فاز الحاكم مرة أخرى

فاز الحاكم مرة أخرى
الثلاثاء 21 ماي 2013 - 15:08

مرة أخرى صدق الوعد ولم تقع أية مفاجئة، فالحال كما هو عليه، لا شذوذ، فاز الحاكم، والحاكم عندنا دائما يفوز.

أليس المصطلح مشتقا من الحكمة؟ وأي شيء أسمى من الحكمة؟ والحاكم عندنا يفوز سواء كان فردا أو مؤسسة. ولكن عفوا انتظر، ما الفرق بين الفرد والمؤسسة عندنا؟ بل هل للمؤسسة وجود أصلا في بلداننا؟ دعك من هذا كله، فليس الموضوع مجاله، ثم لست مستعدا لأتيه في أدغال السجال، وأبدد طاقتي، على قلتها، في فارغ الجدال؛ فسواء “تفردت” المؤسسة أو “تمأسس” الفرد أو بقي كل على حاله الأمر سيان. المهم أن الحاكم فائز لا محالة.

الغريب في الأمر أن الفوز يعني النجاح، والنجاح يتوج مجهودا، وثمرات المجهود تكون قابلة للقياس، خاضعة لمعايير التقييم، وإعطاء قيمة ينبني على ملاحظة الحالة الراهنة ودراستها والحكم على مدى تحقق الأهداف المسطرة لها آنفا. والأهداف تختلف حسب المجال المراد تنميته. وهو في حالتنا ما يسمى بالشأن العام، أي الحالة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية… للبلاد.

إن ازدراء هذه الحالة وانحطاطها وتدهورها… لا تحتاج إلى بيان أو توضيح أو برهان، لسبب بسيط هو أن فداحتها واستحالة تغطيتها أجبرت هؤلاء الحكام أنفسهم الفائزين المسؤولين عنها ماضيا وحاضرا ومستقبلا.. أجبرتهم على البوح بها وإبرازها في مختلف المنابر والمناسبات، وإن اختلفت الأسباب والنيات.

إذن أين هي المشكلة وقد اعترف الرجال بذنوبهم وأقروا بتقصيرهم؟

إن هذا هو لب الإشكال والمفارقة التي لم يبتل بها بنو بشر مثلنا! فكيف يفوز من وصل بالبلاد إلى الحضيض(باعترافه)، ليهوي بها أعمق في دركات الجهل والتخلف ثم يعود ليفوز ليفعل أكثر من ذلك، ثم يعود، ثم يعود… وكلما كان الانتكاس أكبر كان الفوز أكبر! وكأننا أمم نكافئ بالحسنى من يسرق أموالنا ويسلب حريتنا ويذبح أبناءنا ويستحيي نساءنا… وهكذا في كل مرة..

أي قوم نحن؟ أم أي جنس بشري هم؟ أم أي منطق مقلوب هذا؟ إن الخطأ قد يقع مرة، والاستخفاف قد يستمر برهة، لكن في كل مرة ولكل الوقت، فالوضع يستدعي وقفة مراجعة لكل القيم الإنسانية والمسلمات المنطقية والمعايير التقييمية، ولا نلوم تلك المؤسسة التعليمية التي أعلنت عن نجاح تلميذ كان قد مات بأيام عديدة قبل حلول موعد الامتحان!! بالله عليكم أجيبوني: ماذا حقق حاكم ليفوز؟

عند غيرنا الذين لازالت المفاهيم عندهم سليمة، والقيم فطرية، يقضي المنتخب، هيئة كانت أم فردا، فترته المحددة، وقبل نهايتها يتم تقييم المرحلة من تحقيق للأهداف والوعود، وتقدم للبلاد. فإن كان، فذاك، وإلا ف “شوفي غيرو”؛ أما عندنا فالزعيم الملهم واحد ووحيد وأوحد لا يجوز تبديله والنيل من بركته وإلا حلت علينا اللعنة. فاللعنة على من سن هذا أو ساعد عليه. وها نحن نقضي المدة المحكوم بها علينا نمجد سفاحينا فرحين بما أتانا ربنا مستبشرين بمن يلحق بهم. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

‫تعليقات الزوار

2
  • batata
    الثلاثاء 21 ماي 2013 - 17:20

    إن من غير المعقول بل إنه من التسطيح والسطحية ان نكتفي باللعب بالالفاظ حتى يتسنى لنا تحليل او تقييم واقع معين او الغرف من قاموس الجحيم هو الآخر،والآخر هنا ليس سوى فرد، وتعليق كامل الفشل عليه. من العبث أن يظن أحد ان كم المشاكل والمعضلات التي نعيشها يمكن ان تكون بسبب فرد. وإنه من الصعب ان يتصور احد منا أن المقال يتحدث عن امة وليس عن أسرة من أفراد معدودين. القضايا الشائكة لهده الامة يجب ان يتحمل رصدها وتحليلها ودراستها وإيجاد الحلول لها كل من يعتبر نفسه جزءا منها كل من موقعه ومن منصة مسؤوليته وحسب قدراته وكفاءاته وإمكانياته متجاوزين في دلك كل الاختلافات التي تقوم على الاقصاء والاستئصال والتخوين والترجيع والتظليم والتكفير ولاعنين كل نية في التغيير تتاسس على قاعدة "البقاء لأحد الطرفين"…، وما إلى هنالك من أشباه المشاكل التي تضيع في ثناياها جهود الإصلاح وتختفي داخل طياتها معالم هدا الاصلاح لتبقى السوداوية والضبابية هي المهيمنة على النوايا والافكار والآمال. فالامر يحتاج اكثر من مجرد التعبير عن اعتمالات وجدانية ودغدغة العواطف و"تقلاز من تحت الجلابة" كما يقول المثل الشعبي المغربي.

  • kadour
    الثلاثاء 21 ماي 2013 - 21:19

    أخي أضنك نسيت أننا في المغرب،و في المغرب لا يمكن الكلام عن الفائز،الفاشل أو االخاسر،لسبب بسيط،لأن للفوز شروط أهمها تعدد االأفراد أو تعدد المؤسسات التي يمكن أن نميز من بينها الفائز أو الخاسر حسب الإنجازات…و حتى إذا توفر شرط التعدد لا تنسى أن في هذا الوطن السعيد مهما تعددت الأطراف و مهما اختلفت إشاراتها يميننا،شمالا أو وسطا،فهي تنتمي لجسد واحد و عقل مدبر واحد.من جهة أخرى لا تنسى أن الشعب هو حكم الحاكم . و نحن دائما في المغرب لا يمكن لوم شعب مورست عليه كل أنواع التعسفات،شعب حرم من حق التعليم،لأن التعليم يؤدي إلى الوعي،و الوعي من الكبائر.و الشعب بدون وعي يبقى قاصرا نوعا ما لتمييز الفائز في مبارة بلا قانون،في مبارة يبقى الفائز الحقيقي فيها هو القمع،الغش،الإحتيال…و لذا في المغرب لا يمكن الكلام على الفوز أو الخسارة…لأننا كما نقول بالدرجة التي تعبر حقا علينا:(هدشي لعطى الله).

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب