يتظاهر بالانهماك في وضع قطع السكر في فنجانه.خمن أنها لم تعرفه. غادر المكان بسرعة دون أن يلتفت . مغامرة انتهت قبل أن تبدأ. هكذا فكر . ثم إنه انفجر ضاحكا وسط نظرات المارة الذاهلة.


[email protected]

‫تعليقات الزوار

3
  • خديجة/عروسة الشمال
    الثلاثاء 22 يوليوز 2008 - 06:58

    لو كان بإمكاني ان اقول لك كل
    ما يدور بمفكرتي لأخذت وقتاً كبيراً ، ولكن سأكتب موجز حديثي .
    أولا عليك يا أخي أن تعلم بأنني ولله الحمد في صحة جيدة, و راحة بال تامة,وتعاليقك لن تنال مني الا كل خير ,لأنني فتاة قويةولن تهزني تعاليقك بسوء , وعليك أن تعلم كدلك باني لست بمتسكعة كي أتربص بتعاليقك أينماحللت بها ,فأنا هنا في هسبريس أشاهد وأقرا جميع تعاليق الاخوان, وهدا من حقي ,وأناقشها ان كان هناك داع لدلك ,ولكن ما جعلني أقف عندهاهو محتواها ,وليس حبا في شخص نور الدين الناجي -حتى ميمشيش بالك لبعيد – وما دفعني لأكتب لك هو حبي وغيرتي على نفسي وعلى بنات جنسي اللاواتي سئمنا من نعتك اياهم بالضفاضع ,وكأنك واحد دخيل على ديننا الاسلام ,فليكن يا أخي بعلمك أن الله كرم الانسان وميزه عن الحيوانات بنعمة ‘العقل’, ولقد رفع الإسلام مكانة المرأة،مند بزوغ فجره, وكرمها بما لم يكرمها به دين سواه؛ فالنساء في الإسلام شقائق الرجال، ,و اوصى باحترام المرأة ورعايتها والحرص على مشاعرها
    فقال عليه الصلاة والسلام ( استوصوا بالنساء خيراً) _متفق عليه_ .
    و كدلك المرأة نصف المجتمع وعماده.
    وأخيراً تحية احترام(رغم زلة لسانك أحيانا), وأتمنى لك التقدم و الرقي في تعاليقك ,و دمت وفيا لهسبريس والسلام على من اتبع الهدى .
    .final

  • jamal
    الثلاثاء 22 يوليوز 2008 - 06:54

    يا أخي المرأة التي تتكلم عنها بهذه القسوة يمكن أن تكون أمك أو أختك أو ابنتك.

  • maghribiya/usa
    الثلاثاء 22 يوليوز 2008 - 06:56

    أنت معقد و باين فيك كتعرف غير المتسخات بحالك يا ..
    قبح الله سعيك و`المش ملي مكيوصلش للحم تا يقول خانز`
    لا أعرف لماذا تحتقر المرأة عندما تتأخر في الزواج هذا يعنيها وحدها ولا أحد له حق التطرق إليه حتى أقرب المقربين كما أنني لا أعرف لماذا تنتقد عندما تحاول البحث عن رجل بطرق مشروعة و بإنتقاء مطلوب……مادامت لا تغضب الله في شيء
    دخل سوق راسك يا لمسخ و حكم مراتك و شوف فجنابك مزيان..
    …المغربيات للواتك و رغم ما يقول السفهاء عنهن فإنهن يحتلين الصدارة في مجال الزواج بالأجانب لأن أولاد بلدهن اللي هما رجال غير بسمية باغين غير يتصاحبو و يديرو خليلة و أجرتها هي الوعود الكاذبة……..أما الآخرين فإنهم يقدرون الجمال و يعشقنه و يحسنون الكلام و المعاشرة الزوجية و يفضلوا تعدد الزوجات بدل الفسق
    إن العديد من المغاربة بسبب أنانيتهم و بخلهم يتسببون في إنتشار السيدا بسبب الفساد و الجنس المنتشرعوض الزواج و التحصن خصوصا وللأسف المثقفين
    وخيرالختام قوله تعالى سبحانه وتعالى الطيبون للطيبات و الخبيتون للخبيتات..صدق الله العظيم

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة