الإعــلام والسلـطــة

الإعــلام والسلـطــة
الأربعاء 31 يوليوز 2013 - 14:57

كيف تتأسس علاقة الإعلام بالسلطة؟ وما هي حدود هذه العلاقة؟ هل طبيعة السلطة بالمغرب تجعل من الإعلام فعلا يمثل السلطة الرابعة؟ أم أن ذلك مجرد خطاب نظري فقط، يقابله في الواقع منطق المنع والخطوط الحمراء والرقابة؟.

معلوم أن الإعلام بمختلف تجلياته أصبح يقوم بدور حيوي وله أهمية خاصة، إلا أنه في بلدنا، بصفة عامة، تبقى صورة الإعلام سلبية إلى حين. ويبقى صوت الإعلام أشبه ما يكون بصيحة في واد. فالسلطات العمومية، مثلا، غالبا ما لا تأخذ بعين الاعتبار ما ينشر ويكتب في الجرائد والمنابر الإعلامية من أخبار وقضايا وتحقيقات، أو أنها قد تعتبر ذلك مجرد أصوات نشازة ومزعجة أو لغو في لغو وكلام محكوم بمنطلقات ما، وكأن الأقلام التي تجعل من الإعلام واجهة لتناول قضايا الناس وهموم المواطن وانشغالات الرأي العام، أقرب ما تكون إلى من يضرب في طبل ممزق.

والواقع أن هناك عدة حالات ونماذج تعكس نظرة الاحتقار والازدراء تجاه الإعلام، رغم أن ﺇيلاء الاهتمام الواجب للسلطة الرابعة هو من باب الديمقراطية وتطور المجتمع وإقرار حرية الصحافة وحق التعبير والرأي.

ولأن الصحافة، غالبا ما تزيل غطاء اللبس على العديد من القضايا وتفضح الواقع وتعري الوضع وتنتقد وتقترح وتطرح وجهات نظر متعددة، فان علاقتها بالسلطة تبقى أقرب إلى صورة العلاقة بين القلم والسيف.

وإذا كان الأمر على هذا الحال، فإن التساؤلات التي تطرح نفسها بهذا الخصوص تتعلق بالجدوى المنتظرة من الإعلام المتهم مسبقا وﺇلى حين، وكذا خلفيات التشكيك التي تواجه بها السلطة الرابعة تجاوزا، ما دمنا لم نصل بعد إلى المستوى الذي يجعل من الإعلام والصحافة مؤسسة قائمة الذات.

إن المقصود هنا ليس أن كل ما ينشر عادة في المنابر الإعلامية هو كلام مطلق أو مقدس أو حقيقة ما بعدها حقيقة، ولكن المقصود هو أنه حان الوقت لتصحيح النظرة وتجسيد رؤية- منظور جديد محكوم بما وصلت العديد من البلدان التي جعلت من الإعلام سلطة فعلية له قدرة التأثير والتواصل مع المجتمع على مستوى تفكيره وسلوكاته وتربيته وخلق/ توجيه الرأي العام، لأن وسائل الإعلام في نهاية المطاف هي قناة من قنوات التواصل والتنشئة الاجتماعية، بشكل أو بأخر، وأداة تربوية ومرآة تعكس رؤية المجتمع وانشغالاته وهمومه وتطلعاته.

ومن هنا، فقد أضحى من الضروري الإقلاع عن التعامل السابق والرؤية التحقيرية التي ظلت مكرسة طيلة المراحل السابقة والتي عادة ما يتم التعامل على أساسها مع صوت الإعلام الذي يؤمن برسالته السامية وأخلاقيات المهنة وضوابط الحس الوطني، بعيدا بذلك عن العقلية الأحادية والمزاجية التي قد تكون أخر ما تفكر فيه أو تتمنى أن نصل إليه، هو اعتبار أهمية ودور الإعلام على مستوى نشر الخبر أو على مستوى انتقاد أوضاع معينة وكشف الحقائق.

إن التغيير يبدأ من هنا. أي من حيث تتحول عقليات السلطات والمسؤولين والمؤسسات إلى ترجمة هذه التطلعات والمطالب والشروط على أرض الواقع.

نتمنى أن ينطلق قطار الديمقراطية الممأسة والواعدة من رد الاعتبار للإعلام كصوت هادف وجاد وحر، ومؤسسات السلطات العمومية هي من صميم المؤسسات التي ينبغي أن تكون السباقة إلى السير في هذا الاتجاه.

‫تعليقات الزوار

2
  • Amdiaz
    الخميس 1 غشت 2013 - 11:49

    عكس ما كان عليه الأمر في الماضي من منع و قهر الاعلاميين و رقابة الاعلام بشكل جاهر يتم الأن ممارسة سياسات أكثر سرية و تفننا .

    الاستراتجية المفضلة هي البلطجة الإعلامية، حيث يتم غرق الأخبار المهمة و الاعلاميين الملتزمين تحت أمواج من الثرثرة الفارغة ، الأحداث المفتعلة و زوابع مصطنعة لصرف أنظار الرأي العام عن القضايا الحساسة.

    القصر وحكومات ما بعد الحسن 2 و البصري اتقنت هذه اللعب و المرواغات في شكل سيطرة المتحدثين و القنوات الرسمية على الاعلام بكلام و صور دون محتوى كاستطلاعات رأي تافهة و مسرحيات سياسية مهزلة كما رأينا بين بن كيران و شباط باسلوبهم البهلواني الفاجر و غضبهم ألمصطنع.

    الأمر صار إلى حد أن اللعبة السياسية كالانتخابات و الحكومات المنصبة مجرد واجهات إعلامية و ديكور اشهاري….زمام الحكم يمسكها القصر و المخزن و البلد يتحكم فيه من وراء كواليسهم المضلمة.

  • REAL PUNISHERلمطهر
    الخميس 1 غشت 2013 - 21:10

    الأمر صار إلى حد أن اللعبة السياسية كالانتخابات و الحكومات المنصبة مجرد واجهات إعلامية و ديكور اشهاري….زمام الحكم يمسكها القصر و المخزن و البلد يتحكم فيه من وراء كواليسهم المضلمة.

    صدق القاءل فعلا مجرد واجهات..

    كاكا شط شطا تشيطا غونج غلمنج اليدين و البطن و قد سبق الاعلام بضرورة الاخد باعتبار دفاتر التحملات العصية على الهضم و لكم فالقرد ة انستي مثل الحقد على حكومة تبحث عن مصلحة البلد الطيب الحبيب و المنطقة العربية برمتها

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 3

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 5

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال