أخبرت شوافة التربية والتعليم في مذكرة رقمية عاجلة أن رجالا ونساء من بني آدم وبنات حواء ينسلون فجرا وينتشرون في ضواحي الدار البيضاء الكبرى، والتي ستظل تكبر وتكبر…هؤلاء – “الكائنات العجيبة”- يسلكون طرقات ملتوية ومختلفة …
يحملون بوصلات معطلة حولاء ويصلون متأخرين عن موعد عزف النشيد الوطني، ويضطرون لترديد أصوات أبنائهم الصغار الذين تركوهم وحدهم في فراش الغربة والأنين يتقلبون، أو أمام الأبواب ينتظرون أن تلتقطهم سيارات صفراء كالأمريكية، تطوف بهم أرجاء المدينة الواسعة ، يستنشقون من كل دخان طرفا، ويسمعون من كل صوت “نغمة” …
هؤلاء المنشورون-لا المنتشرون لأنهم لم ينتشروا طوعا – يحملون أثقال التذمر والخيبة كالمقبلين على المشاركة في حرب” خسائرها مضمونة”…وكثير منهم يوزعون بغير ميزان في أحياء البناء العشوائي الذي لامجال فيه للمسالك والواد الحار ،حيث مدارس الدرجة الثانية في التحصيل والأولى في الاكتظاظ… وحيث الأطفال” يرحبون” بهؤلاء الوافدين بعين فاحصة مستفسرة، وآذان غير صاغية، يضمرون كلمات نابية أو يؤجلون استعمالها… أطفال تهواهم القلوب في أول لقاء ، فلا تأنس بهم النفوس بعد أيام ، لا ندري من غرس في قلوب كثير منهم حب اللعب والإهمال والكسل، ونزع من عقولهم قابلية التعلم والتحصيل…
فواعجبا كيف يجتمع الإهمال والإخلاص في مكان واحد؟ وواأسفا متى اتفق العبث والجودة في زمان واحد؟ والنجاة والغرق في مركب واحد؟
هؤلاء الأطفال” التلاميذ” يتساءلون ويسألون الغرباء الآتين كل عام من مصادر بعيدة : ماذا تحملون في حقائبكم ؟ هل جئتمونا بعلم جديد؟ وما معنى “مدرسة بغير مدرسين”؟ ثم يستغربون من صبر المدرسين على بعد المسافة حينما يعلمون أنهم يسابقون الحافلات وتضيع أغراضهم وسط الزحام فلا يذكرون لأي غرض هم مرسلون، وكذلك إذا علموا أنهم مثلهم تائهون بين الحق والباطل والنحو والصرف والميزان،والخرائط والأحداث والمواطنة، ونيوتن وطاليس وابن خلدون والرازي والشريف الإدريسي وأفلاطون وغيرهم… وبين كل هذه الأسماء والعلوم لم يجد هؤلاء المنشورون من يصلح حالهم أو يأخذ برأيهم أو يمسك بأيديهم، وإنما توجه مصائر أيامهم وأهلهم وأبنائهم الهواتف النقالة والمكاتب النظيفة والكراسي الثابتة فوق الزرابي الوثيرة.
أفلا يعلمون أن من المدرسين من يقطع أكثر من أربعين كيلومترا خارج الدار البيضاء؟ فماذا يركبون؟ ومتى يستيقظون؟ ومن يؤمن لهم الشارع إن هم أسروا في الغبش؟
هؤلاء المنشورون السابقون- وغيرهم اللا حقون- أصبحوا يبحثون عن “تلميذ” حقيقي – سلوكا وتعلما- بين تيارات الإهمال والإعلام والعولمة والمنتجات الإلكترونية والمخدرات، والتسيب في حقوق الإنسان، والمهيجات “الفنية” و”الرياضية”، وسيول المذكرات الوزارية التي قد “تحمل اقتراح تكليف بمهمات في سبتة ومليلية والجزر الخالدات و الجعفرية وجزيرة ليلى”، وحينها سيتسابق المدرسون راضين طائعين … وقد لايبقى شيء اسمه” إعادة الانكسار أو الانتشار”. إلا إلى ” كوكب آخر”…
فبعد “كان” وأخواتها و”إن” وأخواتها نحن اليوم أمام “تاه” وبناتها و”نام” ورؤسائها و”ضاع” وأحفادها…
لقد أخبرتنا الشوافة بأن المذكرات جاءت لتجريف محتوى السياسة التعليمية والاكتفاء بحشد الأوراق والأرقام، وتكديس “التلاميذ” وتسجيل الرقم القياسي في الاكتظاظ ، و”احتكار” إنتاج المدرسين كاحتياطي ” لأول حرب في تاريخ التربية والتعليم” سيعلن عنها بمذكرة خاصة في موعد غير معروف حتى الآن.وذلك بخلق معادلة مختلة لايستطيع عاقل فهمها واستيعابها: المدينة يرتفع عدد سكانها بدرجة مهولة، ومدارس فيها اكتظاظ ونقص في الأطر، وكل سنة تقول – إذا سألناها- هل من مزيد؟ وأخرى بها اكتظاظ وفائض في الأطر، ومدارس تغلق ، ولا نسمع عن أخرى تبنى إلا نادرا، ومراكز تكون المدرسين، وتوظيف مباشر، ومتقاعدون لا يعوضون، وحراس عامون بدون معيدين، وبحث مستمر من أجل إضافة ساعات للمدرسين ونقص أخرى من جداول المتعلمين، ومشروع لتدريس المواد المتقاربة / المتصالحة ، وتفكير في” الأستاذ الفارس” – يعمل في مؤسستين – أو كما يقال بالترجمة من الفرنسية :” العمل على حصان”… ولا ندري ما المزيد.
وقالت الشوافة:” هذه تباشير المخطط الاستعجالي الذي يطلب واضعوه العجلة ولا يخشون الندامة، وقد علموا السابقين أن في التأني السلامة وفي العجلة الندامة ،وأن التأني من الرحمن والعجلة من الشيطان.
ثم قالت:لقد رصدوا أموالا لأنفلونزا الخنازير، وأهملوا إنفلونزا الطباشير، ونسوا أن ” الأكسجين الضروري للحياة هو نفسه الضروري للاحتراق”، وعن التلميذ قالت:
وما دربوه وما علموه، ولكن شبه لهم”.
والله أعلم. ”
صدقت القول في المقالة،وزارة تتعامل بلغة الأرقام فحسب.
الاساتذة
أصبحوا يبحثون عن "تلميذ" حقيقي – سلوكا وتعلما- بين تيارات الإهمال والإعلام والعولمة والمنتجات الإلكترونية والمخدرات، والتسيب في حقوق الإنسان، والمهيجات "الفنية" و"الرياضية"
احسنت صديقي
أما بخصوص حديثك عن الأكسجين الضروري للحياة والإحتراق فإن الأمر يتعلق بثنائي الأكسجين O2 لأن الأكسجين الذري غاز سام.
لا يوجد أكسجين يا أخي بوفرة في الطبيعة بل يوجد ثنائي الأكسجين.
تحية إجلال وتقدير، أصبت كبد الحقيقة أيها الفاضل
ووالله إني أستبشر خيرا حين أصادف ماهرا من طينتكم أيها السيد الفاضل
لقد اصبت كبد الحقيقة يا استاذ لكن مستقبل ابنائنا منوط بالمخلصين والشرفاء
ا صبحوا يبحثون عن "تلميذ" حقيقي – سلوكا وتعلما- بين تيارات الإهمال والإعلام والعولمة والمنتجات الإلكترونية والمخدرات، والتسيب في حقوق الإنسان، والمهيجات "الفنية" و"الرياضية"
ونحن بدورنا نبحث عن أستاذ بهذا المستوى ولم نجدله أثرا.
فواعجبا كيف يجتمع الإهمال والإخلاص في مكان واحد؟ وواأسفا متى اتفق العبث والجودة في زمان واحد؟ والنجاة والغرق في مركب واحد؟
****************************************************************طرح جيد من غير مقترح
أقترح نيابة عنكم في البيوت ، وعلى جدران هذه الصفحة عدم تعنيف الأطفال بهذه اللعبات المعلبة ، وأترجى من نساء ورجال التعليم خيرا ، فعلا ، لا ـ نضريا
كل المدرسين يبحثون عن "تلميذ" حقيقي – سلوكا وتعلما- فمهمتنا الحالية اصبحت تنحصر في حراسة مساجين عفوا تلاميذ طواعية او مكرهين وبما انه لا يفقه شيئا اصبح عنده القسم وسيلة للترفيه فواحد يرسم ,التاني يلعب فواكه وخضر , الثالت نائم, الرابع ياكل, الخامس يتودد لتلميذة او يكتب لها رسائل غرامية, الرابع ينظر دائما وراءه ليتلقى توجيهات زعيم القسم لكسب رضاه, الخامس ياتي بدون ادوات ويجلس وكانه في مقهى, السادس يقطع الاوراق الى جزيئات جد صغيرة, السادس ياتي لفرغ جام غضبه على احد التلاميذ او الاستاذ, السابع يستمتع باستفزاز الاستاذ, الثامن يكتب على الطاولة , التاسع يقرا ما هو مكتوب على الطاولة او الجدار, العاشر يحلو له ان يرمي ا لاوساخ اثناء الشرح, الحادي عشر منشغل في توضيب شعره او ملابسه وحليه, الثاني عشر يقاطع الاستاذ ليقول اشياء خارجة عن الدرس, الثالث عشر يتحين الفرصة لاخذ حذاء او حقيبة زميله الخ…وفئة اخرى لا تجرؤ على فعل شيء وتكتفي بالفرجة ويبقى اثنين او اربعة تلاميذ هم اللذين ييتتبعون الدرس ويجيبون على الاسئلة البسيطة لكنهم يعجزون عن اعطاء اي جملة او تحليل او نقد(فيما يخص اللغةالفرنسية).