لماذا الاحتجاج ضد إسناد المسؤولية الحكومية لمزوار؟

لماذا الاحتجاج ضد إسناد المسؤولية الحكومية لمزوار؟
الأحد 8 شتنبر 2013 - 13:40

أطلق ناشطون في حركة 20 فبراير شكلا احتجاجيا غير مسبوقا في المغرب عبر صفحة في الموقع الاجتماعي العالمي ” فيسبوك”، يرفضون من خلالها، إسناد أي مسؤولية حكومية لرئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ، صلاح الدين مزوار، في النسخة الثانية من الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، بعد أن تفجرت أزمة الأغلبية الحكومية، بسبب تنفيذ حزب الاستقلال، لقرار مجلسه الوطني القاضي بالانسحاب من الحكومة.

بالنظر إلى المعرفة المسبقة التي تربطني بعدد من الشباب الذين بادروا إلى الإعلان عن هذا الشكل الاحتجاجي، الذي سيكون له، مما لا شك في ذلك، وقعا سياسيا كبيرا على المشاورات السياسية، التي يجريها رئيس الحكومة، عبد الإله ابن كيران، مع رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، صلاح الدين مزوار، من أجل إعلان تشكيلة النسخة الثانية من الحكومة… فإن مبادرة رفض استوزار صلاح الدين مزوار، لا تقف ورائها اعتبارات سياسية أو إديلوجية، كما يمكن للبعض أن يتوهم ذلك، بل هناك أسباب قانونية ودستورية وجيهة هي التي أطرت فكرة الاحتجاج، وسمحت بالإعلان عنها عبر موقع التواصل الاجتماعي، الفايسبوك، في أفق بلورتها على أرض الواقع، بعد الإعلان رسميا عن اسم صلاح الدين مزوار، ضمن التشكيلة الحكومية الثانية، وزيرا للاقتصاد والمالية..

وحتى تكون الأمور اكثر وضوحا في معرفة الأسباب التي بلورت فكرة الاحتجاج، ضد استوزار صلاح الدين مزوار، الذي تطارده لعنة العلاوات، التي كان يتبادلها مع الخازن الوزاري للمملكة، نور الدين بن سودة، بدون أي سند قانوني، وجب التذكير، بأن شباب حركة 20 فبراير، سبق لهم أن رفعوا شعار الشعب يريد إسقاط الفساد والاستبداد مند أن تم الإعلان عن حركتهم في سنة 2011.

لذلك، وبما أن رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، صلاح الدين مزوار، يعد أحد الوجوه السياسية التي أصبحت مطاردة بلعنة الفساد المالي، بعد أن تفجرت قضية تبادل العلاوات مع الخازن العام للملكة، نور الدين بنسودة، فإن مبادرة الاحتجاج على إسناد منصب حكومي للرجل في النسخة الثانية من حكومة عبد الإله ابن كيران، يظل أمرا مشروعا بالنسبة للفعاليات الشبابية والمدنية والحقوقية، من أجل المساهمة في تحصين مفهوم دولة الحق والقانون، وتكريس عدم الإفلات من العقاب، وربط المسؤولية بالمحاسبة.

مبادرة الاحتجاج على إسناد منصب حكومي لصلاح الدين مزوار، مبادرة مستحسنة، في إطار التدافع السياسي الذي تستلزمه ضرورة تحصين الخيار الديمقراطي في البلاد، لذلك، لا ينبغي تفسيرهده المبادرة، على أنها عداء للأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار أو للحزب الذي ينتمي إليه.

فعل الاحتجاج على إسناد مسؤولية حكومية لمسؤول حزبي تطارده لعنة المجتمع المدني، ووضعت ضده شكايات أمام القضاء، تتهمه بتبديد أموال عمومية واختلاسها، فعل له مبرراته الحقوقية والقانونية والدستورية التي لا ينبغي تجاهلها. كما أنه فعل يوجه رسائل لعدد من المؤسسات الدستورية، التي تتداخل مسؤولياتها، في مسلسل التشكيل الحكومي، كما هو مبين في الفصل 47 من دستور فاتح يوليوز 2011.

الاحتجاج ضد إسناد أي مسؤولية حكومية لصلاح الدين مزوار، لا ينبغي تحزيبه أو أدلجته، ما دام أنه فعل نضالي نبيل، نابع من إيمان عدد من الفعاليات المدنية والشبابية والحقوقية الغيورة على مستقبل هذا الوطن، بضرورة محاربة الفساد، وربط المسؤولية بالمحاسبة، وتكريس مبدأ عدم الإفلات من العقاب، ورفض كل أشكال الحماية والحصانة للمفسدين.

يمكن أن تكون هناك التقائية لمبادرة الشباب المحتج، مع رغبات وطموح بعض الأحزاب المتربصة بالبيجيدي أو بالتجمع الوطني للأحرار أو بالعمل الحكومي ككل، لكن، وهذا هو المهم، أن فكرة الاحتجاج تحكمها منطلقات حقوقية ودستورية نبيلة لا مجال فيها لتصفية الحسابات السياسوية والاديلوجوية على ما أعتقد.

صلاح الدين مزوار، شخصية مغربية عمومية، تقلدت مناصب حكومية، ولها مسؤوليات سياسية على رأس حزب سياسي. كما أنه متورط في ملف له علاقة بتبديد واختلاس المال العام. لذلك، فان رفض استوزاره في حكومة ابن كيران في صيغتها الثانية، أمر مفيد للخيار الديمقراطي، وغرضه الأساس هو تخليق الممارسة السياسة، وتكريس عدم الإفلات من العقاب، وتنزيل المبدأ الدستوري القاضي بربط المسؤولية بالمحاسبة، ورد الاعتبار للمال العام وتعزيز مكانة القانون وسموه، وليس تقديم هدية مجانية لحزب العدالة والتنمية، أو لغريمه السياسي الأصالة والمعاصرة، كما يمكن للبعض أن يعتقد ذلك متسرعا.

الاحتجاج ضد استوزار مزوار اختبار ديمقراطي لم تعد فيه المبادرة السياسية تقتصر على الوسائط السياسية التقليدية …

‫تعليقات الزوار

7
  • إسمنت مزور للترميم
    الأحد 8 شتنبر 2013 - 15:14

    لو كانت الامور تمشي وفق المنطق الحداثي الديموقراطي لكان مزوار قد عزل من حزبه على إثر فضيحة العلاوات ولانتهى مساره السياسي (أنظر مثلا حالة الوزير الفرنسي الذي ظهر أن له حساب سري بسويسرا). لكن بما أنه لازال زعيما لحزب ورئيس الحكومة يتفاوض معه لتشكيل لترميم الحكومة… فماذا يعني هذا؟ يعني أن بنكيران يعطي الشرعية للفساد وباغي يرمم حكومته باش ما جاب الله واخا بإسمنت مزور ومغشوش.

  • AnteYankees
    الأحد 8 شتنبر 2013 - 15:28

    Le mariage avec une adultère ne peut donner que des délinquants de mauvaises réputations ; si ce n'est pas la participation à l'éclatement prévisible d'un foyer qui s'est construit sur l'impureté depuis son départ. fin

  • Bihi
    الأحد 8 شتنبر 2013 - 16:06

    Merci, bien dit, dans les pays démocratiques, toute .soupçon tien peut éliminer des candidat aux élections. la gestion de l'état nécessite la responsabilité et l'honnêteté ,

  • يوسف
    الأحد 8 شتنبر 2013 - 21:05

    إذا جارينا هذا المنطق سيعرف المنطق دوامة من الاحتجاجات التي سوف لن تنتهي ولايجني منها المغرب فائدة وستكون مضيعة للوقت وهدر للزمن من ضد من؟ الكل متهم………………..

  • محند
    الأحد 8 شتنبر 2013 - 21:30

    مبادرة شباب العدالة والتنمية للاحتجاج ورفض اسناد اي مسؤولية حكومية لصلاح الدين مزوار مبادرة شجاعة وتعبرعن وعيهم بان العمل السياسي يجب ان يكون مرتبطا باخلاق عالية وخاصة لزعماء العدالة والتنمية الذين يعتمدون على الدين كمرجعية للعمل السياسي ويدعون بانهم لديهم ايادي نظيفة. ولكن يبدو بان زعماء حزب العدالة والتنمية وعلى رءسهم رءيس الحكومة السيد بن كيران قاموا بفصل الاخلاق عن العمل السياسي وربما تاثروا بالمفكر الايطالي "ميكيافيلي" عندما قرؤوا كتابه "الامير". لهذا فتراهم يرممون ويرقعون الحكومة بمن اتهموه بالامس باختلاس الاموال العامة لاجل تحقيق غايتهم وهي البقاء على الكراسي والمصلحة الحزبية والجماعية. اضافة الى مقولتهم الشهيرة "عفى الله عمى سلف" تراهم يستعينوا بالمقولة"الغاية تبرر الوسيلة". كيف يمكن للمواطن العاقل ان يثق في هؤلاء الزعماء السياسيين? وكيف يمكن لحكومة بنسختها الثانية ان تحارب الفساد والمفسدين وفي نواتها الفساد بعينه وتمساح بانياب فتاكة? اذا استمر حزب العدالة والتنمية على هذا النهج سيفقد مصداقيته ويصبح مصيره كمصير الاحزاب الاخرى التي ه;;;;. انها قمة الغباء والغرور!

  • العابدين
    الأحد 8 شتنبر 2013 - 23:14

    lمن قال لك ياعزيزي ان مبادرة الشباب سيكون لها وقع على استوزار مزوار. يبدو لي انك خارج التغطية.مادام أن مزوار ليس من جماعة رابعة العدوية.

  • محمد أيوب
    الإثنين 9 شتنبر 2013 - 00:10

    أية شجاعة هذا ياهذا؟
    "بادرة شباب العدالة والتنمية للاحتجاج ورفض اسناد اي مسؤولية حكومية لصلاح الدين مزوار مبادرة شجاعة وتعبرعن وعيهم بان العمل السياسي يجب ان يكون مرتبطا باخلاق عالية وخاصة لزعماء العدالة والتنمية…".لو كانوا شجعانا حقا لطالبوا بالخروج من الحكومة منذ أن بدأ رئيسها يشتكي من عرقلة عملة من طرف التماسيح والعفاريت ومنذ قضية العفو عن مغتصب الطفال وقبلها صفعة دفاتر التحملات وقضية مديرة الأخبار بالدوزيم وما الى ذلك من القضايا التي أبان فيها حزب المصباح عن فشله الذريع في محاربة الفساد والفاسدين…التحالف مع حزب الحرار ما هو الا موقف آخر يبين لكل من لا زال غافلا بأنه لا توجد ديموقراطية حقيقية في هذا البلد…بل ما يوجد هو ما يريده المخزن…ولعل تصريحات السيد القادري رئيس ما كا يسمى بالحزب الوطني الديموقراطي-وهو أحد أبناء المخزن بامتياز-حول التعليمات التي كانت تعطى لتأسيس الأحزاب وتوزيع المقاعد خير دليل لمن كانت لخ ذرة من شك في كون ان المخزن هو اللاعب الرئيسي والوحيد..لقد رفع المحتجون صور الهمة والماجدي باعتبارهما من رموز الفساد:فهل حصل لهذين الشخصين أمر ما؟ابدا..بل تمت تزكيتهما.

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 6

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس