الشعب يريد إسقاط الديمقراطية

الشعب يريد إسقاط الديمقراطية
الجمعة 5 يوليوز 2013 - 19:24

كما كان متوقعا في فقرة “من كابوس الظالمين إلى صاحب الجارات..”،ها قد عاد “كابوس الظالمين” مطالبا بحقه في التعبير الديمقراطي مجددا، فلنتركه يتكلم و لو كان كلامه لا يطيقه الظالمون سواء أكان لديهم ضمير أم لم يكن، و كذالك الاستبداديون، لأن ثمة إعمال لقانون اللعبة الديمقراطية التي لا يمكن التنكر لها باسم الديمقراطية، لأنها حينئذ ستكون ديمقراطية ساقطة…

سيداتي، سادتي، “كابوس الظالمين” يحدثكم:

03.07.13″. 13… الثامنة إلا ربعا مساء. المرؤوس يعلن عزل رئيسه الصالح المصلح و يعطي الكلمة لكذّاب مرتشي لا صوت شعبي حقيقي له المدعو “بردعة”…، تحت إشراف “نصرنة”…، من قوم “عربنة”…، ثم يقوم همج ما وراء البحار بقطع بث القنوات الفضائية الطيبة لفسح المجال للقناة الشريرة الكاذبة المملوكة لذلك البلد الذي لا يسمح لغير عاق والده بالحكم…، و التاريخ الحديث شاهد شاهد. و رحم الله مبدع المسيرة الخضراء، لقد كان رجلا سابقا لعصره عاش محنة ذكائه الثاقب طيلة حياته.

عنوان فقرة “انهيار الديمقراطية” في الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة كان ربما على حق. فطغيان النظام العالمي برئاسة الهمج العظيم المتواجد ما وراء بحار الظلمات هو المتحكم الوحيد في جيوش “الفراعنة” في “أم الدنيا” التي يقال أنها نامية ظلما و طغيانا. فكيف لها أن تكون نامية و المرؤوس المعيّن إداريا ينقلب على رئيسه الشرعي الديمقراطي الذي عيّنه باسم الديمقراطية…؟ أليس هذا دليل قاطع ساطع على أن “أم الدنيا” غارقة في التخلف الذي ما بعده تخلف؟ و كيف لها أن تكون نامية في طريق التقدم و الانقلابين فيها متخلفون تخلفا مقززا، إلى درجة تجعلهم يجرؤون على محاكمة الخير في محكمة الشر؟ العياذ بالله من تخلف هؤلاء الانقلابيين منعدمي الضمير، و العياذ بالله من الجوع الذي يؤذي بالشعوب إلى الحمق فالتظاهر ضد الخير لنصرة الشر.

“أكلت يوم أكل الثور الأبيض”… فهلاّ فهمتم…؟ يا معشر حكام البلدان الأخرى…، النصائح الجادة الصادقة مجانية، و المنعرج محوري دقيق خطير خطير، فلما تستشيرون الوصوليين المنتفعين من الأخطاء الفادحة المتكررة…؟ لا حول و لا قوة إلا بالله.

المستقبل في علم الغيب و لكن ملامحه واضحة للصادقين، و القرآن موجود و الحمد لله وحده… صيرورة بعض البلدان الأخرى صيرورة متجدرة في التاريخ ليس عبثا…، فهي صيرورة لمن يستحقها. الشجاعة الشجاعة أيها الحكام، و الذكاء متوفر لديكم و لكنه مهمّش في بلدانكم المتخلفة… إنما جبروت و طغيان الهمج المتواجد ما وراء البحار إلى زوال بحكم المنطق و العقل، فلا خوفا منهم و لا هم يحزنون، ما دامت الحرفية الصادقة، و النصيحة الغالية، و الإرادة الصافية متوفرة رهن إشارة الحكام في البلدان الأخرى…

أيها الحكام، لا تحسبوا حلم الطيبين ضعفا بل هو من رحمة الله عز و جل بكم. فالطيبون يعلمون ما لا تعلمون…، و لكنهم يخشون على البلد و ما أنتم، أيها الحكام، سوى وسيلة لحفظ البلد. هذه حقيقة الأمر. و لا تخافوا، فالطيبون لا ينقضون العهود أبدا لأنهم رجال شرف، و أنتم تعلمون علم اليقين من هم رجال الشرف الذين هم دائما مستعدون لتقديم خدماتهم في سبيل الحق و الوطن بالمجان، فكفى تنكرا لرجال الشرف الذين لا يمكنهم إصلاح الكثير بإبداع الروايات المشفرة أو تكاد…

أيها الحكام في البلدان الأخرى، الحكم لكم لا لغيركم…، فلتطمئنوا تمام الاطمئنان، و لكن طريقتكم في الحكم تنذر ببعض القلق… طيب. أتريدون اتقاء شر و خداع و غدر الهمج المتواجدين ما وراء البحار و ما وراء بحر الظلمات؟ هذا ممكن بأقل تكلفة… أتريدون تفادي غوغائية الجماهير المرعبة الذين تحركهم الأيادي الخفية لهمج ما وراء البحار بواسطة بعض زعماء الشر المحليين؟ هذا ممكن بدون أية تكلفة. أتريدون الحفاظ على سلطتكم و هيبتكم و استقرار بلدانكم الأخرى…؟ لا يغرنكم من يرسم لكم المستقبل الزاهر بحكم الودّ الكاذب المنافق الغادر لا محالة لهمج ما وراء بحر الظلمات… فهمج ما وراء البحار و ما وراء بحر الظلمات أهدافه مسطرة بدقة…، و هو يظن أن المسألة ما هي سوى مسالة وقت حدد ميقاته بنفسه سلفا… ” لقد أكلت لما أكل الثور الأبيض”… و كفى بيانا في هذا المقام.”

سيداتي، سادتي، لا شك و أن “كابوس الظالمين يريد إيصال معلومة ما عبر تدخله الديمقراطي هذا. و لنترك للعباقرة مهمة فك شفرات خطاب “كابوس الظالمين” لأن على ما يبدو الأمر صعب للغاية.

ماذا؟ تعقيب؟ طيب، و لكن باسم الديمقراطية و لا شيء غير الديمقراطية.

تمنح الكلمة إذا ثانية ل “كابوس الظالمين” الذي يعد ببعض الوضوح في التعبير هذه المرة:

“هل انتهى الربيع؟ و هل كان أصلا ربيعا؟ فلقد شهد العالم كيف تم الانقلاب على المشروعية الديمقراطية من طرف الديمقراطية نفسها. فيا للعجب و التناقض الخطير العجيب. قامت الثورة من أجل الديمقراطية في أم الدنيا، و لما تمكنت الديمقراطية انقلبت على نفسها. هل يستطيع أطباء أو علماء النفس المضطربة معالجة الديمقراطية المريضة؟ و هل يستطيع الطبيب تأخير الموت على من حلّ أجله؟

ثورة الربيع لم تكن ثورة حقيقية لأن النظام في أم الدنيا احتفظ بتبعيته لهمج ما وراء بحر الظلمات. الملاحظ أن الثورات التي أزاحت بعض رؤوس بعض الأنظمة لم تستطع تغيير أدنى شيء رغم ما حققته من دستور جديد و انتخابات نزيهة إلى آخره… فالديمقراطية وضعت على مقاس الغرب و ليس على مقاس العرب. الديمقراطية وضعت للحفاظ على مصالح الامبريالية، و الدليل أن ثورة الربيع لم تغير شيئا بالمرة. بل ثورة الربيع لم تكن سوى نفسا جديدا للاستمرار في خدمة مصالح الامبريالية رغم أنف الثوار ما داموا يؤمنون بالديمقراطية كسبيل للتغيير أو للعتق من التخلف المذل. لم و لن تسمح أبدا الديمقراطية للثوار بتربية الناس و الجماهير الشعبية لما فيه الخير للأمة، و معلوم أن للديمقراطية أساليب فعّالة لمنع الخير على ضحاياها من البلدان النامية كما يقال و المتخلفة حقيقة.

النظام الديمقراطي لا يتيح أدنى فرصة للبلدان المتخلفة من أجل الرقي و الازدهار لأن النظام الديمقراطي وضع لخدمة مصلحة الامبريالية الغربية، و لهذا السبب انهمكت الدول العظمى في فرض النظام الديمقراطي على الدول العربية المتخلفة رويدا رويدا، حتى إذا سقط رئيس بقي النظام بأكمله لخدمة الامبريالية الغربية و لحماية مصالحها و لا شيء غير مصالحها. و لكن الأكيد أن الديمقراطية أصبحت تشكو من الشيخوخة، و معلوم أن لا شفاء من الشيخوخة. و رجاء، لا تعدّوا السنوات لمعرفة سن الديمقراطية، لا داعي لذلك لأن المهم أن مدة صلاحية الديمقراطية قد انتهت و انتهى أمرها.

النظام الحاكم في الدول العربية المتخلفة هو النظام الديمقراطي. الرؤساء في الدول العربية المتخلفة لا يحكمون بلدانهم بل النظام الديمقراطي هو من يفعل ذلك. و لا تستطيع أية ثورة في الدول العربية المتخلفة تغيير هذا الواقع مهما كانت مصداقيتها ما دامت تحتكم للديمقراطية. فهل الحل هو التخلص من النظام الديمقراطي الذي لم يعد يجدي نفعا، علما بأن المتحكم في البلدان العربية المتخلفة له رأس واحد لا يتجسد في شخص بل في نظام غليظ و هو النظام الديمقراطي الغربي؟

أتبث التاريخ الحديث جدا جدا أن الديمقراطية هي الأكثر قدرة على حماية الفساد و رعايته مما أدى إلى الأزمة الاقتصادية العالمية، و خير دليل على ذالك ما وقع في بلاد الإغريق مهد الديمقراطية…نعم، بدأت حدة الأزمة الاقتصادية تقل على ما يبدو و لكنها كانت آخر إنذار لسكان الدول الغربية الامبريالية، فمن المنتظر منطقيا أن تقوم ثورة عارمة في دول ما و راء البحار لإسقاط الديمقراطية. سيهتف ملايين السكان في دول ما وراء البحار “الشعب يريد إسقاط الديمقراطية”، و ستسقط الديمقراطية فعلا، و لكن بما أن الثوار لن يكون لهم بديلا عن الديمقراطية، بما أنهم كانوا قد كفوا عن التفكير، و عن القراءة الجادة، و عن الكتابة الجادة، منذ مدة ليست بالوجيزة، فمن المنتظر أن تعرف دول ما و راء البحار حالة فوضى لا مثيل لها في التاريخ المعاصر. حينذاك ستتحرر الشعوب العربية المتخلفة عن بكرة أبيها من الديمقراطية التي تجعل كل ثورات العرب لا تغير من الأمر الواقع شيئا.

في العجلة الندامة. فما على الشعوب العربية سوى انتظار قيام ثورة “إسقاط الديمقراطية” في دول ما وراء البحار و ما وراء بحر الظلمات لتستعيد حريتها. أيها العرب المسلمون، انتظروا سقوط الديمقراطية كنظام عالمي قبل القيام بثورتكم الهادفة إلى إنشاء نظام عادل يتوافق مع هويتكم كشعب عربي مسلم. خلاصة: ستسقط الديمقراطية عن بكرة أبيها و سيتحرر العالم.” ؟

أيها الناس، لقد استغرقت مداخلة “كابوس الظالمين” هذا مدة الحلقة بالكامل. و إلى اللقاء في حلقة مقبلة أو برنامج مقبل إن شاء الله. و لكن ربما بقي وقت لزرع هذه الفكرة: يجب على البلد الحبيب أن يظل استثناء…، فالمساندة المساندة لفخامة السيد الرئيس الحكومي و صحبه في الحزب الذي يعد بالعدالة و التنمية. البلد الحبيب ليس “أم الدنيا”، بل هو كما تقول جماهير كرة القدم…، و لتذهب رياح الغرب للعب مع أقرانها…و شكرا على انتباهكم سيداتي سادتي.

‫تعليقات الزوار

6
  • إيحاء يقظة ودي
    الجمعة 5 يوليوز 2013 - 20:14

    جل سماسرة العقار أميون و أرباب محلات الجزارة أميون يحصلون على الثروة وأصحاب الشواهد و الماجستيرات تاهوا ببطون الكتب وراء المعرفة التي هي الثروة الحقيقية أدبيا
    مش حروح علكامعة
    عاوز لحمة
    تناول السيد الدكتور عبد الهادي التازي المشرف على بريد فاس سابقا بكتابه الرموز السرية عبر التاريخ في المراسلات المغربية الحرف الداودي فقال فيه
    … وهكدا فحوالي سنة 468 / 1086 مي وجدنا تقييدا يتعلق بالسحر و كان يرمز لبعض الكلمات مثل اشيون بواسطة الحروف الداودية التي تحمل احيانا اسم الحرف الريحاني
    ثم قام على التمييز بكتابه بين الرمز عن طريق الحرف و الرمز عن طريق الكتابة

    ان للايحاء إقناع على الترشيد و كدا التوجيه لدى المعيد النفسي بالنسبة للمريض فيوحي المعيد لاهل المريض خطة يوحي أهله له بها و تترك للمريض فرصة التنفيذ
    عملية ثلاثية
    ان الإيحاء منه ما هو خير محض لسعادة الانسان و منه ما هو القائد يعلمه لا شك
    ان فرويد باستخدامه اولا التنويم المغناطيسي ابتغى تطهير الذات من حبيس الانفعالات و كدا المساعدة على استعادة واسترجاع خبرات و مهارات ثم أدرك ان اطلاق الانفعالات المكبوتة ليست علاجا فلجا للايحاء في اليقظة…

  • حليمي
    الجمعة 5 يوليوز 2013 - 21:27

    الغرب صاحب مصلحته . والعرب لايعرفون أين هي مصلحتهم. والدليل على ذلك هو الإستعمار الذي مزقنا وخلق لنا مشاكل عدائية .فمتى ستصحوا الشعوب العربية وتخلق لنفسها ديمقراطية عربية لاغربية. لأنه بكل بساطة لن ترضى عنا الدول الغربية حتى نتبع ملتهم.

  • مغربي
    السبت 6 يوليوز 2013 - 00:24

    جميل جدا مقال رائع الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله على نعمة الأمن في بلدنا الحبيب والجميل و اتمنى من إخواني المغاربة ان لا يتدخلو في مشاكل اهل المشرق نعم ندعو لهم و لكن لا نتدخل في مشاكلهم الداخلية ونترك السياسة لاهلها و عاش محمد السادس

  • الأبناء المعاقون
    السبت 6 يوليوز 2013 - 10:58

    المهمة اكبر من السيد مرسي ،لمادا مرسي رفض مقترح الجيش ?هدا هو السؤال الدي يتم القفز عليه ،كتابة دستور هدا في حاجة إلى تشاور وتنازلا ت من الجميع انه إطار وأخلاقيات العمل لسنوات ولكل الاحزاب ،وليس من حق اي حزب لوحده ،للديموقراطية أبناء عاقون وآخرون مجرمون ،وآخرون مفسدون وآخرون غير شرعيون عبر التزوير ،هل صناديق الاقتراع تخول لمرسي سلطات مطلقة ?بان يكتب الدستور هو وجماعته ،بعد سلطة تسيير الدولة?ان مرسي يستغل الفراغ الدستوري من اجل هيمنة جماعته على كل مفاصل الدولة ،هل من اجل هدا انتخب ?ليدهب إلى الجحيم هو وجماعته ،لان الجحيم هو ماكان ينتظر المصريون الغلبة مثل الدين يسكنون في المقابر وعلى السطوح وفي الأزقة وغيرهم ،من يعبأ او يتأسف على رجل ينتصت ولا يستمع نصب نفسه فوق الجميع وفوق القوانين بل هو وحده ربها ،لن نسال بعد اليوم حتى عن مصيره

  • مغربي حر
    السبت 6 يوليوز 2013 - 13:24

    الفاهم يفهم … الحر بالغمزة والعبد بالدبزة… كفانا ديموكتاتورية؟؟؟

  • ديما وان تو تري فور
    الأحد 7 يوليوز 2013 - 03:52

    كتبت فعدلت فبوركت الله تعالى يجازيك بخير
    الديقراطية اخي يونس فكرة عادية مثلها مثل الشباكية او النضال او اللعب او النوم او الفلفسة او السلطة او الورد او الطرونبية او اي شيء كل شيء عادي فالبادي اش دانا لشي سحر ولا شي مسخ بنادم مني تا يحس بالصهد كايبدا يتوهم مسكين لا شماتة نانبر وان امان ااامان المغرب ابوها راكب الاطر يعني الطران القطار و رايح عبيروت و l mgreb le plu fort

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة