انتصار الظلم والرشوة والفساد

انتصار الظلم والرشوة والفساد
السبت 27 يوليوز 2013 - 18:06

لتكن البداية مع مرافعة المنهزم الساخرة – نحسبها كذلك… و الله أعلم -:

” القراء الشرفاء الأعزاء يريدون أن يعرفوا لماذا تم الكف فجأة على مناهضة الرشوة و الفساد و المحسوبية و البيروقراطية و الظلم في الإدارة العمومية، و في الحياة السياسية، و في المؤسسات التعليمية، و في الأحزاب المحلية و الوطنية، و في الشركات، و في الطرقات، و في المستشفيات، العمومية و الخصوصية، و في عقول السكان جميعهم في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة في خضم الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة…؟

و الجواب بسيط للغاية، و هو أن انتصار الرشوة و الفساد على النزاهة و الاستقامة كان انتصارا مدويا واضحا لا مجال للتشكيك فيه. أما هزيمة النزاهة و الاستقامة فلقد كانت مذلة و مهينة جعلت الشرفاء العزّل القلّة القليلة جدا يحترمون قرار الشعب الذي يحب الرشوة و الفساد حبّا جمّا. طيب.

في بلد الانقلاب العسكري ضد الشرعية، و ضد الشرعية الديمقراطية كذلك، ينقسم الشعب في الظاهر إلى فريقين: فريق النزاهة و الاستقامة و العدل الإسلامي، و فريق الرشوة و الفساد و الظلم العسكري العلماني.

و هذا الانقسام خطير في حد ذاته لأن من شأنه أن يقود بلد الانقلاب العسكري إلى حرب أهلية مدمرة و طويلة الأمد.

أما في الجزيرة العجيبة الغريبة فلا انقسام و لا تفرقة، فمن حسن الحظ أن الكل فرح سعيد بالرشوة و الفساد، و الكل لا يطالب سوى بتوزيع عادل للرشوة و الفساد. و جدير بالذكر أن حسن الحظ هنا يكمن في استبعاد فرضية الحرب الأهلية في البلد الحبيب بما أن الكل متفق و فرح سعيد بالرشوة و الفساد، و الكل يعمل في إطار التنافسية داخل منظومة الرشوة و الفساد لينال أكبر قسط من كعكة الرشوة و الفساد. أما الشعب البسيط فهو لا يرتاح حقيقة سوى للسياسيين المرتشين الذين قد يتفهمون وضعيته كشعب فاسد يريد الفساد”.

أما في البلد الحبيب، فهناك من الأفكار الحزبية الاشتراكية “المتوحّدة”، غير النبيلة بتاتا…، التي تقترح كحل للأزمة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية، الخضوع للقوى الغربية بصفة كلية كاملة، و الانبطاح التام أمامها. أفكار تناقضاتها تثير الشفقة نظير التموقع ضد ما أصبح يصطلح عليه “الاستقلال المغشوش” و ضد “القوى الامبريالية الاستعمارية الغربية”، و المطالبة في نفس الوقت، و في نفس المحاضرة مثلا…، بسموّ قانون “القوى الإمبريالية الاستعمارية الغربية” على القانون الشرعي المشروع في البلد الحبيب.

فأما “الاستقلال المغشوش” فلقد أقره و أمضى عليه كبار “المعارضين الاشتراكيين”…، فلا يمكن لكذا اشتراكيين الذين أضحوا اليوم “متوحّدين” أن يتكلموا عن “الاستقلال المغشوش” لأن هذا يعني أنهم ينعتون أنفسهم بالغشاشين.

و أما عن قضية المطالبة بسموّ القانون الغربي على قانون البلد الحبيب فهذه دعوة صريحة للغرب “الإمبريالي الاستعماري” لاستكمال استعماره غير المباشر للبلد الحبيب، و يا لها من خيانة.

كيف يمكن لأفكار غير نبيلة مهزوزة متناقضة، أفكار مراهقة تائهة، أن تتجمع في رأس عاري لاشتراك “متوحّد” يدعي النهوض بصيغة المؤنث…؟ كيف للبلد الحبيب أن يخرج من التخلف و المعارضة اليسارية الاشتراكية “المتوحّدة” فيه متخلفة غير وطنية…؟ معارضة “متوحّدة” كاذبة تبرر الانقلاب العسكري الغاشم في أرض الانقلاب على الشرعية، و على الشرعية الديمقراطية كذلك، و تقول بأن هذا شيء عادي لأن اليوم تغيرت الأحوال و أصبحت الشعوب تسقط الحكومات المنتخبة ديمقراطيا و الدليل بلاد الإغريق… لا.

في بلاد الإغريق انتفض و تمرد الشعب، و ليس الجيش أو العسكر، على حكومة منتخبة اتضح له أنها فاسدة مرتشية أوصلت البلد إلى الإفلاس. أما في أرض الكنانة، فلقد تم انقلاب عسكري مدبّر على أعلى المستويات الكونية لإسقاط رئيس دولة بلغت استقامته و نزاهته كل الآفاق مما هدد مصالح المرتشين الوسخين العلمانيين هناك في أرض الانقلاب على الشرعية…

هي إذا أفكار اشتراكية “متوحّدة” غير نبيلة كاذبة كذّابة وقحة تحلم ليل نهار بانقلاب.. الأوضاع..من طرف جهة من الجهات.. لتنقض على الغنيمة و تحمد “الغرب الإمبريالي الاستعماري”…، في حين أن الحل الوحيد هو الإسلام لأن ثمة مصلحة الوطن و السبيل الوحيد للعدل و المساواة و التقدم و الازدهار. فلتذهب إذا كل فكرة غير نبيلة إلى الجحيم، إن شاء الله. و تبا لكل الأفكار غير النبيلة منعدمة الكفاءة التي تسب و تشتم و لا تحترم الغير. طيب.

نعم، حقيقة أن الوضع بئيس و كئيب. رئيس حكومي منتخب نزيه و نظيف مضطر للتحالف مع زعيم حزب إداري معروف معروف، بعد أن خذله استقلال مغشوش مغشوش… ماتت السياسة في البلد. انتهى كل شيء. انتصرت الرشوة و انتصر الفساد و انتهى أمر النزاهة و الاستقامة و الشفافية. لن يردّ الاعتبار لأي وطني نزيه كفء، صديق أو ابن صديق، مشهور أو مغمور، إداري أو قيادي، مدني أو عسكري، في جبهة التصدي للرشوة و الفساد و نهب مال الشعب. انتهى الكلام. انتصرت الرشوة و انتصر الظلم و الفساد. فيا ترى هل انهزم الشعب أم انتصر…؟

و لكن لن تنتصر كل فكرة غير نبيلة…، لن يسمو قانون “القوى الإمبريالية الاستعمارية الغربية…” على القانون الشرعي المشروع في البلد الحبيب…

‫تعليقات الزوار

9
  • سيفاو المحروگ
    السبت 27 يوليوز 2013 - 21:43

    .لماذا هذا النفاق في عز هذا الشهر الفضيل.هل أنت صائم يارجل.وصفت فريق الإسلامويين في مصر ب:النزاهة،الإستقامة والعدل الإسلامي.يعني أن 30 مليون مصري الذين خرجوا في مظاهرات مناوئة لمرسي،هؤلاء كلهم جندتهم الصهيونية والموساد أوإيران الصفوية على غرار تبريراتك المضحكة.هؤلاء كل مشاكلهم من:شغل، خبز،غاز، سكن،علاج،ماء….تم حلها .هؤلاء ليسوا سوى مشاغبون تابعون لجهات خارجية كما عودتنا الأنظمة التعسفية (العربوإسلاموية).
    أسهبت في ذم مناضلين مغاربة شرفاء دفعوا حياتهم ثمنا لكي تنعم أنت وإخوانك الظلاميين بهذا الهامش من الديمقراطية،نعم، قلت تتشفى في أعراض المناضلين الذين دفنوا في تزممارت وسقطوا تحت سياط التعذيب في أقبية درب مولاي الشريف والعديد من المعتقلات السرية والعلنية أيام أفقير والدليمي والبصري،يومها كنت أنت وشيوخك تحضر لحلقات الدروشة في المساجد والزوايا وانتظار تحقق الرؤيا لكي يأتي من يخلصك من براثن المستبد.فطوبى لك أحلامك وهلوستك.أما المناضلين الذين وقفوا لوحدهم في وجه الآلة القمعية المخزنية فيكفيهم شرفا أنهم فعلوا ذلك لكي يعيش المغاربة في كرامة وحرية وليس طمعا في وطء الحوريات وشرب أنهارالخمر.

  • لماذا يحب الناس الفساد 1
    الأحد 28 يوليوز 2013 - 01:58

    لماذا يحب الناس الفساد 1

    الشخص يحب فساد رجل الأمن والدركي والقاضي لأن ذلك يمكنه من إمتلاك سلطتهم بشرائها منهم عند الحاجة بالمال بل يشتري منهم حتى خطر تحمل الفبركة والتزوير الذي يمكن أن يتابع عليه هؤلاء
    ويقول في نفسه أنه حقق مصلحة شخصية بسلب آخرين حقوقهم أو النجاة من عقاب يستحقه وكذلك يقول رجل الأمن والدركي والقاضي بربحهم أموال رشوة ممنوعة عليهم
    وهم جميعا
    1- لا يلتفتون إلى الضحية الذي يضرونه مرة ثانية بعدم إنصافه بعد أن ظلم من قبل من طرف المُبَرَّأ
    2- ولا يعلمون أن المرة القادمة سيكونون مظلومين وسيلعبون في ملعب الفساد واللانزاهة واللاعدل مع ظالمهم الذي سيدفع أكثر مما يدفعون فيكون مصيرهم السجن ظلما أو يسلب منهم منزلهم وممتلكاتهم ظلما
    3- نستنتج أن الكل ضحايا الفساد ولا أحد مستفيد ولا نجاة حتى لرجل الأمن والدركي والقاضي إذا لعبت معه نفس لعبة الفساد واللاعدل واللاقانون في أية قضية يكون فيها مظلوما لأن الظالم سيدفع أكثر مما يدفعون ويشتري القضية بأرخص الأثمان وبدراهم معدودة كما يبيعون هم قضايا الآخرين وبذلك في مباراة واحدة يخسرون بما لا يجوز كل ما جمعوه طوال سنين بما يجوز وبما لا يجوز

  • السكتة القلبية
    الأحد 28 يوليوز 2013 - 11:23

    الحقيقة صادمة و مرة و لكنها الحقيقة:

    "فلا انقسام و لا تفرقة، فمن حسن الحظ أن الكل فرح سعيد بالرشوة و الفساد، و الكل لا يطالب سوى بتوزيع عادل للرشوة و الفساد. و جدير بالذكر أن حسن الحظ هنا يكمن في استبعاد فرضية الحرب الأهلية في البلد الحبيب بما أن الكل متفق و فرح سعيد بالرشوة و الفساد، و الكل يعمل في إطار التنافسية داخل منظومة الرشوة و الفساد لينال أكبر قسط من كعكة الرشوة و الفساد. أما الشعب البسيط فهو لا يرتاح حقيقة سوى للسياسيين المرتشين الذين قد يتفهمون وضعيته كشعب فاسد يريد الفساد".

    السكتة القلبية هذا سببها:

    "ماتت السياسة في البلد. انتهى كل شيء. انتصرت الرشوة و انتصر الفساد و انتهى أمر النزاهة و الاستقامة و الشفافية. لن يردّ الاعتبار لأي وطني نزيه كفء، صديق أو ابن صديق، مشهور أو مغمور، إداري أو قيادي، مدني أو عسكري، في جبهة التصدي للرشوة و الفساد و نهب مال الشعب. انتهى الكلام. انتصرت الرشوة و انتصر الظلم و الفساد. فيا ترى هل انهزم الشعب أم انتصر…؟"

  • الضياع
    الأحد 28 يوليوز 2013 - 16:05

    كل يوم يمر دون تفكيك تنظيمات الإسلام السياسي هو ضياع للمغرب ولدول المنطقة
    كل يوم يمر دون تفكيك الشبكات الدعوية والخيرية الإسلامية هو ضياع للمغرب ولدول المنطقة
    كل يوم يمر دون تفكيك الشبكات السلفية الرجعية هو ضياع للمغرب ودول المنطقة
    كل يوم يمر دون تعليم عصري ديموقراطي هو ضيا ع للمغرب ودول المنطقة
    كل يوم يمر دون إنشاء مؤسسات نكافل اجتماعية عمومية وغير عمومية بعيدة عن توظيف الدين هو ضياع للمغرب ودول المنطقة
    كل يوم يمر دون غرس مبادئ الحرية والديموقراطية والمساوات هو ضياع للمغرب ودول المنطقة
    كل يوم يمر دون منع دخول الكتب الصفراء وكتب الدجل للبلد هو ضياع للمغرب ودول المنطقة
    كل يوم يمر دون النهل من علوم العصر وتقنياته وأدبه هو ضياع للمغربودول المنطقة

  • خالد الزغاري
    الأحد 28 يوليوز 2013 - 18:27

    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
    حينما يحب الشعب الفاسدين والمرتشين ويفدونهم بدمهم ماذا ننتظر بعد ذلك؟
    اللهم اهدي هذه الأمة إلى سبيل الرشاد.

  • ali
    الأحد 28 يوليوز 2013 - 18:45

    ان موضوع الفساد و الرشوة لصيق بدولة التسلط السيا سي والريع الاقتصادي ونكران المواطنة . فشكرا لما تفضلت بكتابته ا خي يونس خاصة وانك ادرى من غيرك في فهم الموضوع عن قرب. علي بابا والاربعين حرامي

  • منطق العلم ومنطق العربية
    الإثنين 29 يوليوز 2013 - 00:11

    في فلسفة العلوم تعتبر اللغة حاجز وعائق معرفي أمام الموضوعية او الحقيقة النسبية ،والعربية بتاريخها وتراتها الانهزامي لأكثر من ألف سنة تختزل مفردات وتركيبات دفاعية داتية راكمتها تبريرا لفشلها التاريخي في معركة الحضارة ،ان مصطلحات وتراكيب اللغة العربية يشكلان منطق التراثيين وايديولوجية الحضارة العربية الإسلامية او عقيدة الماضي الدهبي الخلافي وهو وهم السلفيين انها اللغة العربية عبر منطقها او نحوها ستظل سلفية حنى ولو رفعت شعار التقدم ،فالتطور عند التراثيين أسلمة للحداثة انه خطوة إلى الإمام لاستيعاب فقط مظاهر الغرب الحضارية مثل ديموقراطية صناديق الاقتراع وخطوتين إلى الوراء مثلا ،عبر تأصيل الديموقراطية شوريا لإعادة إنتاج الماضي الاستبدادي او الدولة الدينية وتلك قصة حزب مرسي ،بينما التطوريفترض عصرنة الاسلام اي القطع مع أنظمة فكرية وسياسية استنفدت مهامها بل عمرت حتى أردل الجهل اكتشف الغير قارات أبدعوا آليات وأدوات علمية وغزوا الفضاء ولازال تراتكم لا يفقه ماحوله بعد علم الدين شيأ،منكم من ينتظر المهدي المنقد واخرون الخليفة السا دس انتم اقل من شعراء في هوامش الحضارات هائمون ،انتم ظاهرة صوتية ،

  • قاهرالصوفاعاشق سوسو فقط
    الإثنين 29 يوليوز 2013 - 01:09

    ما كذبتيش اسي يونس فعلا العجاءب الغراءب لي معقول منبوذ و لمخلوض مطلوب و رغم هذا او ذاك الصحة و السلامة و ستر و عروسا مليحة زينا ما تكونش محروقا لابد ان ادخل بها الصوفا الخنوع و التملق و التخلويض و عش الزنابر حتى هيا و ما نعرف المتعارف و الملاحظ هكا هو

  • الحقيقة التي نعرفها
    الإثنين 29 يوليوز 2013 - 18:52

    الحقيقة التي نعرفها
    إنتشار وإنتصار الرشوة والظلم والتجويع والفساد بسبب
    غياب وضعف وإنهيار وسقوط الدولة وسلطتها المادية والقانونية والشرعية والمعنوية وهيبتها داخل البلد الذي أصبح بلاد سيبة وتسيب ونهب وسلب وإختلاس وظلم وجور وزور وأصبحت الدولة وموظفوها يشكلون عصابات مافيا مثل القراصنة تعترض طريق المواطنين بالسلاح والنار وتبتزهم وترميهم في السجون.
    – – – – – – – – – –
    عاش الظلم والتجويع والرشوة والفساد والسيبة والتسيب والنهب والسلب والإختلاس والظلم والجور والزور والتلفيق والإذلال

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة