تلفزيون الواقع السياسي المغربي

تلفزيون الواقع السياسي المغربي
الثلاثاء 16 يوليوز 2013 - 15:38

إن المتتبع لراهن المشهد السياسي المغربي يتبدى له ذلك الثوران الممزوج ببهارات التوهان وعدم الوضوح وحالة من الدربكة السياسية المستعصية على الفهم والانجلاء ،فسماء الساسة والسياسة ملبدة بالغيوم ورياح التغيير تنحبس في موضعها دونما وجود فوهة للانبجاس والإنعتاق وانعطافاتها غير مجدية في شيء ،ومن يرسو بسفينة الإصلاح فقد بوصلته نحو الطريق الصحيح حيث تلتطم سفينته بالأمواج والأحجار ما دام خط السير أخطا المسار بحكم ضعف القيادة والربان المعاونين له ،فأن تبدي الحماسة والشجاعة وتتملكك هستيريا الوعود بالإصلاح والقطع مع العهد السابق مسالة هينة ويسيرة ،وأن تباشر الأمر في المعترك السياسي بغض النظر عن حجم التكلفة السياسية،وتعاود نفس المسارات والسياقات والسلوكيات وهي مسالة متوقعة بغض النظر عن حجم الآمال والطموحات فهي مرفوضة وتبقى أفعال منبوذة .

كما إن استحضار منطق المؤامرة والتماسيح وعناصر الدولة العميقة كمسوغات لتبرير الفشل أمر غير مستساغ ،إذا فهمنا منطق التشدق بالتمثيلية الشعبية وصناديق الاقتراع التي تشكل قوة إسناد ودعم يمكن توجيه بنادقها في وجه كل المتآمرين والممانعين لحدوث الإصلاح،فهذه السلبية القائمة والتماهي والتعايش مع الوضع والوقوف موقف المتفرج وترك الأمور على شاكلتها من اجل ضمان الاستمرارية في الكراسي والتحالف مع التماسيح والعفاريت ومنحهم “كارت” الطهرانية السياسية تحت مسوغ إنجاح المرحلة وبأي وسيلة انسجاما مع منطق التفكير المكيافيلي الغاية تبر الوسيلة ،أمر فيه هزل سياسي وبالزيادة ،فمنهم يا ترى التماسيح والعفاريت في ظل خلط الأوراق والاستنجاد بهم في استكمال عقد الحكومة، وهذا بحسب تمحيص وتفسير منطق العقل السياسي لمنظري ومدبري حزب العدالة والتنمية .

وربما تفتقت إستراتيجية جديدة بضرورة العمل بمقاربة جديدة قائمة على أساس معانقة التماسيح والعفاريت في ظل تمنع مقاومتهم ومحاربتهم بمعنى “داويها بالتي هي الداء”او بتيمة “الضرورات تبيح المحظورات”،وهي أمور وأفعال كلها تدخل في بوابة قضاء الحاجة السياسية .

إن بقاء حزب العدالة والتنمية في موقع اللعب على الحبلين ،حبل التدبير الحكومي الذي تبرز إكراهاته واستعصاءاته يوم بعد يوم،وحبل الحنين للمعارضة وممارستها من داخل الحكومة، أو من خلال ما يسمى بصقور الحزب هي مسألة غير قابلة للدوام ،وحتما ستتكسر فوق صخرة فقه الواقع اليومي و تواضع النتائج وضعف الحصاد الحكومي،كما إن قوة الأحزاب في الديمقراطيات الغربية لا تقاس باستمراريتها في الحكم رغم الفشل وإنما بمقدار قوتها وتأطيرها للجماهير وتملك إستراتيجية تدبير موقعها في الأغلبية أو قيادة الحكومة أو في المعارضة بما يكفل لها الحفاظ على موقعها في المجتمع .

فمنطق اشتغال الحزب وطريقة تدبيره للعمل الحكومي ونوعية الأحزاب التي يتحالف معها تبين أنه لا يختلف عن الأحزاب السياسية الأخرى،التي كان ينعتها بالأمس القريب بأبشع النعوت،ففي الوضع السياسي المغربي وفي حالات كثيرة يبقى أمر البقاء في المعارضة إلى جانب صوت الشعب من خلال تكثيف القواعد والاستماع لنبض الشارع خير من الوقوع في مصيدة السلطة وتحت مسوغ النضال من داخل التدبير الحكومي .

إن حزب العدالة والتنمية ومن خلال المخاضات التي يعيشها في علاقته مع الفرقاء السياسيين يتبين مع مرور أيام التدبير الحكومي انه في وضع لا يحسد عليه خصوصا وانه يتلقى الضربات من كل الجهات ،خاصة إن إستراتيجيته الصدامية ومحاولات الاستفراد بالقيادة الحكومية وفتح العديد من المواضيع بعيدا عن ميثاق الأغلبية ،والاستمرارية أيضا في تبني الخطاب المعارضاتي والانشغال في فتح جبهات الصراع والعراك مع بعض القيادات الحزبية (نموذج شباط عن حزب الاستقلال)، أدى به الأمر إلى اقتراب انفراط سنتين من التدبير الحكومي دون تحقيق نتائج ملموسة تذكر تحسب له في حين تحسب عليه الكثير من المثالب ،وما أن انفك الرأي العام الوطني من الصراع الشعبوي بين قيادتي الحزبين حتى دخل متاهات انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة ،وأضحى الانشغال الآن مع من يتحالف حيث دخل على الخط كل من حزبي الأحرار وحزب الاتحاد الدستوري ،ولا ندري ماذا يخفيه قادم الأيام السياسية ،لتبقى كل الرهانات المرتبطة أساسا بالتنزيل الديمقراطي للدستور مؤجلة إلى اجل غير مسمى،فالعنوان الذي يؤطر هذه المرحلة هو”مرحلة الانشغال بالتفاهات وهجران المحاور الكبرى للإصلاح”

إنها دراما رمضانية بامتياز قد تنافس الدراما العربية في ظل نكوص دراما التلفزة المغربية لأنها مبعث لثنائية الهم والضحك وبصيغة فريدة ،فتلفزيون الواقع السياسي المغربي ينقل لنا صورة قاتمة ليس للحاضر ،وإنما أيضا للمستقبل السياسي في ظل سيادة العبث بكل مضامينه ومحتوياته وتشكلاته المخملية، وتعبيراته الصادمة في الحقل السياسي الذي يبقى كل من غلته ومحصوله هزيلين وضعيفين ولا يلبيان مطامح الشعب، خصوصا إذا كان من يحرث وارض الحرث وأداة الحرث و بذور الحرث السياسي ليست في المستوى المطلوب ، ومع ما يلازم ذلك من نقص فضيع في أمطار الغيث السياسي بفعل ضعف الإيمان السياسي .

فتلفزيون الواقع السياسي المغربي فاشل بامتياز…..الخ.

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 9

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين